استهداف حيفا والمصانع الكيماوية.. السيناريو المرعب للصهاينة
استهداف حيفا والمصانع الكيماوية.. السيناريو المرعب للصهاينة
يمني برس- تقرير- محمد حتروش*
يدرك الصهاينة جيداً أن توعد قادة المقاومة بالرد سيحدث حتماً، وسيؤدي إلى خسائر فادحة على المستوى المادي والبشري.
ونتيجة لذلك رفعت الأجهزة الأمنية حالة النفير العام داخل المستوطنات، وعطلت نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) في عاصمة الكيان و مستوطنة حيفا الاقتصادية، بالإضافة إلى تفعّيل نظام التحذير والتنبيه الأمني عبر شبكات الهاتف المحمول في مختلف الأراضي المغتصبة.
ووفقا لصحيفة هآرتس العبرية فان الكيان الصهيوني لجأ لتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” استعداداً لضربات وشيكة من حزب الله وإيران.
وأفادت الصحيفة أن إسرائيل نفذت إجراءات استباقيه لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة أو الصواريخ التي تستخدم هذا النظام.
توقيت وحجم الضربة عاملان يؤرقان الصهاينة، وما يزيد من المخاوف الإسرائيلية هو استهداف الموانئ والمرافق الحيوية، لاسيما مدينة حيفا الاقتصادية، والتي لا يقتصر أهميتها على الدور الاقتصادي فحسب، وإنما لاحتوائها على العديد من المخازن المخصصة لتخزين المواد الصناعية من الأمونيا، ناهيك عن محطات الكهرباء، وغيرها من المنشآت الحيوية والعسكرية المتواجدة بحيفا.
يخشى العدو الإسرائيل من أن تتركز الهجمات على مغتصبتي “تل أبيب” و “حيفا” برمزيتهما، ووزنهما السياسي والاقتصادي والديمغرافي.
وفي السياق تقول صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية “إن المراكز الحيوية الإسرائيلية في مدينة حيفا تترقب بقلق انتقام حزب الله لاغتيال القائد العسكري، فؤاد شكر”.
و في تقرير للصحيفة تؤكد “فايننشال تايمز أن الإسرائيليين يدركون جيداً أن إيران وحزب الله لديهما قاعدة بيانات ضخمة للأهداف التي يمكن ضربها”، مضيفة :”ليس أقلها ما جمعته طائرة “الهدهد” المسيرة التابعة لحزب الله 3 مرات عن مختلف المرافق العسكرية والاقتصادية ولبطاريات القبة الحديدية، وحتى مكاتب القادة العسكريين في مدينة حيفا بشكل أحرج الجيش الإسرائيلي وقادته”.
مخاوف إسرائيلية من كارثة في ميناء حيفاء
يخشى العدو الصهيوني من حدوث “كارثة” في ميناء حيفا، على غرار ما حدث في مرفأ بيروت، لوجود مخازن كبيرة لمواد كيمائية “خطرة”.
وفي سياق ذلك يقول الصحفي في القناة العبرية “13” إيلي ليفي ” لإذاعة (FM 103) المحلية، “كل من شاهد ما حدث في بيروت، يفهم أن هذا قد يحدث هنا أيضاً، في ميناء حيفا”
ويضيف: “لدينا خزانات وقود ضخمة، وخزان من البروم والأمونيا”.
بدورها تقول عضو الكنيست من حزب “الليكود” غيلا غاملئيل”للإذاعة المحلية ذاتها: “علينا أن نُزيل المواد الكيماوية الخطيرة من ميناء حيفا”.
وأضافت: “الخطة هي إزالة هذه المواد خلال 5 سنوات، ومن ثم نحتاج 5 سنوات أخرى لتنظيف المنطقة”.
في العام 2016م هدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بضرب صاروخ على مخازن “الأمونيا” في ميناء حيفا.
واعتبر نصر الله في حينه أن “صاروخاً ينزل بهذه الحاويات، هو أشبه بقنبلة نووية” .
من جهتها نقلت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن مركز حيفا للأبحاث البيئية قوله إن هناك ” 1500 منطقة خطر في ميناء حيفا، و800 نوع من المواد الكيميائية الخطرة في الميناء، في المصانع بجوار غرف نومنا”.
وأضاف المركز أن الحادث في لبنان، يوضح خطورة تركز المواد الخطرة بالقرب من الكثافة السكانية، ويؤكد الحاجة الملحة لإغلاق الصناعات القابلة للاشتعال والمتفجرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة إسرائيلية قدّرت في العام 2017 وجود 12 ألف طن من الأمونيا في ميناء حيفا.
وأعلن حيموفيتش أنه سيدعو إلى “عقد اجتماع مع جميع السلطات ذات الصلة لدراسة استعداد الدولة لكارثة مثل تلك التي وقعت في بيروت، بما في ذلك الوقاية وإدارة المخاطر والتأهب للكوارث”.
ويؤكد محللون إسرائيليون أن إصابة صاروخ أو طائرة بدون طيار لمخزن واحد من مخازن الأمونيا فإن الخطر سيصل إلى ربع مليون مستوطن على الأقل في المنطقة المجاورة، والمعروفة باسم حيفا وكريوت.
وفي هذا الإطار، حثت رئيسة بلدية حيفا، يونا ياهاف، جميع السلطات على اتخاذ خطوات عاجلة لحماية حيفا، معتبرة أن المصانع في حيفا يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة في حالة نشوب حرب.
وخلال اجتماع عقد بين رؤساء بلديات مدينة حيفا ورؤساء بلديات المقاطعات، نوقشت الاستعدادات للأخطار التي تواجه المدينة ومحيطها والمنطقة كان الشاغل الرئيسي الذي نوقش في الاجتماع هي المواد الخطرة الموجودة في المصانع الضخمة في خليج حيفا، وكان المطلب الأبرز في الاجتماع، الذي دعا إلى إخلاء جميع المواد الخطرة، هو إخلاء مصافي النفط.
ميناء حيفاء الأكثر خطورة
وعلى الرغم من تقدم العديد من المسؤولين الصهاينة إلى حكومة الكيان بنقل المصافي، إلا أن اخلاء جميع المخازن المواد الصناعية، وكذا مصافي النت يحتاج إلى عدة أشهر بحسب ما يؤكده خبراء صهاينة.
ويعتبر الخبراء ميناء حيفا موقعًا استراتيجيًا خطيرًا بسبب الحاويات التي تنتظر الشحن والصهاريج التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الخطرة.
ويضيف الخبراء: “هناك أيضاً العديد من القواعد العسكرية ومستودعات الأسلحة في المنطقة الواقعة بين خليج حيفا ومينائها، وكلها براميل بارود. لذلك، فإن أدنى شرارة يمكن أن تسبب كارثة”.
ويسري حالياً، قلقاً عميقاً داخل المستوطنين الصهاينة، وبالتالي فإن احتمالات تعرّض الكيان لأضرار فادحة بات أعلى في أي سيناريو محتمل لأي رد من جبهة المقاومة.
وهذا ما عبّر عنه موقع YnetNews الإسرائيلي التابع لمجموعة يديعوت الإعلامية، مشيراً إلى أن «أسئلة صعبة تُثار راهناً بعد أن كشف حزب الله عن قدرات جديدة وربّما مميتة (…)، فيما عجزت الدفاعات الجوّية الإسرائيلية عن رصدها أو إطلاق تحذيرات أو إنذارات للتصدّي لها».
ويتماشى ذلك مع ما بثّته القناة 14 الإخبارية بعد نشر فيديو حزب الله عن أن «حزب الله ينقل رسالة لا لبس فيها مفادها أن الحزب موجود داخل إسرائيل جواً وبراً وبحراً، وهو يخطّط وقادر على تنفيذ ضربات شديدة».
ويعتبر الظلام الذي قد يخيّم على إسرائيل الهاجس الرئيس في أي حرب أوسع مُحتملة مع لبنان.
وفي سياق ذلك يقول الرئيس التنفيذي لشركة نيغا للكهرباء، شاوول غولدشتاين” إن استهداف مرافق الكهرباء الإسرائيلية وتعطيلها يعني أن إمكانية العيش هنا “في إسرائيل” ستكون مستحيلة بعد 72 ساعة فقط من دون كهرباء.
ويضيف: “عدا أن وضع المستوطنين في شمال فلسطين المحتلّة “سيء”، مشيراً إلى عدم توافر الجهوزية لحرب حقيقية طويلة، خصوصاً أن المقاومة اللبنانية قادرة على إسقاط شبكة الكهرباء في إسرائيل بسهولة نسبية”.
وعلى الرغم من الحملة التي شنّت على غولدشتاين بعد تصريحاته، التي وصفت بـ«غير المسؤولة نظراً لإحلالها الذعر بين السكان، إلا أنها تتماشى مع ما عرضه سيناريو «أليتا» الذي أعلن عنه قبل أشهر في حال توسّعت الحرب مع حزب الله واستمرّت لأسابيع.
وشهدت خلالها المناطق الشمالية إسقاط ما لا يقل عن 5,000 صاروخ يومياً، ما قد يؤدّي إلى تعطيل البنية التحتية والعيش من دون كهرباء في مناطق مختلفة من إسرائيل.
وبحسب رئيس هيئة الطوارئ في إسرائيل العميد يورام لاريدو في سيناريو مماثل (إطلاق حزب الله نحو 5,000 صاروخ على إسرائيل يومياً) سوف يلحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية الكهربائية، وبالتالي انقطاع الكهرباء عن مناطق معيّنة لأشهر عدة ووقف حركة الشحن إلى البلاد.
طيلة الأشهر العشرة الماضية خاضت المقاومة اللبنانية معركتها ضد الكيان الصهيوني ضمن قواعد اشتباك متفق عليها، وخلال تلك الحرب اضطر الكيان الصهيوني إلى إخلاء نحو 300,000 ألف إسرائيلي، من ضمنهم نحو 80,000 مستوطن من المناطق الشمالية بسبب هجمات حزب الله.
ومع اختراق إسرائيل لقواعد الاشتباك المتفق عليها وتجوزها الخطوط الحمراء باغتيال الشهداء القادة فإن المعركة القادمة ستكون أكثر شراسة، ورعباً مما سبق، وستحمل في طياتها الكثير من المآسي، والمعاناة التي سيتلقاها العدو الصهيوني أبرزها مضاعفة النزوح، والذي سيفرض على الواقع ضغطاً سياسياً واجتماعياً كبيراً لدى الصهاينة.
*نقلا عن المسيرة نت.