عدوُّنا الأخطر وركائزُه.. أين الشعوب؟
عدوُّنا الأخطر وركائزُه.. أين الشعوب؟
يمني برس- بقلم- عبدالكريم الوشلي
رغم التكتم الشديد المعروف لقادة كيان العدو الصهيوني على خسائر جيشهم الجزار القاتل في غزة والضفة وجنوب لبنان وما يلقاه من بأس المقاومين في هذه الجبهات وبقية جبهات الدعم والإسناد في محور القدس والجهاد والمقاومة الإقليمي.. إلا أن ثمة ما يكفي من الشواهد والمصاديق العينية الناطقة بالحجم ثقيل الوطأة لورطة الكيان وفداحة مخاسرة الناتجة عن عدوانه وجرائمه ومجازره المتواصلة في غزة والجنوب اللبناني المجاهد المقاوم وغيرها من مناطق توغله وعدوانه، ومن بين هذه الشواهد آلافُ المشاهد المصورة التي تخطت حاجز الرقابة العسكرية الإسرائيلية وأوصلت الحقيقة إلى العالم..
وهكذا يرى هذا العالم بكله قاصيه ودانيه إلى أي مدى يكذب العدو المجرم ويضلل ويدلس، سواء في ما يتصل بجرائمه ومجازره بحق المدنيين أو في ما يتعلق بخسائره البشرية والمادية التي يتجرع غصصها على يد أبطال الجهاد والمقاومة في شتى جبهاتها وساحات وميادين عملياتها الضاربة للعدو السادي السفاح وداعميه في كل مفصل وفي كل مجال..
وتتضح في كل ذلك عظمة وفاعلية المنطلَق للفعل المجاهد المقاوم والمدافع عن الدين والأرض والعرض وعن أقدس القيم وأحق الحقوق الإنسانية الطبيعية في وجه هذا الإجرام والتغول والطغيان الصهيوني الأمريكي المتمادي.
هذا المنطلق أو السلاح الأقوى والفعال هو الذي نجد مفتاح شفرته الدلالية في قول رمز المقاومة وسيد شهدائها الشهيد السيد حسن نصر الله: «نحن نقاتل بالإيمان قبل البندقية وبالله قبل عباد الله» وقولِه الخالد أيضا: «نحن لانُهزم.. حينما ننال من عدونا ننتصر، وحينما نَستشهد ننتصر».
وعلى ذلك وفي ضوء هذا الكلام القيادي الحكيم، لا بأس أبدا في أن تفقد المقاومة المُحقة من عتادها أو من عديدها وقادتها مهما كان حجم الفقد، فمسألة التضحية والعطاء بما فيه عطاء الروح والشهادة هو من بديهيات الصراع، ولا يغير شيئا في حقيقة أن زمام المبادرة والنصر هو بيد هذه المقاومة المجاهدة الثابتة على عهدها مع الله، وأن العدو هو الخاسر والمهزوم رغم مجازره وفظاعاته وتفوقه المادي والتسليحي والسخاء المطلق لكافله وموظِّفه وحاضنه الغربي وعلى وجه الخصوص الأمريكي، حيث تتحدث الأرقام إجمالا عن أكثر من ٥٠٠ طائرة نقل أمريكية و٢٥٠ سفينة نقلت أسلحة ومعدات أمريكية لكيان العدو خلال هذا العام من عدوانه النازي الدموي المتواصل على غزة ولبنان.
وهو عدوان يُخفي من أهدافه الخبيثة الخطيرة المهدِّدة لكل أُمتنا، بل للعالم بأكمله أكثرَ مما يطفو على السطح.
ويكفي كاشفاً لذلك أن نقرأ ما وراء ما تفوه به مؤخرا السفاحُ المأفون سموترتش (وزير مالية العدو) في تصريحات علنية من أن الإسلام هو -في زعمه العنصري الأفاك الحاقد- «حالة احتلالية» في هذه المنطقة وأنهم يسعون إلى تصفية هذه «الحالة» و»تحرير» هذه المنطقة وشعوبها من «الاحتلال» الإسلامي!! وهذا له بالغ الأهمية في كشف حقائق أهداف العدو الصهيوني الأمريكي المركَّب، ويضع الكُرة في ملعب الشعوب المحكومة بأنظمة الخيانة و»التطبيع» ويعيِّن عليها التيقظَ من سباتها والوقوف في وجه هذه الأنظمة التي خدَّمت نفسها وثروات وإمكانات هذه الشعوب لصالح العدو الساعي إلى اجتثاث دينها وهويتها، بل وجودها برمته من جذوره.