” الوعدُ الصادقْ 2 “… صفعةٌ قويةٌ تفقدَ العدوّ الصهيونيُ توازنهُ
يمني برس| تقرير| خاص|
حملت عملية “الوعد الصادق 2” الإيرانية، الثلاثاء الأول من أكتوبر، في عمق كيان العدو الصهيوني دلالات استراتيجية كبيرة على مختلف الأصعدة منها على وجه التحديد السياسية والعسكرية، تلقى العدو من خلالها صفعة مدوية افقدته توازنه الذي كان قد أوهم نفسه بتحقيقه عقب عمليات الاغتيال الاجرامية التي قام بها داخل إيران ولبنان وسوريا.
إيران تدك عمق العدو الصهيوني
بعد انطلاق عملية “الوعد الصادق 2” أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان أن 90% من الصواريخ التي أُطلقت أصابت أهدافها بدقة داخل الأراضي المحتلة.. مؤكداً أن العملية، التي نُفذت تحت رمز “يا رسول الله” وبالتنسيق مع القوات المسلحة الإيرانية، استهدفت مواقع استراتيجية تشمل قواعد جوية ومراكز رادارية، إضافة إلى مواقع التخطيط لاغتيال قادة المقاومة، ومنهم الشهيد إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله.
وأشار الحرس الثوري إلى أن هذه العملية جاءت استنادًا إلى حق الدفاع المشروع وفق القوانين الدولية، محذرًا من أن أي رد عدواني من العدو سيواجه برد مدمر يسبب الندم.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد نصير زاده، إن عملية “الوعد الصادق 2” تمت بنجاح بنسبة تزيد عن 90% وكانت متوافقة تماماً مع القوانين الدولية.
العدو يفشل
في أعقاب الحرب النفسية التي شنها العدو الإسرائيلي ضد بيئة المقاومة، والتي تركزت على ادعاءات بتخلي إيران في الرد على جرائم العدو باغتيال القائد السيد حسين نصر الله، والقائد إسماعيل هنية، والقادة المجاهدون الذين ارتقوا في عمليات الاغتيال الجبانة التي قام بها العدو، جاء الرد الإيراني سريعاً بعملية “الوعد الصادق الثانية”، التي تم خلالها إطلاق مئات الصواريخ الباليستية باتجاه مواقع عسكرية حيوية في عمق كيان العدو الصهيوني، ما سيخلق تداعيات مستقبلية على كارثية على الجبهة الداخلية للعدو.
ومع فشل الحرب النفسية التي شنها العدو على بيئة المقاومة، حملت العملية دلالات أبعد في أثرها الكبير والمستقبلي في صنع تحولات وانتصارات على مسار معركة محور المقاومة في غزة ولبنان واليمن والعراق والمنطقة بشكل عام مع هذا العدو المجرم.
العملية اصابت أهدافها بدقة
من خلال تتبع أبرز تفاصيل العملية الصاروخية “الوعد الصادق 2” أنها قد استهدفت بشكل أساسي القواعد الجوية الإسرائيلية الرئيسية، مثل “تل نوف” و”نيفاتيم” و”حتسريم”، التي تحتوي على طائرات حربية من طراز F-35 وF-15A، بالإضافة إلى مخازن أسلحة نووية محتملة.
كما شمل الهجوم إطلاق 181 صاروخاً من نوعيات متطورة، بما في ذلك صواريخ “فتاح” الفرط صوتية التي استخدمت لأول مرة، لم تستطع أنظمة الدفاع الجوي للعدو الاسرائيلي والأمريكي إسقاط أغلب هذه الصواريخ، ما أدى إلى إصابة أهداف حساسة وخسائر كبيرة في البنية التحتية العسكرية للعدو الإسرائيلي.
رد استراتيجي قوي
تشير التقارير والتحليلات الأولية المتابعة للحدث، أن العدو الإسرائيلي قد تلقى ضربة موجعة ومؤلمة، وصفها الإعلام العبري بأنها “7 أكتوبر جديد”، إذ تم إطلاق 200 صاروخ باليستي في غضون نصف ساعة، لم تستهدف المدنيين، بل ركزت على المواقع العسكرية، ما أدى إلى زعزعة الأمن الإسرائيلي وتسبب في زيادة طلبات المساعدة النفسية بنسبة 480% وفقاً لتقارير “جمعية نتال الإسرائيلية”.
وأكد محللون عسكريون وسياسيون دوليون، أن عملية “الوعد الصادق 2” الإيرانية قلبت المشهد الإقليمي بشكل جذري، وأن هذا الهجوم الصاروخي المفاجئ جاء كرد استراتيجي قوي، بعد أن كان كيان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة يعتقدان أن تغيير معادلات المنطقة لصالحهما بات قريباً.
وأشاروا بأن العملية الإيرانية قد أحدثت توازن رعب جديداً في المنطقة، حيث اضطر أكثر من 10 ملايين مستوطن للاختباء في الملاجئ، بينما عمت الأفراح الشعبية في دول مثل غزة، لبنان، إيران، واليمن.
فبالإضافة إلى الأضرار العسكرية التي لحقت بالعدو، فقد انقطعت الكهرباء في بعض مناطق بئر السبع والقدس، وأفادت التقارير عن اشتعال نيران قرب شاطئ عسقلان، يُعتقد أنها أصابت منصة لاستخراج الغاز، ليخرج رئيس بلدية “تل أبيب” يافا المحتلة للمطالبة بوقف الحرب، مشيراً إلى أن نتنياهو أدخل إسرائيل في “حالة من الجنون”، ما يؤكد بلا أدنى شك بأن عملية “الوعد الصادق 2” الإيرانية قد دقت ناقوس الخطر لدى كيان العدو الإسرائيلي.
الإعلام الدولي يتحدث
في أعقاب عملية “الوعد الصادق 2” التي نفذتها إيران في الأول من أكتوبر 2024، توالت ردود فعل الصحافة الدولية حول هذه العملية بشكل واسع، وقد تباينت التحليلات والآراء بناءً على المواقف السياسية والجغرافية للصحف.
صحيفة “نيويورك تايمز” (الولايات المتحدة): ركزت على التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، مشيرة إلى أن العملية الإيرانية تعد تحولًا نوعيًا في توازن القوى في الشرق الأوسط، كما سلطت الضوء على دور الولايات المتحدة في تقديم دعم استخباراتي وتقني لـ “إسرائيل” في مواجهة هذه الهجمات، وتساءلت عن كيفية تأثير هذا الهجوم على المفاوضات النووية الإيرانية مع القوى الغربية.
أما صحيفة “الغارديان” (المملكة المتحدة) فقد وصفت الهجوم بأنه ضربة قوية للنظام الدفاعي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الصواريخ الإيرانية أظهرت نقاط ضعف حرجة في الدفاعات الجوية الإسرائيلية. واعتبرت أن هذا الهجوم يعكس إستراتيجية جديدة لإيران في الرد السريع والحاسم على أي تصعيد “إسرائيلي”، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة، وفق تعبيرها.
ما جانبها وصفت “صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية: العملية بأنها كارثة أمنية لـ “إسرائيل”، مشيرة إلى “أن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا هائلة من الرأي العام الذي شعر بالخوف بعد الهجمات”. واعتبرت وفق تعبيرها “أن القيادة العسكرية الإسرائيلية” أخفقت في حماية الأهداف الحيوية وأن عليها إعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية.
صحيفة “الرأي اليوم” (عربية – لندن): نشر رئيس تحرير الصحيفة، عبدالباري عطوان، تحليلاً يصف فيه العملية بأنها نقطة تحول في الصراع بين إيران وإسرائيل. وأشار إلى أن هذا الهجوم يعزز من مكانة المقاومة في المنطقة، ويؤكد أن زمن الرد الإيراني الحاسم قد بدأ.
القوات الجوفضائية الإيرانية
في الهجوم الصاروخي الكبير على إسرائيل مساء الثلاثاء، استخدمت القوات الجوفضائية الإيرانية ثلاثة أنواع من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية المتطورة:
1- صواريخ فتاح الفرط صوتية
- المدى: يتراوح بين 1800 و2200 كيلومتر.
- السرعة: تصل إلى 6000 كيلومتر في الساعة (حوالي خمسة أضعاف سرعة الصوت).
المميزات:
- القدرة على المناورة: مزودة برؤوس حربية قادرة على المناورة، مما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة.
- الإطلاق: يمكن إطلاقها من منصات متعددة، بما في ذلك السفن التجارية والغواصات والسفن الحربية والمقاتلات الجوية (مثل مقاتلات سوخوي 24 الروسية وإف-4 الإيرانية).
- نظام التوجيه: بفضل قدرات التوجيه المتطورة، يمكن لهذه الصواريخ استهداف أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
- التكنولوجيا: صواريخ فتاح تعتبر نقلة كبيرة في تطور الصواريخ الإيرانية، وتمثل دخول إيران إلى نادي الدول القادرة على تطوير الصواريخ الفرط صوتية، التي يصعب رصدها واعتراضها حتى باستخدام أنظمة الدفاع المتقدمة.
- القدرة الدفاعية: قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي التقليدية والفرط صوتية، سواء كانت داخل الفضاء أو خارجه.
2- صاروخ قدر
- المدى: 2000 كيلومتر.
- السرعة: تصل إلى 9 ماخ (9 أضعاف سرعة الصوت).
المميزات:
- التخفي عن الرادارات: يتمتع بقدرة عالية على التخفي عن أنظمة الرادار، مما يجعله تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي.
- الوقود: يعتمد على الوقود السائل في المرحلة الأولى والوقود الصلب في المرحلة الثانية، مما يعزز من مرونته في الإطلاق ومداه الطويل.
- الإطلاق من منصات متحركة: يمكن إطلاقه من منصات متحركة، مما يزيد من مرونته العملياتية ويصعب تتبعه.
- الرأس الحربي: يزن رأسه الحربي ما بين 700 إلى 1000 كيلوغرام، مما يجعله قادرًا على إحداث دمار كبير في الأهداف التي يصيبها.
3- صاروخ عماد
- المدى: يصل إلى 1700 كيلومتر.
- الطول: 5.15 متر.
- القطر: 2.18 متر.
- الوزن: يصل وزنه إلى 1750 كيلوغرامًا.
المميزات:
- التوجيه والتحكم: يتميز بقدرات توجيه وتحكم متقدمة تمكنه من إصابة الأهداف بدقة عالية منذ لحظة الإطلاق وحتى الوصول إلى الهدف.
- التطوير: يعتبر نسخة متطورة من صاروخ “قدر”، وهو مخصص للقيام بضربات دقيقة بعيدة المدى ضد الأهداف الاستراتيجية.
- الرأس الحربي: يحمل رأسًا حربيًا متفجرًا وقادرًا على التسبب في أضرار كبيرة للأهداف العسكرية، خاصة القواعد الجوية والرادارية.
- صنع إيراني بالكامل: تم الكشف عنه في أكتوبر 2015، وهو من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، ويعكس التقدم الإيراني في تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
إن استخدام هذه الصواريخ في الهجوم يعكس مدى التقدم الذي وصلت إليه إيران في مجال تصنيع وتطوير الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، مما يجعلها قوة عسكرية قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، وإيصال ضربات دقيقة إلى أهداف استراتيجية للعدو.