لعنة “العقد الثامن”.. هل ستزول إسرائيل في عام 2027؟
لعنة “العقد الثامن”.. هل ستزول إسرائيل في عام 2027؟
يمني برس- تقرير
القلق بشأن زوال إسرائيل يعتبر قضية حساسة لليهود، إذ يثار الشك في مستقبل الدولة اليهودية نفسها. يشير الإسرائيليون إلى أمثلة تاريخية تبين أن “مملكة داود وسليمان”، التي كانت الدولة اليهودية الأولى، لم تستمر لأكثر من 80 عاماً، وبالمثل “مملكة الحشمونائيم”، الدولة الثانية لليهود، انتهت في العقد الثامن من تأسيسها، بينما إسرائيل، وهي “الدولة الثالثة” لليهود، تقترب من العام الثامن والسبعين من التأسيس.
نبوءة الشيخ أحمد ياسين
في أبريل/نيسان 1998، أدلى الشيخ أحمد ياسين بتصريحات تنبأ فيها بمستقبل دولة إسرائيل بعد خمسين عاماً من تأسيسها، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة في برنامج “شاهد على العصر”.
قال الشيخ أحمد ياسين: “إسرائيل قد نشأت على أساس ظلم واضطهاد، وكل كيان مبني على الظلم والاضطهاد سيواجه الهلاك… ليس هناك قوة في العالم تدوم إلى الأبد، فالإنسان يولد طفلاً ثم يكبر ويشيخ، وهكذا الدول تولد وتنمو ثم تندثر”.
وأضاف: “إن شاء الله فستندثر إسرائيل في الربع الأول من القرن القادم، تحديداً في عام 2027”.
وفي رد على سؤال حول سبب اختيار هذا التاريخ، قال الشيخ أحمد ياسين: “نحن نؤمن بالقرآن الكريم، والقرآن أخبرنا أن الأجيال تتغير كل أربعين عاماً. في الأربعين الأولى كانت لدينا النكبة، وفي الأربعين الثانية جاءت الانتفاضة والمواجهة والتحدي والقتال والقنابل، وفي الأربعين الثالثة ستحدث النهاية إن شاء الله”.
وأكمل: “هذا تفسير قرآني، فعندما ألقى الله على بني إسرائيل الضلال لمدة أربعين عاماً، لماذا؟ لتغيير الجيل المريض وتحضير جيل قوي ومقاتل، إذ استبدل الله جيل النكبة بجيل الانتفاضة، والجيل القادم سيكون جيل التحرير إن شاء الله”.
زوال إسرائيل حقيقة من الداخل
قد يبدو الحديث عن “زوال إسرائيل” مبالغاً فيه وغير مستند إلى تحليل منطقي، ولكن عند قراءة الوضع الداخلي لهذا الكيان الصهيوني واستناداً إلى الاعترافات التي تصدر من منظومته السياسية والفكرية والعسكرية، يظهر التشكيك في مستقبل “إسرائيل” ويعزز مصداقية نبوءة اندثارها.
وكانت حادثة هروب الإسرائيليين خلال عملية طوفان الأقصى إشارة واضحة إلى ذلك، إذ جرى تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر هروبهم من دون النظر إلى الوراء، ما يشير إلى عدم ارتباطهم بالأرض واعترافهم بأنهم محتلون لأرض غيرهم وزائلون.
إيهود باراك يخشى لعنة العقد الثامن
في مقال لرئيس الوزراء السابق “إيهود باراك” في صحيفة “يديعوت أحرنوت” بمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس إسرائيل، أكد أنه في تاريخ الشعب اليهودي لم تستمر دولة يهودية لأكثر من 80 عاماً إلا في فترتين، وكان في كلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، وتنتهي الدولة الصهيونية الحالية في العقد الثامن.
ويخشى أن يتأثر هذا العهد الثامن باللعنة نفسها التي أصابت الدول اليهودية السابقة، مثل “مملكة داود” الأولى في الفترة بين عامي 586-516 قبل الميلاد و”مملكة الحشمونائيم” في الفترة بين عامي 140-37 قبل الميلاد، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان استمرتا لأقل من 80 عاماً في تاريخ الشعب اليهودي.
قلق قيادات يهودية من زوال إسرائيل
أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في عام 2017 أنه يجب العمل على ضمان استمرارية إسرائيل لمدة 100 عام، وأشار إلى أنه لم يحدث في التاريخ أن استمرت دولة يهودية لأكثر من 80 عاماً.
وصرح وزير الحرب الإسرائيلي الحالي، بيني غانتس، بأن هناك مخاوف من سيطرة الفلسطينيين على إسرائيل في المستقبل، وتوقع أن تتقلص الدولة الإسرائيلية بين مستوطنتي غديرا والخضيرة.
من جانبه، أعرب يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز الشاباك الإسرائيلي، عن قلقه إزاء التهديد الداخلي الذي يشكله أزمة الهوية والديمقراطية في إسرائيل.
قادة الرأي اليهود يخشون من سرطان يأكل إسرائيل
أيضاً، هناك قلق مشابه من صحفيين ومفكرين وكتّاب صهاينة بشأن مستقبل إسرائيل. يشير الجنرال المتقاعد شاؤول أرئيلي، المستشرق والمختص في الصراع العربي الإسرائيلي، إلى فشل الحركة الصهيونية في تحقيق حلم إقامة دولة إسرائيلية ديمقراطية بأغلبية يهودية. يعتبر أرئيلي أن الصراعات الداخلية والتوترات الثقافية والهوياتية تهدد استمرارية الدولة العبرية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المحلل الإسرائيلي آري شافيط أن إسرائيل تواجه نقطة لا عودة وأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة. يرى أن الإسرائيليين يدركون أنهم أصبحوا ضحية لكذبة صهيونية ويشير إلى وجود عملية تدمير ذاتي ومرض سرطاني في إسرائيل يصل إلى مراحله النهائية.
بيني موريس، المؤرخ الإسرائيلي، يعتقد أيضاً أن إسرائيل ستشهد انحلالاً وغوصاً في الوحل، ويتوقع انتصار العرب والمسلمين وتحول اليهود إلى أقلية في تلك المنطقة، إما بأن يطاردوا وإما يُقتلوا.
رونالد لودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، يعتبر أن فكرة الدولة الواحدة تشكل تهديداً خطيراً لوجود إسرائيل. ويشير إلى أن عدد السكان العرب الذين يعيشون في المنطقة بين البحر ونهر الأردن قد تجاوز عدد السكان اليهود، وهذا يُعَد تحدياً صعباً. يؤكد أنه إذا مُنح الفلسطينيون الجنسية الكاملة والحقوق الكاملة، فإن إسرائيل لن تعود دولة يهودية، وإذا لم تفعل ذلك، فلن تكون ديمقراطية. وبغض النظر عن السيناريو الذي يحدث، فإن إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية قد تتوقف عن الوجود.
أسباب القلق الإسرائيلي من خطر الزوال
وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يرون نبوءة الزوال كاستراتيجية خبيثة لجذب التعاطف نحو اليهود وتأمين الدعم الدولي المستمر لإسرائيل، فإن هذه المواقف الصهيونية الداخلية لا يمكن أن تكون متكررة بهذا الشكل لولا الاعتقاد الحقيقي في خطورة الزوال، فلا يكون من الطبيعي أن نسمع من قادة دولة مستبدة بصورة واضحة يتحدثون عن احتمالية اندثارها.
إن هؤلاء الصهاينة لا يتحدثون عن الخطر الخارجي الذي يتمثل في زيادة قوة المقاومة في المنطقة وسقوط المئات من الصواريخ من غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن أو غيرها، ما يدفع الصهاينة إلى الهجرة ويترك الجيش الإسرائيلي منهاراً من دون دعم شعبي، فيتحول إلى مجموعات منفصلة يسهل استهدافها.
أسباب الاعتقاد بزوال إسرائيل
انقسام داخلي في إسرائيل
إسرائيل تعاني في الوقت الحالي انقساماً داخلياً مستعصياً، إذ تتفكك القوى البرلمانية المختلفة التي من المفترض أن تشكل الحكومة، فتتكون تحالفات رئيسية تضم عدداً كبيراً من الأحزاب.
تعد الحكومة الحالية التي يرأسها بنيامين نتنياهو من بين المؤشرات الخطيرة على ضعف إسرائيل، فهي تتعرض للعديد من التظاهرات الرافضة لها والمطالبة برحيلها وخاصة بعد فشلها الذريع في التصدي لعملية طوفان الأقصى واختطاف الرهائن.
انتشار الفساد داخل إسرائيل
بالإضافة إلى ذلك، تفتقد إسرائيل اليوم قادة مؤسسين قادرين، إذ يعاني الساسة الحاليون الفساد والانتهازية والاهتمام بمصالحهم الشخصية قبل كل شيء. يصف الباحث السياسي أفرايم غانور حالة الإسرائيليين بأن الأرض تهتز تحتهم، إذ يشاهدون أمة مشتتة ومجتمعاً متقسماً، وينتظرون قائداً ومعجزة تخلصهم من الكراهية المستعرة التي تأكل كل جزء من الدولة.
تراجع روح التضحية والقتال في إسرائيل
يراقب الكثير من المحللين، تراجع روح التضحية والقتال في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وزيادة القلق من الخسائر البشرية والاعتماد المفرط على القوة الجوية. يبدو أن الجيش يتجنّب المخاطرة بالعمليات البرية وهذا نراه واضحاً في عملية طوفان الأقصى الحالية.
نمو المقاومة في غزة
تنمو قوة المقاومة الفلسطينية، وتزداد اعتمادية الناس عليها كمصدر للإلهام والقدوة، وتظهر في غزة جرأة كبيرة وقدرة على المبادرة، وظهرت هذه القدرة في المعركة الأخيرة “طوفان الأقصى”، إذ ظهرت في تحدٍّ واضح لإسرائيل. المقاومة لديها أيضاً قوة ردع، وأصبحت إسرائيل عاجزة عن تنفيذ سياسة الاغتيالات أو تقليص قوتها من خلال المعارك، تشكل غزة تهديداً في كل حدث مهم، مثل اقتحام الأقصى أو ذبح القرابين أو اجتياح مخيم جنين.
والأكثر خطورة لإسرائيل هو نجاح المقاومة في ربط الساحات الفلسطينية المختلفة، إذ يعتبر الاحتلال الفلسطينيين في الداخل خطراً كبيراً في أي معركة مقبلة، وقد يؤدي تعزيز التعاون والتنسيق بين الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى زيادة تحديات إسرائيل، إذا تمكنت المقاومة من توحيد صفوفها وتنسيق جهودها بشكل فعال، فقد تكون لها القدرة على شن هجمات متزامنة في أكثر من منطقة، ما يعرض إسرائيل لتهديد جدي وصعب التعامل معه.
التغيرات الديموغرافية في إسرائيل
عامل آخر يمكن أن يلعب دوراً في زوال إسرائيل هي التغيرات الديموغرافية، فإسرائيل تواجه تحديات فيما يتعلق بتوازن الديموغرافيا بين اليهود والعرب في داخل حدودها، إذا استمرت معدلات النمو السكاني للعرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي إسرائيل نفسها بمعدلات عالية، فقد يتغير التوازن الديموغرافي بشكل كبير.
التغيرات الاقتصادية في إسرائيل
عامل آخر يمكن أن يؤثر في استمرارية إسرائيل هي التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، إسرائيل معروفة بابتكاراتها وتقدمها في مجال التكنولوجيا والبحث والتطوير، ومع ذلك، إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية وتراجعت القدرة التنافسية لإسرائيل على المستوى العالمي، فقد يكون لذلك تأثير في استمرارية الدولة.
التحالفات الدولية
علاوة على ذلك، العلاقات الدولية والتحالفات الإقليمية تلعب أيضاً دوراً في استمرارية إسرائيل، إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي والتحالفات الاستراتيجية للحفاظ على أمنها واستقرارها، إذا تغيرت الديناميكية الدولية وتراجع الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، فقد يكون لذلك تأثير كبير في استمراريتها.