الغضب اليمني يلاحق حاملات الطائرات.. ايزنهاور الأمريكية تحت النار
الغضب اليمني يلاحق حاملات الطائرات.. ايزنهاور الأمريكية تحت النار
يمني برس- تقرير- أحمد داوود
عاودت القوات المسلحة اليمنية مساء السبت 1 يونيو 2024م استهداف حاملة الطائرات الأمريكية دوايت ايزنهاور، رداً على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، وعلى مجازر العدو الصهيوني في قطاع غزة.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية مساء السبت عن تنفيذ 6 عمليات عسكرية ضد القطع الحربية الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر، ومنها استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (آيزنهاور) شمال البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ثاني استهداف لهذه الحاملة خلال 24 ساعة فقط.
وكانت واشنطن قد أرسلت بوارجها وقطعها الحربية، وحاملات الطائرات إلى البحر الأحمر، بعد عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر الماضي 2023م، بهدف المساندة الدائمة للكيان المؤقت، حيث حركت أمريكا حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت ايزنهاور، وبرفقتها عدد من المدمرات الحربية “غريفلي” و”ميسون”، في استعراض واضح، ورسائل تهديد لمحور المقاومة لعدم القيام بأي خطوات تساند المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتأتي حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور، على قائمة الأسلحة الأمريكية الاستراتيجية التي تتمركز في البحر الأحمر، فهي تعمل بالطاقة النووية، وتم تشغيلها لأول مرة عام 1977م، وشاركت في عدد من الأحداث التاريخية، منها حرب الخليج في التسعينيات.
ووفقاً لرويترز، فإن ايزنهاور يتواجد على متنها حوالي 5000 بحار، ويمكنها حمل ما يصل إلى 9 أسراب من الطائرات، أي أكثر من 60 طائرة، مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات وطائرات عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وتأتي أهمية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” في عدة جوانب، فمن الناحية العسكرية تعد اليمن أول دولة على مستوى العالم، تعمد إلى مواجهة حاملات الطائرات الأمريكية، واستهدافها، وهي التي لم تعتاد الاستهداف على الإطلاق، رغم أنها شاركت في عدة حروب ومنها العدوان والحصار على العراق في التسعينيات من القرن الماضي، وفي عام 2003.
أما من الناحية الإنسانية، فإن اليمن ومن خلال هذه المواجهة مع العدو الأمريكي، يثبّت معادلة التدخل الإنساني المشروع وفقاً للقانون الدولي، وهو تدخل أصيل لمساندة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني الغاشم، أمام مرأى ومسمع من العالم، أضف إلى ذلك أن هذا الاستهداف يأتي رداً على التمادي الأمريكي البريطاني في العدوان على اليمن.
تعزيز أمن “إسرائيل”
وعبرت القطع البحرية الأمريكية قناة السويس باتجاه البحر الأحمر في 4 نوفمبر2023م، وذلك بعد يومين فقط من إطلاق القوات المسلحة اليمنية صواريخ كروز، وطائرات مسيرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث ادعت القطع الحربية الأمريكية يومها أنها تصدت للصواريخ والطائرات المسيرة.
وتحاول واشنطن تعزيز وجودها في المنطقة، والانتشار في البحار والمحيطات، ضمن استراتيجية كبيرة، تهدف في المقام الأول إلى حماية مصالحها الاستراتيجية، وإلى حماية أمن حليفتها “إسرائيل” التي تعرضت لهزة قوية بعد طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي.
وقبل طوفان الأقصى، أعلن الأسطول الأمريكي الخامس في البحرية الأمريكية في أغسطس الماضي عن وصول أكثر من 3000 جندي أمريكي على متن السفينتين الحربيتين، يو إس إس باتان، ويو إس إس كارتر هول، وقبلها بشهر أعلنت عن قرار نشر قوات إضافية بما في ذلك الآلاف من مشاة البحرية (المارينز) ومقاتلات إف-35 وإف-16بالإضافة إلى المدمرة يو إس إس توماس هاندر، ضمن مخطط أن يكون لهذه القوات الإضافية تواجد دائم في المنطقة.
لكن بعد السابع من أكتوبر أعلن البنتاغون إرسال قوة ضاربة تضم مجموعتين من حاملات الطائرات تحمل كل منهما حوالي 7500 فرد، وسفينتان برمائيتان تابعتان للبحرية، ومجهزتان بآلاف من مشاة البحرية، وعبرتا إلى البحر الأحمر في مطلع نوفمبر الماضي، حيث تنضم إلى مجموعة أيزنهاور الهجومية في البحر الأحمر أربع سفن حربية هي : (باتان، وكارتر هول، وهودنر، وكارني)، كما كشف البنتاغون أن غواصة من طراز أوهايو – وهي سفينة تعمل بالطاقة النووية – عبرت قناة السويس.
متغيرات مفاجئة
وعلى الرغم من الحشد الكبير للقوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، إلا أن الرسائل بالتأكيد لا تقتصر على حماية “إسرائيل” فحسب، أو فرض الهيمنة على المنطقة، إذا أن الهدف العام لواشنطن هو فرض الهيمنة على العالم بأكمله، من خلال السيطرة على البحار والمضائق وغيرها.
ومثلما كان “طوفان الأقصى” مفاجئة للكيان المؤقت وللأمريكيين، وصفعة غير متوقعة، جاءت الأحداث في البحر الأحمر وغيره، لتثبت أن القوات المسلحة اليمنية هي أكبر المفاجآت، من خلال التدخل الشجاع والقوي لمساندة فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة في قطاع غزة، هذا من ناحية، ومن جانب آخر من حيث امتلاك القدرات العسكرية المتطورة التي تشكل هاجساً وقلقاً للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وحتى هذه اللحظة، لم تتمكن واشنطن من معرفة ما يمتلكه اليمن من قدرات حقيقية، كما أنها تقف عاجزة عن المواجهة، ولا تمتلك أي أدوات ضغط على القوات المسلحة اليمنية لإيقاف هذه العمليات، فقد أظهرت القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي صلابة في التمسك بالموقف المساند لغزة، وربط وقف العمليات في البحر الأحمر والهندي وغيره بوقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة، وهو مسنود بتأييد شعبي مليوني، يخرج في مسيرات متواصلة كل جمعة ليعلن تفويضه الكامل لقرارات السيد وفي كل ما يتخذه في هذا الشأن.
لا يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستغير من سياستها تجاه اليمن، بل ستتجه إلى أساليب أخرى، في محاولة لإيقاف المارد اليمني عن غضبه، ومن بين هذه الإجراءات، محاولة اللعب بالورقة الاقتصادية، والإيعاز لأدواتها في المنطقة “النظام السعودي” والمرتزقة اليمنيين للعب هذا الدور، لكن السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- كان صريحاً وواضحاً مع النظام السعودي والأدوات، وقد حذرهم ونصحهم بعدم التورط، وصب الزيت على النار، لأن ذلك يعني المزيد من المشاكل لهم.
تبقى حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور هي الهدف الأبرز أمام القوات المسلحة اليمنية، وهو هدف كان مؤجلاً منذ عدة أشهر، لكن مع تصاعد زخم المرحلة الرابعة من التصعيد، فكل الاحتمالات واردة، فالنيران الآن بدأت تلاحقها، والغضب اليماني لا يهدأ إلا بهدوء غزة كما قال ناطق سرايا القدس “أبو حمزة”، ولذا فإن كل الاحتمالات متوقعة، لكن التصعيد الأمريكي في أي جانب سواء كان عسكرياً، أو اقتصادياً على اليمن سيقابل بتصعيد، وإيقاف العمليات العسكرية اليمنية لن يتم إلا بوقف العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة، وهو شرط تؤكده القيادة الثورية والسياسية في أكثر من مناسبة.
*المسيرة نت.