تطور ينبئ بمرحلة جديدة في مقاومة ومقارعة العدو الصهيوني
تطور ينبئ بمرحلة جديدة في مقاومة ومقارعة العدو الصهيوني
يمني برس/
جاءت عملية الطعن التي نفذها مقاوم فلسطيني في مدينة حولون الواقعة جنوب شرق ما يسمى “تل أبيب الكبرى” أو “غوش دان” كرسالة تَحدٍّ كبيرة من المقاومة الفلسطينية، بتدشين مرحلة جديدة في مقاومة ومقارعة العدو الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة التي تُعد ساحة مواجهة مفتوحة مع كيان الاحتلال.
وباستحضار تفاصيل العملية البطولية فقد نفذ شاب فلسطيني من سلفيت بالضفة الغربية المحتلة أمس الأحد، عملية طعن في مدينة حولون أسفرت عن مصرع صهيونيين وإصابة ثلاثة آخرين، بجروح خطيرة.
وأطلقت قوات العدو النار باتجاه الشاب بعد تنفيذه عملية الطعن، وأعلن لاحقا أن منفذ عملية حولون هو عمار عودة من سكان سلفيت ودخل للمكان بدون تصريح، كما أعلن أنه أصيب بجراح خطيرة ونقل للمستشفى لتلقي العلاج، قبل أن يعلن استشهاده.
وهنا لابد من الاشارة الى أن هذه العملية تنبئ بتطورٍ جديدٍ على معادلة الردع والتحدي وخاصة في ساحة الضفة الغربية المحتلة، كما أنها تمثّل تحدياً كبيراً لجهاز الاستخبارات الصهيوني، ورسالة من المقاومة، مفادها أنها تستطيع الوصول والمساس بأكثر المناطق الصهيونية حيوية وحساسية.
وفي هذا السیاق رأى الخبير العسكري والاستراتيجي واصف عريقات، أن عملية حولون التي وقعت أمس أربكت حسابات العدو الصهيوني الأمنية، وهي رد طبيعي على جرائمه بحق الفلسطينيين.
وأضاف عريقات في حديث لموقع “الرسالة”: إن منفذ العملية تمكن من إرباك حسابات الاحتلال الأمنية، حيث جاءت العملية في قلب الكيان المحتل والمنطقة التي تعد أكثر أمنًا.
وتابع قائلا: “حولون عبارة عن مربع أمني فيه أكثر وسائل الأمن تطورًا، حيث خضع المنفذ لإجراءات الفحص الأمني؛ لكن أجهزة الاحتلال فشلت في الكشف عن هوية المنفذ ولم تلاحظ أي شيء قبل وقوع العملية”.
وأوضح أن هذا الفشل يؤكد أن إجراءات العدو التي تستهدف المقاتلين والنشطاء الفلسطينيين فاشلة.. لافتًا إلى أن تنوع أساليب تنفيذ العمليات والوسائل المستخدمة تسبب أرقا لأجهزة أمن الكيان المحتل.
المحلل والكاتب السياسي ياسين عز الدين، من جانبه رأى أن منفذ عملية حولون قطع الجدار الفاصل في ظل إجراءات وحواجز أمنية مشددة في جميع مناطق الضفة والداخل المحتل، هي بمثابة ضربة أمنية كبيرة لكيان الاحتلال.
وعد عز الدين في حديث لـ”الرسالة”، أن تنفيذ العملية في ثلاثة أماكن في حولون التي تعتبر جزءًا من منطقة تل أبيب الكبرى، هو فشل كبير لبن غفير ومؤسسته الأمنية.
ونوه بأن العدو الصهيوني في الضفة المحتلة منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، عمل على إغلاق المدن والقرى ونشر الجنود والحواجز الأمنية، وملاحقة العمال الفلسطينيين وإلغاء التصاريح خوفا من العمليات الفردية.
وأكد المحلل السياسي عز الدين، أنه رغم انخفاض مستوى العمليات الفدائية بالضفة بسبب إجراءات العدو، إلا أن عملية حولون جاءت في وقت حساس بالنسبة للعدو وضربة بمقتل وتثبت أنه بالإمكان اختراق هذه الإجراءات رغم شدتها وإحكامها.
وعلى الفور، هاجم زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد، ما يسمى بوزير الأمن الصهيوني إيتمار بن غفير، عقب عملية حولون.
وقال لبيد تعليقا على عملية الطعن: “منذ أن تولى بن غفير منصبه امتلأت شوارعنا بجرائم القتل والهجمات وليس هناك وزير أكثر فشلا وبؤسا منه”.
وأشار لبيد إلى أن “الأمن الشخصي للصهاينة في انهيار والشرطة في أدنى مستوياتها على الإطلاق”.
وأردف بالقول: “الشيء الوحيد الذي يفعله بن غفير هو المقابلات والاستفزازات من الصباح إلى المساء”.
وكان “بن غفير” قد دعا في تصريحات من مكان عملية الطعن الصهاينة إلى حمل السلاح.. مشيرا إلى أن حكومة الإحتلال وزعت آلاف قطع السلاح على المواطنين.
وتأتي عملية حولون في وقت نفذت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، خلال الـ24 ساعة الماضية، 12 عملًا مقاومًا ضد قوات العدو الصهيوني والمستوطنين، ضمن معركة “طوفان الأقصى”.
وقال مركز معلومات فلسطين “معطى”، في بيان له اليوم الإثنين: إن عمليات المقاومة أسفرت عن مقتل صهيونيين إثنين وإصابة أربعة آخرين.
وأضاف المركز: “تواصلت عمليات المقاومة في الضفة الغربية خلال ال24 ساعة الماضية، ضمن معركة طوفان الأقصى، وأسفرت عن قتيلين وأربع إصابات في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين”.
ووثق مركز “معطى”، 12 عملا مقاوما، بينها عملية طعن، وثلاث عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلحة، وتفجير عبوة ناسفة، وإلقاء زجاجة حارقة، وتحطيم مركبتين للمستوطنين، والتصدي لاعتداءين للمستوطنين، إلى جانب اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة مع قوات العدو تركزت في منطقتين بالضفة.
وشهدت محافظة سلفيت، عملية طعن بطولية قرب مستوطنة حولون، أدت إلى مصرع مستوطنين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، واستشهاد منفذها عمار عودة من سلفيت.
وتصدى الشبان الثائر في سلفيت لاعتداءات مستوطني مستوطنة “أريئيل” وحطموا مركبة صهيونية.
وحطم الفلسطينيون مركبة للمستوطنين في نابلس، ما أدى إلى إصابة مستوطن، خلال التصدي للمستوطنين، فيما استهدف الشبان الثائر مستوطنة “بيت عيليت” في بيت لحم بالزجاجات الحارقة.
وخاض مقاومون في جنين اشتباكات مسلحة مع قوات العدو المتمركزة عند حاجز “دوتان”، واستهدفوها بوابل كثيف من الرصاص، إضافة إلى تنفيذ عملية إطلاق نار أخرى قرب حاجز سالم.
واندلعت مواجهات شعبية في بلدة زبوبا قضاء جنين، وتخللها تفجير عبوات ناسفة، فيما خاض مقاومون في قلقيلية اشتباكات مسلحة مع قوات العدو ، واندلعت مواجهات عنيفة في مخيم الفوار بمحافظة الخليل.