الاقتصاد بالاقتصاد!
الاقتصاد بالاقتصاد!
يمني برس/هاشم شرف الدين/
حذّر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله تعالى – النظام السعودي من المخاطر الجسيمة التي قد تنتج عن انصياعه للإملاءات الأمريكية بالضغط على البنوك في صنعاء. فما الأهداف التي يمكن أن يستهدفها اليمن داخل السعودية؟ الأهداف الاقتصادية تحديداً؟
يمكن لليمن استهداف عدة أهداف اقتصادية داخل السعودية لزعزعة استقرار الاقتصاد السعودي، من خلال التأثير على تصدير النفط عبر شن هجمات على المنشآت الاقتصادية [المصافي والمنشآت البترولية]، وكذلك استهداف ناقلات النفط في المياه الإقليمية، ما يؤدي إلى تقليل إنتاج النفط وزيادة التكاليف الاقتصادية.
كما يمكنه – في مرحلة لاحقة – استهداف البنية التحتية الاقتصادية مثل الطرق والموانئ والجسور والمطارات لإحداث خسائر اقتصادية أكبر.
فما الخسائر التي ستلحق بالسعودية في حال شن اليمن هجوما على المنشآت النفطية وناقلات النفط السعودي ونفّذ تهديده رداً على عدم استجابة النظام السعودي لتحذيراته؟
إذا شنّ اليمن هجوما على منشآت النفط السعودية وناقلات النفط، فإن السعودية قد تتعرض لخسائر كبيرة على عدة مستويات.
قد تشمل هذه الخسائر:
1. خسائر اقتصادية:
تعتبر صناعة النفط السعودية مصدرا رئيسا للدخل الوطني، لذا فإن أي توقف في إنتاج النفط أو تضرر للبنية التحتية سيؤثر سلباً على الاقتصاد السعودي وعلى النطاق الإقليمي والعالمي.
2. تأثير على السوق العالمية للنفط:
قد يؤدي توقف إنتاج النفط السعودي إلى زيادة أسعار النفط عالمياً، مما يؤثر سلباً على الاقتصادات العالمية ويزيد من التوترات الجيوسياسية.
3. تأثير على الثقة الدولية:
قد يؤدي الهجوم على منشآت النفط السعودية إلى تقويض الثقة الدولية في قدرة السعودية على حماية منشآتها الحيوية، مما قد يؤثر على استثماراتها وعلاقاتها الدولية.
4. تصعيد الصراعات الإقليمية:
قد يؤدي الهجوم على منشآت النفط إلى تصعيد المواجهات الإقليمية وزيادة التوترات في المنطقة، مما قد يؤدي إلى مزيد من العنف والصراعات.
5- خسائر سياسية:
سيتأثر الاستقرار السياسي للنظام السعودي جراء الخسائر الكبيرة التي قد تتعرض لها المملكة بسبب الهجمات على منشآت النفط والناقلات النفطية. وقد ينشأ توتر داخلي يؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي، فالخوف من تعطيل إمدادات النفط سيؤدي إلى زيادة الضغط على الحكومة السعودية من قبل الشعب والمجتمع الدولي، مما قد يضعف موقع الحكومة ويؤثر على استقرارها السياسي.
بشكل عام، ستكون الخسائر كبيرة على السعودية وعلى الاقتصاد العالمي في حالة وقوع هجوم على منشآت النفط السعودية.
وبالتالي، بوسع اليمن أن يحول التحدي الأمريكي السعودي إلى فرصة، فالرد اليمني سيكون بمثابة ضغط اقتصادي كبير مقابل على السعودية، وسيكون بمقدور اليمن أن يحقق مكاسب سياسية من خلال زيادة التكاليف والضغط على الحكومة السعودية لقبول مطالبه.
كل الإمكانيات هي بفضل الله سبحانه وتعالى، وخبراتنا – بفضله تعالى – تتراكم وقوتنا تتعاظم.
وإن كنا قد نجحنا – سابقاً – في قصف مصافٍ كبيرة لشركة أرامكو في بقيق و جدة ، ونجحنا – مؤخرا – في استهداف السفن والمدمرات في البحار [الأحمر – العربي – المتوسط] وفي المحيط الهندي، فإننا لقادرون – بعون الله وتوفيقه – على وقف تصدير النفط السعودي بالكامل.
كل هذه الاحتمالات يجب أن يضعها النظام السعودي في الاعتبار، وبالتالي عليه – لكي يتجنب حدوث مثل هذه الخسائر – أن يستجيب بحكمة لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهذا يتطلب موازنةً دقيقة بين الحفاظ على الأمن الوطني وتفادي التصعيد العسكري. وهذا يعني أنه لا بد من الاستجابة وتعزيز الجهود الدبلوماسية والتفاوض بجدية للوصول إلى حل سلمي للنزاع اليمني السعودي من خلال المضي السريع في خارطة الطريق المتوافق عليها.