18 مايو خلال 9 سنوات… ذاكرة العدوان
18 مايو خلال 9 سنوات… ذاكرة العدوان
يمني برس/
في مثلِ هذا اليومِ 18 مايو أيار من العام 2015م، انتهج العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، سياسةَ الأرض المحروقة في محافظة صعدة، مستهدِفاً منازلَ ومزارعَ وممتلكاتِ المواطنين، والمنشآت الخدمية، والطريق العام بعشرات الغارات الجوية المتتالية.
كما ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي مثل هذا اليوم من العام 2017م، جريمة إبادة جماعة بحق 33 شهيداً وجريحاً باستهداف المحكمة الابتدائية والطريق العام والمحال التجارية بمديرية مقبنة، بمحافظة تعز، وجمرك ميتم بمديرة سبرة في محافظة إب، في العام 2018م، في اليوم ذاته.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم:
18 مايو 2015.. شهيدٌ و3 جرحى في استهداف منزل مواطن بصعدة:
في مثل هذا اليوم 18 مايو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزلَ المواطن جابر صالح سريح، في منطقة الفرع بمديرية كتاف بمحافظة صعدة.
أسفرت الجريمة عن استشهاد طفل وجرح 3 آخرين من أسرة واحدة، وتدمير المنزل، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء في القرى المجاورة.
وفي اليوم ذاته من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منطقة محديدة في مديرية باقم في محافظة صعدة بصواريخ وقنابل محرَّمة دوليًّا.
الصواريخ والقنابل العنقودية المحرمة دوليًّا التي ألقيت على مزارع المواطنين والعاملين فيها من العمال والنساء، تسببت بحرمان المزارعين من الاستفادة من مزارعهم؛ كونها غير آمنة للعمل فيها، وحولتها إلى أرض قاحلة وكمين للموت.
صور ومشاهد القنابل العنقودية والصواريخ المحرمة في مزارع المواطنين تكشف هدف العدوان في استهداف الشعب اليمني، واستهداف كُـلّ مظاهر الحياة، في محاولة لإجبار المواطنين على النزوح واللجوء، وترك منازلهم ومزارعهم، والركون على ما تقدمه المنظمات الأممية من الفتات.
كما استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي في اليوم ذاته 18 مايو من العام 2015م، المجمع الحكومي، والمنشآت الخدمية في محافظة صعدة، أسفرت عن تدمير شبه كلي للبنايات، وملحقاتها، وحالة من الفزع والخوف في نفوس المدنيين المارة في المدينة، وحرمانهم من خدماتها المقدمة.
مبنى قيادة شرطة السير في صعدة الذي كان مُستمرّاً في القيام بواجبه العملي تجاه الشعب تم تدميره بالكامل في مشهد يعكس مدى الحقد الدفين في نفوس العدوّ، وحربه الممنهجة ضد البنية التحتية للشعب اليمني.
شهود عيان أبدوا غضبهم وسخطهم الكبير من استهداف غارات العدوان للمجمع الحكومي؛ كونه من الأعيان المدنية غير العسكرية، والتي تقدم العون في الجانب الأمني، وتنظم حركة السير في المحافظة وطرقها العامة.
المجمع الحكومي وقيادة شرطة النجدة في المحافظة لم تكن مخازناً للأسلحة، ولا لتجمع الجيش اليمني بقدر ما كانت مكاناً يبيت فيه رجال الأمن، وشرطة السير، بداخله بطانيات وفرش بعض السيارات.
استهداف العدوان للبنى التحتية والمنشآت الخدمية جريمة حرب ضد الإنسانية، واستهداف ممنهج للأعيان المدنية، تستحق ملاحقة قيادات العدوان عبر محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية، وتقديمهم للمحاكمة.
إدارات ومقرات الأمن في محافظة صعدة المدمَّـرة والمستهدَفة لعدة مرات، عكست مستوى فشل العدوان في النيل من أمن الشعب اليمني، وما تحقّقه وزارة الداخلية اليمنية من إنجازات، تبخرت أمامها مخطّطات ومؤامرات العدوّ ومرتزِقته، وتأكيداً على نجاح الجبهة الأمنية من قبل يوم 26 مارس آذار.
15 غارة دمّـرت البنية التحتية للجهة الأمنية في محافظة صعدة، لكنها لم تزد الشعب اليمني ألا قوة وإرادَة وعزيمة وثباتاً، وزادت الأجهزة الأمنية في اليمن ثباتاً وصموداً وقناعة بصوابية تصديه للعدوان ومخطّطاته المستهدفة للجبهة الداخلية.
في الشهور الأولى استهدف العدوان 90 % من إجمالي المؤسّسات الحكومية في محافظة صعدة، عبر غارات كثيفة ومتتابعة، حولتها إلى كومة من الدمار، وأخرجتها عن الخدمة.
وفي اليوم ذاته من العام ذاته وفي المحافظة ذاتها، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل وممتلكات ومزارع المواطنين في منطقة المصاعبة، وبني معاذ بمديرية سحار، والبقع، ومديرية باقم الحدودية بعشرات الغارات الجوية المتتالية.
مشاهد أعمدة الدخان المتصاعدة في سماء صعدة عكست مستوى الوحشية والإجرام لدى العدوّ، بقدر ما أرعبت النساء والعمال في المزارع المجاورة، والمارة في الطريق العام، وأسفرت عن عدد من الجرحى.
هنا جريح مضرج بالدماء، وبجواره عدد من الجرحى على أسرة المستشفى، كان يعمل في ورشة سمكرة سيارات، يقول: “لماذا يستهدفونا ما معنا بنادق ولا نحمل السلاح، ما نحمله هو مطارق حديد نستخدمها في تعديل السيارات وإعادة قوامها، ماذا عملنا بهم، نحن نقصد الله في أعمالنا، لم نقاتل أحداً، لكن العدوان وغاراته علينا هو ما سيجبرنا على قتاله، حمل الصواريخ والبنادق وكل أنواع السلاح، للدفاع عن أنفسنا وأعمالنا وأرزاقنا، والله هو الناصر لعباده الصابرين”.
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي في شهوره الأولى، اعتماد سياسة الأرض المحروقة ضد أبناء محافظة صعدة الحدودية، تمهيداً لاقتحامها، واحتلالها المباشر، واستهداف كُـلّ مظاهر الحياة ومقوماتها وخدماتها الأَسَاسية.
18 مايو 2017.. 23 شهيداً وجريحاً في مجزرة وحشية في مقبنة تعز
وفي اليوم ذاته 18 مايو أيار من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي الطريق العام ومحكمة مقبنة الابتدائية ومحل تغيير زيوت السيارات، في مديرية مقبنة بمحافظة تعز.
أسفرت غارات العدوان على مديرية مقبنة عن 13 شهيداً و10 جرحى بينهم سجناء، واحتراق عدد من السيارات والدراجات النارية في الطريق العام، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين وأصحاب المحال التجارية، وموجة من الغضب والسخط الشعبي تندّد بالجريمة الوحشية للعدوان وأدواته.
هنا جثةٌ متفحمةٌ لصاحب محل تغيير الزيوت، وبجوارها سياراتٌ محترقةٌ بالكامل، وفي المستشفى عدد من الجرحى كانوا بداخل المحكمة الابتدائية، قبل استهدافهم، وهنا دكتور يندّد باستهداف المدنيين.
وتظهر المشاهد جموعاً من المسعفين يحملون بأياديهم وصالاً، وأشلاء لأجساد مختلفة في بطانية واحدة، منها جثة لرجل مسن، وأشلاء لطفل في عمر الزهور.
المسعفون لم يسلموا من الاستهداف، بل عاود طيران العدوان ليستهدف الجرحى والمسعفين لهم، ويرتقي منهم شهداء وجرحى عن قصد وتعمد في قتل وإبادة الشعب اليمني.
صرخات الجرحى في المستشفى واستمرار تصاعد الدخان من السيارات المحترقة في الطريق العام، ودمار بوابة محكمة مقبنة الابتدائية، مشهد يجسد أهداف العدوان في إبادة الشعب اليمني واستهداف منشآته الخدمية، والأعيان المدنية، دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية المجرمة لأهداف كهذه.
3 غارات متتالية على مبنى محكمة مقبنة الابتدائية، التي تمارس عملها اليومي في حَـلّ مشاكل الموطنين، وليس لها أية علاقة بالجوانب العسكرية، بقدر ما هي منشأة مدنية، تقيم العدل والقسط بين أبناء المديرية، وبداخلها عدد من السجناء الذين حولتهم الغارات إلى شهداء وجرحى قبل صدور الأحكام بحقهم.
جريمة مقبنة واستهداف المنشآت المدنية فيها من قبل طيران العدوان، لم تكن الأولى، وليست الأخيرة، بل سبقها ولحقها عشرات الجرائم بحق المدنيين والأعيان المدنية، خلال 9 سنوات من العدوان على اليمن.
18 مايو 2019.. جرحى وخسائرُ مادية في استهداف جمرك ميتم بإب:
في مثل هذا اليوم 18 مايو أيار من العام 2019م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جمرك ميتم في مديرية السبرة، بمحافظة إب.
أسفرت الغارات عن عدد من الجرحى من سائقي القاطرات، وشاحنات النقل، وعدد من رجال الأمن، وخسائر مادية في الشاحنات، والسيارات، والبضائع المحمولة عليها.
استهداف بضائع الشعب اليمني ومواده الغذائية والدوائية في جمرك الميتم ليس هو الاستهداف الوحيد من هذا النوع، بل سبقه ولحقه عشرات الاستهدافات خلال 9 أعوام من العدوان والحصار على الشعب اليمني، في محاولة فاشلة لإذلاله وإخضاعه.
منطقة الميتم بما فيها من محال تجارية وخدمية، ومسجد، ومكتب جمركي، وبضائع على شاحنات النقل، حولتها غارات العدوان إلى أهداف مدنية تحترق وتدمّـر أمام العالم، في مشهد عدواني غاشم، عكس مستوى التوحش السعوديّ الأمريكي وعدم اكتراثه، للقوانين والمواثيق الدولية المجرمة لذلك.
18 مايو 2018.. غارات العدوان تستهدف طريق آل ثابت بصعدة:
وفي اليوم ذاته 18 مايو أيار، من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي الخط العام في آل ثابت بمديرية قطابر بمحافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان على طريق آل ثابت عن جرح مواطنين بحروق وشظايا في أنحاء متفرقة من الجسد، أسعفا على إثرها إلى إحدى مستشفيات صعدة.
الساعة الثامنة والنصف رصد طيران العدوان مرور المواطنين من منطقة قطابر نحو آل ثابت محملين سيارتيهما بالمواد الغذائية التي ينفقان منها على أسرهما، فكانت هدفاً لغاراته الغاشمة التي استهدفت السيارتين بحمولتهن.
في تلك الساعة حوّلت غارات العدوان السيارتَينِ المستهدفتَينِ إلى كتلتَيِن من اللهب، أحرق بشِرَرِه جسدَي السائقين اللذين نجيا بأعجوبة.
وتعمد العدوان استهداف الطريق العام في المناطق الحدودية، وفرض الحصار على إدخَال المواد الغذائية والدوائية، لمضاعفة معاناة الموطنين الصامدين في مواجهته، خلال 9 أعوام متواصلة.