رسائل المقاومة في اليمن
رسائل المقاومة في اليمن
يمني برس/
مخطئ وواهم كل من يظن إلى أن العدوان الصهيو-أمريكي على اليمن ممكن أن يمر مرور الكرام، خاصة أن تراكم المُنجزات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة اليمنية ككل منذ مشاركتها في معركة طوفان الأقصى، أبرزت بعضًا من بأسها ونماذج مما يمكن أن تقوم به، حيث يعلم العدوّ جيّدًا أن المقاومة في اليمن تحتفظ بمفاجآت على المستويين الكمي والنوعي.
وهنا يبدو واضحاً ووفق كل المؤشرات أن قرار الرد الذي أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يؤكد أننا أمام أيام مهمة، ترسم فيها قواعد اشتباك جديدة ستدفع معها قوى العدوان الصهيوأمريكي ثمناً غالياً نتيجة عدوانها، لا يمكنها توقعها من حيث التوقيت والنوعية والمكان.
ومن هذه الزاوية، عدت كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي ألقاها الأحد والتي تناول فيها العدوان الصهيوأمريكي على اليمن، بمثابة تأكيد على قدرة وجهوزية المقاومة في اليمن للوصول لأقصى المديات وهذا إن دلّ على شيئ، فإنه يدلّ على أن رسائل قائد الثورة هي رسائل مزدوجة، بمعنى أنها تحذيرية، وأن ما قبل العدوان ليس كما بعده، وسيكتب التاريخ عن ذلك.
وهنا يمكن ترجمة ذلك من خلال تأكيد قائد الثورة أن العدوان على اليمن لن يفيد العدو شيئًا أو يوفر له الردع، ولن يمنع اليمن من الاستمرار في المرحلة الخامسة من التصعيد لمساندة غزة.. لافتا إلى أن “قدرات قواتنا المسلحة تطورت أكثر فأكثر، وعملياتنا تزداد قوة وفاعلية، والنتيجة كانت تورط الأمريكي والبريطاني دون تحقيق هدفهما المعلن”.
إضافة إلى ذلك جدّد قائد الثورة التأكيد على أن الشعب اليمني لن يتأثر أبداً، ولن يتراجع عن موقفه وقراره وخياره وقد رفع راية الجهاد لمناصرة الشعب الفلسطيني .
وما ذهب إليه قائد الثورة أكّده رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام حيث شدد على أن العدوان الصهيوني على اليمن لن يمر دون رد.. معلنًا أن المعركة مع العدو الصهيوني ستكون مفتوحة وبلا حدود.
وأوضح عبد السلام في تصريح لقناة الجزيرة أن العدوان الصهيوني على الحديدة محاولة لتغيير الصورة المهزومة للعدو.. مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية ستستهدف العمق الصهيوني.
كما شدد على أن “فتح معركة مع الشعب اليمني لن يكون سهلًا فالمواجهة مع العدو الصهيوني ستكون مفتوحة وبلا حدود.. مضيفًا: إننا “لن نلتزم بأي قواعد اشتباك مع العدو الصهيوني ولا خطوط حمرًا في ردنا على العدوان الصهيوني”.
وقال عبد السلام: “لا نخشى أي تصعيد ونتحرك في سبيل قضية عادلة وجاهزون وقادرون على تحمل كل التبعات”.. لافتًا إلى أن “طبيعة الرد اليمني على العدوان الصهيوني تحددها طبيعة المعركة وظروفها وعلى “الصهاينة أن يتوقعوا ردنا في كل لحظة”.
وأضاف: “كل المنشآت الحساسة بمختلف مستوياتها ستكون هدفًا لنا”.. موضحا أن “هدفنا الأساسي هو الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم والشعب اليمني وقف وقفة مسؤولة مع الشعب الفلسطيني ولن نتراجع أمام أي حريق بل هذه الحرائق تلهب مقاومة الشعب اليمني”.
وجدد عبد السلام تأكيده على أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية ضد العدو الصهيوني “تثبت وجود حالة من التصاعد والثبات”.
وعن حجم تصميم اليمن على مواصلة خيار المقاومة قال رئيس الوفد الوطني: “نفسنا طويل والمعركة مهمة وكبيرة ولها تداعياتها ولدينا من الإرادة والإمكانيات ما يكفي لخوض معركة طويلة”.
والأمر الملفت والمهم هو أن الخطاب اليمني، حيال الرد على العدوان الصهيو-أمريكي حمل عدداً من الرسائل والدلالات، والتي تشير في مجملها أن عمليات المقاومة في اليمن ستبقى مستمرّة ما لم تُسارع قوى العدوان الصهيوأمريكي إلى كفّ عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وبالإضافة لذلك، أكّد الخطاب أن القوات المسلحة اليمنية، من خلال ما تملكه من أوراق وخيارات مفتوحة لا تعترف بخطوط حمراء، ولن تتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة إلى الأهداف الحساسة جداً التابعة لذلك الكيان المُحتل للأراضي الفلسطينية .
من ناحية أخرى يشير الخطاب الرسمي اليمني المتشدد حيال العدوان الصهيوأمريكي إلى دخول المقاومة في اليمن مرحلة جديدة من قواعد الاشتباك التي تفرض فيها صنعاء معادلة توازن ردع جديدة وقدرة عالية على مواجهة التصعيد بالتصعيد.
وبمطلق الاحوال، يمكن القول: إن النقطة الأكثر إيلامًا للكيان الصهيوني منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتّى اليوم هى مشاركة اليمن في حرب الإسناد لغزّة والتي بلا شك أنها سلبت أهمّ مركّبات معادلة الأمن القومي الصهيوني ومن جهة اخرى فإنها أفصحت عما يمكن ان يواجه هذا الكيان المؤقت في المراحل اللاحقة في سياق الصراع والمواجهة المستمرة معه.