حيفا وما بعد حيفا تحت القصف.. حزب الله يوسع دائرة النار
حيفا وما بعد حيفا تحت القصف.. حزب الله يوسع دائرة النار
يمني برس- تقرير- احمد داوود
بدا الصباح لهذا اليوم ثقيلاً على سكان المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة بعد ليلة دامية جراء صواريخ نوعية أطلقها حزب الله اللبناني على عدة مستوطنات، وصولاً إلى حيفا وما بعد حيفا.
قررت المدارس في مستوطنات الشمال إغلاق أبوابها، وكذلك الجامعات، والشواطئ، والمراكز السياحية، ومع ساعات الصباح الأولى كانت الحرائق تنتشر في أكثر من منطقة، فحزب الله يثأر لشهدائه، وللمدنيين الذين ارتقوا شهداء خلال الأيام الماضية، سواء من خلال تفجيرات أجهزة “البيجر” يوم الثلاثاء الماضي، وأجهزة اللاسلكي يوم الأربعاء الماضي، أو الشهداء الذين ارتقوا من خلال العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية يوم الجمعة الماضية.
قبل القصف الواسع لحزب الله بساعات نفذ سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنان، تجاوزت الخمسين غارة، مدعياً أنه يستهدف منصات لإطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، فالمعطيات لدى العدو كانت تشير إلى أن مجاهدي الحزب على استعداد لتوجيهات ضربات قاسية على العدو، لكن مع المشاهد التي توالت تباعاً اتضح أن هذه الغارات لم يكن لها أي تأثير.
صواريخ جديدة تدخل الخدمة
اشتعلت الحرائق إذاً في مستوطنات كثيرة شمال فلسطين المحتلة، وفهم العالم أجمع أن العدو الصهيوني مردوع، وأنه عاجز عن التصدي لصواريخ حزب الله، التي لم يستخدم منها سوى الأقل ضرراً وهي صواريخ الكاتيوشا، وخلال هذه العمليات أدخل منظومة جديدة هي صواريخ فادي واحد، وفادي اثنين.
صاروخ فادي 1 هو من عيار 220 ملم، ومداه 80 كلم.
صاروخ فادي 2 هو من عيار 302، ويصل إلى 105 كلم
هذه الصواريخ، تستخدم لأول مرة منذ دخول حزب الله اللبناني الحرب لمساندة غزة في 8 أكتوبر تشرين الأول 2023م، ما يعني أن الحزب وسع من دائرة النار، لتشمل “حيفا” لأول مرة، وبدأ في استخدام صواريخ جديدة بعد أن كان خلال الأشهر الماضية مقتصراً على “الكاتيوشيا”.
يبدو أن حزب الله يستخدم أسلوب التدرج في المواجهة مع الكيان المؤقت، فمخازن الحزب لا تزال مليئة بالآلاف من الصواريخ الدقيقة، والنقطوية، التي تصل إلى مديات بعيدة جداً تتجاوز “أم الرشراش” جنوبي فلسطين المحتلة، ومع ذلك لا يزال يحتفظ بها، حتى يستخدمها في الوقت المناسب.
ماهي قاعدة رامات دافيد
في ثلاثة بيانات متتالية وضح حزب الله الأماكن التي تم استهدافها في عمق المستوطنات شمال فلسطين المحتلة بصواريخ تجاوزت المائة.
قاعدة رامات دافيد، كانت هدفاً رئيسياً لهذا القصف، وهي واحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في “إسرائيل”.
تقع القاعدة في مثلث بين “حيفا” و”جنين” و”طبريا”، ومساحتها لا تقل عن 10 كيلو مترات، وهي الأكبر في القطاع الشمالي، ومنها تنطلق طائرات محاربة وتجسسية، وهي محاطة بمنظومة دفاع صاروخي وجوية متطورة.
المجمعات الصناعية لشركة رافاييل
وإلى جانب قاعدة رامات دافيد، استهدف مجاهدو حزب الله المجمعات الصناعية العسكرية لشركة “رافاييل” بصواريخ فادي 1 وفادي 2 وصواريخ الكاتيوشيا، وذلك رداً على العدوان الصهيوني الأخير على لبنان.
وتعدّ “رافاييل” المسؤولة عن تطوير وإنتاج منظومة “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي ضدّ القذائف قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى تطوير وإنتاج منظومة “مقلاع داوود” للتعامل مع التهديدات الصاروخية ذات المديين المتوسط والبعيد، بالإضافة إلى محاولات تطوير نظام دفاع ليزري، كردّ فعل على تعاظم القدرات الصاروخية لحركات المقاومة في المنطقة.
وأنتجت الشركة كذلك نظام “تروفي” للدفاع النشط عن الدبابات ضد الصواريخ الموجهة، كمحاولة لحلّ أزمة دبابات “جيش” الاحتلال التي ظهرت في عام 2006 في الحرب مع المقاومة في جنوبي لبنان.
كما طوّرت الشركة وأنتجت، إلى جانب الصناعات الدفاعية، صواريخ “سبايك” أرض-أرض الموجهة المضادة للدبابات والتحصينات، وصواريخ “بوب آي” جو-أرض، وتعديل آخر بحر-أرض ليتمّ إطلاقه من الغواصات، ومنظومة قيادة عن بعد للزوارق والآليات والأسلحة، بالإضافة إلى صواريخ “كاسر الموج” بحر-بحر.
يقع المقرّ الرئيسي للشركة في منطقة خليج حيفا، ويضمّ مكاتبها الرئيسية، كما يقع مجمع المصانع الرئيسي في شرقي حيفا في الوسط بين الساحل وبحيرة طبريا، خارج الكتلة العمرانية للمدينة، ويضمّ المصانع الأساسية للشركة.
نحن إذا أمام تطور نوعي، ومرحلة جديدة، فإسرائيل من خلال تصعيدها الكبير في لبنان خلال الأيام الماضية، تريد إعادة المستوطنين الصهاينة إلى مغتصبات الشمال، وحزب الله يتحدى نتنياهو بإعادتهم بهذه الطريقة، مؤكداً أن السبيل لعودتهم هي إيقاف العدوان والحصار على قطاع غزة، وليس بالتصعيد والحرب، ولهذا فإن نيران حزب الله اليوم تشير إلى أن دائرة النزوح ستتسع، والهروب الجماعي من مناطق الشمال سيزداد، وخاصة أن المشاهد التي تم تناقلها اليوم، توضح أن حزب الله قوي، وأنه إذا كانت هذه هي البداية، فكيف ستكون الخواتيم.