ماذا يعني فضح وكشف ملفات جواسيس المخابرات الامريكية (CIA)..
عبدالفتاح حيدرة
بعد ان تم نشر الملف الخامس من ملفات جواسيس المخابرات الامريكية (CIA) وهم جواسيس الملف الثقافي ، ولان الأمر متعلق بنا نحن معشر من نسمي أنفسنا بالمثقفين والصحفيين والاعلاميين، برأيي لم يعد فضح الأجهزة الأمنية اليمنية لعمل عملاء المخابرات الامريكية ( CIA) عملا أمنيا ومخابراتيا يمنيا بل اصبح عملا إنسانيا يخدم البشرية كلها في العالم كله ، فضح أساليب التجسس الامريكي على البلدان والشعوب وفضح أساليب التجنيد وخسة العمل الدبلوماسي الأمريكي تحت مسمياته الجذابه وهي في الحقيقة تعمل لخراب ودمار وقتل وتمييع وسلب هويات الشعوب والأمم ، وبالتالي فأن الاستماع والتبصر والفهم والادراك لما يتم نشره من اعترافات لخلايا التجسس هذه، يعد أمرا ضروريا وحتميا لإمتلاك سلاح المعرفة والخبرة في عدم التورط باي شكل من الأشكال مع مثل هكذا اعمال ، كما ان هناك بُعد آخر وهو بُعد التمسك بالثقافة القرآنية التي تعني حماية البشرية من أكبر عدو للإنسانية ، وهذا العدو هو الشيطان الذي بات مصدر إلهام للسياسة والدبلوماسية الامريكية والصهيونية..
إن المعرفة القرآنيه هي المعرفة الوحيدة التي تهدينا الطريقة الوحيدة لتنفيذ مشروع التنوير الوحيد لتحصين أنفسنا ومجتمعنا وشعبنا وأمتنا من شرور الامريكان والصهاينة ، وهي المعرفة الوحيدة التي تمنحنا الوعي والبصيرة لنصنع أدواتنا الخاصه ، لبناء دولنا وحكوماتنا وجيشنا وشعوبنا ، بعيدا عن تدخلات خلايا التجسس الامريكية، ولنتمكن من هزيمة مكائد أدوات الإستعمار الامريكية ، وهي المعرفة الوحيدة التي تعلمنا القيم والحكمة لإبتكار أساليبنا الخاصة لمواجهة أعدائنا وخصومنا ، ولنكشف خبث أساليب المتصهين الإستعماري الجديد ..
إن سوء النية في العمل الدبلوماسي والسياسي الامريكي في استخدام الشركات والمنظمات التي تدير العمل الاستخباراتي الامريكي كان حاكما وملكا ورئيسا مشاركا وموقعا ومبصما ومصدقا على كافة الأساليب الامريكية لتدمير الدول والشعوب والأمم ، وها هي اليمن واجهزتها الأمنية و الاعلامية والشعبية تظهرها للعلن وتنشر خباياها وتكشف فداحتها وتنبه لخطورتها ومعرفة خبثها بعد ان دفع الشعب والجيش اليمني ثمن ذلك (دماء وارواح وجوع وقهر وقتل واجرام ) وكل ذلك حتى لا تهان قيم واخلاق الدين والدنيا ، وحتى لا يتم تكريم الفجور والفسوق والدياثه ، وحتى لا يتم نشر ودعم أقوال وافكار ومواقف واعمال الشواذ وسياسيي البلاي استيشن ونجوم اعلانات البيبسي كولا نجمات الملابس الداخليه كما يحدث في مهرجان دبي للتسوق ومهرجانات السعودية التي يديرها ولدا الملك وولد الشيخ ..
إن العملية الأمنية اليمنية ضد عملاء المخابرات الامريكية (CIA) تؤكد لنا والعالم كله انه لا توجد قوة تعادل قوة إنسان مؤمن بربه و بذاته ، ولا توجد قوة يمكنها قهر وهزيمة وإذلال شعب قادر ، وانه لا يوجد نظام شيطاني قادر على حكم شعب إلا برضا نظام هذا الشعب ، وإذا كنا نريد التغيير الحقيقي يجب أن نزرع في وعي ابناء شعبنا فكرة أنه شعب قادر على الامريكي والصهيوني ، فكرة أنه شعب صاحب تاريخ وقيم وعادات وتقاليد بدأت الحضارة وعلمت البشرية ، هذا هو وقود وعي الفرد بذاته والشعب بنفسه ، لكن فكرة أنه شعب غير قادر ، وكسول ، ومصلحي ، وأنه أقل شعوب الأرض معرفة وعلم ، فإن ذلك يعزز ثقافة القبول بالتبعية والإرتهان لأنظمة المخابرات الامريكية القذرة ودول الاستكبار وطواغيت الاستعباد..
ختاما، كن واعيا ، بحقوقك وقوتك ، لا تخدم طاغوتا يقتلك ولا مرتهنا لنظام مخترق يجوعك او تابعا لمنظومة حكم مخترقة تطحنك ، ولا مستسلما لعدو يحتل ويغزي بلدك سياسيا واقتصاديا وزراعيا وثقافيا ، لا تدع أحدا يزرع في نفسك وفي شعبك اليأس و الإحباط لأن ذلك يصب في صالح عدوكم جميعا ، ازرع الوعي و الأمل ، لأن ذلك يعني التغيير كما تريده إرادة شعبك ، لكن اليأس والإحباط يعني بقاء الوضع على ما هو عليه ، ازرعوا الوعي والأمل في الناس ما استطعتم إليه سبيلا من خلال نشر وتداول فضائح جواسيس امريكا ، فضح العمل المخابراتي الامريكي يعني اننا نجعل العالم يعيش بشرف وكرامه وهذه مهمة الأنبياء والصالحين..