انصروا فـلسـطين ولليمـن رجال تحمـيه
انصروا فـلسـطين ولليمـن رجال تحمـيه
يمني برس/
العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن والذي استهدف منشآت مدنية خدمية في الحديدة أمس السبت، لم يفاجئ اليمنيين، فهو عدوان متوقع، وخصوصا بعد الضربة المدوية التي وجهها الجيش اليمني لقلب كيان الاحتلال فجر الجمعة الماضية، وهي ضربة تعد الثانية بعد الضربة الفلسطينية التي تلقاها الكيان في السابع من أكتوبر 2023 .
لم يستطع كيان الاحتلال ترميم صورته التي مرغها الطوفان الفلسطيني في الوحل رغم كل القتل والتدمير والمجازر التي ارتكبها في غزة طيلة عشرة أشهر، ولن يستطيع هذا الكيان ترميم صورته التي داسها اليمنيون في معقله الأكثر تحصينا “تل أبيب” في الـ19 من يوليو الجاري مهما كان عدد أسراب المقاتلات وطرازاتها التي سيعمل من خلالها على صناعة مشاهد تليفزيونية للحرائق والدخان .
الكيان الصهيوني متورط في الحرب على اليمن منذ عشر سنوات، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها عدوانه المباشر على اليمن، وهو بهذا الإعلان يحاول ترميم صورته أمام قطعان المستوطنين الذين باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أنهم شعب من اللصوص ولا أمان لهم في مستوطناتهم المحصنة بغلاف غزة، لا في شمال فلسطين أو في جنوبها، ولا حتى في قلبها الذي يسمونه ” تل أبيب” .
بعد إعلان اليمنيين ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014، كان كيان الاحتلال هو المحرض الرئيسي للحرب على اليمن، ولعب دورا رئيسيا لتشكيل تحالف الحرب على اليمن الذي اعلنه السفير السعودي في واشنطن في 26 مارس 2015، وسخّر كيان الاحتلال كل إمكاناته لدعم التحالف الذي قادته الرياض طيلة أكثر من 8 سنوات .
التدخل الإسرائيلي المباشر والعلني باستهداف محطة الكهرباء وخزانات الوقود في ميناء الحديدة، يأتي في سياق الحرب على اليمن التي بدأت عام 2015، وقد شهدت هذه الحرب موجات ومراحل وتحالفات مختلفة، بدأت بالوكلاء واستمرت بالأصلاء ..
بدأت بالمرتزقة المحليين، قبل أن يتدخل السعودي والإماراتي بشكل مباشر، ثم استأنفت الحرب بتدخل مباشر ومستمر من الأمريكي والبريطاني عبر تحالف “حارس الازدهار واسبيدس” في البحر الأحمر .
وفي حين فشلت كل التحالفات واندحرت فلولها برا وبحرا، لا يزال اليمن شامخا وأكثر قوة وبأسا، وها هو يدخل المرحلة الرابعة من الحرب بالمواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الكيان الذي كان الغائب الحاضر في كل تحالفات الحرب على اليمن، والمستفيد الأكبر منها .
“إسرائيل” مُنكر، هكذا ينظر إليها اليمنيون، وقد سعوا إلى تغيير هذا المنكر بلسانهم، صرخوا بالموت لإسرائيل بحناجرهم، لوحوا بخناجرهم، ثم ارسلوا الموت لإسرائيل بصواريخهم وطائراتهم إلى أم الرشراش وحيفا ويافا .
المشاركة اليمنية في معركة إسناد غزة، لا يمكن قياسها بمدى تأثيرها العسكري الاقتصادي على كيان الاحتلال، مع أنه أحدث تأثيراً كبيراً باعتراف العدو نفسه، فاليمنيون يقدمون من خلال هذه المواقف والتضحيات دروسا للعرب والمسلمين، وللإنسانية جمعاء . دروس في رفض الظلم، في نصرة الحق، في مواجهة الاستكبار والاستعمار مهما كانت قوته .
مواجهة إسرائيل والدول الاستعمارية المشاركة في حرب الإبادة بغزة، معركة شريفة أهدافها سامية ورسالتها خالدة، وعلى اليمنيين أن يفخروا بهذا الدور وهذا الشرف العظيم .
اليمنيون ليسوا عشاقا للحروب، لكنهم يبحثون من خلالها عن الحق والعدل والسلام، انطلاقا من مبادئ الإسلام الحنيف أولا، ومن القوانين الدولية والإنسانية ثانيا .
لقد فشل المجتمع الدولي في تطبيق قوانينه الإنسانية والدولية لوقف حرب الإبادة في غزة . لا يوجد لهذه القوانين آلية ملزمة لتطبيقها، لكنها ـ القوانين الدولية ـ سمحت لأي دولة بالعمل لتطبيق القانون وإجبار الدولة أو الكيان المتمرد على القانون الدولي بالتوقف عن سلوكه وجرائمه، عبر ما يسمي “نظرية التدابير الضرورية” وهذا ما اضطلعت به اليمن من خلال عملياتها لحظر الملاحة إلى موانئ الكيان، واشترطت وقف العدوان والحصار لوقف عملياتها . وهذا ما يقر به خبراء القانون الدولي، وبناء عليه اقترح العديد من الناشطين والمنظمات الحقوقية الأوروبية ترشيح “أنصار الله” لجائزة نوبل للسلام .
كثيرة هي الدروس التي سطرها اليمنيون للعرب والمسلمين والإنسانية خلال معركة إسناد غزة، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن يلقي بمسؤولية كبيرة على شعوبنا العربية والإسلامية عامة، وعلى محور المقاومة بشكل خاص . يجب أن تتجسد وحدة الساحات بصورة فاعلة أكثر. وعلينا أن ندرك أن كيان الاحتلال يعيش في هذه المرحلة أسوأ وأضعف حالاته منذ تأسيسه، وقد بات مجرد محتل مجرم منبوذ ضعيف، ولا خشية منه، وهو للموت أقرب، انصروا فلسطين، ولليمن رجال تحميه .
انصروا فـلسـطين .. ولليمـن رجال تحمـيه
كتب/ مدير التحرير
العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن والذي استهدف منشآت مدنية خدمية في الحديدة أمس السبت، لم يفاجئ اليمنيين، فهو عدوان متوقع، وخصوصا بعد الضربة المدوية التي وجهها الجيش اليمني لقلب كيان الاحتلال فجر الجمعة الماضية، وهي ضربة تعد الثانية بعد الضربة الفلسطينية التي تلقاها الكيان في السابع من أكتوبر 2023 .
لم يستطع كيان الاحتلال ترميم صورته التي مرغها الطوفان الفلسطيني في الوحل رغم كل القتل والتدمير والمجازر التي ارتكبها في غزة طيلة عشرة أشهر، ولن يستطيع هذا الكيان ترميم صورته التي داسها اليمنيون في معقله الأكثر تحصينا “تل أبيب” في الـ19 من يوليو الجاري مهما كان عدد أسراب المقاتلات وطرازاتها التي سيعمل من خلالها على صناعة مشاهد تليفزيونية للحرائق والدخان .
الكيان الصهيوني متورط في الحرب على اليمن منذ عشر سنوات، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها عدوانه المباشر على اليمن، وهو بهذا الإعلان يحاول ترميم صورته أمام قطعان المستوطنين الذين باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أنهم شعب من اللصوص ولا أمان لهم في مستوطناتهم المحصنة بغلاف غزة، لا في شمال فلسطين أو في جنوبها، ولا حتى في قلبها الذي يسمونه ” تل أبيب” .
بعد إعلان اليمنيين ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014، كان كيان الاحتلال هو المحرض الرئيسي للحرب على اليمن، ولعب دورا رئيسيا لتشكيل تحالف الحرب على اليمن الذي اعلنه السفير السعودي في واشنطن في 26 مارس 2015، وسخّر كيان الاحتلال كل إمكاناته لدعم التحالف الذي قادته الرياض طيلة أكثر من 8 سنوات .
التدخل الإسرائيلي المباشر والعلني باستهداف محطة الكهرباء وخزانات الوقود في ميناء الحديدة، يأتي في سياق الحرب على اليمن التي بدأت عام 2015، وقد شهدت هذه الحرب موجات ومراحل وتحالفات مختلفة، بدأت بالوكلاء واستمرت بالأصلاء ..
بدأت بالمرتزقة المحليين، قبل أن يتدخل السعودي والإماراتي بشكل مباشر، ثم استأنفت الحرب بتدخل مباشر ومستمر من الأمريكي والبريطاني عبر تحالف “حارس الازدهار واسبيدس” في البحر الأحمر .
وفي حين فشلت كل التحالفات واندحرت فلولها برا وبحرا، لا يزال اليمن شامخا وأكثر قوة وبأسا، وها هو يدخل المرحلة الرابعة من الحرب بالمواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الكيان الذي كان الغائب الحاضر في كل تحالفات الحرب على اليمن، والمستفيد الأكبر منها .
“إسرائيل” مُنكر، هكذا ينظر إليها اليمنيون، وقد سعوا إلى تغيير هذا المنكر بلسانهم، صرخوا بالموت لإسرائيل بحناجرهم، لوحوا بخناجرهم، ثم ارسلوا الموت لإسرائيل بصواريخهم وطائراتهم إلى أم الرشراش وحيفا ويافا .
المشاركة اليمنية في معركة إسناد غزة، لا يمكن قياسها بمدى تأثيرها العسكري الاقتصادي على كيان الاحتلال، مع أنه أحدث تأثيراً كبيراً باعتراف العدو نفسه، فاليمنيون يقدمون من خلال هذه المواقف والتضحيات دروسا للعرب والمسلمين، وللإنسانية جمعاء . دروس في رفض الظلم، في نصرة الحق، في مواجهة الاستكبار والاستعمار مهما كانت قوته .
مواجهة إسرائيل والدول الاستعمارية المشاركة في حرب الإبادة بغزة، معركة شريفة أهدافها سامية ورسالتها خالدة، وعلى اليمنيين أن يفخروا بهذا الدور وهذا الشرف العظيم .
اليمنيون ليسوا عشاقا للحروب، لكنهم يبحثون من خلالها عن الحق والعدل والسلام، انطلاقا من مبادئ الإسلام الحنيف أولا، ومن القوانين الدولية والإنسانية ثانيا .
لقد فشل المجتمع الدولي في تطبيق قوانينه الإنسانية والدولية لوقف حرب الإبادة في غزة . لا يوجد لهذه القوانين آلية ملزمة لتطبيقها، لكنها ـ القوانين الدولية ـ سمحت لأي دولة بالعمل لتطبيق القانون وإجبار الدولة أو الكيان المتمرد على القانون الدولي بالتوقف عن سلوكه وجرائمه، عبر ما يسمي “نظرية التدابير الضرورية” وهذا ما اضطلعت به اليمن من خلال عملياتها لحظر الملاحة إلى موانئ الكيان، واشترطت وقف العدوان والحصار لوقف عملياتها . وهذا ما يقر به خبراء القانون الدولي، وبناء عليه اقترح العديد من الناشطين والمنظمات الحقوقية الأوروبية ترشيح “أنصار الله” لجائزة نوبل للسلام .
كثيرة هي الدروس التي سطرها اليمنيون للعرب والمسلمين والإنسانية خلال معركة إسناد غزة، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن يلقي بمسؤولية كبيرة على شعوبنا العربية والإسلامية عامة، وعلى محور المقاومة بشكل خاص . يجب أن تتجسد وحدة الساحات بصورة فاعلة أكثر. وعلينا أن ندرك أن كيان الاحتلال يعيش في هذه المرحلة أسوأ وأضعف حالاته منذ تأسيسه، وقد بات مجرد محتل مجرم منبوذ ضعيف، ولا خشية منه، وهو للموت أقرب، انصروا فلسطين، ولليمن رجال تحميه .