في مثل هذا اليوم خلال تسع سنوات… جرائم سعودية لا تسقط بالتقادم
في مثل هذا اليوم خلال تسع سنوات… جرائم سعودية لا تسقط بالتقادم
يمني برس/
واصل العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقة الإمارات، في مثل هذا اليوم 2 يوليو خلال الأعوام 2015م، و2018م، و2019م، استهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين، والبنى التحتية في صنعاء وصعدة والحديدة، بسلسلة غاراته المدمّـرة، وقذائف مدفعية المرتزِقة.
أسفرت غارات العدوان عن 16 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال، و37 جريحاً، وحالات من الخوف والرعب، وموجات من النزوح والتشريد، وتدمير عشرات المنازل، ومدرسة ومعهداً، وفرع المؤسّسة العامة للاتصالات، وتضرر الكثير من ممتلكات ومنازل المواطنين.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
2 يوليو 2015.. 18 شهيداً وجريحاً في استهداف العدوان منازل المواطنين بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 2 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين بحي النهضة في مديرية الثورة بالعاصمة صنعاء بعدد من الغارات.
أسفرت غارات العدوان عن 8 شهداء غالبيتهم من النساء والأطفال و10 جرحى، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وحالة من الخوف والهلع والرعب، وموجة نزوح، وتضرر ممتلكات ومنازل المواطنين في الأحياء المجاورة.
بعد عدد من الساعات والمنقذين يواصلون الحفر وانتشال الجثامين ولا تزال أعمدة الدخان تتصاعد من بين الركام، يظهر أب الأسرة وهو يصرخ باقي معي بنتين تحت الدمار، ويرد عليه المسعفون، هدئ من روعك لقد وجدنا واحدة، وهي في المستشفى، ولا نزال نبحث عن الثانية، يتمتم ويقول باقي طفلي الصغير لم أجده بين الجثث ولا بين الجرحى، ساعدوني يا رجال، يردون عليه: لا تهم نحن في خدمتك، فيعاودون للعمل بجهد أكثر حرصاً ونشاطاً.
ألعاب الأطفال ومقتنياتهم ودفاترهم المدرسية وكتبهم وعلب الألوان والأقلام، مع قطع الكيك، على الدمار شاهدة على وحشية العدوان، كما هي دماؤهم المسفوكة وأرواحهم المستباحة، لعنة في جبين الإنسانية.
يظهر أحد الأهالي المتضررين وهو يتساءل: “هل هذا هو إخراج اليمن من العباءة الإيرانية بقتل الأطفال والرضع والنساء والنائمين تحت أسقف منازلهم، هل هذا هو إعادة الشرعية؟!”.
غارات العدوان وزعت أسرة بكاملها من تحت سقف منزلهم، بين روضة الشهداء، وسقف أحد المستشفيات، فهنا طفل في العناية المشدّدة، لم تسعفه اللحظة للنجاة وانتقل إلى قائمة الشهداء، وبجواره طفلة ورضيع آخر على التنفس الصناعي، عندهم ارتجاج في الدماغ، وأم مضرجة بالدماء، والشظايا على وجهها وفي أطرافها، وبقية جسدها، فيما زوجها بالجوار كسرت أرجله، ويعاني المرض والفقد لبعض أسرته.
كانت هذه الأسرة التي تعول 3 إخوة من بيت العثلة تسكن أحد منازل فرج بن غانم، المستهدف، منذ سنوات، ولم يكن في حسبانها أنها يوماً من الأيّام ستكون هدفاً عسكرياً للعدوان السعوديّ الأمريكي.
جريمة قتل المدنيين في حي النهضة واحدة من آلاف جرائم الحرب المرتكبة بحق الإنسانية في اليمن طوال 9 أعوام، متتالية، في ظل صمت أممي، وتواطؤ مكشوف للمجتمع الدولي ومؤسّساته الإنسانية والحقوقية.
تدمير متعمد للبنية التحتية:
في سياق متصل بصنعاء استهدف العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذ اليوم 2 يوليو تموز من العام 2015م، مبنى فرع المؤسّسة العامة للاتصالات بوادي ظهر مديرية همدان، بعدد من الغارات الغاشمة.
أسفرت عن تدمير المدمّـر للمرة الثالثة منذ بدء العدوان على اليمن، وارتفاع سحب الدخان المتصاعد في سماء المنطقة، تضرر منازل ومزارع وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأهالي، وموجة نزوح من القرى القريبة.
معاودة الاستهداف لمبنى فرع المؤسّسة للمرة الثالثة، يكشف مدى الحرب الاقتصادية الموازية للحرب العسكرية على اليمن منذ الشهور الأولى، ومحاولة زيادة معاناة المواطنين المستفيدين من تلك الخدمات المقدمة، كما هي واحدة من جرائم الحرب مكتملة الأركان بحق الأعيان المدنية والمنشآت المدنية، بحق البنية التحتية للشعب اليمني ومقدراته، منذ 9 أعوام، وتتطلب تحَرّكات أممية لمحاسبة المجرمين، وتقديمهم للعدالة.
2 يوليو 2015.. 11 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمنازل المواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 2 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين، في منطقة الطلح بمديرية سحار.
أسفرت غارات العدوان عن 5 شهداء و6 جرحى، وتدمير منازل المواطنين وأضرار في الممتلكات والمنازل المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وموجة نزوح متجددة إلى غير وجهة.
هنا جثث ممزقة وأشلاء متطايرة ودماء مسفوكة وجرحى يصرخون وأهال يستنجدون بمن يهربون، في ظل غارات متتالية وتحليق متواصل، ودخان متصاعد ونيران وشظايا وانفجارات تهز المنطقة وتملؤها.
عدد من الأسر باتت بلا مأوى، ولن يكون أمامها سوى النزوح إلى القرى المجاورة والكهوف والجبال، بحثاً عن الأمان، وخشية من معاودة طيران العدوان لاستهداف من بقي على قيد الحياة.
في ساعات الصباح تنفس أهالي الطلح في صعدة الموت والدمار والأهوال، وفزعوا تحت أنقاض منازلهم، وأصوات الغارات المتفجرة، هنا جثة شهيد وهناك أشلاء، وبالجوار دماء طفل وأمه مسفوكة وقد فارقا الحياة، مشاهد قاسية تفطر القلوب، وتؤلم العقول والألباب.
يوضح أحد أهالي المنطقة تفاصيل الغارات بقوله: “أول غارة على أحد المنازل، ولف ورجع بالغارة الثانية في المنزل المجاور، وتابع ذلك المسار حتى أكمل تدمير الحارة بكامل منازلها، وارعبوا الأطفال والنساء والكبار والصغار وشاهدنا الجميع يهربون إلى خارج الحارة، هذا يجر أطفاله وآخر يحملهم وذاك ينجو بنفسه، عدو جبان”.
حارة بكاملها هد العدوان منازلها وهجر سكانها، وحولها إلى أشباح وأطلال تثير الرعب والخوف، وتعبر عن قسوة وفجور وغلظة المجرمين.
3 غارات على منزل قائد الشرطة العسكرية:
وفي سياق متصل بمحافظة صعدة، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي في اليوم ذاته 2 يوليو تموز من العام 2015م، منزل قائد الشرطة العسكرية اللواء أمين الحميري، ومنازل مجاورة بحارة الضباط بالمدينة، بثلاث غارات.
أسفرت عن 10 جرحى، ودمار المنازل وتضرر ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والهلع والرعب في نفوس الأهالي، وموجة نزوح من الأحياء المجاورة.
هنا طفلة لم تبلغ الفطام كان الدم ينزل من فمها بعد أن فصلته غارة العدوان عن ثدي أمها، ليكون الدم بديلاً، للحليب، ويكون الخوف والرعب والهلع بديلاً عن الحنان، تظهر وهي محمولة على كتف أحد المسعفين والرعب يعتري وجهها البريء، ونضارتها المفجوعة، كما هي مشاهد الجرحى في قسم طوارئ أحد المستشفيات، واحداً تلو آخر جمعتهم الغارات، بلون الدماء المضرجة لهم والشظايا المخترقة لأجسادهم، والجراحات المؤلمة لجميعهم.
اللواء الحميري يومها، يتغلب على جرحه، وجراح أسرته، ويقول في رسالته للعدوان: “أنتم بقوتكم ونحن بقوة الله، تستهدفون منزل فيه أطفال ونساء، أيها الجبناء، الأيّام والميدان بيننا، لن نهون ولن نلين، وسنظل صامدين في شعبنا وعلى أرضنا، وسنقاتلكم بكل ما أوتينا من بأس وقوة، وحتى يكتب لنا الله النصر أَو الشهادة”.
ويتابع “هدف العدوان إلى 3 تتمثل في التجويع والترويع والتركيع، وممكن لهم ترويع الأطفال والنساء من خلال ما يستخدمونه من قصف وإبادة، وممكن يجوعونا بالحصار، لكنهم لا يستطيعون أن يركعون شعبنا؛ لأَنَّنا لا نركع إلا لله سبحانه وتعالى، حتى نحن اليمنيون في عباداتنا قبل الإسلام، كان اليمانيون يتطلعون إلى عنان السماء ويعبدون الشمس والقمر، ولم يعبدوا الأوثان أَو يركعوا لها، كما كان يعبدها أهل نجد، ولن نركع ولن تخضع مهما طال العدوان والحصار، وصامدون ومنتصرون بإذن الله”.
جريمة استهداف منازل المواطنين بمن فيها واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية للإنسانية في اليمن، مُستمرّة منذ 9 أعوام، في ظل غياب الجهات القانونية والإنسانية ذات العلاقة.
2 يوليو 2018.. 14 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لمدرسة ومنزل ومعهد بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 2 يوليو تموز من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي مدرسة ومعهداً ومنازل المواطنين بمدينتي زبيد والتحيتا محافظة الحديدة، بسلسلة غارات وحشية.
أسفرت غارات العدوان عن 3 شهداء و11 جريحاً، وتدمير عدد من منازل المواطنين وممتلكاتهم ومعهداً ومدرسة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وموجة نزوح متجددة نحو المجهول.
الدماء والأشلاء والجثث، بين الدمار والخراب والغارات المتتالية، وصرخات الأهالي، وهربوهم، ورعبهم، مشاهد قاسية ومؤلمة بحق الأطفال والنساء، والنازحين والمواطنين البسطاء، كما هي مشاهد الجثث والجرحى في صالات الطوارئ بداخل أحد المستشفيات تمزجها صرخات الجرحى وأنينهم، أشد قسوة على القلوب.
إحدى الجثث في كيس قطعتها شظايا الغارة لأوصال مجمعة، وجرحى على الأسرة يصرخون ألماً وخوفاً وحزناً على من يعولون، هنا جريح كان في المدرسة نازح حولته غارات العدوان إلى جثة هامدة أطلقت آخر أنفاسها في العناية المركزية، وبين محاولات الأطباء، لتؤكّـد بأنه ليس كُـلّ نازح من الحرب ينجو من ملاحقة العدوان لقتله.
14 شهيداً وجريحاً من المدنيين جريمة إبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن، وواحدة من وصمات العار في جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية والجنايات الدولية، وكل النشطاء والحقوقيين والمنظمات الإنسانية، على مدى 9 أعوام والعدوان يمارسها وأبشع منها، في ظل ازدواجية المعايير، لتبقى هذه الجريمة وغيرها حقاً مشروعاً وقانونياً للشعب اليمني ولن يسقط الأخذ بحقها مرور الأيّام والشهور الأعوام.
حي 7 يوليو خروقات مُستمرّة وهروب ونزوح متواصل:
وفي سياق متصل بالمحافظة ذاتها، استهدف مرتزِقة العدوّ الإماراتي الأمريكي السعوديّ في مثل هذا اليوم 2 يوليو تموز من العام 2019م، 3 منازل بقذائف المدفعية في حي 7 يوليو السكني.
أسفر القصف المدفعي لمرتزِقة العدوان عن تدمير المنازل المستهدفة وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة لها، وحالة من الذعر والخوف بين الأهالي وموجة من النزوح إلى غير وجهة.
هنا أسرة من 7 أفراد، امرأتين و5 أطفال وسط ظلام الليل ينزحون من الحي، هذه تحمل رضيعها وتلك تأخذ طفلتها وتجر إخوته على حافة الرصيف، والخوف والهلع والرعب يملأ وجوههم المرعوبة، والمكان المظلم.
أحد الأطفال يقول: “كنا نائمين وَإذَا بصوت الانفجار في المنزل وأسقفه وجدرانه ونوافذه تسقط والحريق يعم المكان والمنزل المجاور، ولم يكن لنا من حيلة غير النزوح”.
الدمار والخراب في المنازل والأحياء السكنية مهول، وجموع تنزح تباعاً، هذه أسرة تأخذ ما خف وزنه وغلا ثمنه وتترك منزلها لعبث المرتزِقة وقذائفهم المتواصلة، وأسر أُخرى فقدت عائلها بخروقات سابقة، وبقيت تحت النيران صامدة ترتقب ذات المصير.
أحد الأهالي يقول: “القصف مُستمرّ بمختلق القذائف وبشكل عشوائي، ولا نجد أي مكان ننزح إليه، كيف نترك منازلنا ودورنا، بعضنا لا يملك حق المواصلات، فكيف له أن يدفع إيجار شقة في أية مدينة، خيارنا الصمود”.
سيارة الإطفاء وفريق الدفاع المدني يصلون المكان لإخماد النيران، وعلى الفور يعاود المرتزِقة استهدافهم مرة أُخرى، فسرعان ما غادروا خشية من الاستهداف.
جريمة استهداف المرتزِقة لمنازل المواطنين في حي 7 يوليو السكني، واحدة من آلاف جرائمهم المتكرّرة منذ اتّفاق السويد، الذي ينص على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتحت رقابة أممية، ولكن ذلك لم يجدِ ولم يجد طريقه إلى النور، لتستمر معاناة أهالي مناطق ومديرات الحديدة على خطوط الاشتباك، وتستمر نيران وقذائف وصواريخ وخروقات مرتزِقة الإمارات إلى هذه اللحظة.