4 سبتمبر خلال 9 أعوام… جرائم سعودية لن تسقط بالتقادم
4 سبتمبر خلال 9 أعوام… جرائم سعودية لن تسقط بالتقادم
يمني برس/
أمعن العدوان السعودي الأمريكي في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر أيلول، خلال الأعوام 2015، و2016، و2018، و2020م، في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، بغاراته الجوية وقنابله العنقودية وقذائف وصواريخ جيشه ومرتزقته، المستهدفة للمدنيين، في الأسواق والمنازل والمشافي، والطريق العام، على محافظات صعدة وصنعاء والحديدة ومأرب.
أسفرت جرائم العدوان عن عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، ومشاهد مأساوية تدمي القلوب، وتدمير عشرات المنازل والممتلكات، الخاصة والعامة، وموجهة من الخوف في نفوس الأهالي، ومضاعفة معاناتهم وحرمانهم من الخدمات الصحية والحصول على الخدمات الأساسية في ظل الدمار والحصار وتفاقم الأوضاع المعيشية، وتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وغياب المنظمات والمؤسسات الإنسانية والحقوقية والقانونية الدولية، عن القيام بمسؤولياتها في سرعة وقف العدوان على اليمن.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
4 سبتمبر 2015.. عشرات الشهداء والجرحى في جرائم إبادة بغارات العدوان على صعدة:
في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر أيلول من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، بعدد من الغارات والقنابل العنقودية منازل المواطنين في قرية بني الصياح بمديرية رازح، اسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، وفي جريمة أخرى استهدف العدو سيارة مسافرين في الطريق العام ما بين مديريتي رازح وغمر، اسفرت عن استشهاد 5 وجرح 3 آخرين.
المجزرة الأولى: إبادة ليلية في بني صيّاح
في جريمة بشعة هزت ضمير الإنسانية، ارتكب الطيران الأمريكي السعودي مجزرة مروعة في قرية بني صيّاح بمديرية رازح بمحافظة صعدة بتاريخ 4 سبتمبر 2015م، استهدف بغاراته منازل المدنيين بشكل عشوائي ووحشي، مستخدماً قنابل عنقودية محرمة دولياً، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وإلحاق دمار هائل بالقرية.
القرية الهادئة حولته الغارات المباغتة إلى جحيم، حيث تساقطت القنابل على المنازل والمساكن، مما أدى إلى انهيارها ودفن العشرات تحت الأنقاض، وهنا وصف الناجون الجريمة بأنها “إبادة جماعية ليلية”، حيث استيقظ الأهالي على أصوات الانفجارات المدوية وشاهدوا منازلهم تتحول إلى ركام.
أسفرت هذه المجزرة عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، ونزوح جميع سكان القرية خوفاً من تكرار الغارات، تاركين وراءهم بيوتهم المدمرة وممتلكاتهم التي تحولت إلى رماد.
يقول أحد الناجين وهو حاج طاعن في السن، من فوق دمار القرية: “في هذه القرية دمر العدوان كامل المنازل، واستشهد 17 مواطن تحت أسقف منازلهم وهم نائمين، وعشرات الجرحى غالبيتهم أطفال ونساء، أيش ذنب أهل هذه القرية دمر العدوان كل ممتلكاتهم، وباتوا مشردين لا مأوى لهم ولا يجدون إي مكان يهربون إليه”.
يقول مواطن أخر ” هذه كانت أكبر قرية في بني صياح ، قتلوا السكان، دمروا كل المنازل ، زوج أختي لقيته قطع بغير عيون ، من بقي حي منا، ننام تحت الأشجار، لا أثاث ولا سكن ولا غذاء، قرية خاوية على عروشها تم ضربها أخر الليل، بأي وجه؟ أين نعيش يا عالم ، أين هي الأمم المتحدة توقف العدوان، هذه بيتي ما بقي منها شيء ، وبقنابل عنقودية محرمة ، هؤلاء مجرمين لا عندنا لهم أي حق، بات الأهالي نازحين في الجبال والكهوف”.
وأكد شهود عيان استخدام الطيران الحربي لقنابل عنقودية في هذه الجريمة البشعة، مما زاد من حجم الدمار والخسائر في الأرواح والممتلكات، وقد وصف الشهود كيف أن القنابل المتناثرة تسببت في إصابات بالغة ومقتل العديد من المدنيين.
تعتبر هذه المجزرة واحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي في اليمن، حيث استهدف المدنيين الأبرياء بشكل متعمد ووحشي. وتؤكد هذه الجريمة مدى وحشية العدوان وجبروته، وتكشف عن انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي الإنساني.
المجزرة الثانية: استهداف مسافرين على الطريق العام
بعد ساعات قليلة من مجزرة بني صيّاح، ارتكب الطيران الأمريكي السعودي جريمة أخرى بشعة، حيث استهدف سيارة كانت تقل عدد من المدنيين المسافرين على الطريق العام ما بين مديريتي رازح وغمر بمحافظة صعدة، بغارة جوية مباشرة، أسفرت عن احتراق السيارة، وتفحم ركابها، واستشهاد خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بالغة.
السيارة تحولت إلى كتلة حديد محترق متفحم، يقول أحد الأهالي من فوق هيكلها “طيران العدوان استهدف السيارة ومن عليها، واعدم أسرة بالكامل كانت تحاول النزوح والهرب من القتل، بعد استهداف منزله”.
وتسببت هذه الغارة في زيادة معاناة الأهالي في المنطقة، حيث فقدت العديد من الأسر عائليها، وتعرض الناجون لصدمة نفسية شديدة، ما يؤكد استمرار العدوان الأمريكي السعودي في استهداف المدنيين الأبرياء، وتكشف عن عدم اكتراثه بأي قيم إنسانية، وتعتبر هذه الجرائم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان على الشعب اليمني بشكل فوري، ووقف هذه المعاناة.
تعتبر هاتان المجزرتان جزءاً من سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي في اليمن، خلال 9 أعوام، تستهدف المدنيين الأبرياء وتدمر البنية التحتية وتسبب أزمة إنسانية حادة، وتؤكد الحاجة الملحة إلى وقف هذا العدوان وتقديم مرتكبيه إلى العدالة.
4 سبتمبر 2015.. 18 شهيد وجريح في جريمة حرب لغارات العدوان على مجمع العرضي الطبي بصنعاء:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم على اليمن، في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مجمع العرضي الطبي بمديرية الصافية بصنعاء، مما أسفر عن استشهاد مدنيين وإصابة 16 آخرين بجروح مختلفة.
في غارة جوية غادرة، استهدف العدوان بشكل مباشر مجمع العرضي الطبي الذي يقدم خدماته الطبية لآلاف المدنيين، أثناء تواجد المرضى والعاملين الطبيين بداخله، مما زاد من حجم الجريمة الإنسانية، بحق المدنيين المرضى والأطباء وممرضون، وتدمير أجزاء كبيرة من المجمع الطبي، وتعطيل خدماته الطبية عن آلاف المواطنين.
يقول أحد السكان المتضررين “هذا عدوان وحشي يستهدف الأطفال والنساء والمرضى، والمنازل والمستشفيات، وكلنا مواطنين في العرضي منازلنا تدمرت، أطفالنا مرعوبين طوال الليل والنهار”، متابعاً غارات العدوان استهدفت طبي والمكاتب المدنية، والمنازل المجاورة، وبنايات في صنعاء القديمة تأثرت من هذه الغارات، هذا تراث وحضارة وتاريخ يستهدف أمام العالم”.
ويشكل استهداف المجمعات الطبية جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يهدف إلى حرمان المدنيين من الرعاية الصحية الأساسية وتفاقم معاناتهم، وتعتبر هذه الجريمة انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وتؤكد استمرار العدوان السعودي الأمريكي في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتسبب استهداف مجمع العرضي الطبي في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث حرم آلاف المدنيين من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، خاصة في ظل تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض، كما زاد هذا العدوان الغاشم، من معاناة المدنيين الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.
وهنا تقع المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة على عاتق تحالف دول العدوان بقيادة السعودية والإمارات، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم الدعم العسكري واللوجستي لهذا الأجرام والتوحش.
إن استهداف المجمعات الطبية جريمة ضد الإنسانية، تؤكد مدى وحشية العدوان السعودي الأمريكي واستهتاره بحياة المدنيين الأبرياء، يجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف هذا العدوان وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ويناشد الجرحى وأسر المتضررين العالم أجمع بالتدخل لوقف هذه المجازر، وتقديم الدعم للشعب اليمني الذي يتعرض لأبشع أنواع الحصار والحروب، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والعمل على إيجاد حل سياسي عادل ودائم في اليمن، ومنع أي تدخلات خارجية في اليمن.
4 سبتمبر 2016 .. غارات العدوان تستهدف المدنيين ومحلاتهم التجارية في آل جميدة بصعدة:
في جريمة بشعة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف الطيران الحربي محلات تجارية على الخط العام في منطقة آل جميدة بمحافظة صعدة بتاريخ 4 سبتمبر 2016م.
بغارات جوية غادرة، استهدف العدوان بشكل مباشر المحلات التجارية التي تعتبر شريان الحياة لسكان المنطقة، يعتمدون عليها في تأمين احتياجاتهم الأساسية من المواد الغذائية والسلع الأخرى، ووقعت الغارة أثناء تواجد المدنيين في المنطقة، مما زاد من حجم الكارثة الإنسانية، وتفاقمها، وخلق حالة من الرعب والخوف بين المدنيين، الذين أصبحوا يعيشون في حالة من عدم الاستقرار وعدم الأمان.
صاحب محل ألمنيوم يقول من فوق الدمار الذي حل بمحله وبضاعته: “كنا نقصد الله على أسرنا في هذا المحل، ولكن العدوان دمر علينا كل شي، المكائن والأدوات والبضاعة ما عد معنا أي شي يمكن الاستفادة منه، من أين نصرف على أطفالنا، لا منظمات ولا أغاثه ولا مساعدات، العالم يتفرج علينا بصمت، لكن هذا الأجرام، يؤكد أن الحل الوحيد والمخرج الأفضل لشعبنا اليمني هو في الجهاد في سبيل الله، والنفير العام نحو الجبهات”.
ويشكل استهداف المحلات التجارية جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يهدف إلى حرمان المدنيين من الحصول على الاحتياجات الأساسية وتفاقم معاناتهم، وتعتبر هذه الجريمة انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وتؤكد استمرار العدوان السعودي الأمريكي في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
تسبب استهداف المحلات التجارية في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث زاد من حدة نقص الغذاء والمواد الأساسية، ورفع أسعار السلع، مما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً مثل النساء والأطفال وكبار السن.
تقع المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة على عاتق قيادات دول العدوان، وعلى رأسهم السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم الدعم العسكري، ويجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف هذا العدوان وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
4 سبتمبر 2018.. امرأة تنجو بأعجوبة من براثن الموت في قصف وحشي سعودي يستهدف قرية بني الصياح بصعدة:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر أيلول من العام 2018م، استهدف جيش العدو السعودي ومرتزقته، قرية بني الصياح بمديرية رازح بصعدة بقصف صاروخي ومدفعي عنيف، مما أسفر عن إصابة امرأة بجروح خطيرة.
في هجوم غادر، استهدف العدوان بشكل عشوائي القرية الآمنة، متجاهلاً كل القيم الإنسانية، أثناء تواجد السكان في منازلهم، مما أدى إلى إصابة هذه المرأة البريئة بجروح بالغة.
معاناة إنسانية لا توصف:
تخيلوا لحظة الرعب والفزع التي عاشتها هذه المرأة وهي ترى منزلها يتحول إلى أنقاض، وجسدها يعتصره الألم، إنها قصة مأساوية تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء هذا العدوان الغاشم، على مدى 9 أعوام.
هذه الجريمة البشعة لم تؤثر فقط على الضحية، بل امتدت آثارها لتشمل أسرتها ومجتمعها بأكمله، فالأطفال الصغار فقدوا أمهم الحنونة، والزوج فقد شريكته في الحياة، والمجتمع فقد عضواً فعالاً فيه.
وأمام هذه المأساة يقول أحد الأهالي: “نناشد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لوقف هذا العدوان البربري، على شعبنا اليمني، وحماية المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال، مؤكداً بأن استهداف المدنيين جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، ومرتكبوها يجب أن يحاسبوا أمام العدالة، وأن الشعب اليمني يوجه رسالة إلى العالم أجمع، للوقوف معه في محنته، وإدانة هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء، وسرعة وقف العدوان والحصار، وفتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدات الطبية والإغاثية للمناطق المتضررة”.
هذه المرأة واحدة من آلاف نساء اليمن اللاتي عانين من جرائم العدوان الوحشية بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام متواصلة في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي لم يشهد له العالم مثيل.
4 سبتمبر 2019.. 10 شهداء وجرحى بجرائم حرب جديدة ارتكبها مرتزقة العدوان في الحديدة:
في سلسلة من الجرائم البشعة التي لا تتوقف، استهدفت مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر أيلول من العام 2019م، بشكل متعمد منازل المدنيين في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وعلى رأسها قذائف الهاون والمدفعية، مخلفة جرائم متكررة بشكل يومي، تؤكد استمرار العدوان في انتهاك القانون الدولي الإنساني، وتكشف عن مدى وحشية مرتزقته الذين يستهدفون المدنيين العزل دون أي رادع أخلاقي أو قانوني.
الجريمة الأولى: منطقة المدمن بمديرية التحيتا
في جريمة بشعة، استهدفت مرتزقة العدوان منزلًا سكنيًا في منطقة المدمن بقذيفة هاون، مما أسفر عن 5 جرحى، مدنيين بجروح مختلفة، وحالة من النزوح والفزع والتشرد والحرمان ومضاعفة معاناتهم، وصراخ الأطفال والنساء، وخروج الأهالي من منازلهم وممتلكاتهم، خشية من الموت المحقق.
هاونات نيابةً عن الغارات!! بهذه الاستراتيجية يستهدف العدوان ومرتزقته أسرة، في قرية المدمن، منطقة السويق، بمديرية التحيتا في محافظة الحديدة، كانت أمنة مطمئنة تحت سقف بيتها الذي حولته القذائف إلى مصيدة سهلة للفتك بأهله، سقطت شظاياها على أجساد امرأتين و3 أطفال، ودمرت مسكنهم الوحيد.
من على سرير الكشفة أطفال في عمل الزهور يرقدون تحت عناية الأطباء، والدماء على أجسادهم، مضرجة، والشظايا في صدورهم وأذرعهم غائرة، ودموعهم كدمائهم تسيل، ومشاهد الفاجعة على ووجوههم، المحملة بخيبة الأمل في الحياة، ترقب طفلة أخوها بطرفة عين فيشاهدها وكلاهما يبكي في مشهد قاسي، وأخوهم الثالث عاجز عن الحركة.
يقول الأطباء في هذا السياق: ” الإصابات متفاوتة بينها حرِجة، والشظايا غائرة، وتحتاج عميات مركزة”.
والد الجرحى، وبيده كشافة توضح مكان الكسور والشظايا في صدر أبنه يقول بدموع باكية وغصة تقطع كلماته المتألمة : “كنا نامين وجت القذائف فوق سقف منزانا الذي اهتد إلى فوق أسرتي بالكامل عيالي الخمسة وزوجتي كلنا جرحى نتألم، فأين هي الهدنة، التي يتحدثون عليها؟ أسمعوا ما يصايحوا يا أباه با أباه ، ولا معي أي حاجة اقدمها لهم ، كلنا تحت الجدار ، يمتون الأمة ولا وجدنا هدنة ، دمروا كل شي منزلي وأطفالي ، من سيشقى عليهم “.
أحد الأطباء يقول: “الجراحات عميقة بعضها كسور في الحوض وتحتاج عناية مشددة، وتم اسعافهم وسيتم تحويلهم إلا مستشفى أخر للحصول على رعاية أفضل”.
معاناة أهالي محافظة الحديدة منذ العام 2018م ، لا يمكن وصفها او اختزالها في عبارات وجمل كلامية وخير ما يعبر عنها مشاركتهم على الواقع ، وتفقد أحوالهم لمعرفة حجم المعاناة التي تسبب به العدوان ومرتزقته منذ بدأ العدوان على اليمن.
الجريمة الثانية: منطقتي غليل والصبالية بمديرية الحوك
في هجوم آخر، استهدفت المليشيات منازل المواطنين في منطقتي غليل والصبالية بعدد من قذائف المدفعية، مما أسفر عن جريحين، وحالة من الخوف والفزع، وموجة نزوح وتشرد، واضرار في ممتلكات ومنازل المواطنين، وتهجير مساكن أخرى.
أحد المتضررين يقول وكله خوف ورعب وغبار: “كنا نائمين في أمان الله، وسمعت ضربة قوية جداً هزت البيت بما فيه، خرج أشوف من فين، سمعت أبناء أخي يبكون ويصرخون من داخل شقتهم، ويدقدقوا عليا الباب، خرج كالمجنون، متجهاً صوبهم وجدتهم بين الدمار والخراب في حالة يرثى لها، وشليتهم إلى منزلي، الذي تضرر ايضاً، قالوا وقفوا أطلاق النار أين هو ذلك، لم نجد وقف إطلاق النار غير في الإعلام، أرواح الناس عندهم لا قيمة لها، الصواريخ والقذائف على رؤوسنا كل ليلية وكل نهار، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
يخرج أطفال الحي مرعوبين وإلى غير وجهة ومن بعدهم أهاليهم، الذي تركوا منازلهم وممتلكاتهم خلف ظهروهم للنجاة من الموت المحدق بها من كل اتجاه بضرب يومي لا ينقطع، رغم مزاعم الهدنة واتفاق الحديدة.
أحد الأهالي يعتبر أتفاق السويد كذبة كبرى لا وجود لها في الواقع، كما هي في الإعلام، ودماء المدنيين وارواحهم ودمار منازلهم خير شاهد على هذا النفاق الذي ندفع ثمنه من أرواحنا وأطفالنا، دون أي ذنب “.
الجريمة الثالثة: منطقة الريمية بمديرية التحيتا
في جريمة مأساوية، استهدفت قذيفة هاون أطلقتها مرتزقة الإمارات مزرعة مواطن في منطقة الريمية، مما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة اثنين آخرين.
تلك الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي قصص مأساوية لعائلات فقدت عائليها ومنازلها، وأطفال حرموا من طفولتهم، ونساء يعشن في خوف ورعب دائم، هذه الجرائم البشعة تترك آثارًا نفسية عميقة على الناجين، وتدمر الأنسجة الاجتماعية وتزيد من معاناة المدنيين.
يقول أحد الأهالي وهو طفل في عمر الزهور: “القصف متواصل ليل نهار على مناطقنا وبيتنا تدمرت على اجسادنا ونحن نيام ، من ينقذنا من هذا العدوان الغاشم، الضربة خوفتنا ، وما قدرنا ننوم من بعدها وجلسنا بكي حتى الصباح”.
شهيد وجريحان لهم أسر وأهل وأحلام ومستقبل وأعمال وطموحات، درمتها قذاف مرتزقة العدوان وحولت الحياة إلى معاناة، مليئة بالقهر والخوف والترقب المتواصل للموت المفاجئ من أي اتجاه.
ويعتبر استهداف المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم، انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، تعتبر هذه الجريمة، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومرتكبوها يجب أن يحاسبوا أمام العدالة.
أخو الجريح يقول: “كان أخي يسقي في المزرعة وقصفهم العدوان بقذائف، واستشهد واحد وجرح أثنين، ويقولون هناك هدنة، ولكنا لا نجد أي أثر لها، في الواقع، فيما الحرب مستمرة علينا والاستهداف متواصل على مزارعنا ومنازلنا “.
ويستمر مرتزقة العدوان في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في محافظة الحديدة، بخروقاتهم المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، مع وجود فريق الأمم المتحدة المشرف على التنفيذ، ولكن ذلك كله لم، يردعهم من، استهداف المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم، وهذه الجرائم البشعة تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقف المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، على مدى 9 أعوام.
4 سبتمبر 2020.. 9 شهداء وجرحى في مجزرة تهز الضمير الإنساني بغارات عدوانية على سوق العرضية بمأرب:
في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر أيلول، من العام 2020م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة بشعة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه المتواصلة بحق الشعب اليمني خلال 9أعوام، بغارات وحشية و بشكل مباشر على سوقًا شعبيًا في مديرية ماهلية بمحافظة مأرب، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة.
تحول سوق العرضية، الذي كان يزخر بالحياة والنشاط، إلى ساحة دماء ومجزرة بشعة، ففي لحظة غدر، باغت الطيران الحربي المتسوقين وأصحاب المحلات، محولاً يومهم العادي إلى يوم حزين ومأساوي.
أطفال ينتظرون آباءهم
تخيلوا معي مشهدًا مأساويًا يقطع القلب: أطفال ينتظرون عودة آبائهم من السوق، يحملون لهم الهدايا والطعام، ليفاجئوا بجثثهم غارقة في الدماء، هذه هي الحقيقة المرة التي يعيشها الأطفال اليمنيون جراء هذا العدوان المتوحش، خلال 9 أعوام.
صراخ الأمهات يمزق الصمت:
في كل بيت، صراخ الأمهات يمزق الصمت، وهن ينحنحن على جثث أبنائهن وأزواجهن، يتساءلن لماذا؟ لماذا كل هذا العذاب والدمار؟ من يعيلنا من بعد فرقاكم، أين هو العالم من كل هذه الجرائم بحق الإنسانية في اليمن، أن هي القيم والقوانين والمواثيق الدولية، لتوقف العدوان على شعبنا اليمني.
أحد الجرحى في عمر الزهور يقول: “ضربنا سلمان بطيران ونحن في بقالتنا، نقصد الله، وان جالس في باب البقالة، والغارة درمت البقالة ووقع الباب فوقي، وكسر يدي ودخلت الشظايا في رجلي وصدري، وأن شاء الله ندمر سمان كما دمر محلاتنا وحياة شعبنا اليمني”.
حاج طاعن في السن يقول من فوق سرير المشفى: “كنت أنا وعيالي وعيال أخوتي في المحلات وضربتن الغارات وما دريت إلى وانا تحت الأنقاض، وتم اسعافنا، الساعة الحادية عشرة ونصف ظهراً، وكل هذا الأجرام يؤكد لكل أبناء الشعب اليمني، أن العدو السعودي الأمريكي لا يرحم أحد وكل ما هو على الأرض مستهدف، ونأمل من العالم التدخل وقف العدوان على اليمن”.
سوق العرضية أصبح شاهدًا على جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي، جدرانه التي كانت تشهد على حركة الحياة، باتت الآن تحمل آثار الدماء والشظايا، وخالية من البضائع والمتسوقين، وهي تناشد العالم أجمع بالتحرك العاجل لوقف هذه المجازر البشعة، وحماية المدنيين الأبرياء في اليمن، باعتبار استهداف الأسواق والمرافق العامة جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، ومرتكبوها يجب أن يحاسبوا أمام العدالة.
ويعتبر استهداف سوق العرضية جريمة حرب وإبادة جماعية، تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، التي تؤكد استمرار العدوان في انتهاك القانون الدولي الإنساني، وتكشف عن مدى وحشيته في إبادة المدنيين العزل دون أي رادع أخلاقي أو قانوني، ونموذج عن آلاف الجرائم المتواصلة خلال 9 أعوام، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي مكشوف.