أولياءُ الشيطان وحروبُهم القذرة.. تاريخ ومواجهة
أولياءُ الشيطان وحروبُهم القذرة.. تاريخ ومواجهة
يمني برس- بقلم د. شعفل عمير
لا تتوقفُ الحروبُ والمواجهاتُ بين الحق والباطل منذ بدأ الله الخلق؛ فعندما خلق اللهُ أبانا آدم -عليه السلام- أعلن إبليسُ الحربَ على سيدنا آدم وعلى ذريته، وهذا كان أول إعلان للحروب، وكان بين طرفين الطرف الأول الشيطان الذي يمثل طرفَ الشر، الطرف الذي عصى الله، طرف المعتدي، والطرف الثاني هو أبونا آدم الذي يمثّل الطرفَ المعتدَى عليه، طرف الخير والسلام؛ فكانت سُنّة الله أن يستمرَّ الطرفُ الأولُ وأتباعُه من الأشرار في محاربة أتباع الخير، ولكل طرف أدواته وأُسلُـوبه في المواجهة؛ فكانت أساليبُ وطُرُقُ الشيطان وأوليائه هي تلك الأساليب القذرة التي نعيشُها الآن؛ فاستخدام محور الشر أساليبَه القذرة لا يعدو عن كونه ترجمةً لتوجيهات كبيرهم الشيطان الرجيم وأساليب حروبه، التي وعد وتوعد بها ذرية آدم عليه السلام.
لا نستغرب أبداً أن يستخدمَ أتباعُ الباطل أساليبَهم القذرة في الحروب؛ لأَنَّ منبع فكرهم قذرٌ في الأَسَاس وشيطاني؛ فعندما نستعرض كُـلَّ حروب أهل الباطل على أهل الحق نجدها فعلاً حروباً قذرة، ليست لها حدود أَو سقوف سواء على المستوى الأخلاقي أَو الإنساني؛ فهم يقتلون الأبرياءَ من النساء والأطفال دون رحمة، يستهدفون الإنسانَ والإنسانية.
ويعد هذا الشرُّ كله من الباطل وأتباعه إنما هو امتدادٌ للعدوان على الخير كله منذ خلق الله سيدنا آدم، مُرورًا بكل الحقب الزمنية، وُصُـولاً إلى مظلومية بيت النبوّة وما وقع فيها من ظلم وقتل للكبار والصغار، وهكذا يستمرُّ الباطل وأتباعُه في حروبهم القذرة؛ فما نُشاهِدُه في اليمن وغزة يعد امتدادًا لأدوات الشيطان في الأرض، وهنا يجبُ أن نحمدَ الله على أننا لم نكن من أدوات الشيطان، وأن اللهَ أنعم علينا بأننا ممن أوكل الله إليهم مقاومة الباطل وأتباعه.
عندما نعلم بأن أهلَ الباطل هم أدواتٌ ينفِّذُ بها الشيطانُ وعيدَه ضد ذرية آدم، يجب أَلَّا نستبعد أن يستخدمَ أعداءُ الله أي أُسلُـوب قذر في حروبهم مع أهل الحق؛ فحين نسمعُ بأن تحالف العدوان يريدُ نقل البنوك إلى عدن سعياً منه لإلحاق أكبر الضرر بالإنسان اليمني فهذا شيءٌ محتمل وطبيعي؛ لأَنَّه من أعمال الشر التي يأمرُ بها وليُّهم الشيطان الرجيم، وعندما نسمع بأن مسؤولًا أمريكيًّا يقول: إن الكيانَ الصهيوني لم يرتكب جرائمَ حرب بحق المدنيين فهذا أمرٌ طبيعي؛ لأَنَّ هذا الكائن إنما هو نسخةٌ شيطانية يأمر بما يأمره الشيطان وينطقُ بلسانه.
ومن واقع هذه المؤامرات والحروب القذرة يجبُ أن نزداد وعياً، وأن تتطور أدواتنا للمواجهة، وتواكبَ أساليبنا لتكون متناسبةً لمقتضيات ومتطلبات المرحلة، وبما يُبطِلُ طرقَ وأساليبَ أهل الباطل.