كربلاء غزة !
كربلاء غزة !
يمني برس/عبدالسلام الطالبي/
ما تمارسُه دولُ الاستكبار والطغيان الصهيوني اليوم في غزةَ ليس ناتجاً عن الصدفة أَو لمُجَـرّد خلاف طرأ وإنما هو نتاج انحراف توارثته البشرية نتيجة جهل وركود جعل من حكام العرب والدول الإسلامية دُمىً لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر. هذا هو واقع اليوم الذي نعيشه للأسف، صمت وجبن يثير الدهشة، والأجساد الفلسطينية في قطاع غزة تتحول إلى أشلاء مبعثرة ومتناثرة ولا من يحرك ساكناً، والله المستعان. ما يقارب أربعين ألف ضحية قتلها العدوّ الإسرائيلي بدم بارد وعلى مرأى ومسمع العالم، جرائم قذرة تعددت في أساليبها، أمعن العدوّ الإسرائيلي ببشاعته في قتل وتشريد وتجويع من نجا منها، والعالم المتفرج كأن ما بيده هو توجيه حالة السخط والتذمر والانزعَـاج من موقف دول محور المقاومة لهذا الصلف الصهيوني الذي يتجاهل هذا الموقف القوي، الذي عز له أن يصمت ليمتد في حضوره وَبسالة موقفه من يمن الإيمان والحكمة ليصل إلى العراق وُصُـولاً إلى لبنان وشجاعة القسام. نعم صواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة تستهدف أماكن تواجد وعتاد وجيش المحتلّ الغاصب الذي لولا الصمت العربي والإسلامي المهين ما كان له أن يتمادى في طغيانه ويستفحل في ظلمه وجبروته ليوصل به الحال إلى ما وصل به اليوم من الظلم والطغيان والاستخفاف كُـلّ ذلك جاء نتيجة الضعف الهزيل في المواقف العربية والإسلامية. قد تكون هذه الجولة هي محطة العدوّ الإسرائيلي الأخيرة بإذن الله فهو في طريقه للتهاوي والسقوط المدوي له ولكل من سانده أَو أعطاه الضوء الأخضر لإكمال مهمته وتحقيق ما يصبو إليه! وعليه أن يراجع حساباته ليكشف عن حجم خسائره في قتلاه وعتاده ومصالحه الاقتصادية. أمريكا نفسها وجدت أنها في هذه المعركة المفصلية خاسرة وأن هيبتها قد انكَسرت بفعل الضربات اليمانية التي طالت أكثر من 160 سفينة عجزت عن تقديم الحماية لها، إضافة إلى تراجع أكبر بارجاتها من مياه البحر الأحمر (آيزنهاور)، وذلك رجح الكفة وكشف عن الواقع المخزي الذي سيؤولون إليه في الأيّام القادمة القريبة بحول الله وقوته، ليتخلص العالم من شر الطغاة والمستكبرين. حقيقة نقولها ونؤكّـد عليها بأنه يؤلمنا كَثيراً ما لحق بإخوتنا الفلسطينيين من المآسي والجراح الأليمة، لكن ثقتنا بالله كبيرة بأن الفرج في طريقه ليرفع الظلم كُـلّ الظلم عن أُولئك المستضعفين الذين تخلى عنهم الغالبية من أمتنا العربية والإسلامية للأسف، لكنها ستحل لعائن الله على الظالمين والساكتين والمتواطئين. وهنا نجدد رفع مواساتنا في الشهر الحرام التي سفك فيه أعداء البشرية “الأمويين” الدماء الطاهرة للإمام الحسين بن علي -عليهما السلام- وأصحابه وأهل بيته، كذلك نذكر إخوتنا الفلسطينيين بعظمة جزاء صبرهم وظلمهم ليكتبوا عند الله من لا يعزب عنه مثقال ذرة شهداء، سعداء، مقبولين عند الله سبحانه وتعالى. والخزي والعار للساكتين والناكثين، والعاقبة للمتقين.