اطالة امد الحرب بين استراتيجية هزيمة اليمن.. واستراتيجية وقف العدوان عليها!
محمد محمد القالح
استراتيجية العدو هي هزيمة اليمن هزيمة ساحقة ماحقة واذا أمكن استئصال الكيان الوطني لليمن اواستئصال فئات واسعة من اليمنيين فلابأس في ذلك !
وبهزيمة اليمن في هذه الحرب تعتقد السعودية انها ستعيد اليمن الى كنفها من جديد ” بيت الطاعة”عبر اعادة تنصيب أدواتها حكاماً لليمن من ناحية وفرض مشروع تقسيم اليمن (الاقلمة) بقوة الامر الواقع وعبر وجود قوات احتلال او قوات عميلة تحمي هذا التقسيم على الارض وتقصي والى ما شاء الله القوى التي تصدت لمشروعها ورفضت ارتهان اليمن لها وفي مقدمة هذه القوى انصار الله وقوى ثورة ٢١سبتمبر او القبول بهم كحالة طائفية مقابل أطراف طائفية اخرى .
هذه هي الاسترتيجية الحربية بالنسبة للعدو والتي تتمحور حول هزيمة اليمن ومن ثم تحقيق اهداف الارتهان والتمزق والشتات وهي استراتيجة واضحة وتعمل لتحقيقها منذ اليوم الاول من العدوان ومعالمها لا تظهر فقط من طبيعة القصف التدميري والاستئصالي المتواصل على مدار الساعة ولمدة تسعة اشهر متواصلة وحسب ولكن ايضا من خلال التصريحات الواضحة لكل قادة العدوان ووسائل اعلامهم !
ولكن ما هي استراتيجية اليمن الحربية !؟
على خلاف الاستراتيجية السعودية لا يبدو ان استراتيجية اليمن هي هزيمة العدو بل دفعه الى “إيقاف عدوانه” والكف عن التفكير بالغاء كل من لا يعترف بهيمنة السعودية على اليمن بما في ذلك الاعتراف بالمتغيرات الجديدة على الساحة كالاعتراف بانصار الله والمؤتمر كقوى اجتماعية ومكونات سياسية الى جانب مكونات اخرى موالية للسعودية وفقا لاتفاق السلم والشراكة .
هذه الاستراتيجية الحربية اليمنية في مواجهة العدوان السعودي تبدو واضحة من التكتيكات القتالية القائمة على الصمود اولا والتاخر في الرد على العدو ثانيا ثم في التدرج في ايذاء العدو في اراضيه بما لا يشعره بالاذلال او بالضعف رابعا بل وهي استراتيجية واضحة ايضا في تصريحات عشرات القادة السياسيين والذين لا يترددون في كشف هذه الاستراتيجية في كل تصريح من تصريحاتهم “اذا لم يوقف العدو عن عدوانه فسنعمل وسنعمل “والتلويح له مرة بعد مرة بامكانية توقف الرد اذا ما توقف هو عن العدوان وجميعها تعني في احسن الأحوال إفشال اهداف العدو لا هزيمته ودفعه للاعتراف بالقوى الجديدة كأمر واقع لا اخراج اليمن من الارتهان السعودي نهائيا الى الابد.
والحقيقة ان اكتفاء اليمن باستراتيجية وقف العدوان لا هزيمة العدو قد ساهمت بشكل كبير في اطالة امد الحرب من ناحية وفي ارتفاع كلفتها على الجانب اليمني بصورة كبيرة من ناحية اخرى اذ ان السعودية تعتقد وفقا لاستراتيجيتها انها رغم حجم العدوان لم تحقق هدفها بعد في هزيمة اليمن وتمزيقه وتفكيك اواصره من اخلال استستلام ما تسميه مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح ولكنها في نفس الوقت تعتقد انها قادرة على هزيمته من ناحية اخرى ، اي ان استراتيجية اليمن في اقتصارها على وقف الحرب تغري السعودية في مواصلة الحرب لا ايقافها وكلما طالب القائمون على الامر في صنعاء بوقف العدوان والتلويح بقبول اي حل كلما شعرت السعودية انهم اضعف وانهم بحاجة الى مزيد من الضغط ليستسلموا وهكذا.
…ان اليمن امام هذا بحاجة الى تغيير استراتيجيتها في مواجهة العدوان من استراتيجية وقف العدوان بأي ثمن الى استراتيجية هزيمة العدو مهما كانت التضحيات وهي من سيغير المعادلة تماما لصالح اليمن.