“ستارلينك”: لماذا اليمن؟ هل هي أداة تجسس أمريكية؟
“ستارلينك”: لماذا اليمن؟ هل هي أداة تجسس أمريكية؟
يمني برس:
أعلنت شركة «ستارلينك» الأمريكية عن إدخالها للإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى اليمن، كأول دولة في الشرق الأوسط تغزوها الشركة الملوكة للأمريكي أيلون ماسك الصديق المقرب من دونالد ترامب، وصاحب الصلات القوية والمقرب من دوائر الصهيونية العالمية.
الشركة الأمريكية لا تعمل إلا في 40 دولة حول العالم، وأعلنت مؤخرا دخولها اليمني كدولة وحيدة في الشرق الأوسط، قافزا على عدة دول ثرية في المنطقة تحرص على اقتناء كل جديد في عالم التكنولوجيا، ما أثار تساؤلات لماذا اليمن، وفي هذا الوقت في التحديد؟
بداية، من هي “ستارلنك” وكيف تعمل؟
وفقاً للمعلن فإن نظام “ستارلينك” (بالإنجليزية: Starlink)، هو عبارة عن آلاف الأقمار الاصطناعية المصنوعة بواسطة شركة (سبيس إكس) التابعة لماسك لتوفير خدمة الاتصال القمري بالإنترنت.
ويتكون نظام ستارلينك من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.
وتعمل الخدمة من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت.
رويترز: “سبيس إكس” ترتبط مباشرة مع السي آي أيه
كشفت 5 مصادر مطلعة لرويترز، في 17 مارس 2024م، أن شركة “سبيس إكس” تبني شبكة من مئات أقمار التجسس الصناعية في إطار عقد سري مع وكالة استخبارات أمريكية “سي آي أيه”، ما يؤكد العلاقات الوثيقة بين الشركة المملوكة لملياردير ماسك والوكالة.
وأضافت المصادر أن وحدة “ستارشيلد” التابعة لـ”سبيس إكس” هي المسؤولة عن بناء شبكة الأقمار الصناعية بموجب عقد بقيمة 1.8 مليار دولار تم توقيعه في عام 2021 مع مكتب الاستطلاع الوطني، وهو وكالة استخبارات تدير أقمار التجسس الصناعية.
وتكشف الخطط مدى مشاركة “سبيس إكس” في المشروعات الاستخباراتية والعسكرية الأمريكية، وتوضح الاستثمار الكبير الذي تقوم به وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في أنظمة الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض حول الأرض، والتي تهدف إلى دعم القوات البرية.
وذكرت المصادر أنه في حال نجاح البرنامج فإنه سيعزز بشكل كبير قدرة الحكومة الأميركية والجيش الأميركي على رصد الأهداف المحتملة بسرعة في أي مكان في العالم تقريبا.
وتكشف تقارير رويترز لأول مرة أن عقد شركة “سبيس إكس” يهدف إلى بناء نظام تجسس جديد قوي يضم مئات الأقمار الصناعية التي تستطيع تصوير الأرض ويمكن أن تعمل كمجموعة في مدارات منخفضة، وأن وكالة الاستخبارات التي تعاونت مع شركة ماسك هي مكتب الاستطلاع الوطني.
وأوضحت المصادر أن الأقمار الصناعية يمكنها تتبع الأهداف على الأرض ومشاركة تلك البيانات مع مسؤولي المخابرات والجيش الأمريكيين.
وتؤكد مواقع متخصصة بالتكنولوجيا أن خدمات الأنترنت المقدم من الشركة تشرف عليه أمريكا مباشرة بدون قيود أو رقابة حكومية أو أي عوائق على كل حركة وسكنه يقوم بها الشخص أو يتفوه بها.
ويستذكر مراقبون أنه في الحرب الروسية الأوكرانية تدخلت “ستارلينك” في الحرب بنقل الخدمة لأوكرانيا واستفادت منها لوجستيًا في الحرب.
أما في اليمن وبما أن الجبهة الأمنية والعسكرية متماسكة ولم يستطع الأعداء اختراقها، وباعتبار أنه لا يوجد في البلاد أجهزة بيجر ولاسلكية كتلك التي في لبنان، فإن اليمن تُعد جبهة اليمن هي الأهم لدى الأعداء خاصة بعد الصاروخ الفرط الصوتي الأخير الذي اخترق كل منظوماتهم الدفاعية ووصل ليافا المحتلة.
وباتت جبهة اليمن الهاجس الأكبر للأمريكيين لهذا سارعوا في تجهيز نظام ستارلينك وإطلاق الخدمة في اليمن لأنهم على الأرض كالعميان بعد سقوط شبكات تجسسهم، بحسب مراقبون.
كما يتساءل متابعون، ما الرسائل الخفية وراء مباركة السفارة الأمريكية لغزو “ستارلينك” لليمن؟ ويضيفون “إيلون ماسك يُعتبر صديقًا مقربًا لنتياهو، كيف نفسر وجوده في اجتماع نتنياهو مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، وزيارة الأخير لخطوط إنتاج شركات إيلون؟
وفي أولى ردود الفعل الرسمية، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن تقديم خدمات الإنترنت من قبل الشركة الأجنبية في أي منطقة في الجمهورية اليمنية يشكل تهديداً مباشرا للأمن القومي اليمني، ويقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم، مؤكدة رفضها قيام السلطات في المناطق المحتلة الخاضعة لسيطرة الاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي، بالسماح لشركة “ستارلينك” بتقديم خدمات الإنترنت الفضائي في المناطق المحتلة.
ختاماً، يتعرض اليمن منذ أكثر من 9 سنوات لعدوان عسكري وحصار اقتصادي بقيادة أمريكا والسعودية، فشل في تحقيق أهدافه بغزو اليمن، ومع دخول اليمن معركة إسناد غزة بعد العدوان الصهيوني منذ عام، فشل أيضا التحالف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في هزيمة اليمن بالقوة العسكرية، ما يدفعهم إلى البحث عن بدائل القوة ناعمة، ويبدوا أن هناك حرب إلكترونية تلوح في الأفق ويجب على اليمن الإعداد لها جيدا، وعليها تفادي ما حصل في لبنان وأوكرانيا.
(المسيرة نت)