2سبتمبر خلال 9 أعوام.. جرائم سعودية في ذاكرة اليمنيين
2سبتمبر خلال 9 أعوام.. جرائم سعودية في ذاكرة اليمنيين
يمني برس/
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي، ارتكاب المجازر الوحشية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الجوية وعملياته الانتحارية المفخخة عبر عناصره التكفيرية من الأرض، واستهداف المساجد والمنازل والممتلكات الخاصة والعامة، في مشاهد مأسوية يندى لها جبين الإنسانية في اليمن.
أسفرت جرائم العدوان البشعة عن 54 شهيداً 78 جريحاً بينهم أطفال ونساء ورضع، ومصلون ومسعفون، وأعيان مدنية ومراكز ثقافة، وبنى تحتية، وممتلكات خاصة، ومضاعفة معاناة المواطنين، وزيادة موجات النزوح والتشرد والحرمان، وقطع أرزاق عشرات الأسر، بجرائم متواصلة بحق الشعب اليمني، في محافظات صعدة وصنعاء، والحديدة وحجة وتعز خلال 9 أعوام، لم تجد أي تجاوب أممي ودولي، لمحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للمحاكم الدولية والمحلية، لينالوا جزائهم الرادع.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمن في مثل هذا اليوم:
2 سبتمبر 2015 .. 5 شهداء وجرحى في كارثة إنسانية لغارات العدوان على تعز:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر أيلول من العام 2015، استهدفت غارات العدو بشكل وحشي منازل المدنيين في منطقة الربيعي بمديرية التعزية، مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة طالت الممتلكات الخاصة والعامة.
وفي مشهد مروع تحولت منطقة الربيعي ساحة مستباحة لغارات العدوان المدمرة، وتصاعد أعمدة الدخان ودوي الانفجارات وتدمير المنازل ورائحة الموت والدم والبارود، وصرخات الجرحى، وعويل النساء وأطفالهن، وموجة من الخوف والنزوح والتشرد، رجال يحاولون انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مشهد مروع يعكس حجم الوحشية التي وصل إليها العدوان.
أحد المتضررين يقول: “هؤلاء بغاة يريدون إنهاء الشعب اليمني، واحتلال أرضه ونهب مقدراته والسيطرة الكاملة على قراره السياسي، وتحويله إلى مستعمرة أمريكية صهيونية، جديدة في المنطقة، عبر قفازات التحالف العربي، والمرتزقة من الداخل، ولكن نؤكد للعالم أجمع أن عليه تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، وأن شعبنا اليمني لن يستسلم أو يخضع أمام هذه الجرائم مهما كانت التضحيات، وستكون الجبهات قبلة كلّ الأحرار”.
أحد الأهالي بدوره يقول: “هذا منزل واحد مشلول، دمره العدوان وقتل 2 أطفال وجرح نساء، دون أي ذنب، ما نقول لهؤلاء غير حسبنا الله ونعم الوكيل، خلو شعبنا يعيش، لا تقتلونا في القرى الريفية، إلى أين ننزح بيوتنا مدمرة”.
إن استهداف منازل المدنيين بشكل متعمد يعد جريمة حرب واضحة، تنتهك بشكل صارخ كلّ القوانين والأعراف الدولية، بحق المدنيين الأضعف والأكثر تضرراً من هذا العدوان الغاشم، وهنا الخبير القانوني القاضي عبد الوهاب الخيل، يوجه الدعوة إلى المجتمع الدولي بقوله: “ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان على الشعب اليمني، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والإبادة، إلى العدالة، كما ندعو المنظمات الإنسانية إلى تقديم العون والإغاثة اللازمة للمتضررين”.
ويشير الخيل إلى أنه لا يقتصر أثر هذه الجرائم على الخسائر المادية والبشرية، بل يتعداه إلى التأثير النفسي والاجتماعي الكبير على الناجين، فالخوف والرعب اللذين زرعهما العدوان في قلوب المدنيين، سيترك آثاراً نفسية عميقة على الأطفال والنساء، وسيدمر النسيج الاجتماعي للمجتمع.
ويعد استهداف منازل المدنيين في تعز واحدة من آلاف جرائم الحرب البشعة بحق الشعب اليمني التي لن تسقط بالتقادم، وسيحاسب مرتكبيها عاجلاً أم آجلاً، وتبقى هذه الجريمة شاهداً على وحشية العدوان، وجبروت المعتدين.
2 سبتمبر 2015.. 6 جرحى في جرائم حرب بغارات العدوان تستهدف المدنيين والبنى التحتية بصعدة:
في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر أيلول من العام 2015، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل ومحلات تجارية ومدرسة وممتلكات المدنيين في عدد من قرى مديريتي ساقين وسحار، صعدة، أسفرت عن 6 جرحى وتدمير للممتلكات بشكل كلي وخسائر كبيرة، وحالة من النزوح والتشرد والحرمان ومضاعفة معاناة الأهالي.
تدمير مدرسة القعيصي ومنزل دغسان في مديرية سحار:
استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، بجريمتين منفصلتين منزل دغسان، في سوق مفرق الطلح بمديرية سحار، مدرسة القعيصي في منطقة ولد مسعود بالمديرية ذاتها، ما أسفر عن 5 جرحى وأضرار بالغة في ممتلكات المواطنين، وتدمير المدرسة بالكامل في جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان بحق الأعيان المدنية، واستهداف المدنيين بشكل مباشر يحرم الأطفال من حقهم في التعليم، وألحق أضرارًا بالغة بالمبنى والممتلكات المحيطة به.
صاحب مطعم رويال في السوق يقول: “تم استهداف المحلات وقمنا بانتشال الجرحى من بين الدمار، وإسعافهم إلى المستشفى، وكلهم مدنيون، قاصدين الله على أسرهم، أيش ذنبهم؟ أين نسير استهدفوا كل ممتلكاتنا، الكثير من الأسر اليوم تفقد مصادر عيشها، ولا يوجد أية جهات دولية تقدم الإغاثة وتعوض المتضررين وقت ما هم بحاجة إليها، عالم لا يرحم الضعفاء، ويقف مع المستكبرين الأقوياء، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
هذه الغارات تؤكد استمرار العدوان في استهداف الأسواق والمناطق المزدحمة بالمدنيين، مما يشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني.
استهداف منازل ومحلات المواطنين في مديرية ساقين:
قام طيران العدوان بقصف عشوائي لمنازل ومحلات تجارية للمواطنين في مديرية ساقين، مما أسفر عن إصابة مواطن واحد على الأقل وألحق أضرارًا مادية كبيرة بالممتلكات، في تعارض صارخ مع مبادئ القانون الدولي الإنساني التي تحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية.
قنابل أمريكية سعودية ترمى من الجو على سوق وحي في مديرية ساقين، دمار كبير في منزل المواطن عبدالكريم اللبلوب، ومحلات تجارية أخرى نالها نصيبها، وتبقى الأسواق، هدفاً متكرراً وضحايا جدد.
أحد الأهالي من بيت اللبلوب من فوق منزله المدمر يقول: “جرائم العدوان الغاشم لن تثني شعبنا اليمني عن الاستمرار في درب الجهاد والوفاء للشهداء القادة والأعلام وكلّ من سار على هذا النهج لمواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي، ولن تهتز لنا شعرة مهما كانت التضحيات، وطالت سنوات العدوان علينا، فوعدنا من الله النصر أو الشهادة وهذا ما نأمل الحصول عليه للفوز برضوان الله”.
جرائم العدوان في محافظة صعدة أدت إلى تدمير البنية التحتية المدنية، مما أثر سلبًا على حياة المدنيين، وتمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، وحق كلّ فرد في الحياة والسلامة الجسدية.
جرائم العدوان بحق المدنيين والأعيان المدنية في محافظة صعدة في مثل هذا اليوم واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب اليمني، خلال 9 أعوام متواصلة، في ظل غياب مسؤولية القانون الدولي الإنساني والمجتمع الدولي في تقديم مجرمي الحرب للمسؤولية القانونية والجنائية الفردية والجماعية، وتقديمهم للمحاكمة العادلة أمام المحاكم الوطنية أو الدولية، وضرورة التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم على الشعب اليمني، كما يجب على المنظمات الإنسانية الدولية تقديم المساعدات اللازمة للمدنيين المتضررين من هذه الجرائم.
2 سبتمبر 2015 و206.. 100 شهيد وجريح في إبادة مزدوجة تهز صنعاء بتفجيرات تكفيرية وغارات غاشمة على المدنيين:
الثاني من سبتمبر في يوم أسود جديد، سجل العدوان على اليمن جرائم جديدة في سجلاته الحافلة بالدم والدمار، شهدت العاصمة صنعاء فاجعتين مزدوجتين، الأولى كانت تفجيرات إرهابية تكفيرية استهدفت المصلين والمسعفين في أحد بيوت الله، والثانية كانت غارة جوية طالت منزلاً سكنياً، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء، هاتان الجريمتان البشعتان تؤكدان استمرار العدوان في استهداف المدنيين بشكل متعمد، وتنتهك كلّ القوانين والأعراف الدولية.الجريمة الأولى: تفجيرات إرهابية تكفيرية تستهدف المصلين والمسعفين بجامع المؤيد:
في يوم 2 سبتمبر 2015، هزت العاصمة صنعاء انفجارات عنيفة استهدفت جامع المؤيد بالجراف الغربي بمديرية الثورة، تبين أنها نتيجة تفجيرين متعمدين استهدفا المصلين والمسعفين الذين توافدوا إلى مكان الانفجار لتقديم الإسعافات الأولية للجرحى، أسفرت عن استشهاد 28 مدنياً، وجرح 60 آخرين بجروح مختلفة.
انتحاريان يستهدف الأول المصلين داخل المسجد، من نجا هارباً استهدفه الثاني، فظاعة الجريمة تخيم على سكان الحي، وتحت صدمة الفاجعة يهرع الناس لإسعاف الجرحى، قنابل شيطانية على هيئة بشر تستكمل وحشية تحالف العدوان وغاراته الجوية المتواصلة منذ 26 مارس 2015م، اليوم الأول لبدء إبادة الشعب اليمني.
هنا الأشلاء والدماء والصراخ والبارود ورائحة الموت والجريمة والفاجعة جوامع تفجر وتفخخ ومصلين على رأس قائمة الأهداف للعدوان السعوديّ الأمريكي الصليبي، والمسعفين لا رحمة لهم من ذات المصير، الهدف قتل أكثر عدد من أبناء الشعب اليمني في مساجدهم ومنازلهم وأحيائهم، نزولاً عند مخططات الغزاة والمحتلين.
الأهالي يجمعون الأشلاء والأجساد الممزقة من فوق المصاحف والرفوف ومن بين السجاد وعلى حيطان الجامع وفوق نوافذه المكسرة ومن على محرابه المهدم، في مشهد مأسوي عميق، لا تحتمل الاستمرار في النظر إليه، إنها مجزرة وحشية، وإجرام لا يفوقه إجرام.
يقول أحد الأهالي الجرحى: “سمعنا انفجار بعد أذان المغرب مباشرةً، هرعنا إلى الجامع، فوجدنا شهداء وجرحى كثيرين جدًّا، وقمنا بإسعاف بعضهم، وحينها سمعنا انفجاراً آخر في البوابة الشمالية للجامع، وكان كبيراً، أدى إلى استشهاد الكثير من الشباب الذي قدموا لإسعاف الجرحى، وهذه جريمة أمريكية عبر مرتزقتها التكفيريين، وهذا انتقام من الشعب اليمني ونتيجة هزيمة العدو في الجبهات”.
ويقول آخر: “هذه الجريمة التي يندى لها الجبين هي استهداف لكل أبناء الشعب اليمني، تقتل المصلين في بيوت الله، وهدفها إثارة الفتن بين أبناء الشعب، وعليهم إن كانوا رجالاً أن يقاتلوا في الجبهات”.
أحد الجرحى فوق سرير المشفى يقول: “الذي كنا في الصف الأول أكثرنا شهداء وجرحى بجراحات بالغة، ونسأل الله أن يتولى عقوبتهم، وعلى شعبنا اليمني أن يدرك خطورة المرحلة وكيف يحاول العدو قتلنا في كلّ مكان، وفي أقدس وأطهر الأماكن، عدونا لا فيه دين ولا إنسانية، بل هم مجرد مسوخ لعبادة الشيطان”.
إن استهداف دور العبادة والمصلين يعد جريمة حرب بكل المقاييس، تنتهك حرمة الأماكن المقدسة وحق الناس في أداء عباداتهم بحرية وأمان، كما أن استهداف المسعفين الذين يعملون على إنقاذ حياة المصابين يعتبر جريمة إضافية تضاف إلى سجل جرائم العدوان، وتعمد في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية عن سابق إصرار وترصد.
الجريمة الثانية: بيت مران يشهد مجزرة مروعة لأسرة كاملة
في نفس اليوم، شن طيران العدوان غارة جوية استهدفت منزلاً سكنياً في منطقة بيت مران بمديرية أرحب، مما أدى إلى 9 شهداء من النساء والأطفال، وجرح طفل وامرأتان، وتدمير للمنزل بالكامل، وتضرر ممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والقلق، والحزن والتشرد والحرمان ومضاعفة معاناة الأهالي.
القنابل الأمريكية استهدفت منزل المواطن محمد اليريد المراني، وتسببت بآلام حبست الأنفاس، ولحظات وداع أخيرة هي الأصعب، في جريمة إبادة جماعية كلّ ضحاياها نساء وأطفال.
والد الطفل الرضيع وهو يرفع ابنه الشهيد فوق ذراعه ويقول: “أيها العالم هذه ابني طفل رضيع عمره أقل من أسبوع، يقتله العدوان السعوديّ الأمريكي وهو في حضن أمه، أي حرب هذه، تقتل الرضع والأطفال والنساء؟ أي ضمير عالمي يقف متفرجاً أمام هذه الوحشية والإبادة الجماعية لشعب اسمه اليمن، هل هذا يرضي العالم حتى نجده صامتاً لا يتكلم، دماء أطفالنا وشعبنا لن تذهب هدراً وبيننا الميدان وجبهات الجهاد المقدس حتى يأذن الله بالنصر من عنده”.
في هذا السياق يقول الخبير القانوني والحقوقي القاضي عبد الوهاب الخيل : “هذه الغارات الغاشمة التي استهدفت منزلاً سكنياً يضم نساء وأطفالاً يبرهن على مدى الوحشية التي وصل إليها العدوان، وعلى استهتاره بحياة المدنيين الأبرياء، وبأن استهداف المدنيين بشكل عشوائي يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويتطلب من المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف هذه الإبادة الجماعية ضد الإنسانية في اليمن، وتقديم مرتكبيها للعدالة.
مشيراً إلى أن الجريمتين اللتين وقعتا في صنعاء يوم 2 سبتمبر 2015 هما مجرد نموذج واحد من آلاف الجرائم التي ارتكبها العدوان على مر السنوات الماضية، وتستدعي منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد العدوان، والتضامن مع الشعب اليمني في محنته، والعمل على إيقاف هذه الغطرسة الظالمة، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
جريمة الإبادة في بيت مرآن واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، تتطلب جهود أممية ودولية لوقف العدوان على اليمن، وتقديم قياداته للمحاكمة الدولية والمحلية، عبر محكمة العدل الدولية والجنايات وكلّ المؤسسات القانونية والإنسانية والحقوقية ذات الصلة، وتبقى هذه المجازر المروعة حقاً للشعب اليمني لا يسقط بالتقادم والتواطؤ المكشوف، تحت ضغوطات الهيمنة الأمريكية في هذا العالم.
2 سبتمبر 2016.. 12 شهيداً وجريحاً في جريمة ثقافية وإنسانية لطيران العدوان تهز الحديدة:
في الثاني من سبتمبر لعام 2016، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعوديّ جريمة جديدة بحق الشعب اليمني، هذه المرة استهدفوا صرحاً ثقافياً هو القلب النابض للمدينة، المركز الثقافي في الحديدة.
في مثل هذا اليوم هزت المدينة انفجارات عنيفة هزت أركانها، كانت ناجمة عن غارات جوية شنتها طائرات العدوان على المركز الثقافي، ما أسفر عن 4 شهداء بينهم طفلان، و8 جرحى آخرين بجروح متفاوتة، وتدمير المركز بشكل كامل، وتضرر ممتلكات ومنازل الموطنين المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأهالي.
بعد الغارات تحولت ساحة المركز الثقافي، التي كانت تعج بالحياة والأنشطة الثقافية، إلى ركام وأنقاض، وشهدت دماء الأبرياء الذين كانوا ضحايا لهذا الاعتداء الغاشم، وصور الأطفال المشوهة، وصراخ الجرحى، وأنين الأمهات الحائرات على أبنائهن، شكلت لوحة مأساوية لا تُنسى.
يقول أحد الموظفين في المركز الثقافي: “نجوت من الموت بأعجوبة والحمد لله أقوم من تحت الأنقاض لأقول رسالتي للعالم، هذا العدوان يدعي زوراً وبهتاناً وجود أسلحة في هذا المركز، وها هي الصورة أمامكم، شهداء بينهم أطفال ونساء، والجرحى مدنيين، وهذا مبنى الثقافة مدمر أمام أعين الجميع”.
جريح يقول من فوق السرير يقول: “الساعة السابعة والنصف صباحاً سمعنا تحليق الطيران وبعدها غادر، قلنا خير ورجعت أنام في الصالة، وبعد ساعة وجدت نفسي خارج البيت بين الدمار والخراب وكلي جراح ونزيف ومن حولي جرحى آخرين من الزملاء كنت أصيح والزملاء لا يسمعون والتحليق متواصل ساعة، على سماء المركز، منع فرق الإنقاذ من إسعافنا”.
هذه الجريمة المزدوجة بحق الثقافة والإنسانية، باستهداف صرح يمثل هوية المدينة، ومركزاً للحياة الثقافية والفنية، لم تكن مجرد هجوم عسكري فحسب بل جريمة حرب بحق الثقافة والوعي والإنسانية، تهدف إلى تدمير الهوية اليمنية ومحو تاريخها وحضارتها، تستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف العدوان، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة، كما يتطلب من المنظمات الإنسانية تقديم العون والإغاثة اللازمة للمتضررين من هذا العدوان.
هذه الجريمة واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني المتواصلة منذ 26 مارس 2016م، وحتى يومنا هذا بعد 10 أعوام، وجريمة لن تسقط بالتقادم، وستظل محفورة في ذاكرة كلّ اليمنيين، وشاهداً على وحشية العدوان، وجبروت المعتدين، ووصمة عار في جبين الإنسانية.
الثاني من سبتمبر لعام 2016.. غارات العدوان تستهدف محطة البركة وتفاقم معاناة المزارعين بصعدة:
في يومٍ جديدٍ من أيام الحصار والعدوان على اليمن، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة جديدة بحق الشعب اليمني، استهدفت شريان الحياة في منطقة العند بمديرية سحار، محطة البركة للمشتقات النفطية.
في الثاني من سبتمبر لعام 2016، هزت أركان المنطقة انفجارات عنيفة، ناجمة عن غارات جوية شنتها طائرات العدوان على المحطة، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، وتضرر المحلات التجارية المجاورة لها، وتسديد ضربة موجعة، للاقتصاد الزراعي.
المزارعون الذين يعولون على هذه المحطة لتزويدهم بالوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه ووسائل النقل، وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، خاصة أمام الحصار المستمر على اليمن، وقلة توفر المشتقات النفطية، الذي أثر بشكل كبير على الزراعة، مما أدى إلى تدهور الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزادت من تفاقم معاناتهم، بشكل كبير، جعلتهم عاجزين عن تسويق منتجاتهم بسبب ارتفاع تكاليف النقل، ومخاطر الاستهداف الممنهج للطريق العام وحركة النقل.
مشهد مأساوي
تحولت محطة البركة، التي كانت تزود المنطقة بالوقود، إلى ركام وأنقاض، وصور المزارعين وهم يحملون محاصيلهم على ظهورهم، بحثاً عن سوق لبيعها، وصراخ الأطفال الذين يعانون من الجوع والعطش، شكلت لوحة مأساوية، تستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف هذا الحصار الظالم، والعدوان المتواصل، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة، كما يتطلب من المنظمات الإنسانية تقديم العون والإغاثة اللازمة للمتضررين، خاصة المزارعين الذين يعانون من نقص المياه والوقود.
إن استهداف محطة البركة في صعدة هو جريمة إضافية تضاف إلى سجل جرائم العدوان، بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام متواصلة، وتبقى هذه الجريمة كمثيلاتها شاهداً على وحشية العدوان، وجبروت المعتدين، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات القانونية التي لم تتحرك للقيام بمهامها واختصاصاتها، وحق مشروع للشعب اليمني الذي لن يسقط بالتقادم.
الثاني من سبتمبر لعامي 2016 و2017.. أكثر من 10 شهداء وجرحى في جرائم مروعة للعدوان تهز حجة:
في سلسلة من الجرائم المروعة التي لا إنسانية فيها، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المدنيين في محافظة حجة، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
هذه الجرائم البشعة التي ارتكبت في الثاني من سبتمبر لعامي 2016 و2017، تكشف عن حجم الوحشية التي وصل إليها العدوان، واستهتاره بحياة المدنيين الأبرياء.
الجريمة الأولى: استهداف منزل في منطقة فج حرض
في الثاني من سبتمبر عام 2016، استهدفت غارات طيران العدوان الجوية، منزل أحد المواطنين في منطقة فج حرض بمديرية حرض، ما أسفر عن استشهاد شخصين وجرح آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
تخيل المشهد، منزل سكني آمن، تحول في لحظة إلى كومة من الأنقاض والدخان، جدرانه تهدمت وسقفه انهار، وأصوات الصراخ والاستغاثة تملأ المكان، نساء وأطفال يصرخون طلباً للمساعدة، رجال يحاولون انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مشهد مأساوي لا يوصف.
هذه الجريمة البشعة تكشف عن مدى الوحشية التي وصل إليها العدوان، بتعمده استهداف منزل سكني يضم مدنيين أبرياء، دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي، في واحدة من آلاف جرائم العدوان المتواصلة بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام متتالية.
الجريمة الثانية: استهداف منزل الشيخ علي المقضي
وفي الثاني من سبتمبر أيلول، عام 2017، وفي جريمة أخرى لا تقل بشاعة عن سابقتها، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل الشيخ علي المقضي في مديرية وشحة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة أشخاص، بينهم رضيع ووالدته وجدته، وجرح خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، معظمهم من النساء والأطفال.
في ما كانت منطقة وشحة آمنة مطمئنة، تسللت طائرات العدوان في سمائها، متربصة بهدف ثابت، وتلقي حمم حقدها قنابل أمريكية فوق سقف منزل المقضي ليلاً والأطفال والنساء في نوم عميق، وتهد السقوف والجدران ويتصاعد الدخان والنيران ورائحة الموت والبارود، وتسفك الدماء، وترتفع صرخات من هم بداخله وكلّ الجيران، ويهرع سكان المنطقة لإخراج من هم تحت الأنقاض، منتشلين جثث وأجساد 4 شهداء و6 جرحى غالبيتهم في عمر الزهور، في جريمة تعمدت كسر إرادة الوجاهات الاجتماعية.
هذا الجريمة الآثمة التي استهدفت منزل الشيخ، إحدى جرائم الحرب والإبادة ضد الإنسانية، تهدف إلى بث الرعب والخوف في نفوس المدنيين، وتدمير النسيج الاجتماعي، وجزء صغير من حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، وانتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية.
إن استهداف المدنيين خلال 9 أعوام، بشكل متعمد، وخاصة النساء والأطفال، جريمة لا تسقط بالتقادم، وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان الغاشم على اليمن، وتقديم قياداته إلى العدالة لينالوا جزائهم الرادع، كما تدعو المنظمات الإنسانية إلى تقديم العون والإغاثة اللازمة للمتضررين.