اليمنيون .. بين التحديات والتطلعات
اليمن الملاذ الآمن الذي يحتضننا ، والقلب الطيب الذي يحتوينا ، والحصن المنيع الذي يحمينا ، اليمن منبع الحضارات ، البلد الذي سطر جيشه أروع البطولات ، وحققوا رغم العدوان والحصار أغلى الانتصارات ، وتمكنوا بقوة الله وتأييده من قهر السعودية والإمارات ، وضربوا للعالم أجمع أجل وأسمى الأمثلة في البذل والتضحيات ، وهم يساندون غزة العزة على مختلف الأصعدة والمسارات ، بالصواريخ البالستية والزوارق المتفجرة والمسيرات ، وبالخروج المليوني الأسبوعي في مختلف الميادين والساحات ، وقفات شعبية وفعاليات ، مسيرات شعبية ومظاهرات ، في كل المدن والمحافظات ، يهتفون بصوت عال هيهات منا الذلة هيهات ، وفي وجه الأمريكي والإسرائيلي يرفعون الصرخات .
تواجه اليمن الميمون الكثير من التحديات ، وتعصف به وتحاصره الأزمات ، بلد معتدى عليه منذ ما يزيد على تسع سنوات ، محاصر من كل الجهات ، تحالف أرعن يشن عليه حربا هي الأقذر في تاريخ الحروب والصراعات ، السعودية والإمارات وإسرائيل والولايات ، تحالفوا ومعهم قطيع المرتزقة من مختلف الدويلات ، قتلوا وجرحوا وأعاقوا وشردوا وجوعوا الملايين من اليمنيين واليمنيات ، قصفوا ودمروا المنازل والمصانع والمنشآت ، تآمروا على اليمن واليمنيين وشنوا عدوانهم الغادر وفرضوا حصارهم الجائر دون أي مبررات ، أعلنوا الحرب على الشعب بنقل البنك وقطع المرتبات ، ونهبوا الموارد والثروات ، رفضوا اليد الممدودة للسلام وأصروا على وضع المزيد من العراقيل والعقبات ، للحيلولة دون الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في مختلف السجون والمعتقلات ، أصروا على التصعيد في مختلف الجبهات ، ورفضوا كل الحلول والمبادرات ، ولم يتعاطوا بإيجابية مع كل ما قدمته سلطة صنعاء من تنازلات ، أعلنوا حرب العملات ، واتخذوا في هذا الجانب الكثير من القرارات ، نزولا عند رغبة الأمريكي والسعودي والإماراتي- والأمريكي بالذات- كل ذلك لأن صنعاء العروبة أعلنت وقوفها إلى جانب أطفال ونساء وشيوخ غزة الذين يرتقون شهداء يوميا بالمئات ، لأن صنعاء تمتلك قيادة متسلحة بالإيمان ، وثقافة القرآن ، قيادة عرفت في مواقفها بالثبات ، قيادة ترى في نصرة غزة من أوجب الواجبات ، وفي مقدمة الأولويات ، مهما كانت المخاطر ، ومهما بلغت التضحيات .
كل هذه التحديات والمدلهمات تواجهها قيادتنا الحكيمة ، و شعبنا الصابر الصامد بكل ثبات ، وهم يرقبون بعين الواثق بالله قرب تحقيق مصاديق ما جاء في القرآن من آيات ، تشير في مضامينها إلى نصر قريب يعز الله به المؤمنين والمستضعفين ، من اليمن ولبنان والعراق أسند بالعمليات ، و من غزة ترفع له الرايات ، وفي الشأن الداخلي عيون السواد الأعظم من اليمنيين شاخصة صوب التغييرات ، ينتظرون بفارغ الصبر انفراجا في الأوضاع ، وحلحلة في القضايا والملفات ، ونقلة نوعية في مختلف المجالات ، وبداية انطلاقة حقيقية لدولة النظام والقانون والمؤسسات ، يتطلعون إلى غد مشرق يحمل في طياته تحقيقا ملموساً لكل أحلامهم والأمنيات ، بعد سنوات عانوا خلالها الكثير من المنغصات ، وتعرضوا للكثير من الامتحانات والصفعات ، وآن الأوان كي يرسموا لوحة جديدة ، ليمن جديد ، يمن مستقل القرار ، لا يقبل بالوصاية والإملاءات ، يمن نفاخر به في صناعة أحدث الصواريخ والطائرات ، والأسلحة والمعدات ، يمن نأكل فيه مما نزرع من مختلف الحبوب والخضروات ، ونلبس من مختلف الملابس المحلية والمنسوجات ، يمن نعلن فيه الاكتفاء الذاتي في كل المجالات ، يمن يشهد في ربوعه الحبيبة ثورة تعليمية رائدة في مختلف المدارس والمعاهد والجامعات ، تعليم يلمس الشعب والوطن ثمار مكاسبه والمخرجات .
اليمنيون كلهم تطلعات إلى واقع جميل في مختلف الدوائر والمصالح الحكومية والمؤسسات ، يتطلعون إلى قضاء عادل يغربل كل القضايا والملفات ، يصدر الأحكام بلا مماطلات ، ويفصل سريعا في الخصومات، ليضع بذلك نهاية للاقتتال والثأرات ، قضاء يعيد الحياة للعدالة بعد الممات، ويتطلعون إلى نقلة نوعية في مجال الخدمات الصحية تعيد ثقة المريض اليمني بالطبيب اليمني ، وتمنح الأول حقه في العلاج المجاني، وتمنح الثاني كافة الحقوق والامتيازات والحوافز والمكافآت ، يتطلعون إلى طرق خالية من الحفر والمطبات ، يتطلعون إلى سد عملاق يستوعب سيول الأمطار المتدفقة على سايلة صنعاء ، يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية، وتغذية المياه الجوفية ، لحوض مائي يهدده الجفاف ، في مدينة تستقطب الكثير من الهجرات من مختلف المدن و المديريات ، يتطلعون لنظام وقانون يسود البلاد ويخضع له الجميع ، لا امتيازات فيه ولا استثناءات ، ولا فوارق ولا طبقات ، الكل في رحابه متساوون في الحقوق والواجبات ، يتطلعون إلى مطار يليق باليمن عامة وصنعاء خاصة يعكس إرث وتاريخ وأصالة وعراقة اليمن ، مطار يستقبل أكبر الطائرات .
مزود بأحدث التقنيات و التجهيزات ، ويتطلعون ويتطلعون ، والأمل يحدوهم بأن تكلل جهود السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله في إصلاح الأوضاع بالنجاح ، وأن يتكاتف معه الجميع لبلوغ مجمل الأماني والغايات ، وتحقيق الأهداف والتطلعات ، ومعانقة المزيد من التحولات والمنجزات المنشودة منذ سنوات .