حياة شهيد المحراب وذكرى الاستشهاد
حياة شهيد المحراب وذكرى الاستشهاد
يمني برس- بقلم – رؤى الحمزي
الكعبة أقدس وأطهر مكان على وجه الأرض والمحراب أعظم مكان للصلاة وكلاهُما اختصّ بِهمُا أميرُ المؤمنين دونَ سواه من خلقه فهل من مُشكِكٍ في أمره؟! سيّدُ الاطهار، إمام الأخيار أميرُ المؤمنين، أبو الشهيدين، قائد الغُر المُحجلين الإمام علي عليه السلام وليدُ الكعبة في الثالث عشر من رجب في السنة الثالثة والعشرون قبل الهجرة زوج فاطمة بنت النبي وابن فاطمة بنت أسد الهاشمي ابن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وعلى آله منذ طفولته لم يعتنق غير الإسلام واتبع رسول الله ودينه
حيدر الألقاب، زوج البتول، سيفه المسلول، وله ثمانية أولاد خليفة رسول الله ووصيه بات في فراشه وهاجر معه أخاه وناصره وصاهره نزلت فيه آيات كثيرة آية المباهلة، وآية التطهير وآية المودة شارك جميع غزوات النبي ماعدا تبوك فقد استخلفّهُ النبي المدينة.
يا له من فضل كبير نزل على هذا العظيم!! حبه الله ورسوله فاعتَبّرهُ النبي: أخ وابن عم وصهر وصاحب وشريك ومستشار إلى أنه وصل لخلافة المسلمين بعد حجةُ الوداع أمر رسول الله أن يتجمع الناس بمكانٍ يُسمى بغدير خم وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو رافع يد علي عليه السلام :” من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهُمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه” ولُقب من بعدها بأمير المؤمنين عليه السلام إنهُ فارس المشارق، والمغارب، أسد الله الغالب، علي ابن أبي طالب، يعسوب الدين (اليعسوب هو من يتواجد في مملكة النحل ولا يوجد إلا يعسوب واحد داخل كل مملكه فَدوره الأمر والنهي، ويجب على سائر النحل إتباعهُ والخضوع له) فسُّميَ الإمام علي باليعسوب ليكون الوحيد أمير للمؤمنين، ويجب على جميع المؤمنين إتباعه زوج الزهراء، أبو الحوراء، خامس أهل الكساء، كان رابع الخُلفاء حدثت ثلاث حروب في فترة حكمهُ معركة الجمل، وصفين، والنهروان سلامٌ على أمير البررة، قاتل الفجرة، قسيم النار، صاحب اللواء، سيد العرب، كاشف الكُرب الهادي، والفاروق الداعي، باب مدينة العلم، وغرة المهاجرين، الكرار غير الفرار .
له( 114) خطبة و(52) رسالة و(3452) حكمة كما ذُكر في الكتب والمراجع وماذا أكتب عنه وعن حياته فلن أبلغ بحروفي مبلغَ مقامه، ولا صفاته إلا أنهُ عجِزَ القول والبوح عنه، وهذا ماهو إلا قطرة من غيث حسَبهُ، ونسبه، علمه، وأدبه، زوجه، وولده الأفضل على الإطلاق فكيف أقول أني قد أوفيت حقه بحروفي هذه الآن ونحن في ذكرى استشهاده، استشهاد أمير المؤمنين المقتول غدراً كان في مسجد الكوفه في محرابه يستعدُ لصلاة الفجر من يوم الجمعة بتاريخ الـ(19)من شهر رمضان من السنة الـ(40) للهجرة فإذ بعبد الرحمن بن ملجم لعنه الله يترصد لقتل الإمام علي فتربص له حتى أصابه بسيفه اللعين وقد قيل أنه كان مسموم فضربة في رأسه الشريف وحينها قال الإمام علي عليه السلام مقولتهُ الشهيرة :” فزت ورب الكعبة” وظل يُعاني من أثر الضربة حتى أسلمة روحهُ الطاهرة إلى بارئها يوم الأحد في الـ(21)من شهر رمضان عن عمر (64) عاماً كما ذكرت الروايات فلعن الله قاتليه وسلام الله عليه.
استشهد في أفضل البيوت بيت الله، وأفضل الأماكن للصلاة مكان المحراب، وخير الشهور شهر رمضان عن أي فضلٍ تتحدثون وعن أي شخص أتحدث! ماذا اُصدرُ عنه من ثناءٍ جميل لست أهلٌ لمدحه، وماذا أقول بجملي للتعبير عن مصاب الأمة وحزن العالمين آنذك وفي ذلك الحين عند وقوع جليل الحادثة إلا سلام الله عليه وجعلنا الله من التابعين له والمواليين لمن والاه والمعادين لمن عاداه.