عودة الحراك الطلابي الداعم لغزة في الجامعات الأمريكية
عودة الحراك الطلابي الداعم لغزة في الجامعات الأمريكية
يمني برس/
وسط استمرار حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتلّ والمحاصَر.. عاد الحراك الطلابي داخل الجامعات في عدد من الدول تضامناً مع فلسطين، وللمطالبة بسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بالكيان الصهيوني، ووقف العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من اكتوبر الماضي.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية نظم عشرات الطلبة في جامعة كولومبيا الثلاثاء مع أول يوم دراسي جديد وقفات احتجاجية أمام مدخل الجامعة.. مُطالبين إدارة الجامعة بأن تقوم بوقف كل أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني، الذي أمعن في حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة منذ 11 شهراً.
وفرضت إدارة الجامعة بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية قيودا على دخول الطلبة للحرم الجامعي، كما أغلقت بعض البوابات، وأمرت بإخضاع الطلبة للتفتيش قبل الدخول.
ونقلت شبكة “إي بي سي” الأمريكية عن طالب الدراسات العليا في الجامعة، وممثل المحتجين في المفاوضات مع الجامعة محمود خليل قوله: إنه طالما استمرت جامعة كولومبيا بالاستثمار والاستفادة من نظام الفصل العنصري الصهيوني، سيستمر الطلاب بالمقاومة، ليس فقط بالاحتجاجات والمخيمات، بل بكل الوسائل الممكنة.
وبنفس القيود قررت جامعة جورج تاون التضييق على التظاهرات الطلابية والفعاليات الداعمة لغزة، وإلزام الطلاب بدفع مصاريف قد تصل إلى بضعة آلاف من الدولارات.
وتضمن قرار الجامعة أنه في حال الرغبة بالتظاهر يجب إبلاغ إدارة الجامعة قبل سبعة أيام، مع تحديد أعداد المشاركين، وهل من المتوقع أن يتجاوز العدد الـ70 مشاركاً أم لا، على أن يتكفل الطلاب بدفع المصاريف الخاصة بالشرطة والتي قدرتها الإدارة بـ65 دولاراً للشرطي الواحد في الساعة الواحدة.
واتخذت جامعة جورج تاون هذه القرارات لأول مرة، إذ شهد العام الماضي تظاهرات طلابية وفعاليات من أجل غزة في عدد من الكليات في الحرم الجامعي، كما شارك أعضاء تدريس وطلاب في أكثر من مسيرة داخل الحرم الجامعي، ورفع مئات الطلاب في حفلات التخرج أعلام فلسطين.. مطالبين إدارة الجامعة بوقف الاستثمار في شركات تدعم الكيان الصهيوني.
من جانبهم أعلن الطلاب رفضهم لقرارات الجامعة.. مؤكدين عدم إمكانية حدوث ذلك على أرض الواقع، واعتبروا قرارات الجامعة بأنها تستهدف منع الطلاب من التظاهر وليس حماية المتظاهرين، مع تأكيدهم على أن الطلاب يعترضون على هذه القرارات ولن ينفذوها.
وفي أستراليا، احتشد العشرات من الطلاب في جامعة موناش بملبورن، أول أمس الثلاثاء، داخل حرم الجامعة.. مطالبين الإدارة بضرورة قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مرددين شعارات مناهضة للاحتلال الصهيوني، وهتفوا بالحرية لفلسطين.
كما تظاهر محتجون وسط العاصمة الألمانية برلين تحت شعار “أوقفوا حرب الإبادة في غزة وتهويد المسجد الأقصى”، بعد فعالية مؤيدة لغزة في فرانكفورت، إذ حضر المئات مهرجان الثقافة الفلسطينية الذي نظمه أنصار فلسطين، على الرغم من محاولات حظر المهرجان.
المشهد تكرر في النرويج، حيث نظم ناشطون داعمون لفلسطين احتجاجا بالعاصمة أوسلو، للتنديد بمجازر العدو الصهيوني في غزة واقتحاماته المستمرة للضفة الغربية، رافعين الأعلام الفلسطينية وارتدوا الثياب والكوفية الفلسطينية، للفت الانتباه لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، في حين خرجت وقفة مناهضة للاحتلال أمام محطة القطارات المركزية في روتردام الهولندية.
وأمس الأربعاء، أوقفت شرطة الدانمارك محتجين خلال مظاهرة بجامعة كوبنهاغن للمطالبة بوقف العدوان الصهيوني على غزة، والدعوة لقطع العلاقات مع جميع المؤسسات التعليمية التي ترتبط بالاحتلال.
ووثقت مشاهد -نشرها ناشطون على منصات التواصل- جوانب من تلك المظاهرة واقتياد الشرطة لبعض الطلاب وسط هتافات المحتجين المناصرة لفلسطين والداعمة للمعتقلين، إلى جانب اعتقال الشرطة ناشطة المناخ غريتا تونبرغ التي شاركت في الاحتجاج وكانت متوشحة بالكوفية الفلسطينية.
إلى ذلك تظاهر ناشطون في مدينة هيرولت الفرنسية احتجاجًا على قرار المحافظ بمنع التظاهرات والفعاليات التضامنية مع غزة، وذلك عقب حادثة حرق الكنيس اليهودي في مدينة غراند- موت.
ودعت حركة المقاطعة العالمية “بي دي إس” في مونبلييه إلى وقفة احتجاجية.. مُنددة بقرار السلطات استغلال حادثة الاعتداء على الكنيس ذريعة لمنع كل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، بعد قرار بحظر التظاهرات المؤيدة لفلسطين على خلفية حادثة غراند-موت، وهو القرار الذي لاقى استنكارًا واسعًا من نشطاء وحقوقيين.
كما اجتاحت مساكن جامعة فيكتوريا الكندية رسومات جرافيتي مؤيدة للفلسطينيين ومعادية للجامعة قبل يوم واحد من موعد انتقال الطلاب الجدد إليها، وشملت الرسائل شعارات مثل “فلسطين الحرة” و”أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية” حيث ظهرت على المباني والشاحنات، كما تمت رش قوالب الأيدي باللونين الأحمر والأخضر قرب مداخل وصناديق البريد والطاقة.
وجاء هذا الحدث بعد فترة احتجاجات فصلية مطولة في الحرم الجامعي دعت إلى سحب استثمارات الجامعة من الشركات الداعمة للكيان الصهيوني وقطع العلاقات الأكاديمية معه.. بينما تستمر الجامعة في تحقيقاتها وتعمل بسرعة على إزالة الكتابات، لكنها أكدت أن إصلاحها يحتاج لأسابيع.