أسرة الطفلة بثينة… مجازر سعودية في مثل هذا اليوم خلال تسع سنوات
أسرة الطفلة بثينة… مجازر سعودية في مثل هذا اليوم خلال تسع سنوات
يمني برس/
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 25 أغسطُس آب، خلال الأعوام 2016م، و2017م، و2018م، ارتكابَ جرائم الإبادة الجماعية، واستهداف تجمعات المواطنين في الأسواق والمنازل والمزارع، وتدمير الممتلكات الخَاصَّة والعامة بعدد من المحافظات اليمنية، والقرى والمديريات الحدودية.
أسفرت غارات العدوان وقصف جيشه ومرتزِقته عن 41 شهيداً و39 جريحاً، وتدمير عدد من المنازل والمزارع وتضررها، ومضاعفة معاناة الأهالي، وموجة من الحزن والقهر، والنزوح والتشرد، في ظل صمت وتواطؤ المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، خلال 9 أعوام.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
25 أغسطُس 2016.. 27 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لسوق مفرق باقم الشعبي بصعدة:
في مثل هذا اليوم 25 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سوق مفرق باقم الشعبي بمديرية باقم الحدودية، بصعدة.
أسفرت غارات العدوان عن جريمة حرب وإبادة جماعية ومجزرة وحشية، استشهد فيها 15 مواطناً وجُرح 12 آخرون، مع حالة من الخوف والرعب والحزن في قلوب أهالي المتسوقين والباعة في المناطق المجاورة، وتدمير للمحال التجارية وإتلاف البضائع، وخسائر في ممتلكات وأموال المواطنين، ومضاعفة معاناتهم.
هنا الدماء والأشلاء والنار والبارود، والشظايا والدمار والخراب والغبار والرماد والدخان، ورائحة الموت وتفحم الجثث، وأصوات الصرخات والأنين والأوجاع حاضرة وسط عشرات المتسوقين، من سَلِمَ منهم فر هارباً من تكرار الغارات، ومن جراحه بسيطة استبسل للإنقاذ أخوه، أَو صديقه أَو جاره.
يحتشد أهالي المناطق المجاورة صوب مكان المجزرة، وينتشلون الجثث والجرحى من بين الدمار والنار، ويسعفون هذا وذاك، وترص الجثامين على السيارات الناجية ليتم نقلها مع الجرحى صوب المستشفيات لعل وعسى أن يكون فيها نبض حياة.
أحد الأهالي يجمع الأشلاء من فوق البضائع ومن على الطريق العام، وهو يقول: “يا عالم هل هذه الأشلاء والرؤوس المقطعة والأجساد الممزقة ترضيكم؟ لماذا الصمت؟ هل بقي لديكم ضمير حي، فالشعب اليمني يباد، والله والمستعان لا أمم متحدة ولا مجلس أمن ولا مجتمع دولي بادر لوقف العدوان على اليمن”.
فوق أسرّة المشافي يصرخ الجرحى وأهاليهم متضرعون مبتهلون إلى الله، بأن يلطف بحالهم، ويشفيهم من جراحهم الأليمة، ويقول أحدهم وهو مضرج بالدماء: “كنا في سوق باقم نشتري احتياجاتنا الأَسَاسية، وَإذَا بالغارات من كُـلّ الجهات، على السوق، حولت الناس إلى مشهد مأساوي، يذكرنا بكربلاء، وغريم شعبنا العدوان اليهودي الصهيوني السعوديّ، ضربنا الصبح ونحن مواطنون مدنيون أبرياء لا حول ولا قوة لنا”.
في مثل هذا اليوم 25 أغسطُس آب من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مزرعة أحد المواطنين في منطقة المحجر بمديرية باقم محافظة صعدة، حَيثُ أسفرت عن جريح، وتدمير المزرعة وتضرر الممتلكات والمزارع المجاورة لها، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح، ومضاعفة معاناة المواطنين في المناطق الحدودية.
وفي مثل هذا اليوم 25 أغسطُس آب من العام 2018م، استهدف جيش العدوّ السعوديّ ومرتزِقة، منازل المواطنين والممتلكات الخَاصَّة في منطقة الحفوز بمديرية حيدان، بمحافظة صعدة.
أسفرت الغارات عن 4 جرحى، ونفوق عشرات المواشي، وإفزاع الأطفال والنساء وهم نائمون، وتدمير عدد من الخيام والمساكن المتواضعة، وتضرر المنازل والخيام والمزارع المجاورة.
يقول أحد الأهالي وهو يرفع صغار الغنم التي اغتالها العدوان بغاراته: “ما ذنب أهلنا يقتلون ويجرحون، أطفال ونساء، كما هي الأغنام هذه تُقتل بطريقة إجرامية وهي في خيامها، هذا هو الإهلاك للحرث والنسل، والفساد في الأرض”.
25 أغسطُس 2016.. ثلاثة جرحى في استهداف طيران العدوان محطةً للمشتقات النفطية بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 25 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، محطة للمشتقات النفطية في منطقة وادي ظهر بمديرية همدان، بمحافظة صنعاء.
أسفرت الغارات عن 3 جرحى، واحتراق المحطة وملحقاتها وتدمير ناقلة وسيارة، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، وحالة من الخوف والفزع في نفوس الأهالي، ومضاعفة معاناتهم، وتدمير محل بيع غاز منزلي وبقالة.
يقول أحد الأهالي: “أمس الساعة الـ 12 ليلاً فزعنا من النوم على سماع الغارات التي استهدفت محطة أولاد المرحوم محمد حمود خربش، واهتزاز المنازل، وتساقط النوافذ وتحطم الزجاج، وبكاء ورعب الأطفال والنساء، وتدمير المحطة بشكل كامل”.
25 أغسطُس 2018.. 4 شهداء وجرحى في قصف مدفعي لمرتزِقة العدوان على منازل المواطنين بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 25 أغسطُس آب من العام 2018م، استهدفت مدفعيةُ مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن محمد الجماعي، بمنطقة الشعاب بمديرية حرض في محافظة حجّـة.
أسفر القصفُ المدفعي عن شهيد و3 جرحى، وتدمير المنزل والخيام فوق رؤوس ساكنيه وتضرر بعض المنازل والممتلكات المجاورة، ونفوق عشرات المواشي، وحالة من الخوف والنزوح والتشرد نحو المجهول، في ظل صمت أممي ودولي.
جرائم العدوان بحق أبناء محافظة حجّـة أحدُ جرائم الحرب والإبادة، ومحاولات التشريد والتهجير الإجباري، واحتلال الأراضي اليمنية، أمام مجتمع دولي وأمم متحدة وناشطين وحقوقيين يتاجرون بمعاناة الشعوب ويمارسون الابتزاز وجني أثمان لمواقفهم المخزية، وتحقيق مصالحهم الشخصية، طول 9 أعوام من المعاناة والآلام والمجازر والمشاهد الوحشية.
25 أغسطُس 2017.. 43 شهيداً وجريحاً في قصف منزل الطفلة بثينة:
25 أغسطُس، آب عام 2017م، يوم فقدت بثينة كُـلّ أسرتها الـ 8، بغارات سعوديّة أمريكية، قتلت وجرحت 43 يمنيًّا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
في منتصف الليل استهدفت 3 مبانٍ سكنية لـ7 أسر يمنية، في حي عطّان، أمانة العاصمة صنعاء، ومن بين الشهداء 10 أطفال وَنساء، و18 جريحاً منهم 12 طفلًا وامرأة.
غارات العدوان وضعت أسرًا بكاملها تحت الأنقاض، كان من بينها بثينة الناجية الوحيدة من أفراد أسرتها الـ 8، وحجم الدمار أعاق فرق الإنقاذ، يومين متتاليين من البحث المُستمرّ.
تقول الطفلة بثينة الناجية الوحيدة: “كنا نائمين وأمي تتسحر أي تتناول وجبة السحور، وجاء على منزلنا الصاروخ وفزعنا من النوم، ودعتنا أمي إلى غرفتها، فجاء الصاروخ الثاني، ونحن مرعوبين، فجاء الموت” متابعةً “سمعت صوتاً يناديني فرفعت يدي، وبعد ذلك أخذوني إلى المستشفى”.
فيما يقول علي الريمي عم الطفلة بثينة: “أخي اتصل بجيرانه في الحارة وقاموا بانتشال الجثث، والجرحى من الساعة الخامسة في الليل حتى الساعة الـ3 عصراً من اليوم الثاني، وكانت آخر جثة تم الوصول إليها هي جثة أخي محمد الله يرحمه”. ويتابع بقول: “في المستشفى كانت بثينة تبحث عن أمها وأبيها وإخوانها وخواتها، فقلنا لها يا ابنتي لقد سبقونا إلى الجنة، وهم هنالك في نعيم وراحة ينتظروننا، وما عليك سوى أن تدعي لهم بالرحمة والمغفرة”.
لاقت بثينة تفاعلاً محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وباتت حركتها العفوية في فتح عينيها أيقونة لكل الأحرار والناشطين والحقوقيين عبر وسائل الإعلام على نطاق واسع، وكانت صورة بثينة وهي تفتح عينيها ووجهها المضرج بالجروح والدماء أكثر تأثيراً في وعي الجماهير، خَاصَّةً أنها من طفلة في عمر الخامسة، وفقدت كُـلّ أسرتها بجريمة وحشية وجريمة حرب وإبادة جماعية ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن.
وتظل بثينة أيقونة الإنسانية؛ فهي قصة لإحدى جرائم الإبادة السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني طيلة 9 أعوام دون أي تحَرّك دولي أو من الأمم المتحدة ومنظماتها القانونية والجنائية والإنسانية والحقوقية، ومسؤوليتها في محاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة الدولية، فلا تزال بثينة تطالب العالم بإنصافها، وإنصاف شعبها اليمني وكل مظلوم فيه.