الإمارات تضع خطة للكيان الصهيوني ضمن ما يسمى “غزة ما بعد الحرب”
يمني برس – متابعات :
بينما يجد الكيان الصهيوني نفسه منبوذا إقليميا ودوليا على خلفية ما يرتكبه من مجازر في فلسطين ولبنان، اتجهت الإمارات للتحالف مع الكيان في إعداد ما يسمى “خطة غزة لما بعد الحرب” بهدف تكريس فرض الرؤية الصهيونية.
وكشف مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يدرس خطة لما بعد الحرب في غزة تعتمد على أفكار طورتها “إسرائيل” والإمارات ومن المقرر تقديمها بعد الانتخابات الرئاسية، وفق ما أورد موقع Axios الأمريكي.
وذكر الموقع أن العديد من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية قلقون من أن الخطة قد تؤدي إلى تهميش رئيس ما يسمى السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومته، وهو ما تدفعه “إسرائيل والإمارات “نحوه في الأمد القريب.
لكن مع عدم وجود اتفاق في الأفق لتبادل الأسرى وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة “اليوم التالي” يمكن أن يكون جزءًا إيجابيًا محتملاً من إرث إدارة بايدن المحيط بالصراع.
وتحدث موقع Axios إلى اثني عشر مسؤولاً أميركياً وصهيونيا وفلسطينياً وإماراتياً مطلعين على هذه القضية من أجل هذه القصة.
ويقول مسؤولون أميركيون إن البعض في وزارة الخارجية، بما في ذلك بلينكن، يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لا يبدو ممكنا قبل نهاية إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة “الإسرائيلية الإماراتية” هي “خطة بديلة” محتملة يمكن أن تبدأ في رسم مسار للخروج من الحرب.
لكن مسؤولين آخرين داخل وزارة الخارجية الامريكية يقولون إن هذه الفكرة غير حكيمة ولا تخدم إلا مصالح رئيس حكومة الكيان الصهيوني، من المؤكد أن الفلسطينيين سوف يرفضونها وسوف تفشل.
وقال مسؤولون أمريكيون إن ” إدارة بايدن وإسرائيل والإمارات تناقش منذ أشهر أفكارًا مختلفة بشأن خطط محتملة”، وأضافوا بأن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير شارك أيضا في المناقشات وطرح بعض الأفكار الأصلية للخطة.
في يوليو/تموز الماضي، التقى مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك ومستشار وزارة الخارجية توم سوليفان في أبو ظبي مع ما يسمى ” وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي” رون ديرمر، وهو مقرب من “نتنياهو” مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لمناقشة هذه القضية.
وفي اليوم السابق لهذا الاجتماع، قدم الإماراتيون مقترحهم في مقال رأي كتبته المبعوثة الخاصة لـ”أبوظبي اليوم” لانا نسيبة، وتضمنت الخطة نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة مهمتها تقديم المساعدات الإنسانية، وفرض ما اسموه “القانون والنظام، وإرساء أسس الحكم الرشيد”.
واقترح الإماراتيون إرسال جنود إلى غزة ضمن قوة دولية لكنهم اشترطوا أن تتلقى دعوة رسمية من ما يسمى “السلطة الفلسطينية” بعد أن تخضع “لإصلاحات ذات معنى ويقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالسلطة والاستقلال”.
وفي الممارسة العملية، أراد الإماراتيون تهميش محمود عباس، الذي يقولون إنه فاسد وغير قادر على أداء مهامه، وتجريده من أي سلطة تنفيذية، كما أرادوا استبدال رئيس “الوزراء الفلسطيني” الحالي محمد مصطفى، الذي يعتبرونه مواليا لعباس.
وكان أحد المبادئ في الخطة الإماراتية هو أنها ستعتمد على ما يسمى “اتفاق القادة السياسيين على رؤية حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأشاد مسؤولون لدى حكومة الكيان الصهيوني بالخطة الإماراتية، لكنه يعارض الجوانب الأكثر سياسية، وخاصة مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين.
وقال المسؤولون إن “المناقشات حول الخطة الإسرائيلية الإماراتية حظيت بدفعة متجددة في الأسابيع الأخيرة”، وفي نهاية سبتمبر الماضي التقى “ديرمر وأبز” بشكل منفصل مع بلينكن، المسؤول عن هذه القضية داخل إدارة بايدن، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكدوا أن ” أبو ظبي وديرمر طلبا من بلينكن مساعدتهما في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل والإمارات فيما يتعلق بالخطة ثم التصديق عليها – أو حتى تحويلها إلى خطة أمريكية سيتم تقديمها بعد انتخابات نوفمبر”.
وذكروا أن الفجوة المتبقية تتعلق بفكرة جديدة من الإماراتيين مفادها أن الخطة تشمل إعادة ما يسمى ” فتح القنصلية الأميركية” في القدس كلفتة للفلسطينيين وطريقة لإظهار أن واشنطن تستثمر في الخطة وتقود العملية.
وبينوا أن مسؤولين في حكومة الاحتلال الصهيوني عارضوا هذه الفكرة في الوقت الراهن، بالإضافة إلى معارضتهم ما يسمى “حل الدولتين”.
وافادوا أن الفجوة الرئيسية بين إسرائيل والإمارات تتعلق بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية التابعة لعباس، وإن “الإمارات تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة عملية الانتقال في غزة”، مع أن الأمريكي والصهيوني لم يفكرا في أي دور محتمل لعباس إلا على المدى الطويل.
وذكر مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأميركية إنه إذا قدم بلينكن خطة، فإنها ستتضمن أفكار “إسرائيل والإمارات” بالإضافة إلى أفكار الولايات المتحدة بهدف الحصول على إجماع أوسع في المنطقة على الخطة”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية “لن ندعم خطة اليوم التالي دون أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في غزة. وما زال النقاش جاريا حول شكل هذا الدور”.
المصدر: ”إمارات ليكس”.