10 سبتمبر خلال 9 أعوام… جرائم سعودية لا تسقط بالتقادم
10 سبتمبر خلال 9 أعوام… جرائم سعودية لا تسقط بالتقادم
يمني برس/
أوغل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر أيلول، خلال الأعوام بعد 2015 في سفك الدم اليمني.
وقتل العدوان المدنيين نساء وأطفال، وارتكب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، واستهدف الأسواق، والأحياء السكنية ومنازل المواطنين، والمساجد، والبنى التحتية والمنشآت المدنية، وقوافل المساعدات الإنسانية، كما لاحق المسعفين، بغارات وحشية، على محافظات صنعاء وصعدة وحجة وتعز وإب.
أسفرت هذه الغارات عن 41 شهيداً، و101 جريحاً، وتدمير عشرات المنازل، وحفار مياه، والمنشآت المدنية، والأسواق، ومحلات وممتلكات المواطنين، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان، ومضاعفة المعاناة، ومفاقمة الأوضاع المعيشية، وقطع الأرزاق، وتعميق الحصار ونقص الغذاء.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
10 سبتمبر 2015.. غارات العدوان تهز الحفا وتزرع الرعب في القلوب بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر أيلول من العام 2015م، استهدف طيران العدوان منطقة “الحفا” السكنية شرقي العاصمة صنعاء، بسلسلة من الغارات الوحشية، أسفرت عن تدمير عدد من المنازل وأضرار واسعة في منازل وممتلكات الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد، والخوف في نفوس الأطفال والنساء.
ازدادت معاناة أهالي “الحفا” مع كل غارة جوية جديدة، حيث يجدون أنفسهم يواجهون الموت في كل لحظة، الأطفال الذين كانوا يلعبون في الشوارع، والنساء اللائي كنّ يذهبن إلى أسواقهن، والشيوخ الذين كانوا يجلسون في بيوتهم، وجميعهم أصبحوا أهدافًا سهلة لغارات العدوان.
يقول أحد الأهالي: ” كنا آمنين وفي لحظة سمعنا طيران العدوان كالعادة اليومية يعربد في سماء العاصمة صنعاء، وبدأت العائلات على المنطقة، وتوزعت الشظايا والأحجار في الشوارع المحيطة، وكل واحد خرج بأسرته ونزح في حينها خشية من الاستهداف المباشر للمنازل، وحرمت العائلات من مأوى آمن، كما أدت إلى انقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، مما زاد من معاناة السكان، وحفر عميقة في الأرض”.
10 سبتمبر 2015.. 3 شهداء وجرحى في قصف استهدف إدارة الأمن ومنازل المواطنين بإب:
يوم العاشر من سبتمبر عام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، إدارة الأمن ومنازل المواطنين، في مديرية العدين بمحافظة إب، في جريمة جديدة لغاراته على المدنيين الأبرياء، ما أسفر عن شهيد وجريحين ودمار كبير بالمبنى وتدمير المعدات والآليات الموجودة بداخله، ونزوح عدد من الأسر، ومحاولة التأثير على الأمن والاستقرار، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء.
كان سكان العدين يغطون في نومٍ عميق، وما إن حلق طيران العدوان فوق سماء المنطقة حتى أفزع الصغار والكبار، وهدت غاراته المنازل على رؤوس ساكنيها، ودمرت مبنى إدارة أمن العدين، واهتزاز المنطقة برمتها، فتغير سكون الليل إلى غارات وحشية تقتل وتسفك وتدمر، فنزحت عشرات الأسر من منازلها مخلفة وراءها ممتلكاتها ومعاناة لا تنتهي.
يقول أحد الأهالي: “الساعة 11 ونصف قبل منتصف الليل، سمعنا الغارات وطلعنا إلى المكان، وجدنا أحد المواطنين شهيداً، ولم نستطيع انتشاله من تحت الأنقاض سوى اليوم الثاني، واثنين جرحى منهم واحد بين الحياة والموت مكسر بالكامل، وكانت الأسر مرعوبة، خرجت مع أطفالها، إلى الشعاب والجبال خشية استمرار الغارات”.
بدوره يقول أحد رجال الأمن: “استهداف العدوان لإدارة الأمن محاولة خبيثة، لإضعاف مؤسسات الدولة وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يشجع على تزايد الجرائم والمشكلات الداخلية واثارة المشكلات وعدم التوصل إلى حلول لها، وفقدان السيطرة على الجبهة الداخلية، ولكن ذلك لم يتحقق له بعون الله وفضله، ونحن في الجبهة الأمنية ثابتين وصامدين لتقديم واجبنا الوطني والديني، ولن تؤثر فينا هذه الغارات قيد أنملة، ولن تهز لنا شعرة، والحمد لله لم يتضرر منا أحد، كان الضحايا من المواطنين، ونؤكد للعدوان أنا على درب الشهداء ماضون ولجبهتنا الأمنية محافظون فليكد كيده ويسعى سعيه ولن يجدنا إلا حيث يكره”.
استهداف الأعيان المدنية ومنازل المواطنين والبنى التحتية والمنشآت الخدمية جريمة حرب من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام.
10 سبتمبر 2015.. 7 جرحى في غارات العدوان على منازل المواطنين بتعز:
في العاشر من سبتمبر عام 2015م، استهدفت غارات طيران العدوان السعودي الأمريكي، منازل المواطنين في منطقة الجحملية بمديرية صالة بمحافظة تعز، أسفرت عن 7 جرحى، وتدمير عدد من المنازل، وتضرر منازل وممتلكات الأهالي المجاورة، وتشريد العشرات من الأسر، في ظل استمرار جرائم العدوان بحق المدنيين اليمنيين.
وتركت الغارات آثاراً بالغة على المدنيين، وزادت من معاناة الأهالي الذين يعيشون تحت وطأة العدوان والحصار، وتفاقم الأوضاع المعيشية جعلت الأهالي يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، وسط حالة من الرعب والخوف بين أوساط الأطفال الذين يعيشون في الغارات المتواصلة.
يقول أحد الأهالي: “غارات العدوان تستهدف المواطنين، وأول غارة كانت على منزل السيد عبدالباري، والمسجد وجرح عدد من الأهالي، وتضررت منازلنا، وأرعبوا أطفالنا ولكن ذلك، العمل الجبان لن يزيد أبناء تعز وكل أحرار الشعب اليمني إلا قوة وثباتاً وتلاحماً وجهاداً في سبيل الله”.
وتستمر معاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعودي الأمريكي، المستهدف للمدنيين والبنية التحتية بشكل عشوائي، دون أية مراعاة للقوانين الدولية الإنسانية، على مدى 9 أعوام، مخلفة جرائم حرب وإبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية في اليمن، وتوجب على المجتمع الدولي التحرك الجاد لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني الآن، ومحاكمة قيادات دول العدوان وداعميها.
10 سبتمبر 2016.. 107 شهيد وجريح في جريمة حرب مركبة لغارات العدوان على صنعاء:
يوم 10 سبتمبر 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، عمال حفار مياه ومرفقاته في منطقة بيت سعدان بمديرية أرحب بصنعاء، ولاحق بغاراته المسعفين الذين هرعوا لإنقاذ الضحايا في جريمة حرب وإبادة مركبة بشعة، عن سابق إصرار وترصد، أظهرت حجم الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، وأسفرت عن 27 شهيداً مدنياً و80 جريحاً، وحالة خوف ورعب، وحزن لدى الأهالي وأضرار في الممتلكات المجاورة، ومشاهد مأساوية لم تمحَّ من الذاكرة الشعبية والرسمية لليمن.
تواصلت الغارات الجوية على المنطقة لساعات عديدة وبشكل مكثف، حيث شنت طائرات العدوان 15 غارة جوية، على الحفار وسيارات المسعفين، مما حول المنطقة إلى مشاهد للجثث الممزقة والدماء النازفة وساحة لتعذيب اليمنيين وإبادتهم، وارتفع عدد الشهداء والجرحى، بشكل كبير، بين صفوف المسعفين والمنقذين.
هنا عشرات السيارات، الدراجات النارية التي دمرتها الغارات، وسفكت دماء من كان عليها من الجرحى والمسعفين، والمارة من الطرق المجاورة للحفار المستهدف، وتوزعت الجثث هنا وهناك وفي كل اتجاه منها المتفحمة وأخرى المقطعة وجرحى يتأوهون ويستنجدون بمن يسعفهم ومن قرب منها كانت الغارات له بالمرصاد، ولتضعه الغارة اللاحقة في قوائم الشهداء والجرحى الجدد.
يقول أحد الأهالي من جوار جثة مقطعة منادياً بصوت عالٍ: “تعرفون من هذا يا رجال باقي وجه هنا تعينوا هل هو من بيت سعدان، فيجيب الآخر.. نعم إنه نصر بن سعدان، أعرفه! وهذه أرجله، وأطرافه حطها مع بعض، وينتقل صوب جثة متفحمة قائلاً وهذا تعرفه؟ فيجيب الذي بجواره، نعم هذا أخي، فيبكي عليه ويحتضن رفاته المتفحم، ويقسم بأن لا حل مع العدوان سوى النفير العام والتحرك نحو الجبهات”.. إنه مشهد مأسوي يقطع الأكباد.
مواطن آخر بدوره يقول: “طيران العدوان السعودي الأمريكي استهدف العمال الذي كانوا يعملون بالأجر اليومي فوق الحفار، وحولهم إلى جثث ممزقة، وحين قدمنا لأساعفهم تم استهدافنا على الفور، وملاحقة السيارات التي كان عليها الجرحى، هذه جريمة حرب مركبة استهدفت شعباً بأكمله، وبكل فئاته ومكوناته، ويسعي العدو لإذلالنا وقتلنا بدم بارد ، ولكن لا يزال فينا من الشجاعة والدين والحمية ما يكفي لندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلادنا وبين الجبهات”.
المزارع والطرقات ارتوت من الدماء، وملئت بأشلاء، وصنعت فيها الغارات حفراً عملاقة، وزرعت شظاياها الحديدية وحشية الجريمة والمجرم ومن يصمت عن عدوانه وجرائمه بحق المدنيين، ونقل الجرحى صوب المستشفيات، والشهداء إلى أهاليهم، وأعلنت اليمن النفير العام مجدداً، وشد الرجال قوافلهم نحو الجبهات للرد على هذه الجريمة.
من تحت ركام الأنقاض، تختفي قصص إنسانية مؤلمة، فالأطفال الذين فقدوا آباءهم، والنساء اللائي فقدن أزواجهن، والشيوخ الذين فقدوا أحفادهم، جميعهم يشهدون على وحشية العدوان، تتجسد المعاناة في عيون الناجين الذين يحاولون تخطي الصدمة، وفي صرخات الأمهات الحائرات على فقدان أبنائهن.
أكثر من 100 شهيد وجريح، جريمة حرب وإبادة جماعية لا تنسى، بل هي واحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الشعب اليمني، خلال 9 أعوام، تتطلب من محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية سرعة التحقيق فيها وفي مثيلاتها، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة الدولية والمحلية لينالوا جزاءهم الرادع.
10 سبتمبر 2016.. طائرة F-16 تحول عائلة تهاميه إلى رماد بحجة:
في العاشر من سبتمبر أيلول عام 2016م، أنهت، طائرة F-16 قصة أسرة بأكملها، في مجزرة مروعة بحق عائلة تهاميه في مديرية حيران بمحافظة حجة، مستهدفةً بغاراتها الجوية منزل الشيخ مقبول محمد الحرملي، ما أسفر عن استشهاد جميع أفراد أسرته البالغ عددهم 6 أشخاص، وإصابة ثلاثة من أقاربه بجروح، في جريمة بشعة تظهر حجم الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء في اليمن خلال 9 أعوام.
في ذلك اليوم الحزين، استهدفت طائرة حربية من طراز F-16، بشكل مباشر، منزل الشيخ مقبول الحرملي، الذي كان ملاذاً آمناً لعائلته الصغيرة، وتحولت العشة التهامية البسيطة، التي كانت شاهدة على لحظات الفرح والحزن لعائلة الحرملي، إلى جحيم مشتعل، ابتلع كل من فيها.
لم يترك القصف أي أثر للحياة في المنزل، فالجدران تهدمت، والسقف انهار، والأثاث تحول إلى رماد، وبين الدمار، وجدت جثث الشهداء ممزقة مشوهة، ومواشي نفقت، في مشهد مؤلم يحرك الصخور، فيما كانت العائلة التهامية البسيطة تعيش حياة صعبة، تكافح من أجل لقمة العيش، بعيداً عن صخب المدن وضجيج الحروب، لكن القدر شاء أن تكون ضحية لجرائم حرب لا مبرر لها.
العائلة بأفرادها وأعمارهم المختلفة كان منهم طفل يحلم بأن يكون دكتوراً، وآخر يحلم بأن يكون شيخاً قبلياً، فيما الأم كانت تحلم برؤية أبنائها يكبرون، ويبرون بها وبزوجها، لكن طائرة الـ F-16 حالت دون ذلك، وأبت إلا أن يكونوا جزءاً من التراب اليمني، الذي دفنوا فيه، ودفنت معهم أحلامهم وطموحاتهم، ووأدت طفولتهم، وحقهم في الحياة بغارة غادرة، حولت منزلهم المتواضع إلى مقبرة جماعية.
يقول أحد الأهالي: ” وقت صلاة الظهر قتلوا النساء والأطفال حتى الحمير والمواشي لم تسلم، هذا عدوان لا عنده ضمير ولا قيم ولا أخلاق يقتلون الناس بغير حق، الجثث أمام العالم يشاهدها.. هل هؤلاء الأطفال والنساء المقطعين قيادات عسكرية، هؤلاء نازحين فقراء، لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بالحرب؟”.
إن استهداف منزل مدني، وقتل عائلة بأكملها، جريمة حرب وإبادة جماعية، تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية، والأعراف والمواثيق الدولية الإنسانية، وتطالب من محكمة الجنايات الدولة سرعة تشكيل لجان تحقيق في هذه الجريمة ومثيلاتها خلال 9أعوام من العدوان على اليمن، وتقديم مجرمي الحرب للعدالة.
10 سبتمبر 2016.. سوق شعبي ومنزل مواطن تحت غارات العدوان على صعدة:
في يوم العاشر من سبتمبر عام 2016م، استهدفت غارات طيران العدوان السعودي الأمريكي، سوقًا شعبيًا بمنطقة الخفجي ، ومنزل المواطن حمود شعلول في العارضة بمنطقة آل الصيفي، بمديرية سحار، في جريمتي حرب، تستهدف المدنيين والأعيان المدنية.
أسفرت عن تدمير عدد من المحلات التجارية والمنزل، وتضرر الممتلكات والمنازل المجاورة.
ففي مشهد مروع، تحول السوق الشعبي في منطقة الخفجي إلى ساحة دمار وحريق وتصاعد للدخان وألسنة النيران، بغارتين وحشيتين دمرتا المحلات التجارية، في آخر الليل وملاكها في منازلهم ، وأسفرت عن دمار هائل في السوق، وخسائر مادية فادحة للباعة الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد.
استهداف المحلات والأسواق جريمة تضاعف معاناة الشعب اليمني الاقتصادية، وتعمق نقص الغذاء والحصول عليه، في جرائم منظمة تشدد الحصار على المدنيين وتجويعهم، في محاولة لإذلالهم، وجرهم نحو الاستسلام.
يقول أحد المواطنين: ” غارات العدوان ضربت الساعة 3 الفجر وما في هنا أحد، وعند سماع الغارات عرف الناس أن محلاتهم تحترق وتدمرت بالكامل، ولكن هذا لا يؤثر على صمودنا شيئاً، وهو عمل الجبناء، وها هي جرائم العدوان موثقة ولا يمكن نسيانها، وعلى العالم التحرك ليقوم بواجبه الأخلاقي والإنساني”.
وفي اليوم نفسه، وفي جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان منزل المواطن حمود شعلول في العارضة بمنطقة آل الصيفي، حيث دمرت الغارة المنزل بالكامل، وألحقت أضراراً كبيرة بالمنازل المجاورة، لحسن الحظ، و أسفرت عن تشريد عدد من العائلات وحرمانها من المأوى، ودمرت ممتلكاتها.
عائلة شعلول، باتت، أسرة مشردة، فقدت منزلها وكل ما تملك في غمضة عين، وبات أطفالها ونساؤها ينامون تحت الأشجار وفي الجروف والكهوف دون أثاث، ويفتقدون لأساسيات ومقومات الحياة، بل أجبرهم العدوان على البدء بتأسيس حياتهم من جديد، مما زاد من معاناتهم وجعلهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
أحد الأهالي يقول: “هذه الجرائم لم تعد تخيفنا وتعودنا عليها، لكنها لعنة في جبين الإنسانية، والعالم الذي يشاهد هذا الاجرام، ولم يحرك ساكناً.. أين هي الأمة الإسلامية؟ نحن شعب مسلم، لم نعتدي على أحد، الأمريكي والسعودي من يعتدي علينا ويقتلنا، ويدمر منازلنا”.
وتستمر معاناة الشعب اليمني جراء استهداف الأسواق والمنازل السكنية، في جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، وتدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان على اليمن، وتقديم الدعم للشعب اليمني، وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء.
10 سبتمبر 2017.. 9 شهداء وجرحى لقنبلة أمريكية تحول سوقاً إلى جحيم بحجة
في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر عام 2017م، استهدفت غارات طيران العدوان السعودي الأمريكي، ثلاجة مركزية وسط سوق حيران الشعبي بمحافظة حجة.
أسفرت عن 4 شهداء و5 جرحى، وتدمير عدد كبير من المحلات التجارية.
هنا لم يترك القصف الجوي أي أثر للحياة في السوق، فالمحلات التجارية دمرت، والبضائع تناثرت في كل مكان، والدمار امتد إلى المنازل المجاورة، وتناثرت جثث الشهداء بين الأنقاض، وأصوات الإنقاذ اختلطت بصراخ المصابين، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الحرب بحق الشعب اليمني، حيث أظهرت حجم الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء.
في ذلك اليوم المشؤوم، كان السوق الشعبي قبل الغارة ينبض بالحياة، وحركة البيع والشراء، وأصوات الباعة والمتسوقين، روائح الطعام الطازج، وصنوف الاحتياجات الأساسية، لكن الغارات الغادرة قلبت المشهد تماماً، حيث هزت دوي الانفجارات المدوية المنطقة بأكملها، وحولت الثلاجة المركزية التي كانت تزود السوق بالمواد الغذائية إلى شظايا متناثرة في كل الاتجاهات، ومعها موجة الهلع والخوف الذي انتاب الناس، والدخان والأتربة التي غطت المكان بمن فيه، والجثث المتناثرة والدماء المسفوكة على البضائع المدمرة، والمحلات المحترقة.
هنا طفل صغير فقد والده في هذه الغارة، كان برفقته في السوق وممسك يده، التي تمزقت وتطايرت الجثة بكاملها، وبقي الطفل ملقياً على الأرض جريحاً، وحين فزع لم يفهم شيئاً، وبات يصرخ وينظر نحو السماء، وفي وجوه من حوله عله يرى أحد منهم شبيهاً لوالده الحبيب، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل والنحيب، في مشهد مأساوي يدمي القلب.
وهنا أم الطفل ذاته فقدت زوجها ولم يصلها سوى ابنها، كانت تبكي بحرقة على فراق حبيب عمرها للأبد، فيما هنا أيضاً بائع كان يعول أسرة كبيرة، فقد كل بضاعته ومحله التجاري في الغارة، مما تركه بلا مصدر رزق، ويحتاج لتكاليف العلاج.
وتسببت هذه الجريمة بتأثيرات إنسانية واسعة على المدنيين وتفاقم الأزمة الاقتصادية ونقص الغذاء.
و يمثل استهداف الثلاجة المركزية والسوق ضربة موجعة للأمن الغذائي في المنطقة، حيث حرم العديد من الأسر من الحصول على المواد الغذائية الأساسية، وأجبرت عشرات الأسر على النزوح والتشريد، مما زاد من معاناتهم وجعلهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، وسادت حالة من الرعب والخوف بين أوساط المدنيين، خاصة في المناطق التي تتعرض للقصف الجوي بشكل مستمر.
يقول أحد الناجين: “هذه جثة أخي لم أتعرف عليها حولتها الغارة إلى كومة لحم ممزق وأشلاء ممزقة، ما ذنبنا، نحن مدنيون عزل، يقتلونا بهذه الوحشية، أين هو العالم من هذا الإجرام، أنقذونا، انظروا إلى حالنا، أوقفوا العدوان على شعبنا”.
إن استهداف سوق شعبي، وقتل المدنيين الأبرياء، جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، وتدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان على اليمن، وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة.
10 سبتمبر 2018.. جرائم حرب تهز صعدة باستهداف قافلة مساعدات غذائية ومنزل مدني:
في العاشر من سبتمبر عام 2018م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي ثلاث سيارات محملة بالمواد الإغاثية تابعة لمنظمة الغذاء العالمية في مديرية شدا الحدودية، ومنزلًا في منطقة المحجر بمديرية باقم، صعدة، في جريمتين جديدتين تضافان إلى سجل جرائم العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
أسفرت الغارتان عن أكثر من 3 شهداء و3 جرحى نساء وطفل، واحراق 3 سيارات محمّلة بـ 90 سلة غذائية، تتبع منظمة الغذاء العالمي، كانت لـ 90 أسرة، لتكون هذه الغارات أداة للتجويع والحصار، وتدمير المنزل وإبادة أسره بكاملها تحت الأنقاض.
وفي مشهد مروع، استهدفت غارة جوية ثلاث سيارات محملة بـ 90 سلة غذائية تابعة لمنظمة الغذاء العالمية، كانت في طريقها لتوزيع المساعدات على المحتاجين في مديرية شدا الحدودية، تحولت القافلة الإنسانية إلى هدف عسكري، مما أدى إلى تدمير السيارات ومحتوياتها، واستشهاد سائقيها.. هذه الجريمة البشعة تكشف عن استهداف ممنهج للمدنيين، وحجب المساعدات الإنسانية عنهم.
يقول أحد الأهالي: ” أبناء مديرية شدا الحدودية المحاصرين في الجروف والكهوف والجبال يتضورون جوعاً ، وعندما تحركت المساعدات الإغاثية لإنقاذهم ب90 سلة غذاء تم ضربها على الطريق العام.. أين هي حقوق الإنسان التي تدعونها، وها هو القمح الأمريكي يحترق بالطريقة السعودية، وهذا عمل إجرامي يثبت مدى تورط السعودية في قتل المدنيين العزل”.
المواد الغذائية التي كانت ستصل إلى أيدي المحتاجين، تحولت إلى رماد بسبب الغارة.. أطفال جائعون، ويعانون من سوء التغذية، كانت هذه المساعدات ستنقذ حياتهم، وكانت في الطريق إليهم لكن غارات العدوان دمرتها، وأحرقتها على الطريق العام، وتعمدت زيادة ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وزاد عدد المشردين والجوعى، بحصار خانق، وانتهاك صارخاً للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وفي اليوم نفسه، وفي جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان منزلًا في منطقة المحجر بمديرية باقم، ما أسفر عن عدد من الشهداء و3 جرحى الجرحى، ونسف المنزل بشكل كامل، وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف والحزن، وتشريد عدد من العائلات، واجبارها على النزوح.
3 جرحى، امرأتان وطفل بقوا شاهدين على جريمة العدوان، لا مأوى لهم ولا معيل، ومنذ خروجهم من المشفى يعانون، وتحطمت آمالهم وأحلامهم في حق العيش الكريم.. هنا طفل رضيع لا يعرف بعد اليوم والده الشهيد، ولا يمكن نسيانه لبشاعة الجريمة، وكيف كان يصرخ من تحت الأنقاض قبل انتشاله، بل لا يزال مشهد الجريمة كابوساً يوقظ نومه ويخرجه عن التفكير السليم بين الحين والآخر.
أحد الأهالي من فوق الدمار يرفع ما بقي من الملابس تحت الأنقاض ويقول: “أسرة بكاملها أبادها العدو.. استشهد فيها الأب وآخرون، ولم يبقَ منهم سوى 3 جرحى، وملابسهم، ولم يعد من البيت أي شيء، الغارات نسفت كل جدرانه وأسقفه، ووضعت حفرة عملاقة مكانه، وبديلة عنه.. هذا إجرام وتوحش لم يسبق للعالم معرفته”.
إن استهداف القوافل الإنسانية والمنازل السكنية جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، وهذه الجرائم البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء، وتدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان على اليمن، وتقديم الدعم للشعب اليمني، وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء، كما تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة.