من وحي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات، 3 أكتوبر 2024م
عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد في كلمته الأسبوعية حول آخر التطورات والمستجدات في فلسطين المحتلة ولبنان، أن جريمة استهداف شهيد الإسلام والمسلمين، الأمين العام السيد حسن نصر الله، تأتي أهميتها من دوره المهم في مقارعة العدو الإسرائيلي وإلحاق الهزائم به. فقد قاد مسيرة المقاومة لمدة 30 عامًا بتسديد من الله، وكان دوره القيادي متميزًا ومتكاملًا في جوانبه القيادية والإيمانية والأخلاقية، بما منحه الله من مؤهلات عالية. كان قائدًا ذو علاقة قوية بالجماهير، والجماهير كانت تربطها به علاقة متينة. وكان تأثيره الكبير على العدو الإسرائيلي بارزًا، حيث كان جمهور العدو يحسب ألف حساب للمواقف التي يعلنها السيد الشهيد، ويعرفون مصداقيته ويعلمون أنه رجل القول والفعل.
العدو الإسرائيلي كان يرى في سماحة السيد الشهيد القائد عقبة كبيرة، وهو القائد الذكي والواعي. وبعد استهداف السيد، ظهر العدو بكبر وغرور ليعلن أنه سيغير الشرق الأوسط بأسره، وهذا يعني أن لديه خطة لاستهداف الأمة كلها، دون أن يحسب أي حساب للقادة العرب الآخرين. وهذا الموقف يكشف مدى أهمية السيد الشهيد بالنسبة للأطماع الصهيونية.
برز دور سماحة السيد الشهيد في التصدي للعدوان على اليمن، وكذلك في إفشال مساعي أمريكا لإثارة الفتنة وتمزيق المسلمين. استهدف العدو الإسرائيلي سماحة السيد بكل حقد، نظرًا لدوره العظيم في إفشال مخططاته. وكان الاستهداف يسعى إلى تحييد جبهة المقاومة اللبنانية عن إسناد فلسطين. كانت الجبهة اللبنانية هي الجبهة الساخنة الأولى في مواجهة العدو، ومع ذلك فشل العدو الإسرائيلي في كل محاولاته لاستهداف الحزب وقياداته، وكان ذلك بدعم ومساندة أمريكية. ولأن المقاومة اللبنانية انطلقت من منطلق إيماني، فقد منحها الله المزيد من الانتصارات، وأصبحت حاضرة بمستوى متميز. والشعوب الحرة أصبحت ترى في المقاومة اللبنانية مسيرة متميزة تمتلك الرشد والحكمة والثبات.
في ظل هذا الوضع، كان العدو يستهدف السيد الشهيد في محاولة لتصفية هذه الجبهة إقليميًا وفلسطينيًا ولبنانيًا. وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة والفقد العظيم الذي عم العالم كله، تبقى المسيرة ثابتة ومستمرة، لأنها جبهة حسينية قائمة على الثبات والرشد واليقين. ولذلك، فإن بناء الحزب وبنيته متماسك كالبنيان المرصوص.
العدو الإسرائيلي اتجه إلى العدوان البري بعد أن اعتقد أن الساحة قد تهيأت له، ولكنه فوجئ بصدمة قوية على الحدود. صدمة العدو كانت كبيرة. اليوم، يمتلك المجاهدون في لبنان حافزًا كبيرًا، خاصة بعد استشهاد القائد، وهم اليوم أكثر تشوقًا لمواجهة العدو الصهيوني من ذي قبل. والعدو يتوهم أن جرائم استهداف القادة تعني انهيار باقي المكون، ولكن سرعان ما ينصدم. ينبغي على العدو الإسرائيلي أن يفهم أن استهدافه للقيادات في الحزب يعني أن الحزب أكثر تماسكا وأكثر تصميما على مواجهة العدو. وها هو منطق مجاهدي الحزب اليوم يبعث برسائلهم وانتصاراتهم إلى روح سماحة الشهيد. والله لن يضيع جهده ولا جهاده ولا تضحياته. وعلى العدو الإسرائيلي والأمريكي وكل المتربصين والمنافقين أن ييأسوا، فروح الشهيد الجهادية باقية. وأنا أؤكد للجميع أن يطمئنوا إلى الحزب الثري بمقاتليه. وهنا نؤكد أننا إلى جانب لبنان وحزبه ومقاتليه.
المسؤولية تجاه ما يحدث في فلسطين ولبنان تقع على عاتق المسلمين، والمسؤولية في المقام الأول على الأنظمة العربية والإسلامية، ويفترض أن يكون هناك تحرك إنساني جاد، وكذلك تحرك على المستوى السياسي والإعلامي. ومن أبرز عمليات الأسبوع عملية “الوعد الصادق” الثانية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني. كانت العملية تنفيذًا لالتزام إيراني تجاه اغتيال إسماعيل هنية وسماحة السيد وأبو الفضل. كانت العملية ناجحة وقوية، وفشل الأمريكي في حماية العدو الإسرائيلي. العملية كانت ضرورية وكسرَت الطوق الإرهابي الإسرائيلي والأمريكي. وأهمية العملية تكمن في أن أمتنا بحاجة لاتخاذ الموقف اللازم والضروري لمنع وردع العدو الإسرائيلي من مواصلة إجرامه. لذلك، لا بد من الجهاد والموقف القوي مثل هذه العملية. ومن الواضح جدًا أن هذه العملية أبهجت الشعوب المظلومة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكل جبهات المساندة، ومنها الجبهة العراقية. وفي مقدمة الجبهات الجبهة الفلسطينية، حيث يقدم مجاهدوها وشعبها نموذجًا لا مثيل له.
نفذ مجاهدو القسام هذا الأسبوع 13 عملية، ومن العمليات المهمة عملية يافا. فيما يتعلق بجبهة اليمن الإيمانية، فقد كانت بعض العمليات متزامنة مع عملية “الوعد الصادق”، وبعضها جاء بعد ذلك. يحاول العدو بضرباته على اليمن أن يحد من عملياتنا، ولكنه فاشل في ذلك. وهذا لن يثنينا أبدًا عن مساندة الشعب الفلسطيني واللبناني، وكذلك عن مواصلة النشاط الشعبي والثبات في الموقف وعمليات التصعيد، الذي هو التزام إيماني وأخلاقي وفريضة إيمانية مقدسة بالنسبة لنا.
نحن نواجه العدو الإسرائيلي وشركاءه الأمريكيين والبريطانيين، وجميعهم امتداد لقتلة الأنبياء. جميعهم مجرمون ومتوحشون، وقد حدثنا عنهم القرآن الكريم بالتفصيل، ولعنهم الله وغضب عليهم. استجابة لله ووفاءً للشعب الفلسطيني ووفاءً لسماحة الشهيد وللشعب اللبناني، أدعو شعبنا للخروج المليوني يوم غد الجمعة.