كونوا منصفين لله وللتاريخ
كونوا منصفين لله وللتاريخ
يمني برس/سند الصيادي/
كونوا منصفين لله وللتاريخ!
الاصلاح دمر الدولة أو مؤتمر عفاش ، هذه حقيقة بطرفيها معا أو احدهما ، غير ان تحديد وتشخيص الطرف الفاعل في التدمير جدلية خاصة بكم ،و الاتهامات عن تدمير دولتكم المزعومة التي كانت ، عليكم ان تتبادلوها فيما بينكم عتابا أو نقدا أو حرباً ، الأهم ان لا تحشروا ثورة ٢١ سبتمبر ومكوناتها في هذه الاتهامات.
نعلم اننا نتقاطع معكم تماما في كل مفاهيمكم واجندتكم ، ولا زلنا نختلف معكم في النظرة للوطن الذي ننشده وتنشدونه ، كما نختلف معكم فيما اذا كان هناك دولة ام عصابة قبل ٢١ سبتمبر ، لكن وبقليل من الانصاف ، فأن تلك (الدولة – العصابة) أياً كانت ، كنتم انتم مكوناتها وأعمدتها كأحزاب ، أو كجناحات وتكوينات قبلية وعسكرية وسياسية ، لا فرق.
مثلما جمعتكم المصالح والاحقاد والمؤامرات ، فرقتكم الاطماع والتجاذبات الاقليمية والدولية ذاتها التي ظلت تخدمكم طوال الماضي وتساندكم في حروبكم ومؤامراتكم ضد بقية ابناء وطنكم ، وكان سوء المئالات التي بتم عليها اليوم بعد أن اوصلتم اليها البلاد نتيجة طبيعية للبدايات الخبيثة، في كل الاحوال ، وانتم تبكون جميعا على اطلال دولتكم او عصابتكم، كونوا منصفين لانفسكم وللتاريخ ، فأنتم من تآكلت بكم الاحقاد وتجاذبت بكم الاطراف وهدمتم معبدكم وحائط مبكاكم.
لم تأتي سبتمبر الا على ركام احدثتموه ، سوى في عقود توافقكم او في مراحل صراعكم، حاولت الثورة الفتية انتشال وانقاذ ما يمكن انقاذه واعادة ترميم هذا البيت الكبير الذي يحتوينا جميعا ، غير أن المُدمِر غلب الف باني كما يقول المثل الشعبي ، تذكروا ان هذه الثورة الفتية اتت على انقاض دولة وعلى انقاض مؤسسات وعلى انقاض عصابات متناحرة ، لم يبقى من ايجابية يمكن ان تتغنوا بها وبأن الثورة قضت عليها ، أو حتى جاءت وهي لا تزال حاضرة على اعقابكم.
لا تحاولوا اليوم ان تذرفوا دموع التماسيح في محاولة لاستمالة المواطن البسيط الى جانبكم في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية المتردية التي خلفتها سياساتكم في الماضي و هرولتكم الى احضان الاعداء في الخارج ليدمروا ما بقي من اركان وطن، لولا عبثكم وفسادكم و استفرادكم ومؤامراتكم الماضية والحاضرة لما وصل الحال الى ما هو عليه اليوم .
كل هذا الارث الثقيل من التحديات والكوارث والمصاعب و المعاناة ليس الا ارثكم وبضاعتكم ، ولا زلتم تحاولون تكريسه بامعان غريب !، لم تشبعون او تندمون او تصحى ضمائركم، افسدتم علينا الماضي ولا زلتم تمعنون في محاولاتكم اجهاض كل طموح حاضر ومستقبل.
ورغم نواياكم وافعالكم الا ان الثورة قطعت شوطا طويلا وكبيرا من المنجزات والمكاسب والانتصارات ، بات لدينا جيش و أمن قويان منتميان لله والوطن بخلاف جيشكم وامنكم ، وكما نجحت الثورة في بناء هاتين المؤسستين باعجاز وابهار وفي ظروف قاسية و زمن قياسي ، فأن المسار والمسير عازم وماضي على بناء كل المؤسسات بذات الوتيرة.