اليوم الوطني للصمود
اليوم الوطني للصمود
يمني برس بقلم- أم المختار مهدي
في مثل هذا اليوم قبل ٩ أعوام كانت هناك خطط تُحاك من قِبل دويلات الكفر والنفاق، بهدف احتلال اليمن، ونهب ثرواته، وإركاع شعبه وإخضاعه وتحويله إلى شعب نازح لا يملك قرار نفسه.
شُنَّ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في ٢٦ مارس ٢٠١٥م؛ لتحقيق تلك الأهداف العدائية، رسموا خططهم وحلموا بتحقيق مآربهم بأسبوع ثم بإسبوعين، ومدوا الفترة لشهرين، وما آلوا جهداً في تحقيقها : قتلوا النساء والأطفال، هدموا البيوت على روؤس ساكنيها، دمروا البنيات التحتية بكل أنواعها، استهدفوا المستشفيات والطرقات والجسور وصالات العزاء والأعراس والأسواق، ولم تسلم منهم حتى الحيوانات، ونهبوا ثروات اليمن، وحاصروه حصاراً خانقاً، واحتلوا جنوبه، حتى وصل بالمظلومية إلى أقصاها، ولم يسجل التاريخ لها نظيراً.
كل هذا الإجرام الوحشي كان بتخطيط وتنفيذ أمريكي بامتياز، وهذا ليس عجيباً عن أمريكا؛ حيث أنها رأس الشر، ومثيرة الفتن، ومن تسعى في الأرض فساداً، بتمويل سعودي، وجيشٍ عربيٍّ وغربيٍّ؛ بهدف كسر إرادة الشعب اليمني وإركاعه، ولكن سرعان ما باءت مخططاتهم بالفشل، وتحول حلمهم الجميل إلى كابوس فضيع ما حسبوا حساباً له، والأسبوع الذي تغنوا وطربوا ورقصوا فيه امتد إلى عشر سنوات، أمام جهاد الشعب وصموده الأسطوري.
وقف الشعب العظيم وقيادته الحكيمة بكل شموخ وعزة وصبر في مواجهة أعتى وأقسى وأبشع عدوان على وجه الأرض، رغم ضعف إمكانياته وقلة مناصريه، ورغم الصمت المطبق للأمة العربية والإسلامية وللعالم أجمع؛ لأنه تحرك واثقًا بالله، معتمدًا عليه، بحركة كتابه العظيم، صمد وثبت طوال التسع سنوات بجهاد واستبسال الرجال، وصمود وصبر النساء والأطفال، واصل مسيرته وجهاده المقدس وما زال النفير مستمرًا إلى اليوم، والعدوان الذي كان يهدف لإخضاعه واحتلاله تحول إلى فرصة للوحدة ووضع اليد بيد، فصنع الصواريخ والمسيَّرات، وأصبح رقمًا صعبًا يخيف أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.
العدوان رغم فظاعته إلا إنه مثَّل فرصة لبناء يمنٍ جديدٍ عزيزٍ بعيدٍ عن العمالة والوصاية، القرآن الكريم دستوره، وآل البيت قيادته، والعدل والقسط هدفه، وفلسطين قضيته الأولى والأساسية التي يدافع عنها بقوته ودمه، واليوم موقفه هو الموقف الأول والأعظم وقد تصدر المقام الأول في الدفاع والنصرة للشعب الفلسطيني.
واليوم يهتف بكل صدق لغزة بَـ (لستم وحدكم) نحن معكم دماءًا وأرواحّا وقوةً، ودماء شهداء البحر شاهدة، والصواريخ والمسيرات التي تدك تل أبيب شاهدة، والسفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلة المحترقة شاهدة.
نحن الشعب اليمني أفعالنا تسبق أقوالنا، ولنا في تاريخ المواجهة ألف نصرٍ ونصرٍ، لا نهاب المنايا في سبيل الله، الشهادة عشقنا، وتحرير الأقصى هدفنا الأسمى، فلا تراجع ولا ملل، وقائدنا أبا جبريل، ونحن شعب الإيمان والحكمة، أحفاد الأنصار، هيهات الانكسار والخضوع، وبُعدًا للذلة والخنوع منا، بدأت أمريكا بالعدوان علينا ونحن من سننهيه بنهاية إسرائيل بإذن الله.