يوم قلب الموازين!
يوم قلب الموازين!
يمني برس/ منصور البكالي/
ليست مجرد ذكرى سنوية أو يوم عادي فحسب، بل فلسفة حرة للإنسان وفطرته السوية، نابعة من غور الآيات، وتجلي المعجزات، سجد أمامها السحرة، وتمرد عنها وتنكر لها الفراعنة، قبل غرقهم، وآمن بها المستضعفون، واستكبر عنها المترفون، وتحايل في وهجها المنافقون المثبطون.
فكان للمؤمنين بها الألق والأمل والطموح والحلم، والمستقبل، والسلام والأمان، والحق والخير والعدل، والقوة، والتغيير، والبناء والتنمية، والحماية، والدفاع، والهجوم، وسفينة النجاة.
وكانت لأعدائها وخصومها النكال والبأس، والقيامة والزلزلة والراجفة والطامة، والصاخة، والخافضة، وهي المعادلة التي غيرت كلّ المعادلات، والاستراتيجية التي تفوقت وغلبت كلّ الاستراتيجيات، والتحول نحو الأفضل، وكانت البداية للنهوض، والنهاية للخنوع.
وقبل أن تصل لمعرفة من هي، هي العزم، هي الإرادة، هي العمل الدؤوب، هي الجهاد المقدس، هي الثبات، هي الصمود، هي التضحية والعطاء، هي الإنسانية والقيم والمبادئ السامية، هي البركان، هي الطوفان، هي قبلة الأحرار، هي الحرية والاستقلال، فمن هي؟
هي من طردت أمريكا وأدواتها من اليمن، هي من أذلت أمريكا وبريطانيا في البحر، هي من حاصرت وضربت إسرائيل، هي من ساندت غزة، هي من صنعت وطورت الصواريخ والطائرات والعتاد العسكري بكل أنواعه، هي من دربت وأهلت وبنت مؤسسة عسكرية وأمنية لا نظير لها في المنطقة، فهل حان الوقت لأقول لك من هي؟
إنها من أرعب قيادات الماسونية العالمية، وأفشلت مخططات ومؤامرات قوى الاستعمار والهيمنة والاستكبار والإرهاب في اليمن منذ بزوغ فجرها، هي من فضحت المشروع الأمريكي بعد الحادي عشر من سبتمبر، وأعدت لمواجهته، والآن أهمس في أذنيك بمن هي.
إنها يمن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي حررت عاصمة القرار اليمني وما حولها من الوصاية الخارجية، وتمضي بخطوات ثابتة لتحرير الأرض والإنسان، وحفظ القدرات والثروات، ونصرة المستضعفين، وتحرير الأمة برمتها من الوجود الأمريكي الصهيوني الغربي على ترابها، هي من بادرت وشاركت في الدفاع عن غزة والأقصى، وهي من أعادت بمواقف شعبها وقيادتها وقواتها المسلحة، الاعتبار للأمة العربية والإسلامية، وهي من كان قتال أمريكا وإسرائيل على سلم أولوياتها، ونصرة فلسطين جزء من دينها.
بل هي من تعجز الأقلام وتتشرف في آن معاً بالكاتبة عنها وعن قيادتها وشهدائها وشعبها وأبطالها، وهمومها وأهدافها، ثمارها، وانجازاتها ومستقبلها، ويومها الذي قلب الموازين.