السيد عبدالملك: ما ارتكبه العدو الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه جرائم رهيبة وبشعة جداً
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، أمس الثلاثاء، أن جرائم العدو الإسرائيلي في مستشفى ومجمع الشفاء الطبي في غزة، وفي محيطة جرائم رهيبة وبشعة جداً.
جاء ذلك في محاضرة السيد الرمضانية الـ19، والتي تحدث فيها عن ( هابيل وقابيل) أبناء آدم عليه السلام وما انتهى إليه أمرهما من القتل.
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي يسحق المعاقين المرضى بجنازير الدبابات، ويقتل الأطفال عمداً، وينزع الأوكسجين الذي يغذي المرضى والأجهزة الطبية التي تساعدهم على استمرار حياتهم عنهم، ويستهدف الأطفال في الحضانة.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يفتخر بقتل الأطفال، و النساء، والتعمد لذلك، فالعدو الإسرائيلي ينشئ مناطق كثيرة هي مناطق الأهالي، ويسميها بمناطق إعدام، ويقتل الناس فيها بكل استهتار، ويقتل العدو من يشاهدونه أنه أعزل و ليس لديه السلاح.
وقال السيد : “لا يخفى ما يفعله أعداء الله الإسرائيليون، أعداء الله وأعداء الإنسانية، ما يفعلونه في فلسطين، منذ بداية احتلالهم لفلسطين: أبشع الممارسات الإجرامية، وحالياً ما يقومون به الآن في قطاع غزة، جرائم رهيبة جداً”، وأضاف: ” يوجد في البشر من هذه النوعية: المجرمة، المستهترة بحياة الناس، فأتى التغليظ لجريمة القتل إلى هذه الدرجة: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، والإعلاء من قيمة الحياة والمحافظة عليها: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
الأشرار هم الخطر على الناس
وأوضح السيد أن من الدروس المهمة المستفادة من قصة أبناء آدم عليه السلام أنه يتوضح لنا أن مصدر المشاكل والشر في المجتمع هم الأشرار، الذين تلوثت نفوسهم بالآفات الخطيرة جداً، المتنافية مع التقوى والإيمان، مثل: الكبر، والحرص، والحسد، والطمع… ونحوها، فهم من يشكلون خطراً على المجتمع، وهم من يصبحون أداةً للشيطان، لافتا إلى أن عادةً أهل الشر، والإجرام، ياولون أن يقدِّموا لأنفسهم صورةً مقبولةً في المجتمع، ويحاولون أن يشوِّهوا غيرهم، من الآخرين الذين هم من يمكن أن يحد من إجرامهم، و شرهم، و خطرهم على المجتمع
وحشية المجتمع الغربي
وأوضح السيد أن في تاريخنا الإسلامي، أثناء هجمة المغول على العالم الإسلامي، جرائم كبيرة ارتكبها المغول فكانوا يبيدون سكان مدن بأكملها، وعندما وصلوا إلى بغداد- وهي آنذاك عاصمة الأمة الإسلامية- قتلوا فيها آنذاك مليون مسلم، قتلوهم من أطفال، ونساء، وكبار، وصغار، إلى درجة أن نهر دجلة تغير إلى اللون الأحمر؛ من كثرة الدماء.
أضف إلى ذلك هجمات الصليبيين في حملاتهم الصليبية الثمان في التاريخ، فقد قتلوا فيها، وأبادوا مئات الآلاف من المسلمين، إضافةً إلى السبي، وما قاموا بسبيه من نساء المسلمين، وأخذهن إلى أوروبا، أما في التاريخ المعاصر من جهة الأوروبيين، فما ارتكبوه من جرائم الإبادة، والقتل، والظلم للشعوب في قارة آسيا، وقارة أفريقيا، وقارة أمريكا اللاتينية، جرائم إبادة للملايين، وأضاف: “أبادوا في الجزائر مليوني جزائري مسلم، من أطفال، ونساء، وكبار، وصغار، أبادوا ثلث الشعب الليبي، ثلث السكان أبادوهم، أبادوا في بقية المجتمعات، في بقية الدول، ما مجموعه ملايين من البشر، قتلوهم وأبادوهم”.
وفي العصر الحديث أوضح السيد أن الجرائم والممارسات السيئة اتسعت جداً، وبإمكانات ضخمة ، فعلى مدى ثلاثة قرون تطوَّرت فيها الوسائل والإمكانات التي يستخدمها الأشرار لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية: قنابل، مدافع، صواريخ، إمكانات يستخدمونها هم لإبادة الناس بشكلٍ جماعي: أطفال، نساء، وكبار، وصغار، ودون أي تفريق، وليس هناك عندهم حدود معينة، ولا ضوابط معينة، ولا أخلاقيات، ولا التزامات… ولا شيء.
إجرام بنو إسرائيل
ولفت السيد إلى أن هناك من الفئات التي هي مصدر شر، وخطر، وإجرام، وتوحش، واستهتار بحياة الناس، هم بنو إسرائيل، الذين عُرِفوا بجرأتهم على سفك الدماء، واستهتارهم بحياة الناس، فهم يحملون نفسية ابن آدم ذاك، الذي يقال عنه أنه قابيل، و يحملون تلك النفسية من الشر، والحقد، والحسد، والكبر، والاستهتار بحياة الناس، والجرأة على سفك الدماء، ومعروفٌ عنهم أنهم من هندسوا الحروب العالمية، التي كان فيها كوارث ومآسٍ رهيبة جداً.
وأكد أن أمريكا برز دورها من الحرب العالمية الثانية، وهي تخضع لتأثير ونفوذ اللوبي اليهودي الصهيوني- أبادت في اليابان ربع مليون إنسان في دقائق، بالقنابل الذرية و استخدمت القنابل الذرية، التي أفتك سلاح للتدمير، والقتل، والإبادة، ضد المدنيين مباشرةً، ليست في جبهات حرب، ولا في اشتباك معارك، بل على رأس المدنيين، في كبريات المدن اليابانية آنذاك.
وقال السيد: “تلك الحالة من التوحش، والإجرام، والاستهتار بحياة البشر، وراءها ثقافة، وراءها تربية سيئة، وينشأ عنها توجهات عدوانية، إجرامية، تبرر فعل كل شيء، من أجل المصالح والمكاسب المادية والسياسية، ولا تتحرج من أي شيء، والغاية عندهم (الغاية السيئة) تبرر الوسيلة السيئة”.
لا بد من الجهاد
وأمام الجرائم الوحشية لقوى الشر فأكد السيد أن الله شرع عقوبات وجزاءات، فجزاء الذين يحاربون الله ورسوله، _ والحرب لله ورسوله هي الحرب على عباده، الظلم لعباده، الاستهتار بحياة عباده، البغي والعدوان على عباد الله، الاضطهاد لعباد الله، والاستباحة لحياتهم، هي الحرب لله ورسوله، الحرب على الله وعلى رسوله – أتى الجزاء الرادع لهم. حيث أتى الحديث عن الجهاد في سبيل الله بعد الحديث عن جريمة القتل ووحشية بني إسرائيل في قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} لأنه لا بدَّ من أن تنشأ، وتبنى، وترتب حالة ردع لمنعهم؛ لأنهم فئات إجرامية، لا تنفع معهم الموعظة، ولا المبادرات، ولا الحوارات، إذا لم يكن هناك ردعٌ فعليٌ بالعقوبة لهم
وأضاف السيد : “عندما نأتي إلى القرآن الكريم، نجد أنَّ الله شرع الجهاد لمواجهة أولئك الأشرار المجرمين، الذين يشكِّلون خطراً على حياة المجتمع، وعلى أمنه، وعلى استقراره، وعلى معيشته، يمارسون البغي، الظلم، العدوان، القتل، الإبادة الجماعية للناس، النهب لحقوقهم، الهتك لأعراضهم، الظلم والاضطهاد لهم… إلى غير ذلك، والله يقول: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} فهي لمواجهة تلك النوعيات التي يقول عنها: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، ما يفعله الإسرائيلي يهلك الحرث والنسل، يدمر الحياة، يدمر كل شيء، يستهدف كل شيء”.