صنعاء تثبِّتُ سيطرتَها الفعليةَ على البحر الأحمر والقائدُ يتوعَّــدُ بمفاجآت قادمة
صنعاء تثبِّتُ سيطرتَها الفعليةَ على البحر الأحمر والقائدُ يتوعَّــدُ بمفاجآت قادمة
يمني برس- تقرير
كشف قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الخميس عن تفاصيل عملية استهداف السفينة (سونيون) مؤكّـداً اقتحامَها من قبل مجاهدي البحرية اليمنية خلال العملية، وهو ما عرضه الإعلامُ الحربي في مشاهدَ مثلت صفعةً مدويةً جديدةً للعدو الصهيوني ولرعاته الغربيين الذين انكشف عجزهم أمام الجبهة اليمنية المساندة لغزة مرة أُخرى بالصوت والصور وباعترافات جديدة أكّـدت خلوَّ البحر الأحمر من أيةِ سفن حربية أمريكية وبريطانية، على أن الأمر لا يقف عند هذا الحد؛ إذ توعَّد القائدُ بمفاجآت جديدة قادمة لا يتوقعها العدوّ على الإطلاق.
السيد القائد كشف في خطابه الأسبوعي الجديد أن فريقَينِ من القوات البحرية اقتحما السفينةَ اليونانية (سونيون) التي انتهكت الشركةُ المالكةُ لها قرارَ الحظر، وذلك في مرحلتين وعمليتين، تم خلالهما تدميرُ الشحنة التي كانت تحملُها السفينة للعدو، وتفخيخها، واصفًا العملية بأنها “جريئة وشجاعة”.
وقد جسَّدت المشاهدُ التي عرضها الإعلامُ الحربي لاحقًا هذا الوصفَ بشكل كامل، حَيثُ أظهرت اقتحامُ مجاهدي البحرية للسفينة الضخمة وقيامهم بإضرَام النيران فيها وتفخيخ سطحها الرئيسي، كما أظهرت الإصابات المباشرة التي تعرضت لها في جانبها نتيجةَ استهدافها أثناء مطاردتها.
وجاءت المشاهدُ توازيًا مع تأكيدات رسمية من قبل عملية ما يسمى (أسبيدس) الأُورُوبية في البحر الأحمر بأن السفينة لا زالت تشتعل منذ أسبوع.
ومثَّلت المشاهد دليلًا واضحًا على أن القوات البحرية اليمنية أصبحت تمتلكُ سيطرةً فعلية وليست نارية فقط على البحر الأحمر؛ بما يتيح لها تنفيذَ عمليات اقتحام ومطاردة مباشرة للسفن المخالفة لقرار الحظر، وهو إنجاز نوعي استراتيجي غير مسبوق بالنظر إلى عدم امتلاك القوات المسلحة اليمنية سفنا حربية تقليدية، فضلًا عن شحة الإمْكَانات المتاحة نتيجة العدوان والحصار؛ فالعملية نُفِّذت على مسافة 77 ميلًا بحريًّا من الحديدة (أكثر من 140 كيلو مترًا) بحسب البحرية البريطانية، وهي مسافةٌ طويلة لتنفيذ اقتحام ومطاردة مباشرة بدون سفن حربية كبيرة، ومع ذلك فقد أظهرت مشاهد الإعلام الحربي أن مجاهدي البحرية كانوا على جاهزية مسبقة عالية وأظهرت تحَرّكاتُهم استعدادًا غير عادي، كما لو أنهم يفعلون ذلك باستمرار.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده اعترافٌ أمريكي جديد نشره موقع “أكسيوس” وأكّـد فيه خلوَّ البحر الأحمر من أية سفن حربية أمريكية، وهو ما كانت قد أشَارَت إليه صحيفةُ “تلغراف” البريطانية في وقت سابق، مضيفة أنه لا توجد أَيْـضاً أية سفن حربية بريطانية في المنطقة؛ الأمر الذي يعني بكل وضوح أن القوات المسلحة اليمنية قد هزمت التحالفَ الأمريكي البريطاني في البحر، وبعد أن حشد أساطيلَه العسكرية لردع اليمن (كانت الولايات المتحدة تملك 12 سفينة حربية في البحر الأحمر) أصبح غير قادر على مُجَـرّد الاقتراب من منطقة العمليات اليمنية.
ويعني ذلك نجاحَ القوات المسلحة في الاحتفاظ بزمام المبادرة وفرض وتثبيت المعادلات على طول مسار المواجهة، وهو فشلٌ مدوٍّ وتأريخي للولايات المتحدة وشركائها الغربيين الذين عجزوا تماماً عن التأثير على مسار العمليات برغم كُـلّ إمْكَاناتهم.
ويمثل هذا النجاح في فرض السيطرة الفعلية على مسرح العمليات بالبحر الأحمر أرضيةً صُلبةً وثابتة لنجاحات لا يزال أفقها مفتوحًا على عدة مسارات، منها مسار الرد القادم على استهداف الحديدة، والذي أكّـد قائد الثورة في خطابه الأخير أن التحضير له لا زال قائمًا وأن توقيته سيكون مفاجئًا للعدو، كما أكّـد أن الأمر لن يقتصر على ذلك؛ إذ تتطلع الجبهة اليمنية المساندة لغزة إلى مسارات تصعيد أوسع وأداء عملياتي أكبر تأثيرًا، مشدّدًا على أنه لا يوجد هناك أي سقف سياسي ولا أية اعتبارات يمكن أن تحد من عمليات الإسناد أَو تؤثر عليها.
وفي هذا السياق أعلن القائدُ أن القدراتِ اليمنية تشهدُ تطويرًا مُستمرًّا، وأن هناك “مفاجآت قادمة لا يتوقعها العدوّ وليست في حسبانه على الإطلاق” وهو إعلانٌ يتجاوز بوضوح مستوى الحرب النفسية؛ لأَنَّه يستند إلى إنجازات عملية واضحة برهنت وبالصوت والصورة القدرةَ على صناعة تحولات غير مسبوقة لم يكن يتوقعُها الأعداءُ وباعترافهم، وقائمة أحداث معركة البحر الأحمر التي تم تسجيلُ وقوعها لأول مرة في التأريخ ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، تشهد بذلك.
وقد برهنت القواتُ المسلحة اليمنية أن قدرتَها على صناعة المفاجآت تشملُ جوانبَ متعددة، حَيثُ لا تقتصر على إدخَال أسلحة جديدة في المواجهة، بل تتضمَّنُ إلى جانب ذلك ابتكارَ أساليب وتكتيكات لا يتوقعها الأعداء؛ وهو ما يجعلُ مهمةَ توقُّع هذه المفاجآت أَو الاستعداد لها صعبةً للغاية برغم توفر الإمْكَانات لدى الأعداء.
وقد أقرَّ القائدُ السابقُ لمجموعة حاملة الطائرات الأمريكية (آيزنهاور) مارك ميجيز، قبل أَيَّـام قليلة بأن البحرية الأمريكية لم تكن تتوقَّعُ ما واجهته في البحر الأحمر، وقال في تصريحات على منصة يوتيوب: “إن العددَ الهائلَ من اشتباكات الطائرات بدون طيار التي خضناها، كان شيئاً لم نتدربْ عليه بشكل شامل… ليس على المستوى الذي كان علينا مواجهته في القتال” بحسب ما نقل موقع مجلة “ماريتايم إكسكيوتيف” الأمريكية.
وأقر ميجيز بهروبِ حاملة الطائرات الأمريكية (ايزنهاور) من الضربات اليمنية التي حاولت الولايات المتحدة إنكارها في وقت سابق، وقال إنه “اضطرَّ لتحريك الحاملة عدة مرات لحمايتها”.
هذه التصريحاتُ التي تضافُ إلى قائمة طويلة من الاعترافات بالفشل والعجز والتراجع، تجعل إعلان قائد الثورة عن مفاجآت قادمة أشدَّ وَقْعًا على العدوّ؛ لأَنَّه أصبح يدرك جيِّدًا جدية القيادة اليمنية في الدفع بمسار الاشتباك معه إلى أقصى حَــدٍّ ممكنٍ تتيحُه الإمْكَانات والتكتيكات، كما يدركُ قُدرةَ هذه القيادة على ابتكار المزيد من الخيارات دائماً لرفع فعالية وشدة العمليات وفرض معادلات جديدة تضاعف حجم فشله وعجزه وتجعله مكشوفًا ومعرَّضًا للأضرار بشكل أكبر مع مرور الوقت.
صنعاءُ تسمحُ بسحب السفينة المحترقة وواشنطن تعرقل:
في سياقٍ متصلٍ أعلنت صنعاءُ عن السماح بسحب السفينة (سونيون) في موقف أكّـد مجدّدًا حرصَها على سلامة الملاحة والبيئة البحرية، برغم أن استهدافَ السفينة لم يسفر عن أي تسرب نفطي، بحسب ما أكّـدت عملية (أسبيدس) الأُورُوبية عدة مرات.
وقال ناطقُ أنصار الله ورئيس الوفد الوطني، محمد عبد السلام، يوم الأربعاء إنه “بعد تواصل جهات دولية عدة وخُصُوصاً الأُورُوبية تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون”.
وَأَضَـافَ أن “احتراق سفينة النفط المذكورة مثال على جدية اليمن في استهداف أية سفينة تنتهك قرار الحظر اليمني القاضي بمنع عبور أية سفينة إلى موانئ فلسطين المحتلّة؛ بهَدفِ ممارسة الضغط على كيان العدوّ الصهيوني لوقف عدوانه على غزة، وعلى جميع شركات الشحن البحري المرتبطة بكيان العدوّ الصهيوني أن تدرك أن سفنها ستبقى عرضةً للضربات اليمنية أينما يمكن أن تطالها يدُ القوات المسلحة اليمنية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.
ومع ذلك فقد كشفت صحيفةُ “لويدز ليست” البريطانية أن الولايات المتحدة تعيق عملية سحب السفينة؛ لأَنَّ سفن القطر التي استأجرتها شركة التأمين الخَاصَّة بالسفينة تخضعُ لعقوبات أمريكية، ولن تستطيع مباشرة عملها إلا بتصريحات من الخارجية الأمريكية؛ الأمر الذي يؤكّـد أن مزاعمَ الولايات المتحدة حول الحرص على سلامة البيئة البحرية مُجَـرّد دعايات للمزايدة.