لن تسقط بالتقادم… جرائم العدوان السعودي في مثل هذا اليوم
لن تسقط بالتقادم… جرائم العدوان السعودي في مثل هذا اليوم
يمني برس/
قطع العدوان الأمريكي السعودي شوطاً كبيراً في استهدافه للمدنيين الأبرياء، وكل مقومات الحياة في اليمن، مواصلاً تركيزه على قصف العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة كأهم أهداف حددت في السنوات الأولى من العدوان.
وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:
10مايو 2015.. استهداف منزل القاضي محمد الشرعي بصنعاء بـ 3 غارات
في مثل هذا اليوم 10مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي منزل القاضي محمد الشرعي في حي النهضة بالعاصمة صنعاء، بثلاث غارات.
أسرة القاضي محمد الشرعي كانت على رأس قائمة الأهداف لتحالف الشر في تلك الليلة، حيث انهالت الغارات على سقف المنزل، وحولته إلى رعب وجحيم ونار ودماء، ومع الانفجارات الضخمة فزع الأطفال، وأمهاتهم، وكبارهم وصغارهم، وكل أفراد الأسرة؛ ليجدون أنفسهم تحت الأنقاض، وبين الدمار والغبار والنار.
طيران العدوان لم يغادر سماء صنعاء إلا بعد تصاعد أعمدة الدخان، والغبار والنار إلى عنان السماء، ليهب الأهالي والدفاع المدني نحو ركام منزل القاضي، متسابقين في إخراج النساء والأطفال والكبار العالقين من تحت الأنقاض، ويطفئون النيران المشتعلة، ويسعفون الجرحى ويضمدون الجراحات، ويخففون من الآهات، ويهدؤون من الروعات.
فهذا ينتشل طفل، وآخر يأخذ بيد مسن، وذك يرفع الأحجار، والدمار والركام، وهناك آخرون يرشون المياه ويطفئون الحرائق، فيما عدد من الأهالي ينزحون ليلاً في مشهد جماعي، وعلى غير موعد، تاركين منازلهم خلف ظهورهم، وخشية من أن تكون هدفاً لغارات العدوان في الدقائق والساعات، والأيام المقبلة.
أسفرت غارات العدوان الثلاث عن تدمير المنزل بشكل شبه كلي، وجرح عدد من الأطفال والنساء، وخلق حالة من الفزع والخوف والرعب في حي النهضة، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، وحالة من النزوح الجماعي، وسط ليلة مظلمة وموحشة إلى غير وجهة.
وفي اليوم ذاته استهدف طيران العدوان الأحياء السكنية في شارع صخر بمديرية الوحدة بصنعاء، بعدد من الغارات.
وسط النهار تقصف الأحياء السكينة ويخرج المدنيون بكل عوائلهم نحو الخارج، نازحين إلى قريب هنا، أو صديق هناك، وسيارات المواطنين التي دمرت لم تعينهم في سرعة النزوح والهروب من الغارات الفتاكة، فكان النزوح على الأقدام، وهروباً من القصف.
تضررت بعض المنازل، وأصيب البعض بحالة نفسية بفعل الغارات الحاقدة، التي ألقت حمولتها المتفجرة على شارع صخر والأحياء المجاورة.
هنا امرأة تسقط جنينها قبل موعد ولادته، وأخرى، تجن، وتهرع في الشارع بحثاً عن أطفالها في المدرسة المجاورة، وهنا أب يسحب خلفه طابوراً من الأبناء والبنات في عمر الزهور، وآخر يخرج مع جيرانه فوق سيارة نجت من الدمار.
10مايو 2015.. العدوان يواصل استهداف جامع الإمام الهادي
وفي اليوم ذاته 10 مايو أيار من العام 2015م، واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي غاراته الجوية، المستمرة من اليوم الأول 9 مايو، على جامع الإمام الهادي- عليه السلام- وعلى السوق القديم، والشارع العام وحي مستشفى السلام في مدينة صعدة.
طيران العدوان السعودي الأمريكي كان يحلق فوق سماء المنطقة، ويرصد حركة الحياة، ويتربص بهم الدوائر، ويتحين الفرص، والتوقيت المناسب ليلقي حمولة حقده الدفين.
صواريخ متشظية، وقنابل متفجرة على السقوف والرؤوس، أفزعت النائمين، وحولت ليلتهم ونومهم وسباتهم إلى أرق وفزع ورعب في غير موعد.
هنا صومعة مطلة ومرتفعة في عنان السماء كانت مستمرة في نقل شعائر الأذان والنداء إلى الصلاة، تخر سجوداً، فوق خراب، متراكم بالقرب من مقام الإمام الهادي _عليه السلام_ بفعل غارات العدو، لترتفع مكانها سحب الدخان والغبار، ولهب النيران، وشظايا انفجارات حمولة الطيران المعادي، مختلطة بالدمار.
ويقول شهود عيان إن الجامع تعرض للاستهداف حتى في ظل الحرب الظالمة على صعدة، مؤكدين على تناغم أهداف العدوان مع أهداف النظام السابق، وأن كلاهما لا يراعي القانون الإنساني والدولي الذي يجرم استهداف المعالم الدينية، والأثرية التابعة للدول.
أسفرت غارات العدوان على جامع الإمام الهادي، والأحياء والمنشآت الحكومية المجاورة، عن دمار كبير للحي، وجرح العديد من المدنيين، وإخراج مستشفى السلام عن الخدمة، وخلق حالة من الرعب والخوف والهلع في نفوس المواطنين.
10مايو 2015.. استهداف مدرسة الزهراء بصعدة
وفي اليوم ذاته أيضاً 10 مايو أيار من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي مدرسة الزهراء للبنات في منطقة رحبان بمدينة صعدة.
ألقت طائرات العدوان حمولتها الحاقدة على مدرسة الزهراء، في استهداف واضح وممنهج للمنشآت التعليمة في اليمن، واستهداف الأعيان المدنية، وكل مظاهر الحياة، ومتطلباتها.
مشاهد الدمار في المدرسة عكست أهداف العدوان الساعية إلى إهلاك الحرث والنسل وتدمير البنية التحتية اليمنية، ونشر لوحة مرعبة في كل مكان يتواجد فيها الأطفال، فمن سلم منزلهم من الدمار والاستهداف، ينتقل إلى ركام مدرسة، ومعه الرعب الذي حاول العدو تعمد تعزيزه هنا وهناك.
استهداف مدرسة الزهراء ليس استهدافاً لأحجارها المتراصة، وصفوفها المتلاصقة، وملحقاتها في مكان واحد، بل كان استهداف للوعي والبصيرة، وللحق المشروع في التعليم المقونن، تمهيداً لاحتلال شعب يراد له الجهل والتخلف والعمالة والتبعية العمياء، والاستعباد والاذلال.
10مايو 2018.. استهداف منزل مواطن بصعدة
وفي مثل هذا اليوم من العام 2018، استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي، منزل مواطن بخمس غارات في منطقة آل بيان بمديرة سحار في محافظة صعدة.
منزل أحد المواطنين في سحار كان من الأهداف المدنية للعدوان الذي بدأ يومه بها، محولاً أسرة بكاملها إلى حياة التشرد، والهجرة والنزوح.
ويعد استهداف منازل المواطنين مشهد يتكرر كل يوم، لتعزيز حالة الخوق والهلع ودفع الشعب اليمني إلى اللجوء، والنزوح، واضعاف الجبهة الداخلية والحاضنة المجتمعية للجيش اليمني.
5غارات على منزل واحد لم يكن الأول وليس الأخير، بل تبعه آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها، في مشهد عكس وحشية العدوان، وتواطؤ المجتمع الدولي وتحول القوانين والمواثيق الدولية إلى سلع للتجارة والابتزاز والمتاجرة بمعاناة الشعب اليمني، وغيره من الشعوب عبر المحافل الدولية والمنظمات الحقوقية.
10مايو 2018.. 14 شهيداً وجريحاً في غارات للعدوان على منزل المواطن الريسي بصنعاء
وفي مثل هذا اليوم 10مايو أيار من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي منزل المواطن عبد الله الريسي بعدد من الغارات الجوية في منطقة الأزرقين، بصنعاء.
أسفرت جريمة الإبادة الجماعية عن استشهاد 8 أفراد منهم الزوج وزوجته وبنيتن وأبن ، وآخرين منهم أحد المارة في الطريق العام المجاورة، وجرح 6 آخرين بينهم أطفال ونساء، وتدمير المنزل بالكامل، وعدد من المحال التجارية المجاورة، وحالة الخوف والهلع التي جددت قيم الجهاد والنفير في سبيل الله ، والتحرك الجماعي للشباب والرجال صوب الجبهات.
كانت أسرة الريسي في تلك الليلة، تخلد إلى النوم، وسكون الليل يعم المكان، بهدوء يثير الأنفاس ، فيتسلل صوت تحليق طيران العدوان على منطقة الأزرقين إلى أذان ومسامع من بقي صاحياً، ولم ينم بعد، ولحظة خلفها لحظة، تلقط الطائرة صورة للمنزل ، وتدق بعدها ساعة الصفر ، وتصدر التوجيهات من غرفة العمليات التابعة للعدوان في الرياض، فتسقط الغارات متتالية على أسقف المنزل، ورؤوس ساكنيه، ويرتفع لهيب النار، وبراكين الانفجارات، المتطايرة بالشظايا والدمار والأشلاء والجثامين الممزقة، ويعلو الدمار في السماء مسافته المستحقة، ليعود فوراً ، ركاماً على من بقي في الأسفل، فتهتد أعمدة المنزل إلى نحو الأرض.
هنا المعاناة.. صراخ.. “أنقذونا من تحت الركام”، من غرفة شرقية، وأخرى غربية ووسط المنزل، تنتشل الجثامين، ويتم اسعاف الجرحى، إلى نهار اليوم التالي والجميع يشاركون بكل حماس وإحسان، وخشية من تكرار الجريمة، ومعاودة التحليق.
إنها جريمة إبادة جماعية وفقاً لكل القوانين والمواثيق والشرائع السماوية، حولت أسرة سعيدة بكل أفرادها إلى نعوش متجهة نحو روضات الشهداء، وأسرة في العنايات المركزة في مشافي العاصمة صنعاء.
مشاهد الجريمة عكست وحشية العدو وحقده على الشعب اليمني، ومدى ارتباطه بالقتلة والمجرمين، الغاصبين، ومخططات المستعمرين، معه تواطؤ المجتمع الدولي الصامت، وتخاذل الأمم المتحدة وهيئاتها المتخلية عن القيم، والمقاصد التي أنشأت من أجلها.