الرئيس المشاط يدعو السعودية إلى اتخاذ هذه الخطوات ويوجه نصيحة ثمينة لهؤلاء المتورطين
239
صنعاء – يمني برس :
أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، استمرار اليمن حكومة وشعباً في معركة التحرر والاستقلال حتى دحر الغزاة من كامل اليمن.
وجدد الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم، بمناسبة العيد الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، النصح للمتورطين في خيانة ثورة 14 أكتوبر ومبادئها من المنحازين إلى صف المحتل بالعودة إلى جادة الصواب وتدارك حالة الخزي والعار التي ستلحق بهم طوال الدهر إذا بقوا في موقع الخيانة لبلدهم لصالح عدو خارجي.
وتوجه بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني في الداخل والخارج، وللسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمرابطين في ثغور الوطن وجباله وسهوله وبحاره أبطال القوات المسلحة والأمن البواسل وكل الأحرار في الساحة الوطنية بهذه المناسبة.
وأشار فخامة الرئيس، إلى أن هذه الذكرى الخالدة تعيد التذكير بعظمة وبسالة شعبنا اليمني الذي واجه أكبر امبراطورية على وجه الأرض في ذلك الحين وهو في أشد ظروفه قسوة وصعوبة، وصنع اليمنيون في ثورة أكتوبر دروس العزة والكرامة والشجاعة والحرية حتى اندحر المحتل من أرضنا وإلى غير رجعة.
ولفت إلى أن اليمنيين صنعوا بثورتهم في الـ 14 من أكتوبر ملحمة وطنية خالدة، أكدوا فيها من جديد أن هذا الشعب مدرسة في طرد الغزاة وكسر الإمبراطوريات الاستعمارية، وأن اليمن كان وسيظل مقبرة للغزاة على مر التاريخ.
ودعا الرئيس المشاط، النظام السعودي لاتخاذ الخطوات الشجاعة والصحيحة لإنهاء العدوان ورفع الحصار عن اليمن بشكل كامل وتنفيذ الاستحقاقات الإنسانية وعدم الانصياع للضغوط الأمريكية لتعقيد المشهد وإطالة أمد العدوان، لأن ذلك لا يصب في صالح المنطقة ولا يخدم السلام وإنما يصب في مصالح الأمريكان على حساب مصالح بلدينا وشعبينا ومصالح أمتنا.
وجدد التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي والمتصاعد في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني بكل أشكال الدعم المتاحة عسكرية وسياسية وإعلامية وشعبية، حتى تحقيق الانتصار وإنهاء العدوان والحصار على غزة العزة.
وأدان فخامة الرئيس، العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل على لبنان والجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق أبناء الشعب اللبناني.
وعبر عن الإجلال والإكبار للبطولات الأسطورية التي يسطرها مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان الذين يلقنون العدو دروساً غير مسبوقة في الصمود والثبات، والأداء القتالي العالي الذي فاجأ العدو وأثبت مجدداً أن استشهاد القادة لا يعني انتهاء المعركة، بل إن دماءهم كانت الوقود التي اصطلى الصهاينة بنارها، وزادت المجاهدين تصميماً وتفانياً وثباتاً على مواصلة السير على خط الشهداء وعلى طريق القدس حتى تحقيق النصر القريب بإذن الله.. مؤكدا في هذا السياق على وقوف اليمن الكامل إلى جانب لبنان وشعبه في معركة الدفاع عن نفسه ومساندة غزة.
فيما يلي نص الخطاب:
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأرضَ اللهم عن أصحابه المنتجبين وبعد:
بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 من أكتوبر المجيدة، أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لشعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج، كما أتقدم بخالص التهاني للسيّد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وأخص بالتهنئة الرجال الأبطال في ثغور الوطن وجباله وسهوله وبحاره؛ أبطال القوات المسلحة والأمن البواسل، وكل الأحرار والشرفاء في الساحة الوطنية.
أيها الإخوة والأخوات:
إننا في هذه الذكرى الخالدة على ميعاد سنوي يذكِّرنا بعظمة وبسالة شعبنا اليمني العزيز، الذي واجه أكبر إمبراطورية على وجه الأرض في ذلك الحين (الاحتلال البريطاني)، وهو في أشد ظروفه قسوة وصعوبة، وصنع اليمنيون -في ثورة أكتوبر- دروس العزة والكرامة والشجاعة والحرية حتى اندحر المحتل من أرضنا، وإلى غير رجعة.
لقد صنع اليمنيون بثورتهم – في 14 أكتوبر- ملحمة وطنية خالدة، أكدوا فيها من جديد أن هذا الشعب مدرسة في طرد الغزاة وكسر الإمبراطوريات الاستعمارية، وأن اليمن كانت وستظل مقبرة للغزاة على مر التاريخ.
وكما كان أجدادنا العظماء في مواجهة الاحتلال البريطاني – في ثورة 14 أكتوبر- ها نحن اليوم في هذا الجيل، وبعد ستين عاماً من نضالاتهم، نعيد الكرَّة في التصدي للغزاة، وهو ما يؤكد أن قيم أباة الضيم ومقاومة البغي يتوارثها اليمنيون كابراً عن كابر، وجيلاً بعد جيل، وما بطولات شعبنا اليمني اليوم في مواجهة تحالف العدوان بزعامة أمريكا على مدى عشر سنوات والتصدي لهذه الحرب الظالمة، وإفشال مشروعه الاستعماري، إلا تأكيد للعالم أجمع أن اليمنيين قد اتخذوا قراراً لا رجعة فيه؛ ألا وصاية ولا احتلال لأرضهم مهما كلفهم الثمن، مستمرين -بعون الله في هذا النهج حتى تحرير آخر شبر من الأراضي اليمنية.
وكما استخدم غزاة الأمس – في مطلع القرن العشرين- سياسة نشر الفتن وفرِّق تسد، واستخدام المرتزقة والعملاء، الذين خانوا وطنهم لتسهيل سيطرته، وتعزيز سطوته على هذه الأرض، فها هم غزاة اليوم يمارسون ذات السياسة، ويمارسون كل الحيل، والمكائد لفت عضد هذا الشعب وتمزيقه، وقد تمكنوا -مع الأسف الشديد- في تأجير جيش من المرتزقة من أبناء هذا البلد ليكونوا مطايا له وعوناً في استلاب حرية شعبهم، ونهب ثرواتهم، ومن لم يستفد من هذه الدروس فالتاريخ يعيد نفسه، وما مصير مرتزقة اليوم بمختلف عن مصير مرتزقة الأمس.
ومن هنا ندرك أن التاريخ لن يرحم من يقف في صف الغزاة، وأن المجد كل المجد والنصر والإباء لكل الأحرار والشرفاء المواجهين للغزاة مهما بلغ المصاب، وعظمت التضحيات، إلا أن جائزة الاستقلال ونعمة الحرية تستحق منا كل ما قدمنا.
أيها الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:
وأنتم تحتفلون اليوم بذكرى ثورتكم في وجه المحتل البريطاني، فإننا على يقين أن استقلال الشعوب ومواجهة الاحتلال في كل أنحاء العالم هما ضرورة إنسانية وحق لا جدال فيه، ومن هذا المنطلق فإن معركة “طوفان الأقصى”، التي انطلقت في 7 من أكتوبر ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاصب هي عمل مشروع جدير بكل الدعم والإسناد، وكل أمل أن تفضي شرارة أكتوبر الفلسطيني إلى التحرير الكامل كما أفضت شرارة أكتوبر اليمني إلى طرد المحتل البريطاني، وتحرير اليمن من دنس الاحتلال.
ونذكِّر -في هذه المناسبة الغالية- بدور حكومة الاستقلال في عدن إبان ثورة 14 من أكتوبر في مناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، التي خلدها التاريخ في صفحة بيضاء ناصعة، ومن هذه المواقف -على سبيل المثال لا الحصر- فتح معسكرات التدريب للمقاومة الفلسطينية في مدينة عدن الباسلة، وتقديم كل أشكال الدعم اللوجستي للمقاومة في مراحلها الأولى، واحتضنت عدن أول مكتب مختص لمقاطعة العدو الإسرائيلي.
إن قلوب وسلاح وأموال اليمنيين جميعاً من عدن إلى صعدة، ومن المهرة إلى الحديدة، ماضياً وحاضراً، كانت دائماً إلى جانب فلسطين وشعب فلسطين، ولم تتأخر يوماً في بذل الغالي والنفيس دعماً وإسناداً لهذه القضية المركزية التي تتمحور حولها كل قضايا أمتنا جمعاء.
ومن هذا المنطلق، يقف شعبنا اليمني اليوم موقفاً راسخاً وثابتاً في دعم الشعب الفلسطيني في معركته الوجودية للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدره بوعد بريطاني، ودعم أمريكي، منذ ثمانية عقود، بكل ما يستطيع من إمكانيات.
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، إن الخطر اليوم محدق بنا، والمؤامرة كبيرة، ولا تقتصر على فلسطين وحدها، أو لبنان أو سوريا أو مصر أو الأردن أو السعودية، وإنما تستهدف المنطقة كلها، وإن تصريحات المجرم نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط -بكل وضوح ووقاحة- هي جرس إنذار يجب أن يستوعبه العرب جميعاً، وفي زمن كشف الحقائق بدأت تتوالى التصريحات والإشارات من مسؤولين يهود وحاخامات، وتُطبع خرائط وتُنشر صور تبرهن عن خطورة التوجّه العدائي الجمعي للعدو الإسرائيلي ضد المنطقة كلها، ولا مصلحة لأحد في الحياد، ناهيك عن التطبيع، وإذا لم نتكاتف اليوم في وجه هذا العدو المجرم، وما يرتكبه من مجازر بشعة وغير مسبوقة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، فسيأتي الدور على الجميع؛ وحداً تلو الآخر.
وإن مبادئ الإسلام وبديهيات المنطق، وأبجديات السياسة، تقتضي أن من مصلحة الأمة العربية والإسلامية كافة دحر الاحتلال وإفشال مخططاته، ودعم حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وكل الأقطار العربية، قبل أن يتفشى هذا المرض في جسد المنطقة.
إن المسؤولية اليوم علينا مضاعفة، ونحن نرى أهل الباطل -بزعامة أمريكا ودول الغرب- لا يتوقفون عن إرسال دعمهم العسكري للعدو الإسرائيلي المجرم، وإسناد إجرامه وظلمه بكل ما يحتاج إليه، وبما يتعارض مع كل القوانين الدولية، في حين يبخل البعض عن دعم المظلومين، وأصحاب الحق والقضية العادلة حتى بالكلمة والموقف، وهو أضعف الإيمان، بل إن المسؤولية الإسلامية والواجب الشرعي، وروابط العروبة تحتم علينا جميعاً تقديم الدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني بالمال والسلاح والكلمة والموقف، وهم في موقف الدفاع عن النفس، ودفع اعتداءات هذا العدو المجرم.
وفي الختام نؤكد على ما يلي:
أولاً: إن اليمن حكومة وشعباً مستمرة في معركة التحرر والاستقلال حتى دحر الغزاة من كامل اليمن، وأجدد النصح للمتورطين في خيانة ثورة 14 أكتوبر ومبادئها -من المنحازين إلى صف المحتل- بالعودة إلى جادة الصواب، وتدارك حالة الخزي والعار التي ستلحق بهم طوال الدهر إذا بقوا في موقع الخيانة لبلدهم لصالح عدو خارجي.
ثانياً: نجدد التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي والمتصاعد في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني بكل أشكال الدعم المتاحة: عسكرية وسياسية وإعلامية وشعبية، حتى تحقيق الانتصار، وإنهاء العدوان والحصار على غزة العزة.
ثالثاً: ندين العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل على لبنان، والجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق أبناء الشعب اللبناني، وفي الوقت ذاته نقف إجلالاً وإكباراً أمام البطولات الأسطورية التي يسطرها مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، الذين يلقنون العدو دروساً غير مسبوقة في الصمود والثبات، والأداء القتالي العالي، الذي فاجأ العدو، وأثبت مجدداً أن استشهاد القادة لا يعني انتهاء المعركة، بل إن دماءهم كانت الوقود التي اصطلى الصهاينة بنارها، وزادتهم تصميماً وتفانياً وثباتاً على مواصلة السير على خط الشهداء، وعلى طريق القدس حتى تحقيق النصر القريب -بإذن الله.
وفي هذا السياق، نؤكد على وقوف اليمن الكامل إلى جانب لبنان وشعبه في معركة الدفاع عن نفسه ومساندة غزة.
رابعاً: ندعو النظام السعودي إلى اتخاذ الخطوات الشجاعة والصحيحة لإنهاء العدوان، ورفع الحصار بشكل كامل، وتنفيذ الاستحقاقات الإنسانية، وعدم الانصياع للضغوط الأمريكية لتعقيد المشهد، وإطالة أمد العدوان، لأن ذلك لا يصب في صالح المنطقة، ولا يخدم السلام، وإنما يصب في مصالح الأمريكان على حساب مصالح بلدينا وشعبينا، ومصالح أمتنا.