وتستمر المواجهة
يمني برس | ضيف الله الدريب
إن استقراء الأحداث الأخيرة في اليمن، وخصوصًا التفجيرات الإجرامية في صعدة والجوف، يكشف لنا الأهداف الدنيئة للعدوان الأمريكي على اليمن، ذلك العدوان الذي يجرب أساليبه المختلفة التي تكفل له بقاء هيمنته على الأمة، دون أن يفكر في بشاعة الجرائم التي يرتكبها..
وقد وصلت جرأة ذلك العدوان إلى درجة كبيرة من الاستهانة بأرواح الناس وحرياتهم ومعتقداتهم ومقدساتهم.. ولكن الدهاء اليهودي صار مكشوفًا ومفضوحًا عندما عادت الأمة المستضعفة إلى الاهتداء بالقرآن الكريم، ذلك الدرب الذي لا يعرف المستحيل؛ فهو سيل جارف لا يقوى التضليل على الوقوف في طريقه..
أمريكا الغبية تريد أن تحول اليمن إلى مسرح لها تلعب فيه الأدوار التي لعبتها في أفغانستان والعراق وغيرهما.. تصنع التفجيرات هنا وهناك، ثم تدعي أنها ستحمينا من تلك الأخطار، وتحاول خداعنا بأن وجودها العسكري صار ضروريًّا، وأنها ستدفع كل الشرور المحدقة بالأرض والإنسان، وهكذا تظهر لنا ما كشف الواقع القرآني خلافه.. لأن الله قد أخرج لنا ما تضمره أمريكا وإسرائيل.. وعندما عرف الشعب القرآني خداعها وأعلن رفضه لتدخلها اختارت طريقًا قذرًا، جاهلة أو متجاهلة وعد الله لأوليائه المهتدين بهديه.
إن القوة التي يمتلكها أنصار الله مستمدة من الله، وتتمثل هذه القوة في وعيهم وحذرهم وحسهم الأمني الكبير وجهادهم المستمر وصدقهم مع الله جلت قدرته، ذلك الصدق الذي جعل التأييد الإلهي حاضرًا معهم في كل الظروف، ولا يستطيع أحد أن ينكر تأييد الله عندما فشلت العملية الانتحارية يوم الجمعة 5رجب 1433هـ – 25/5/2012م تلك العملية التي خططت أمريكا لنجاحها.. وفي فشل تلك العملية رسائل عديدة أهمها:
– أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأنه يقف بتأييده إلى جانب أوليائه. وأنه يصنع المتغيرات التي تعز أولياءه وتذل أعداءه.
– الفضل لله، وعلى أنصار الله أن يزدادوا قربًا منه، ويستمدوا العون منه، ويضعوا في الحسبان أنهم لن يصلوا إلى طريق مسدود في نصر دينه والذود عن المستضعفين في الأرض.
– أن على أمريكا أن تعيد حساباتها، وتنسحب من أرضنا؛ لأننا نرفض تدخلاتها، فإذا استمرت في عدوانها فإن ضربات الله القادمة على أيدي أوليائه ستكون هي القاصمة لهيمنتها المتزايدة..