حالُ الأُمَّــة حين يحكُــمُها عدوُّها
حالُ الأُمَّــة حين يحكُــمُها عدوُّها
يمني برس/
يتوافَرُ لشعوب الأُمَّــةِ الإسلامية عُمُـومًا، والعربية خُصُوصاً، ما لا يتوافرُ لغيرها من الشعوب والأمم من الروابط المشتركة، التي تمكِّنُها من التكامُلِ في ما بينها في جميعِ مجالات الحياة، إن أحسنت شعوبُ الأُمَّــة استخدامَ تلك الروابط، التي ستمكِّنُها حتمًا من مواجهةِ كافة الصعوبات والتحديات المحيطة بها، ولا شكَّ أنَّ شعوبَ الأُمَّــة لا يمكنُها الاستفادةُ مما يتوافرُ لها من مقوماتٍ وروابطَ مشتركة إلَّا بتفعيل هذه الروابط، ولا يمكنُ تفعيلُها وتوظيفُها في خدمة عملية النهوض الشاملة، إلَّا بوجود قياداتٍ لهذه الشعوب على درجة عالية من النُّضج والوعي بمؤامراتِ ومكائِدِ ودسائسِ أعدائها.
ويُعَـــدُّ دينُ الأُمَّــة بحَدِّ ذاته كافيًا لجمع شعوبها وتوحيدِها صَفًّا واحدًا؛ فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّـة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ ووحدةُ الدين تترتب عليها وتنتج عنها وَحدةُ شعوب الأُمَّــة في جميع مجالات الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومن ثَمَّ فالأصل أن مصالحَ شعوب الأُمَّــة واحدة موحدة، ومصيرها واحد غير قابل للتجزئة، ففي وحدتها قُوَّتُها وعزتُها وسموُّها، وفي تفرقها ضعفُها وهوانُها، الذي يسهل معه على عدوها استهدافها مفرَّقةً ضعيفة، والله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” قد حَثَّ الأُمَّــةَ في كتابه العزيز القرآن الكريم على الوَحدة ونهاها عن الفُرقة فقال عز من قائل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذ كُنتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصبحتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا، كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
والواضحُ أن رابطةَ الدين بالنسبة لشعوب الأُمَّــة الإسلامية تفوقُ ما لدى الشعوب والأمم الأُخرى من الروابط والمصالح، التي تجتمع؛ مِن أجلِها، وتلتف حولها، مع أنها لا تمثِّلُ شيئاً يُذكَرُ مقارنةً مع ما لدى شعوب الأُمَّــة الإسلامية من روابطَ متينة، تركتها وتفرَّقت عنها، رغم أن دينَها الذي يأتي في مقدمة هذه الروابط هو ذاته يمثلُ رابطةَ أُخوَّة، وفوق ذلك فقد عبَّرَ الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” عن رابطة الدين في هذه الآية الكريمة بأنها نعمة؛ وهو ما يعني أن هذه الرابطة ليست مُجَـرّد رابطة مصلحة سرعان ما تتبدل وتتغير وتزول بتبدل وتغير الظروف والأحوال، فهي رابطة دائمة مُستمرّة صالحة لمواجهة كُـلّ الظروف والمتغيرات.
ويُعَـــدُّ الإخلالُ بنعمة الدين وبأهميتها في لَــــمِّ شملِ الأُمَّــة الإسلامية حُجَّـةً على شعوبها، خصوصًا الحكامَ والعلماءَ؛ فسيحاسبهم الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” على تفريطهم في هذه النعمة، وإهدارهم لقيمتها وأهميتها في توحيد الأُمَّــة والنهوض بشعوبها في مختلف المجالات، وقدرتها على مواجهة أعدائها، ولن يقبل الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” يوم القيامة عُذرًا من الحكام والعلماء عندما يقفون بين يديه، ليسألهم ويحاسبهم عما تسببوا به لشعوب الأُمَّــة من هوان وذلة، وما لحقها؛ بسَببِهم من مآسٍ وآلام، ﴿وَقِفُوهُمْ، إِنَّهُم مسؤولونَ) وقوله تعالى: ﴿وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
وكان السيد القائد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- قد تحدث بشكل مطول عن مسؤولية أبناء الأُمَّــة تجاه ما يتعرض له إخوانهم، مؤكّـداً أن الدين الإسلامي والقرآن الكريم لم يقسِّما الأُمَّــة إلى نطاقات أَو مناطقَ بحيثُ إن من في هذا النطاق أَو تلك المنطقة غيرُ مسؤول عما أصاب أبناء النطاق الآخر أَو المنطقة الأُخرى؛ فالجميعُ مسؤولٌ حكاماً ومحكومين، وسيحاسبهم الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” عن التقصير والتفريط، والقولُ بغير ذلك -وكما أكّـد السيد القائد الشهيد- يعني نبذَ شعوب الأُمَّــة الإسلامية كتابَ الله خلفَ ظهرها، وهذا بطبيعة الحال ما يتعلق بحالة الخِذلان والتنصل عن الواجبات الدينية والأخوية في النصرة؛ امتثالاً لقول الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ أما إذَا تجاوز الأمر ذلك إلى الخيانة والتآمر من جانب الحكام والعلماء على شعوب الأُمَّــة؛ فهذا يعني أن الخونةَ والمتآمرين مع أعداء الأُمَّــة لم يعد أيٌّ منهم منتمياً حقيقةً إليها، طالما وهو يخدمُ أعداءَها فهو عدوٌّ لها.
وتزداد مسؤوليةُ الشعوب العربية جسامة، هذه الشعوب الناطقة بلغة واحدة، هي لغة القرآن الكريم، التي تمثل عاملَ جذب مهمًّا للشعوب والأمم الإسلامية الأعجمية، لتتسع بذلك دائرة الشعوب والأمم الناطقة بلغة القرآن الكريم، اللغة العربية، وليرتفع مستوى التفاهم والتكامل في ما بينها، وبذلك ستكونُ حجّـةُ الحكام ضعيفةً أمام شعوب الأُمَّــة الإسلامية عُمُـومًا في ما يتعلق بعدمِ تحقيق التفاهم المشترك والتكامل بين هذه الشعوب، في ظل وجود رابطة الدين الواحد، ورابطة اللغة الواحدة، التي تعد وسيلةً واضحةً وسهلةً للتفاهم والتكامل بين شعوبها، خُصُوصاً أن حولها شعوباً تتكتَّل وتتوحد؛ بهَدفِ تحقيق التكامل في ما بينها والدفاع عن مصالحها المشتركة، رغم عدمِ اتّحادها في الدين أو اللغة الناطقة بها، ومع ذلك تتجاوز كُـلّ العوائق والصعوبات، وتتفق على وسيلة للتفاهم في ما بينها! فماذا ستكون حجّـةُ حكام وعلماء شعوب الأُمَّــة الإسلامية خُصُوصاً العرب منهم، أمام الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” يوم القيامة حين يُسألون عن سببِ انصرافهم إلى روابطَ أُخرى غير رابطة الدين الواحد واللغة الواحدة، لغة القرآن الكريم، التي تتمكّنُ بها الشعوبُ من معرفة حقيقة دينها وواجباتها؟
وبالنتيجة سيترتَّبُ على انصرافِ حُكَّامِ الأُمَّــة وعلمائها إلى روابطَ أُخرى غير رابطة لغة القرآن الكريم تجهيلٌ لشعوب الأُمَّــة بدينها ونبيها، وكتاب ربها، وتجهيلٌ لها كذلك عن واجباتها، وهو ما يسهل معه على الأعداء تضليلُها، والتلبيسُ عليها وحَـــرْفُها عن دينها، فتتفرَّق وتتمزَّق، وتعادي بعضها، وتوالي أعداءها، وبهوانها وضعفها تصبح لقمة سائغة للأمم والشعوب الأُخرى، كما هو حاصل اليوم، حَيثُ فقدت شعوبُ الأُمَّــة الإسلامية الغيرةَ والحميةَ والنصرة لبعضها البعض، ولم يقتصر هوانُ شعوب الأُمَّــة الإسلامية على ذلك فحسب، بل لقد فقدت الغيرةَ حتى في الدفاع عن نبيها في مواجهة الأعمال المهينة الصادرةِ عن أعدائها، وكذلك فقدت شعوبُ الأُمَّــة الغيرة في الدفاع عن كتابها القرآن الكريم، الذي يتعرض باستمرار للتدنيس والتمزيق والحرق علناً، وكما حصل ذلك مؤخرًا على أيدي الجنود الصهاينة في أحد مساجد قطاع غزة.
وتفوق مسؤولية الشعوب العربية مسؤولية غيرها من شعوب الأُمَّــة الإسلامية؛ فالنبي الأكرم محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” -الذي يستعد شعبنا هذه الأيّام للاحتفاء بذكرى مولده الشريف- هو من الأُمَّــة العربية، ومن ثم فواجب شعوب هذه الأُمَّــة الدفاع عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- يفوق واجب غيرها من الشعوب الإسلامية، وكتاب الله العزيز القرآن الكريم أنزله الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” كما هو معلوم باللغة العربية؛ تكريماً للعرب ورفعاً لشأنهم بين الشعوب؛ وتعظيماً للواجبات الملقاة على عاتقهم تجاه الشعوب والأمم الأُخرى، فكيف استساغت شعوب الأُمَّــة العربية حكاماً ومحكومين الصمت على كُـلّ تلك الإهانات المتكرّرة لرسول الله ولكتاب الله؟
وكيف تجرأت هذه الشعوب -حكامًا ومحكومين- على جحود نعمة الله وفضله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” وتكريمه لها؟ وكيف استساغت التنصل عن واجباتها لتتشبه بفعلها ذلك بما سبق أن فعله بنو “إسرائيل” من قبلها، الذين تنكروا لنعم الله وفضله وجحدوها فنالهم عقاب الله وغضبه؟ والواقع أن شعوب الأُمَّــة الإسلامية وخُصُوصاً العربية عندما سلكت مسلكَ بني “إسرائيل” في إنكار وجحود نعم الله وفضله والتنصل عن الواجبات، أصبح حال هذه الشعوب أسوأ من حال بني “إسرائيل”، الذين سلط الله عليهم من يسومُهم سوءَ العذاب جزاء جحودهم ونُكرانهم وسوء أعمالهم، وضرب عليهم الذلة والمسكنة، وليصبحوا اليوم هم بِذُلِّهم ومسكنتهم من يتسلَّطُ على شعوبِ الأُمَّــة الإسلامية ويسومُها سوْءَ العذاب!
والمؤكَّـدُ أن ذلك ما هو إلَّا نتيجةٌ طبيعيةٌ للانحراف الخطير عن دين الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” وعن النهج القويم لنبيه الكريم محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”، وهذا الانحراف الخطير قائم في جانب الشعوب العربية أكثر مما هو قائم في حق غيرها من شعوب الأُمَّــة الإسلامية، المتباعدة جغرافيًّا ولغويًّا، أما شعوبُ الأُمَّــة العربية فهي تتحدَّثُ بلغة واحدة وتقطُنُ رقعةً جغرافية واحدة متصلة لا يفصلُ بينها أي فاصل طبيعي، وهذه ميزةٌ مهمة، ونعمةٌ عظيمة من الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” إلى جانب ما أودعه في هذه الرقعة الجغرافية من خيرات على سطحها وفي باطنها، وهي من العوامل التي هيأها الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” لشعوبِ هذه الأُمَّــة، لتؤديَ واجباتٍ عظيمةً تجاه البشرية بأسرها.
ويترتَّبُ على ذلك أن انحرافَ شعوب الأُمَّــة العربية حكاماً ومحكومين عن دين الله القويم ونهج نبيه الكريم، سيضاعِفُ عقاب الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” على هذه الشعوب وسيحل عليها غضبه، كما أحله من قبلها على بني “إسرائيل”، بل وأشد مما حَـلّ بهم، ولعل من مظاهر غضب الله تعالى على شعوب الأُمَّــة العربية، أن سلَّط عليها اليهودَ، الذين قرَّعهم الله ووبَّخهم على جحودهم وكفرهم وعصيانهم وعدوانيتهم، حَيثُ قال تعالى: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾، وستكون شعوبُ الأُمَّــة العربية حكاماً ومحكومين جديرةً بعقاب الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” ومستحِقةً لعذابه الأليم الشديد، إذَا لم تنهضْ وتنفض غبار الذل والمسكنة عنها، وترجِعْ إلى كتاب ربها، وتَسِرْ على نهج نبيها، لتدفعَ المخاطرَ المحدقة بها.
وأول هذه المخاطر حكامُها الذين استساغوا موالاة اليهود ومعاداة شعوب الأُمَّــة الإسلامية الأُخرى، رغم أن الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” قد نهى بشكل صريح وواضح المسلمين جميعاً عن موالاة اليهود والنصارى، وما التطبيع مع اليهود الذي يتم الترويجُ له اليوم على نطاق واسع، إلَّا مظهرٌ حديثٌ من مظاهر الموالاة، التي نهى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” في كتابه الكريم عنها، حَيثُ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
وَإذَا ما ناقشنا معنى الآية الكريمة بموضوعيةٍ مطلقة ودون أي تعصب لَوصلنا لنتيجةٍ مفادُها أن الشعوبَ الإسلامية عربية وغير عربية الموالية أنظمة الحكم فيها لليهود تحت عنوان التطبيع، هي شعوبٌ محكومةٌ مع الأسف الشديد من جانب أعدائها؛ باعتبَار أن الحكامَ والأنظمة الموالية (المطبِّعة) أصبحوا وَفْـقًا لمنطوق الآية الكرية ﴿فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ ولم تعد لهم صلةٌ بالأمة الإسلامية، ولا بدين الإسلام، ولا جديرين بهداية الله لهم لظلمهم، فقد أصبحوا يهوداً بالموالاة!
ولا غرابةَ أن نشاهدَ اليومَ الانحرافَ الأخلاقي يستشري في شعوب الأُمَّــة كالنار في الهشيم، فقد سبقه انحرافٌ ديني من أهم مظاهره أن الموالاةَ من جانب الأنظمة الحاكمة لأعداء الأُمَّــة، والمعاداة لمن ما زالوا من شعوبها على الدين القويم هي الصواب! وَإذَا ما استمر الحالُ على ما هو عليه فستتضاعفُ مظاهرُ الانحراف وتتفشى بشكل أكبر وأخطر، ويعد تفشيها إنذاراً بقُرْبِ عذاب الله لشعوب الأمّة الإسلامية، والواجبُ على هذه الشعوب أن تتحَرّك في مواجهة الحكام، وعليها ألا تقبل أن يحكُمَها عدوُّها، خُصُوصاً بعد أن حدّده اللهُ “”سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”” ووصف بشكل واضح وصريح مستوى عداوته للأُمَّـة، بقوله تعالى: ﴿لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.
ولا يمكنُ اليومَ مطلقاً بحالٍ من الأحوال تبريرُ إقامة دولة إسلامية علاقاتٍ مع الصهاينة وشركائهم في جريمة الإبادة الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولا قبولَ مطلقاً لأية ذرائع أَو أعذار لاستمرار هذه العلاقات في أي مجال من المجالات طالما ودماءُ أبناء الشعب الفلسطيني تُسفك وأجسادهم تُمزق أشلاءً! ما لم فعلى شعوب الأُمَّــة أن تدركَ يقيناً، أن عدوَّها الذي يحكُمُها سيقهرُها وسيهينُها وسيذلها وسيبيدُها، كما يفعل تماماً بأبناء غزة، بل أسوأ من ذلك؛ باعتبَار أن فعلَ عدوِّها سيقترنُ به تسليطُ الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” له عليها؛ عقاباً لها؛ بسَببِ جحودِها وتنكُّرِها وتنصُّلِها عن واجباتها.