هذا الحدث يُثبت أن زوال الكيان سيكون على يد رجال المقاومة
هذا الحدث يُثبت أن زوال الكيان سيكون على يد رجال المقاومة
يمني برس/
من خلال كمينها المُركب والمُحكم الذي استهدف كتيبة “نتساح يهودا” الصهيونية واستمر 26 ساعة في بيت حانون.. أثبتت المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها أن رجالها هم أبطال المرحلة، وأن زوال الكيان الغاصب سيكون على يدهم أو يد أبنائهم، وأنهم شرف الأمة.
ففي مساء الخميس، وعلى قناة الجزيرة القطرية، كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن تفاصيل كمين مُركب نفذه مقاوموها في بيت حانون شمال قطاع غزة، أواخر مايو، واستمر 26 ساعة.
وقال قيادي بالكتائب: إن الكمين نُفذ على ثلاث مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، بعد أن تقدمت قوات العدو الصهيوني نحو بيت حانون وفق المسار الذي توقعه مقاتلو القسام مسبقاً.
ويشار إلى أن جيش العدو كان قد عاد إلى بيت حانون في 22 مايو المنصرم، لكن القسام أعلنت في اليوم ذاته عن تنفيذ كمين مركب استهدف جنوداً صهاينة على مرحلتين، الأولى تفجير عبوة رعدية وإلقاء قنابل يدوية على قوة راجلة، ثم تفجير عبوة شواظ بقوة الإنقاذ، وصولاً إلى قنص ثلاثة جنود صهاينة في المنطقة نفسها، ونشرت صوراً لعملية القنص.
وبدأت العملية فجر الثلاثاء 21 مايو، حين رصد مقاتلو القسام القوات الخاصة الصهيونية من كتيبة “نتساح يهودا” التابعة للواء كفير أثناء تسللهم إلى بيت حانون، ووصولها إلى محيط مدرسة الزراعة شمال المدينة، متقدمة مسافة تتجاوز 1300 متر.
وأوضح قيادي في كتائب القسام، أن قوات العدو تقدمت تحت أعين المقاتلين من المحور الشمالي والشرقي لبيت حانون فجر الثلاثاء، وتمت متابعتها، وخلال المرحلة الأولى من الكمين، فجر مقاتلو القسام عبوات ضد الأفراد في عين نفق قرب جنود العدو، ثم أطلقوا قنابل يدوية على القوة الصهيونية المستهدفة، وحينما تم استدعاء قوة الإنقاذ للمكان، وعند قيامهم بمحاولة الإسعاف تم استهدافهم بعبوة شواظ، وإيقاع باقي القوة بين قتيل وجريح.
وعلى الرغم من انسحاب القوة من المكان، فقد أرسل جيش العدو الصهيوني ضابطاً كبيراً للإشراف على موقع العملية لتعزيز التحرك العسكري في المنطقة.. إلا أنه “تم رصد الضابط المسؤول عن المهمة، وقام المجاهدون باستهدافه ومساعديه في عملية قنص فريدة من نوعها، حيث تمت إصابة جنديين بطلق واحد وألحقهما المقاتلون بالثالث”.. بحسب ما أكده القيادي القسامي.
وبعد ساعات من هذه العملية، تم إجلاء القوات العاملة في المحور، لكن قوات العدو الصهيوني عادت إلى المكان مرة أخرى بعد عدة ساعات، وهو ما علق عليه القيادي بالقسام.. قائلاً: “توقعنا قدوم قوات للعمل في عين النفق، التي استخدمناها لتنفيذ الكمين، فقام المجاهدون بتفخيخ عين النفق”.
وبثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية خاصة بالمرحلة الثالثة من الكمين، والتي تُظهر عملية تفخيخ عين النفق استعداداً لعودة القوات الصهيونية، وهو ما حدث بالفعل ليلة الثلاثاء، إذ وصل جنود العدو إلى عين النفق المفخخ.
وأنزلت قوات العدو الصهيوني روبوتاً مع كاميرا ودخل الجنود إلى عين النفق لتدميره، حيث تم تفجير النفق بمن فيه، ليسحب جيش العدو بعد وقت قليل قواته كافة من كامل محور التقدم ببيت حانون، والانسحاب إلى داخل السياج الحدودي، وفق حديث القيادي بالقسام.
كما بثت القناة صوراً خاصة بعملية إجلاء الجنود الصهاينة القتلى والجرحى من مكان العملية، التي استمرت 26 ساعة متواصلة من الرصد والتفخيخ والاشتباك، وشهدت عمليتي تفجير لعبوات وقنصاً لضابط وجنود.
ويُذكر أن جيش العدو اعترف بمصرع ثلاثة من جنوده يوم 22 مايو الماضي، في المعارك شمال قطاع غزة.. وبذلك ارتفع عدد الجنود الصهاينة الذين أصيبوا بالمعارك البرية في غزة إلى 1895، بحسب ما أعلنه العدو وفق معطياته.
وأشار جيش العدو الصهيوني إلى أن 31 جندياً يتلقون العلاج حالياً وهم بحالة خطيرة، و191 بحالة متوسطة، و40 بحالة طفيفة.
وطبقاً للمعطيات الصهيونية فإن 646 ضابطاً وجندياً قتلوا منذ بداية الحرب في السابع أكتوبر الماضي، بينهم 294 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وعكس الفيديو الذي نشرته كتائب القسام عن كمين بيت حانون القدرة التخطيطية الهائلة لدى المقاومة الفلسطينية والتنفيذ المهاري الدقيق لكافة المراحل التي مر بها، كما كشف بكل وضوح وهن جيش العدو وعدم كفاءة قادته ومنتسبيه.
وشهدت بيت حانون أول توغل لقوات العدو الصهيوني في 27 أكتوبر الماضي، وانتهى بانسحاب القوات الصهيونية من المناطق الشمالية أواخر ديسمبر الماضي، قبل أن يعود للمدينة أربع مرات، حيث دمر أكثر من 80 في المائة من مباني المدينة، سعيا للقضاء على كتائب حماس المقاتلة هناك.
الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أكد من خلال تحليله، أن الكمين المُركب الذي نفذته كتائب القسام في بيت حانون شمال قطاع غزة، “يفوق الخيال وسوف يُدرس لاحقًا بالكليات العليا العسكرية، والوحدات الخاصة الأمريكية والصينية وغيرها”.. مشيراً إلى أن ما جرى من تخطيط قسامي، وما فيه من صبر ورؤية استشرافية للخطوة القادمة أمر يفوق الخيال.
وتحدّث الدويري عن رمزية المكان، حيث بيت حانون الزاوية الشرقية الشمالية لقطاع غزة، والتي تعرضت للقصف المكثف، منذ مساء السابع من أكتوبر الماضي، ودخلتها قوات العدو بريًا، أواخر الشهر ذاته.. لافتاً إلى أنه لا تزال كتيبة بيت حانون -بعد 232 يوماً من التوغل البري الصهيوني- فاعلة وقادرة على ضبط إيقاع المعركة، ولديها قدرة استشرافية لتحديد الخطوات اللاحقة.
وشدد على أن هذه العملية تثبت أيضًا أن شبكة الأنفاق لا تزال المعلومات المتاحة عنها لكافة أجهزة الاستخبارات “محدودة جداً، وضبابية، وضمن الدائرة الرمادية”.
وأشاد مراقبون بعظمة ما حصل في عملية كمين بيت حانون المُركب، وظهور أبو حمزة فياض (قائد كتيبة بيت حانون) وهو يقود المقاتلين بنفسه، مع أن العدو الصهيوني، أعلن أنه تم اغتياله منذ فترة.
الجدير ذكره أن المقاومة الفلسطينية بكل عنفوانها وبعد ثمانية أشهر من الحرب مُستمرة في إلحاق الخسائر بجيش العدو الصهيوني، حيث تتوالى إعلانات فصائل المقاومة الفلسطينية عن استهدافات تُلحق الخسائر بجيش العدو، والتي كان آخرها إعلان كتائب القسام الأربعاء، عن قتل وجرح أكثر من 15 جندياً صهيونياً شرق رفح، في حين أكدت الأحد الماضي أسر وقتل وجرح جنود صهاينة خلال عملية مركبة بعد استدراج جنود لأحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وذلك رغم توقع جيش العدو أن تُضعف المقاومة.
مرزاح العسل