جهادُ دماج.. ودفاع كيري..!
محسن علي الجمال
حينما يُتخَذُ الدينُ مطيةً وشماعةً لتمرير مشاريع تضرِبَ الأُمَّــةَ في خاصرتِها فتلك مصيبةٌ.. وعندما يوظَّفُ الدين أَيْضاً حسب الأهواء السياسية والمصالح الذاتية والتطويع السياسي تكون الأُمَّــة صيداً سهلاً..
وهذا ما ابتليت به الأُمَّــةُ منذ نشأة الفكر الوهابي وعمت به دولة ال سعود دول المنطقة والذي به كشفت الأحداث في سوريا والعراق والـيَـمَـن بأن الوهابية والفكر التكفيري الذي تخرج منه جلاوزة البشر متمثلة في القاعدة وداعش شأنهم جَميعاً في جبهة واحدة مع الأمريكيين والإسْرائيْليين..
لذا فالعدوُّ يراهن على إفساد النفسيات أكثر من رهانه على كُلّ هذه الترسانات من الأسلحة المتنوعة التي يضرِبُ بها الشعبَ الـيَـمَـني وكشف الوجهَ القبيحَ لآل سعود على مرأى ومسمع العالم بأن الأسرة الحاكمة المتوحشة “آل سعود” جنباً إلَـى جنبٍ وكتفاً إلَـى كتف مع إسْرائيْل وأمريكا.
فاللهُ سبحانه وتعالى لن يترك الأُمَّــة كلها لأمريكا وإسْرائيْل أَن تلعب فيها كيفما تشاء وتريد وعلى مر التأريخ ومنذ العصور السابقة أَن رضيت الأُمَّــة وقبلت بأعلام الهدى لرفعة شأنها وعزتها ومجدها ما لم فالبديل فراعنة والفراعين كثيرون ومتواجدون حتى قيام الساعة.
لذا فقد عمد النظام السعودي إلَـى إنشاء الفكر الوهابي وأطلق له عدة أسماء وتحرج على أيديهم نماذج اسلامية شوّهت الدين وحرفته حسب ما هو مخطط لها.
وهنا عندما نستحضر الحرب التي قامت في دماج وكانت الأُمُورُ ملتبسةً على أغلبية الناس خصوصاً وأنها قامت بعد 6 حروب شرسة خاضها النظام المتفرعن وحصد فيها مئاتِ الرؤس وعمد على تكتيم اعلامي كبير اختصر على نافذة معينة وامتهن حينها الكذبَ تحت عدة عناوينَ خدع بها الكثيرين وغرَّر بها على عامة الشعب بأن الجيشَ حينها يقاتلون من أسموهم بـ”الرافضة والمجوس ” وسال في تلك الحروب التي شاركت فيها إسْرائيْل وأمريكا منذ الوهلة الأولى الدم الـيَـمَـني بكثرة.
ليتضح اليوم أَن الحربَ الدائرةَ على الـيَـمَـن من قبل سفهاء الأُمَّــة وأنذالها بان المطبخ الاعلامي الذي استخدم للحرب على صعدة ومسحها و وُظّف لمخادعة الشعب وغيّب عنه الحقائق لاجهاض ووأد المسيرة القرآنية هو نفسه المطبخ الإعلامي السعودي الخليجي الأمريكي الإسْرائيْلي القذر الذي يوظّف اليوم للعالم بأسره بأن الحرب في الـيَـمَـن هو نفس تلك العناوين التي قُتل بها أهل صعدة بأنهم روافض ومجوس.. وهذا ما أكده بالمفتوح “جون كيري” أَن الحرب في الـيَـمَـن تقوده أمريكا وبريطانيا ليس عما يروّج له النظام السعودي ويتقوّله تارةً لإعَادَة ما يسمى بالشرعية المزعومة وأُخْــرَى محاربة المد الرافضي المجوس الإيراني.
وما كان لحرب دمَّاج أَن تقوم إلَّا انني أعتبرها من وجهة نظري الشخصية بأنها تهيئة إلهية أدركناها في هذا الظرف الحرج الذي يمر بهِ وطننا الحبيب بأن ما كانوا يتوافدون من الأَجَــانب إلَـى معهد دماج ليس من أجل ما يسمى “تلقي العلوم الشرعية” إنما كان المعد والمخطط له هو تحويل دماج إلَـى قاعدة عسكرية كبيرة خصوصاً وأن أحد من تم طردهم من الأَجَــانب وصل إلَـى أمريكا فحلق ذقنَه وصرّح بأنه كان يعمل ضمن أجندة استخباراتية في المنطقة.
بينما الذين لم يخرجوا من الـيَـمَـن هم من توجّهوا إلَـى محافظة تعز وحوّلوها اليوم من الحالمة إلَـى الظالمة تحت عناوينَ “المقاولة”.
لكن إذا ما نظرنا إلَـى الحقيقة نجد أَن الخندق الذي يتمترَس فيه الفكر الوهابي واحد، اذ اننا كنا نشاهد إبان الحرب التي أقيمت بدماج كان الإخوة في من يسمون انفسهم بأهل السنة والجماعة وهم من ينتسبون إلَـى هذا الفكر قد تركوا جوامعهم ومساجدهم في وقتها وجيشوا الناس للقتال في دماج تحت نفس تلك العناوين بعد حملة دعائية دينية ومحاضراتهم التي كانت لا تقتصر بعد كُلّ فرض واستخدامهم للآيات القرآنية والاحاديث النبوية لحث الناس والدفع بهم للقتال هناك وانتهت القضية بانتصار الحق على الباطل.
عموماً عندما انتهت الحرب في دماج رجع الإخوة أهل السنة والجماعة إلَـى مساجدهم التي بنتها السعودية لممارسة طقوسهم الدينية المتمثلة في الإسلام الشكلي.. وحين حلت هذه الحرب الشعواء بوحشيتها وهمجيتها وفظاعتها وجرمها والتي أكلت الأخضر واليابس في الـيَـمَـن واستشهد فيها الآلاف من النساء والاطفال بدون ذنب وأعلن المسؤولون الأمريكيون والإسْرائيْليون والبريطانيون أَن لهم اليد الطولى في هذه الحرب لم نرَ ذلك التجييش والحشد للقتال والدفاع عن العرض والدين والوطن من قبل الإخوة أهل السنة الذي لم يستثن العدوان أحداً.. رغم أَن إخوتنا وأهلينا في دماج اليوم يقتلون بطائرات العدوان ولم نجد منهم حتى ادانة او استنكار في خطبهم للجمع او محاضراتهم او حتى على مستوى الدعاء.
واكتفو بمقولة “هذه فتنة وكثرة ذنوب الخلق” بينما الآيات والأحاديث الذي كانوا يصرخون بها من على منابرهم تم دفنها في التراب لاستخدامها متى ما تهيئت لهم الاجواء من جديد و”حيث ما غلّست باتت”، والدماء لها الله، حيث وان جون كيري قد قام بالمهمة.. فرفعت الاقلام وجفت الصحف.