استشهاد السيد نصر الله.. المقاومة على جهوزيتها والنصر قادم
استشهاد السيد نصر الله.. المقاومة على جهوزيتها والنصر قادم
يمني برس- تقرير- ذوالفقار طاهر
ليس جديدا ان يرتقي قادة في المقاومة الاسلامية شهداء في سبيل الله والأرض والوطن والقضية الأساس للأمة على طريق القدس وفلسطين، فقد سار على هذا الدرب كثير من القادة من شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب الى سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي ومن لحقه من القادة كالحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدر الدين والحاج حسان اللقيس والسيد فؤاد شكر والحاج ابراهيم عقيل مرورا بقافلة من الدماء الطاهرة والاجساد الزكية وصولا الى ارتقاء سيد المقاومة الشهيد السعيد الامين العام القائد السيد حسن نصر الله.
وكثير من هؤلاء القادة قدموا على هذا الدرب أفرادا من عائلاتهم كإبن او أخ او زوجة، كما قدموا رفاق جهاد وكل ما يملكون من غالٍ ونفيس، بدون ان يكون هناك أي اعتبار لموقعية او رتبة او حالة دنيوية زائلة، فلم يمنع هؤلاء المخلصون شي على تقديم كل شيء في المعركة بين الحق والباطل طالما ان القواعد الكربلائية الخالصة هي التي تحكم طريقة عيشهم وتفكيرهم وعملهم في هذه الدنيا الفانية، فمن “أرضيت يا رب، خذ حتى ترضى” الى “ألسنا على حق، إذا لا نبالي أوقعنا على الموت او وقع الموت علينا”.
فهؤلاء القادة لم يوفروا أنفسهم او أهليهم او اولادهم لمنصب هنا او وظيفة هناك، بل كانوا كما كل المضحين من شباب هذه المقاومة وبيئتها واهلها في نفس الخندق والموقع بل كانوا في كثير من الاحيان في المواقع المتقدمة وفي طليعة المضحين نصرة للحق على درب سيد الشهداء الإمام الحسين(ع)، وهذا ما كرسه من جديد الامين العام الشهيد السيد نصر الله بعد ان قدم نجله الشهيد هادي، وللمصادفة فكلاهما استشهد بنفس الشهر فالأب قضى في 27-9-2024 بينما الابن ارتقى في 12-9-1997، وبعد 27 عاما سيلتقي السيد بحبيبه.
ولا شك ان السيد نصر الله كان ولا يزال حاضرا وسيبقى في يوميات أطفالنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا، خاصة ممن عشقوا المقاومة ورسموا صورتها ممزوجة بصورة هذا السيد القائد المحبوب، فمن عاش انتصارات المقاومة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي الى التحرير الكبير في العام 2000 وصولا الى الانتصار الالهي في 2006 وما تلاها في معارك التحرير الثاني، رأى ان السيد والمقاومة صنوان لا يفترقان، فكانت الانتصارات تُكلل دائما بكلمات هذا القائد الذي طالما يدخل الى الوجدان برقة ولين، يرفع المعنويات ويقوي العزائم ويحضر مع الناس في كل المراحل والمفاصل الداخلية منها والخارجية، يشرح لهم ويوضح من المسائل ما يخصهم ويعنيهم، فكان الحاضر دائما في اليوميات وعند ابرز المستجدات، وقد عاش جمهور المقاومة معه زمن الانتصارات في كل الحروب التي خاضتها هي وبيئتها، فاستحق السيد لقب سيد القلوب والعقول، كما سيد المقاومة والجهاد.
وبالتأكيد عاشت المقاومة مع سماحته سنوات عز وارتقاء في مختلف المجالات وبكل الجوانب، وحققت ما عجزت عن تحقيقه دول في مواجهة العدو الاسرائيلي، كما نجحت في حماية البلد في مراحل حساسة عديدة ولكنها كانت دائما تجد السبل الناجعة لمعالجة كافة الأخطار وتتحمل المسؤوليات التي يتهرب منها غيرها، فكانت بقيادة السيد نصر الله تبحث دائما عن مصلحة لبنان وشعبه.
وبالتوازي كانت المقاومة الاسلامية الداعم الدائم لفلسطين وقضيتها ومقاومتها ولم تبخل في القيام بكل ما يلزم وتراه مناسبا لذلك، ولعل الحرب القائمة مع العدو لمساندة غزة خير دليل على ذلك، حيث قدم حزب الله فيها خيرة الشباب والقادة وعلى رأسهم السيد نصر الله، ناهيك ان المقاومة الاسلامية كانت الداعم للقضايا المحقة في العالم العربي لا سيما بدعم المقاومة العراقية بمواجهة الاحتلال الاميركي ومن ثم بمواجهة الجماعات الارهابية التكفيرية، ونفس الامر فعله حزب الله في سوريا عندما توجه اليها لمواجهة الحرب الكونية بلبوسها التكفيري، كما وقف الحزب بقيادة السيد نصر الله بجانب الشعب اليمني الذي تعرض لعدوان سعودي أميركي إماراتي لسنوات، بالاضافة الى دعم ونصرة حقوق الشعب البحريني.
وبالعودة الى فلسطين والمواجهة المباشرة مع الصهاينة، تبقى الاشارة الى انه كما كانت عطاءات وجهود هذا الرجل الاستثنائي العظيم في حياته بمواجهة العدو الاسرائيلي وغطرسته نصرة لفلسطين والقدس وغزة، سيكون دمه الطاهر دافعا تزهر معه شمس الحرية ويعطي انطلاقة أقوى للمقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين وإزالة كيان العدو الغاصب من الوجود.
وهنا من المفيد التذكير بكلام قاله الشهيد السيد نصر الله في تشييع القائد الحاج عماد مغنية يوم 14-2-2008 “إذا كان دم الشيخ راغب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا فإنّ دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله… هذا الكلام ليس للإنفعال وليس من موقع العاطفة بل بلحظة تبصر وتأمل.. أقول للعدو قبل الصديق أنّ الحاج عماد أنجز مع إخوانه كل عمله، وهو اليوم إذ يرحل شهيدا لم يبقِ خلفه إلاّ القليل مما يجب القيام به.. لا وهن ولا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة وصف المقاومة، إخوة عماد مغنية سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده.. وليعرف العدو أنّه ارتكب حماقة كبيرة جدا..”، وهذا الكلام يصح اليوم وأكثر مع استشهاد القائد وسيد المقاومة الذي يشكل استشهاده العظيم فرصة عظيمة لانتصار عظيم قادم ان شاء الله الذي عليه تُعقد كل الآمال والأمنيات وإليه ترفع الدعوات ليسدد مسيرة من سيأتي لتحمل المسؤولية بعد رحيل هذا السيد الشهيد.
ومن المهم الاشارة لما قاله نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته الاولى المتلفزة بعد استشهاد السيد نصر الله يوم الإثنين 30-9-2024 حيث أكد ان “المسيرة التي رباها وواكبها سماحة الامين العام وأشرف على قيادتها هي مسيرة مستمرة وحزب الله مستمر بأهدافه وميدان جهاده.. نحن اعدينا وتجهزنا وبالتوكل على الله واثقون ان العدو لن يحقق اهدافه وسنخرج منتصرين..”.
المصدر: موقع المنار