مُعَلِّقَة شعرية عن “ثورة الحادي” للشاعر الكبير معاذ الجنيد
مُعَلِّقَة شعرية عن “ثورة الحادي” للشاعر الكبير معاذ الجنيد
يمني برس- منوعات
………. ثورةُ الحادي ……….
جِنِّيُّ شِّعري إلى أقرانِهِ ذهَبا
وقالَ: إنَّا رأينا ثورةً عجَبا
تهدي إلى الرُشدِ تستهدي الشعوبُ بها
إلى الخلاصِ.. فأنشدنا لها طرَبا
وأنَّهُ جاء من بعد (الحسين) فتىً
يُحوِّلُ الماءَ ناراً والثرى ذهَبا
وأنَّهُ وتعالى جَدُّ خالقِنا
من فضلهِ وهَبَ (الأنصارَ) ما وَهَبا
شعبٌ لآبائه (الأنصارِ) مُنتسِبٌ
وقائدٌ لـ(عليٍّ).. كُلُّهُ انتسبا
وأنَّها ثورةٌ شعبيةٌ خلصَت
لله والشعبِ ديناً، عِزَّةً، وإبا
وأنَّها ثورةُ الأحرارِ والشُرفا
وأنَّها ثورةُ الأخيار والنُّجَبا
وأنَّها ثورةُ المستضعفين، نعم
مستضعفون بوعيٍ أخجلَ النُخَبا
وأنَّها ثورةُ القرآنِ جاعلةً
مبادئ الدين فيها الرأسَ والعصَبا
وأنَّها الثورةُ الأولى التي خرجت
عن (الكفيلِ) الذي كم ثورةٍ رَكِبا
وأنَّها الثورةُ الأولى التي قطعَت
يَدَ الوصايةِ حتى اطَّايرَت إرَبا
وأنَّها الثورةُ الأولى التي انتصرَت
وما رأينا لـ(أمريكا) بها ذَنَبا
وأنَّها الثورةُ الأولى التي صنعت
تحوُّلاتٍ ومنها الواقعُ انقلبا
وأنَّها الثورةُ الأولى التي جعلت
مُثلثَ الشرِّ مرعوباً ومُضطربا
وأنَّها الثورةُ الأولى التي طهُرَت
عن أن يُدنِّسها باغٍ بما نَهَبا
الشعبُ مُشعلُها والشعبُ داعمُها
والشعبُ كان لها أُمَّاً وكان أبا
فلتذهَبِ الدولُ الكبرى بما جمعت
جُودُ القبائلِ نهرُ الله ما نضَبا
كم ثورةٍ صاغت استِقلالها هدفاً
وما استقلَّت بأمرٍ واحدٍ كُتِبا
وأنَّهم حاولوا استئصالها فنَمَت
وحاولوا أن يقُصُّوا جذعها فرَبا
وأوقدوا الحربَ إطفاءً لجذوتها
وما استطاعت قوى الدنيا لها طلبا
وأنَّ حمَّالةَ الأحطابِ (نجدُ) بهم
تورَّطت ثم عادت تحملُ الحطبا
وأنَّهم أشعلوها من مواجعهم
فلم يقوموا بها لهواً ولا لعبا
تداركوا غزوَ (أمريكا) الوشيكَ بها
وصيَّروا كل ما تسعى إليهِ هبا
فلا نقولُ: أشرٌّ قد أُريدَ بها
بل موتُها بيدِ (الأنصارِ) قد وجَبا
وأنَّنا قد وجدنا أرضَهُم مُلئت
من أمنهم حرساً يحمونها شُهُبا
وأنَّهم آمنوا بالله واعتصموا
بحبلهِ فكفاهم كل ما نُصِبا
كانوا يعوذون من شرِّ اليهودِ به
ويستعدون للوعدِ الذي كتَبا
فجاءَ في (غزَّةَ الطوفان) موقفُهم
من ثورةِ (الحادي والعشرين) مُكتسَبا
وأنَّنا لم نجد في الإنس قاطبةً
كما اليمانين قوماً طاولوا السُّحبا
يُصنِّعون عفاريتاً مُجنَّحةً
تُنهي (الكيانَ) وطرفُ العين ما هدَبا
وأنَّهم لو أرادوا من مُجنَّحِهم
لأرجعوا (عرشَ بلقيسٍ) لأرضِ (سبا)
يا قومنا فأجيبوا صوتَ قائدهم
من لا يُجِبْ داعيَ الله العظيم كَبا
وظلَّ في قومهِ يُلقي مواعظَهُ
مُبشِّراً مُنذراً مُذ جاءهُم بنَبا
يا معشرَ الجنِّ والإنسِ اسمعوهُ، وعُوا
شعري، فجِنِّيُهُ إن قال ما كذَبا
فثورة اليمَنِ الميمونِ مُعجزةٌ
كلُّ انتصارٍ وإنجازٍ لها نُسِبا
وكلُّ قومٍ من اللاشيء إن صدقوا
فالله يصنعُ من لا شيئهُم عجبا
على شفا حُفرةٍ كُنا فأنقذَنا
بالثورةِ الله لُطفاً خصَّنا وحَبا
الله وفَّقنا فيها وأرشَدَنا
هدَى إليها، رعانا، مدَّنا سببا
كانت تسيرُ بلادي نحو هاويةٍ
سحيقةٍ وهلاكٍ بات مُقترِبا
أعداؤها أصبحوا أبناءَ تُربتها
وصار أبناؤها في أرضهم غُربا…
يسري الفسادُ ويستشري ولا أحدٌ
يقول: كلا، ومن أدلى بها صُلِبا
وكان مشروعُ إفسادٍ يُرادُ لنا
كما (الرياض) مُجوناً وانتشار وبا
كان السفيرُ رئيساً، والرئيسُ لهُ
عبداً ذليلاً مُطيعاً خاضعاً ذنَبا
والاغتيالاتُ كانت في شوارعِنا
مثل (السلامُ عليكم) تحصُدُ الرُتَبا
ومكَّنوا (داعشاً) من جيشنا فغدا
من زيِّهِ الجيشُ يخشى أينما ذهَبا
وكانت الأرضُ بالآلامِ مُثقلَةً
وأمنُنا كان خوفاً، خيرُنا سُلِبا
فجاءت الثورةُ العظمى بمرحلةٍ
لو لم يُوَفَّق إليها الشعبُ لانتكبا
فقُلْ لمن أنكروها: بين أنفُسِكُم
تأملَّوا (غزَّةً) والقادةَ العرَبا
لو لم تقُمْ ثورةُ (الحادي) لكان لنا
نفسُ المواقفِ خِزياً، ذلَّةً وغبا
لكنَّها أهَّلت جيشاً على صِلةٍ
بالله والدين للقرآن قد شَرِبا
رغم (التحالُفِ) أرجعنا سيادتنا
ودولةً وقراراً كان مُغتَصبا
فليس في الكون غيرُ الله من أحدٍ
يُملي لنا: أوقِفوا أو خفِّفوا الغضبا
ولا أساطيلُ (أمريكا) ومن معها
عن نصرِ (غزَّةَ) تُثني شعبنا رَهَبا
بالأمسِ من برِّنا فرَّت.. وها هي ذِي
بحارُنا اليوم قالت: واصِلي الهربا
فنقِّبوا واقرأوا، والله لن تجدوا
كمِثلِ ثورةِ شعبي ثورةً عَجَبا
#معاذ_الجنيد
#٢١سبتمبر_حرية_واستقلال
#ثورة_21_سبتمبر