موقع “ميدل إيست آي” البريطاني يكشف أسرار خطيرة و خفايا عن الدور الذي تلعبه الامارات والسعودية بعدوانهما على اليمن
يمني برس- متابعات
كشف موقع “ميدل إيست آي” معلومات و تفاصيل عمل المرتزقة في صفوف القوات المسلحة الإماراتية، و عديد من خفايا و أسرار العمليات العسكرية في اليمن، والدور الذي تلعبه الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
و تحت عنوان: “المرتزقة الذين يقودون القوات الإماراتية في اليمن”، قال الموقع: قوات النخبة الإماراتية المنتشرة في اليمن، ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، تخضع لإمرة ضابط استرالي يعمل ضمنها.
و بحسب ترجمة لما ورد في الموقع، نشرته وكالة “خبر” اليمنية، أشار أن ما تم إعلانه رسمياً من قبل الجيش الإماراتي، فإن الضابط الأسترالي المتقاعد مايك هندمارش والبالغ من العمر 59 عاماً، هو قائد الحرس الرئاسي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
و تشير المعلومات التي كشفها “ميدل إيست آي”، أن هندرماش، أشرف شخصياً على تشكيل الحرس الرئاسي في أوائل العام 2010، بعد فترة وجيزة من حصوله على وظيفة في أبوظبي، وتحديداً من مكتب الشيخ محمد بن زايد، تمنحه راتباً يقدر ب 500 ألف دولار أمريكي سنوياً معفاة من الضرائب.
و بحسب تقرير الموقع البريطاني، برزت العديد من الدعوات لمحاكمة قادة التحالف السعودي في اليمن بعد إدانتهم بارتكاب جرائم حرب تطال المدنين في اليمن. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة واضحة على اضطلاع هندرماش بهذه الجرائم، إلا أن العديد من أصابع الاتهام تدور حوله، بحسب التقرير.
و كشف مسؤول خليجي في التحالف السعودي العامل في اليمن، واشترط عدم الكشف عن هويته، أن أغلب تحركات القوات البرية تتم بتوجيهات من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.
و على الرغم من عدم وجود أرقام رسمية توضح كمية الأرقام الحقيقية لجنود التحالف في اليمن، إلا أن أغلب المصادر ترجح أن حوالى 10 آلاف جندي تم إرسالهم إلى اليمن بينهم 1500 جندي إماراتي. للمشاركة في العمليات البرية هناك.
و عمل هندرماش، سابقاً، كمرتزقة في العراق كذلك، وأشرف على الانتقال من قاعدة استراليا الإقليمية إلى الإمارات بعد الانسحاب من العراق، وخلال هذه الفترة قام بالتعامل مع المسؤولين الإماراتيين على أعلى المستويات.
و على الرغم من توليه منصباً حديثاً نسبياً، إلا أن الحكومة الاسترالية أعلنت موافقتها على استقالة هندرماش من منصبه؛ ليتسنى له تولي منصب جديد في قيادة الحرس الرئاسي الإماراتي.
و قال “ميدل إيست آي”: “يبدو أن الدولة تتبع سياسة جلب المواهب والخبرات الخارجية، منذ فترة طويلة وفي أكثر من صعيد، فبحث صغير في المناصب القيادية في القوات المسلحة الإماراتية تجد أن العديد من الضباط الاستراليين يشغلون مناصب قيادية فيها وخاصة ضمن قوات النخبة”. ومن بين هؤلاء الضباط الذين يعملون في أبوظبي الآن، بيتر بوسطن، وهو ضابط مخابرات سابق يعمل منذ العام 2014 مستشاراً لحرس الرئاسة الإماراتي.
هذا بالإضافة إلى سكوت كوريجان، وهو قائد العمليات الخاصة السابق في الجيش الاسترالي، يعمل حالياً كمستشار لحرس الرئاسة منذ العام 2013. بالإضافة إلى كيفن دولان، وستيف نيكولز واللذين يعملان مستشارين رفيعين لحكام أبوظبي وقوات حرس الرئاسة.
و على الرغم من وجود بعض المعلومات عن أعداد العسكرين الاستراليين العاملين ضمن صفوف القوات الإماراتية، إلا أن العدد الرسمي يبقى طي الكتمان، فيما كشفت وسائل إعلام استرالية، أن هناك العشرات من المرتزقة الاستراليين يعملون في القيادة والتدريب وغيرها ضمن القوات الإماراتية.
و في حين يسيطر المرتزقة الاستراليون على مناصب الاستشارة والتوجيه في الحرس الرئاسي الإماراتي، تظهر جنسيات أخرى تعمل ضمن القوات الإماراتية.
المرتزقة الكولومبيون
و يكشف تقرير “ميدل إيست آي”، أن 6 من المرتزقة الكولومبيين وقائدهم الاسترالي، قتلوا في معارك عنيفة جنوب اليمن.
و يرتبط تجنيد الكولومبيين عادة بالإمارات، إذ كشف تقرير لصحيفة نيويوك تايمز الأمريكية في عام 2011، أن القوات الكولومبية شهدت عروضاً للانضمام إلى قوات الإمارات السرية التي تم إنشاؤها إبان انتفاضات الربيع العربي.
و يشير تقرير “ميدل إيست آي”، أنه من غير المعروف ما إذا كان المقاتلون الكولومبيون في اليمن يقاتلون ضمن قوات الحرس الرئاسي الإماراتي، لكنهم مرتبطون بما وصفته “بالقوة السرية” التي أنشئت عام 2011 ويرتبطون مباشرة بمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.
اتحالف مع الإخوان المسلمين
و قال التقرير، إنه لا يوجد أي مؤشر على اقتراب الحرب من نهايتها في اليمن حتى الآن. فمحادثات السلام الأخيرة بين الأطراف اليمنية لم تحرز أي تقدم يذكر، والقتال لا يزال مستمراً على الأرض.
و نقل الموقع البريطاني عن مسؤول خليجي، أن الإمارات بحاجة لبناء تحالفات واقعية على الأرض إذا كانت تريد للقتال في اليمن أن ينتهي قريباً.
و أضاف المسؤول الخليجي، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الإمارات بقدرتها إنهاء الحرب خلال أسبوعين أو ثلاثة إذا قبلت التحالف مع التجمع اليمني للإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. ولكنهم لن يفعلوا ذلك لحساسيتهم المفرطة ضد الإخوان المسلمين.
و ترفض أبوظبي التعاون مع “الإصلاح”، بأي شكل من الأشكال. وتقول مصادر رفيعة، إن الإمارات كانت قد ساعدت سابقاً في استيلاء الحوثيين على صنعاء؛ أملاً في وقف تمدد سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة اليمنية، والحد من انتشار الحركة الإصلاحية، والآن تجد الإمارات نفسها ضحية لأعمالها، بحسب التقرير.
و يضيف المسؤول الخليجي: “لقد حان الوقت للإمارات كي تعطي الأولوية لحياة اليمنيين وتتحالف مع “الإصلاح” ورجاله ضد الحوثيين، هذه الطريقة واضحة جداً لإنهاء المعارك في اليمن”.