استهداف “تل أبيب” إنجاز وتطور نوعي للقوات المسلحة اليمنية
استهداف “تل أبيب” إنجاز وتطور نوعي للقوات المسلحة اليمنية
يمني برس/
في عمق العدو الصهيوني “تل أبيب” أحدثت الطائرة اليمنية المسيرة “يافا” انفجارا مدويا زلزل كيان العدو، وأرعب كل الصهاينة المحتلين الجاثمين على صدر مدينة “يافا” الفلسطينية.
العملية التي تعد الأولى بهذا النوع من الطائرات الهجومية الحديثة محلية الصنع، مثلت إنجازا نوعيا للقوات المسلحة اليمنية التي تواصل مفاجأة الجميع بجديد أسلحتها المتطورة ذات المديات الطويلة والعابرة للبحار والمحيطات، والتي لم يسبق أن أظهرتها أو جربتها طيلة السنوات الماضية في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، لكنها استخدمتها لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، وتضامنا مع غزة التي تواجه حرب إبادة إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي غربي.
وبهذا التطور اللافت اعتبر خبراء عسكريون استهداف القوات المسلحة اليمنية قلب مدينة “تل أبيب” بطائرة “يافا” المسيرة أخطر العمليات التي تعرضت لها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، كما أن هذه العملية تمثل تطورا نوعيا يضع الكيان في مأزق.
تحمل هذه العملية من وجهة نظر الخبراء دلالات استخبارية وعملياتية، ولها تأثيراتها الكبيرة في سياق الحرب النفسية، والذي بدا واضحا من خلال الرعب الذي عم الشارع في إسرائيل، واعتراف الكثير من قادته أن إسرائيل لم تعد آمنة بعد اليوم.
للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني تمكنت القوات اليمنية أن تدك مدينة يافا “تل أبيب” بطائرة مسيرة متطورة كشفت النقاب عنها للمرة الأولى، واستطاعت أن تصل إلى هدفها بدقة محدثة انفجارا كبير الحجم.
ووفقا لمراقبين يمثل اختراق الطائرة المسيرة الجديدة أجواء إسرائيل ووصولها إلى هدفها في قلب “تل أبيب” إضافة نوعية للقوات المسلحة اليمنية التي سبق وأن نجحت في استهداف منطقتي إيلات وحيفا.
وكانت هيئة البث العبرية أعلنت عقب الهجوم أن “إسرائيليا قتل وأصيب عشرة إثر طائرة بدون طيار استهدفت منطقة وسط “تل أبيب”، فيما أقرت وسائل إعلام صهيونية أنه ورغم ما يمتلكه الجيش الإسرائيلي من أنظمة دفاعية مكثفة إلا أنه لم ينجح في اعتراض المسيرة، ما دفع العدو لإجراء تحقيق معمّق لمعرفة سبب عدم تحديد موقع الطائرة.
وبشأن التبريرات الواهية التي يسوقها مسؤولو جيش الاحتلال الصهيوني للتغطية على فشلهم في اكتشاف الطائرة أو اعتراضها، أكد مراقبون أن درجة الاستعداد لدى العدو في حالتها القصوى كونه في حالة حرب بما في ذلك منظومات الرادارات والدفاعات الجوية، إلى جانب ما يفرضه من حظر للطيران في قلب تل أبيب، ومع ذلك لم يتمكن من اعتراض الهجوم، ما يجعل من تلك التبريرات مجرد محاولات بائسة للتغطية على حالة العجز والارباك التي أصابت العدو بعد تنفيذ هذه العملية.
لم يعد من مصلحة الكيان الغاصب سوى وقف عدوانه وإنهاء الحصار على غزة مالم فإن تل أبيب ستكون على موعد مع عمليات أكثر إيلاما لم يعهدها الصهاينة من قبل، خصوصا في ظل مخاوف العدو من اتساع دائرة المواجه في الإقليم في ظل تصاعد عمليات الاستهداف من جبهات حزب الله في لبنان والقوات المسلحة اليمنية، والمقاومة الإسلامية في العراق.
يحاول الكيان الصهيوني أن يظهر وكأنه أكثر تماسكا من خلال ما يطلقه من تهديد ووعيد رغم حالة الانهيار الكبير التي يمر بها، في ظل تعهد القوات المسلحة اليمنية بمواصلة الهجمات في حال استمر في حربه العدوانية على قطاع غزة.
ومما يعمق اليأس والقلق الإسرائيلي هو أن القوات الأمريكية التي ظل الكيان يستند إليها في توفير الدعم والحماية عجزت عن مواجهة العمليات العسكرية اليمنية خصوصا بعد فرار حاملة الطائرات “ايزنهاور” مؤخرا هروبا من هجمات الطائرات والصواريخ والزوارق البحرية اليمنية.
وبهذا تكون نظرية الردع الإسرائيلية المزعومة قد كسرت بالفعل وتلاشت معها هيبة جيش العدو الصهيوني الذي ظلت دول العالم ومنها الأنظمة والحكومات العربية تضع لها ألف حساب، وتخون شعوبها ودينها في سبيل أن تثبت الولاء والطاعة لعدو الأمة الكيان الصهيوني.
أما عملاء أمريكا في المنطقة ممن خذلوا الشعب الفلسطيني ووقفوا في صف العدو الصهيوني، وناصبوا الشعب اليمني العداء على خلفية مساندته لغزة، فقد كان لعملية “يافا” وقعها الأشد عليهم، إذ لم يخطر ببالهم يوما أن تحقق قوات صنعاء هذا المستوى المتقدم وصولا إلى تهديد قلب الكيان الصهيوني وعمقه الاستراتيجي “تل أبيب”، فكيف سيكون الحال بالنسبة إلى مدنهم وعواصمهم التي تعد أكثر قربا من صنعاء.
وحظيت هذه العملية التي جاءت في إطار تنفيذ الوعد الصادق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في تصعيد العمل العسكري ضد الكيان الصهيوني حتى يوقف عدوانه على غزة، بتأييد رسمي وشعبي وإقليمي واسع النطاق.
فإلى جانب بيانات المباركة والتأييد من كافة الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، باركت المسيرات المليونية التي شهدتها العاصمة صنعاء وعموم المحافظات عصر يوم أمس الجمعة، هذه العملية البطولية، وطالبت القيادة والقوات المسلحة بتنفيذ المزيد منها كون لغة القوة هي الطريقة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني المجرم الذي يبدو أنه لن يتوقف عن ارتكاب المجازر والفظائع بحق الأطفال والنساء في غزة إلا بعد شن المزيد من الهجمات على أهداف استراتيجية في “تل أبيب”.
كما حظيت العملية بترحيب من الأنظمة الصديقة وحركات المقاومة في المنطقة، وكل الشعوب الحرة في العالم، والتي اعتبرتها تدشينا لمرحلة جديدة في مواجهة العدو الصهيوني كونها نقلت المعركة إلى عمقه وجبهته الداخلية.