16 يوليو خلال 9 أعوام… جرائم سعودية لا تنسى
16 يوليو خلال 9 أعوام… جرائم سعودية لا تنسى
يمني برس/
واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكيُّ في مثل هذا اليوم 16 يوليو خلال العامَين 2015م، و2018م، استهدافَ الأحياء السكنية والمساجد وسيارات التنقل على الطريق العام، والممتلكات والقرى الحدودية، في محافظة صعدة وصنعاء والحديدة.
أسفرت غارات العدوان وقصفه الصاروخي والمدفعي عن 11 شهيداً و19 جريحاً وحالة من الخوف والرعب والنزوح والتشرد، وتدمير عشرات المنازل، وتضرر جامع الزهراء، وجامعة سبأ، وممتلكات المواطنين.
وفي ما يلي أبرز جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
16 يوليو 2015.. 8 شهداء وجرحى في استهداف غارات العدوان حي الآنسي ومسجد الزهراء بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 16 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، حي الآنسي ومسجد الزهراء جوار جامعة سبأ بأمانة العاصمة صنعاء.
أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة سبعة مواطنين، وحالة من الخوف والهلع في نفوس عشرات الأسر وتضرر عشرات المنازل وجامع الزهراء وجزء من جامعة سبأ، ودمار واسع في ممتلكات وسيارات ومحال المواطنين، وموجة نزوح وتشرد.
هنا الدماء والجراحات والصراخ وبكاء النساء والأطفال، ومن حولهم وفوقهم وبينهم الدمار والخراب، وسيارات مدمّـرة، أبواب مكسرة، نوافذ متساقطة، وجموع الأسر يخرجون من منازلهم، هذا يحمل أثاثه ومدخراته فوق شاحنة وآخر في سيارة نقل وذاك فوق ظهره، الكل يحاول الفرار من الموت والدمار متوجّـهاً صوب الريف طلباً للنجاة.
رأس طفلة ملقى على الأرض قطعته شظية قنبلة أمريكية ضربت عنقها، فيما باقي الجسد دون رأس في مشهد صادم جِـدًّا يعكس مستوى العلاقة الفعلية بين أدوات أمريكا ما يسمى بـ “داعش والقاعدة” التي تحتز الرؤوس على الأرض بشفرات السكاكين، وغاراتها التي تحتز الرؤوس من السماء وتطحن وتمزق الأجساد، وتدفن الأطفال والنساء أحياء تحت أسقف منازلهم.
الدماء تسيل والجرحى يئنون والكل مرعوب وخائف من مصير مجهول ينتظره تحت قصف على مدار الساعة، ومعاناة الأهالي تتضاعف وباتت منازلهم غير صالحة للسكن.
جامع الزهراء حطمت الغارات نوافذه ورفوفه وملأ الدمار باحاته، ودخلت الأتربة وقطع الزجاج والنوافذ إلى سجادات المصلين، في مشهد يؤكّـد تعمد العدوان استهداف دور العبادة، ومحاولة منه لقتل أكبر عدد ممكن في وقت صلاة الظهر.
أحد شهود العيان يقول: “نوصل رسالة للعالم أن هذه هي أهداف العدوان الأحياء السكنية الكثيفة بالسكان والجوامع في أوقات الصلاة، وهذا هو هدفهم لقتل الشعب اليمني، وتدمير مقدراته، فهل هذه هي شرعية الدنبوع، وهل شرعيتهم تكمن في الخراب؟”.
مواطن آخر بدوره يقول: “استهدفوا جامع الزهراء؛ لأَنَّ أي شيء مسمى بغير عقيدتهم يستهدفونه على الفور، مسجد باسم الزهراء، مسجد باسم الحسين؛ أي جامع يحمل رمزًا من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأعلام الهدى يستهدفونه، باتت الحرب اليوم بتنسيق مع اليهود على الدين الإسلامي ومنابعه الصافية”.
استهداف حي الآنسي وجامع الزهراء، هو استهداف متعمد للأعيان المدنية، وجريمة حرب من آلاف جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام.
16 يوليو 2018.. 17 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان للطريق العام ومنازل المواطنين بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 16 يوليو تموز من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن محمد أبو بكر بمدينة زبيد، ومجموعة من السيارات بينها حافلة ركاب على الخط العام بمديرية الجراحي، في محافظة الحديدة.
ففي مديرية زبيد أسفرت غارات العدوان عن 6 شهداء وَ4 جرحى، واحتراق وتدمير المنزل، وتضرر المنازل المجاورة، وحالة من الهلع في صفوف المواطنين، وموجة نزوح متجددة من الحي المستهدف نحو المجهول، ومضاعفة معاناة الأهالي.
هنا الدماء والأشلاء والدمار والخراب والنار والدخان والغبار والتشرد والصراخ والرعب والخوف ورائحة الموت، وصورة الإبادة، والوحشية، والطغيان السعوديّ الأمريكي في اليمن.
منزل محمد أبو بكر دمّـر بالكامل، كما هي عشرات المنازل المجاورة تضررت بشكل كبير، والأهالي في رعب الكل يبحث عن طوق نجاة، ويخشى حلول المصير ذاته على منزله، وأهله، الدخان يتصاعد، والمواطنون يستبسلون في انتشال الجثث وإسعاف الجرحى، ورفع الأنقاض، رغم استمرار التحليق المكثّـف لطيران العدوّ.
10 شهداء وجرحى منهم نساء وأطفال، لهم أهل وأحبه وأقارب، استهدفت الغارات قلبهم ومشاعرهم، وإنسانيتهم وحاولت القضاء على حريتهم، إن استطاعت لذلك سبيلاً، فخلفت معه الحزن واليتم والفقد والفراق، وبذات القدر زرعت قيم الجهاد وحب الاستشهاد، وَنبذ الذل والجبن وتعزيز الإباء والشجاعة والاستبسال.
يعود الجرحى من المشفى بعد شفائهم، لكنهم لم يجدوا منزلاً يأوون إليه ويسكنون فيه، فكان التشرد خياراً وحيداً وضعه العدوان لهم، كما هو مصير آلاف من الأسر اليمنية التي استهدفت منازلها ودمّـرت على رؤوس سكانها.
استهداف المنازل وقتل سكانها داخلها واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي لم يتلفت العالم إليها طوال 9 أعوام من العدوان الغاشم على اليمن.
7 شهداء وجرحى في استهداف العدوان للطريق العام:
وفي استهداف العدوان لعدد من سيارات المواطنين على الخط العام بمديرية الجراحي، أسفرت غاراته عن استشهاد طفل وجرح 6 ركاب، آخرين، وتدمير عدد من السيارات، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المسافرين والمارين من الطريق ذاته، وفي المناطق القريبة من مكان الجريمة.
بعد 3 سنوات و3 أشهر و3 أسابيع من عدوان لم يتوقف يوماً واحداً أَو ساعة واحدة أَو دقيقة واحدة، حلق طيران العدوّ السعوديّ الأمريكي فوق سماء الجراحي مطارداً هدفه بسرعة، الهدف حافلة على الطريق العام كانت تقل مدنيين، فدمّـرت غَارَاته الحافلة وسيارة أُخرى بجوارها، وقتلت طفلًا، وجرحت 6 ركاب، في مشهد بشع يؤكّـد مساعي العدوّ لإبادة الشعب اليمني.
هنا طفل شهيد دمه مسفوك على الأسفلت وبجواره حافلة نقل مدمّـرة، وأُخرى أخرجتها الغارة عن الخدمة، والأهالي المارين من الطريق ذاته أصابهم الرعب لهول الجريمة، وكلّ يتحسس رأسه هل هو في واقع أم في خيال، وهل هذا هو مصيره في الساعات والأيّام القادمة حين يحول عليه الدور؟ أسئلة مبعثرة وأفكار جنونية من خارج المشهد الإنساني باتت تشغل أهالي الحديدة.
أنين شكوى! ربما الصمت أبلغ من الكلام، فحالة الركاب الجرحى في المستشفى، لم تسعفهم على القدرة للحديث، وكلهم آلام وجروح ودماء ملأت ملابسهم المتواضعة، وضرجت وجوههم وأجسادهم، في مشهد وحشي، حرف مسار السفر من الهدف المقصود إلى صالة المستشفى وأسرته وغرفه، فيما وصل خبر الجريمة إلى أهاليهم قبل وصولهم كالصاعقة، على قلوب عشرات الأطفال والنساء والجيران، وعمّ الحزن في منازلهم وإن سلمت.
أحد الجرحى يقول: “كنت في طريقي مع الوالد راجعين من الحسينية، إلى الجراحي، في رحلة علاج شعبي، ندلك للوالد فهو يعاني من جلطة وقالوا إن علاجها التدليك، عند واحد خبرة، وفي الطريق ما بين زبيد والجراحي، سمعت الغارة علينا، وبعدها فورًا أغمي عليّ ما دريت إلا الآن وأنا في المستشفى، ونحن ليس لنا أي ذنب”.
يوصل الطفل الشهيد إلى المستشفى في محاولة لعله يكون في حالة إغماء أَو يمكن إنعاشه بالتنفس الصناعي، لكن دون جدوى، ويقول أحد الحاضرين: “في الغارة الأولى كان لا يزال بخير ولكن الغارة الثانية أفقدته الحياة على الفور”.
استهداف حافلات النقل على الطريق العام تقل الأبرياء واحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني التي ارتكبها العدوان طوال 9 أعوام، في ظل صمت أممي ودولي مستدام.
16 يوليو 2018.. 5 شهداء وجرحى بقصف صاروخي ومدفعي سعوديّ على صعدة:
في مثل هذا اليوم 16 يوليو تموز من العام 2018م، قصف جيش العدوان السعوديّ الأمريكي، ومرتزِقة، مديرية شدا الحدودية محافظة صعدة بالصواريخ والمدفعية.
أسفرت عن استشهاد 3 أطفال وإصابة طفلين آخرين بجروح، وحالة من الخوف الرعب في نفوس الأهالي، وأضرار واسعة في المنازل والمزارع والممتلكات، ووجهة من النزوح والتشرد، نحو المجهول.
وأد الطفولة في اليمن:
طفولة موءودة ودماء مسفوكة، خمسة أطفال كانوا يلعبون، جوار منزلهم الواقع بمديرية شدا الحدودية، أغاظ ذلك العدوّ السعوديّ وجيشه ومرتزِقته، فوجهوا صواريخهم ومدفعيتهم، نحو الهدف، يا ترى ما هو؟ الجواب أطفال، نعم أطفال، يواصل جيش العدوّ الحديث أثناء توجيه السلاح، هذا يقول: “هل نقصفهم، تكون الإجَابَة من الضابط السعوديّ نعم، يتكرّر سؤال آخر، إنهم أطفال، تؤكّـد الإجَابَة ثانياً، وإن كانوا كذلك إنهم من اليمن أقتلهم فورًا، يضغط الجنود على أزرة الإطلاق فتندفع من متارسهم صلية بكاملها صواريخ وقذائف مدفعية على الهدف، وتكون النتيجة 3 أطفال تقطعوا قطعة قطعة، وطفلين جرحا جراح أحدهما بليغة.
على أسرة المشفى طفلان جريحان يصرخ أحدهما، والتنفس الصناعي على وجه فيما شظايا الصاروخ التهمت جمال وجهه وغارت في كل أنحاء جسده، ليس من شدة الألم؛ بل لأَنَّ أخاه الذي كان يلعب معه بجواره جثة لم تعد تتحَرّك، وبات في عداد الشهداء، إنه الحزن من آلم الفراق والوداع المر.
الطفل الآخر كانت جراحه خفيفة لكن بنيته الجسدية تعكس مستوى تأثير حصار العدوان على الشعب اليمني، ومدى معاناته من سوء التغذية.
5 أطفال بين شهيد وجريح ليسوا في حسابات العدوان، مُجَـرّد جريمة كما يصفها، بقدر ما هي إنجاز يستهدف مستقبل اليمن الواعد بجيل القرآن والجهاد والعلم والبأس الشديد، بل هي جريمة حرب تستهدف الفطرة السوية ووصمة عار في جبين المجتمع البشري، والأمم المتحدة وكلّ المنظمات والهيئات الحقوقية، والإنسانية، وقوانين العالم مزدوجة المعايير.
استهداف منازل المواطنين وقتل الطفولة في صعدة جريمة حرب من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمن خلال 9 أعوام.