الجبهة اليمنية.. تأثيرات وتحديات للكيان
الجبهة اليمنية.. تأثيرات وتحديات للكيان
يمني برس- تقرير- صفاء عز الدين*
لم تكن قضية فلسطين طارئة على محددات السياسة الداخلية والخارجية في اليمن، ولا على مواقف شعبها المبدأية في التعاطي مع القضية الفلسطينية على اعتبار أنها القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، بل هي موروث أصيل في ثقافة الشعب اليمني.
انخرط اليمن في الصراع العربي الإسرائيلي بشكل مباشر عام (1948) إلى جانب الدول العربية آنذاك، ووقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومة، كما استقبل عناصر المقاومة بعد مغادرتهم بيروت في اعقاب اجتياح عام (1982).
بعد الظروف الدولية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، ودخول البلاد بفترة من الصراعات، بالإضافة إلى افرازات ما تسمى الحرب على الارهاب في مرحلة ما بعد عام (2001)، والأحداث التي جرت على المنطقة بعد العام (2010)، ظن الجميع أن روح التحرير قد خبت في نفوس اليمنيين تجاه القضية الفلسطينية، غير أن العكس هو ما حصل.
تحولت القضية الفلسطينية في مرحلة ما بعد ثورة 12 سبتمبر عام 2014، إلى سياسة رسمية للدولة، وبات دعم المقاومة الفلسطينية احدى البنود المبدأية الحاكمة في صنعاء، ولم تقضي عليها أو تؤثر في وهجها، سنوات العدوان على البلاد الثمانية من قبل التحالف السعودي – الأمريكي، والتي استطاعت صنعاء بعدها فرض توازنات جديدة في الشرق الأوسط، ذات الأهمية الإستراتيجية، وفي المنطقة الأهم فيها ألا وهي باب المندب.
دولة تحمل القضية الفلسطينية على سنام سياستها، على مضيق الباب المندب ومطلة على البحر الأحمر، (الممر التجاري الأهم في العالم لعبور السفن من الصين إلى اوروبا عبر قناة السويس)، شكل كابوسا لدى الإدارة الأمريكية، التي ما فتئت تحاول التأثير على التقليل من تداعيات ذلك على قلعتها العسكرية في الشرق الاوسط ألا وهي “اسرائيل”، عبر جواسيسها الذين تكشف عنهم السلطات الأمنية اليمنية، والتي بالمناسبة، تنشر العديد من التقارير عن الدور الأمريكي الأمني منذ عشرات السنوات، في تحييد الشعب اليمني عن قضية فلسطين.
عمليات جبهة الاسناد اليمنية
فشلت الولايات المتحدة في مساعيها تلك، وانطلق اليمن ليأخذ موقعه الطبيعي والتاريخي والإسلامي في الصراع مع الكيان الإسرائيلي، وهذا ما شهدت له مجريات معركة “طوفان الأقصى”. فمنذ اليوم الأول ومن دون اعتبار لأي تداعيات قد تنجم عن ذلك، انحاز اليمن بشكل مطلق للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في غزة، بالموقف والسلاح، والحشد الجماهيري المليوني.
باتت جبهة إسناد غزة في اليمن تشكل خطرا على الكيان الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو، فقامت القوات اليمنية في البحر الاحمر بمنع وصول الإمدادات للاحتلال، وأغلقت البحر بوجه جيش الاحتلال وداعميه، ليجد الغرب أن البحر قد تحول الى مركز عمليات يمنية.
وكنلك فإن ايلات والمدن المحتلة كانت ايضا هدفا مشروعا للقوات المسلحة اليمنية، صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تضرب بشكل اعتيادي اهداف العدو.. كل هذا وبوارج امريكا وبريطانيا عاجزة عن الحماية، بالإضافة إلى عدد من دول المنطقة التي تحاول حماية الكيان الإسرائيلي من الصواريخ اليمنية.
القوات المسلحة اليمنية نفذت خلال معركة اسناد غزة أكثر من (230) عملية، منها (50) عملية مباشرة ضد كيان الاحتلال واسقاط عدد من الطائرات الأمريكية، فيما وصل عدد السفن المستهدفة الى (193)، كما تجاوز عدد الصورايخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة المستخدمة عتبة الـ (1000).
كما اسقطت القوات المسلحة اليمنية (11 طائرة مسيَّرة مسلحة أمريكية) من نوع “MQ9″، خلال معركة الاسناد.
ومن أبرز العمليات النوعية التي استهدفت العمق الإسرائيلي، استهداف منطقة قربية من السفارة الأمريكية في “تل أبيب” بطائرة مسيرة أطلق عليها أسم “يافا” متجاوزة مسافة 2000 كلم، وهي محلية الصنع ومزودة بانظمة حديثة للتشويش والتسلل. إضافة إلى العملية النوعية التي هزت الكيان وهي استخدام صاروخ جديد بالستي ” فرط صوتي”، حيث استهدف مدينة “تل أبيب” أيضاً.
ولا تزال القوات اليمنية تحتجز سفينة اسرائيلية “غالاكسي لايدر” وطاقمها، وتؤكد صنعاء أن الافراج عن السفينة والطاقم مرتبط بمفاوضات تبادل الأسرى في غزة.
مرت جبهة إسناد اليمن لغزة، بخمس مراحل تصعيد، بدأت الأولى باستهداف السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وفي المرحلة الثانية من التصعيد، دخلت السفن الأمريكية والبريطانية ضمن بنك الأهداف عقب قيام الجيش الأمريكي والبريطاني بشن ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن منذ 12 يناير/كانون الثاني.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية بدء المرحلة الثالثة من التصعيد من خلال استهداف سفن العدو في المحيط الهندي. من أبرز العمليات العسكرية الكبيرة في هذه المرحلة ما يلي:
استهداف المدمرةَ الأمريكيةَ “ميسون” في البحرِ الأحمرِ. / 6 عمليات عسكرية على 6 سفن في البحر الأبيض المتوسط والبحرين الأحمر والعربي بعدد من الصواريخ المجنحة / استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ المجنحة وتعرضها للإصابة / استهداف المدمرة البريطانية(دايموند) في البحر الأحمر / إصابة السفينة (توتور) في البحر الأحمر، ما أدى إلى اغراقها.
وفي مايو/أيار، تم الإعلان عن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد من خلال توسيع منطقة عملية الاستهداف لتشمل البحر الأبيض المتوسط واستهداف السفن التي سبق لشركاتها الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وشهدت المرحلة الرابعة من التصعيد استهداف السفن الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية، حيث تعرض بعضها للغرق، والبعض الآخر لأضرار بليغة، وكان من نتائجها إحكام الحصار على العدو الإسرائيلي، وإعلان ميناء “أم الرشراش” جنوب فلسطين المحتلة الإفلاس بشكل كامل.
وفي يوليو/تموز، دشنت القوات اليمنية المرحلة الخامسة من التصعيد باستهداف مدينة «يافا» تل أبيب بطائرة مسيرة في 19 يونيو/حزيران، ومن ثم بصاروخ فرط صوتي اخترق كافة منظومات الدفاع الإسرائيلية في 15 سبتمبر/ أيلول؛ وهو ما شكل منعطفًا مهمًا في دور جبهة إسناد اليمن لغزة وفلسطين.
الخسائر التي مني بها الكيان من جراء جبهة الإسناد اليمنية
يتكبد الكيان الإسرائيلي خسائر عديدة جراء جبهة الاسناد اليمنية. بالإضافة إلى الخسائر التي مني بها على صعيد نظرية الأمن الصهيونية، انخفضت ايرادات كيان الاحتلال بنسبة تصل إلى (80%) جراء إغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلي والشركات المرتبطة بالكيان، فيما بلغت خسائر الواردات (80 مليار $)، وانخفضت الإمدادات الغذائية بنسبة (60%) التي تصل الكيان عبر البحر الأحمر. كما فقدت “إسرائيل” علاقتها التجارية مع 14 دولة، وارتفعت السلع في الاسواق بنسبة (50%).
وتراجعت الصادرات الاسرائيلية التي كانت تمر عبر باب المندب والبحر الأحمر (15 مليار$)، كما انخفضت الاستثمارات الخارجية (20 مليار $)، أي ما نسبته (70%).
كما تكبد الاحتلال خسائر بسبب إغلاق ميناء إيلات بفعل العمليات اليمنية، حيث تراجعت حركة الملاحة فيه بنسبة (95%)، وبلغت الخسائر في الميناء (14 مليون $).
وبلغت خسائر الكيان الإسرائيلي في النقل والتأمين البحري واللوجستي، (4 مليار $) شهرياً جراء الإسناد اليمني لغزة، أي تكلفة (10 ملايين $ يومياً) وارتفاع تأمين السفن بنسبة (250%)، وارتفاع أسهم قطاع شركات الشحن البحري بنحو (22 مليار$).
هذا، وتسبّبت العمليات اليمنية بتغيير مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، إلى زيادة المسافة البحرية إلى (13 ألف كلم)، وإلى ارتفاع تكاليف التأمين (50 ألف $) للحاوية الواحدة، وارتفاع تكاليف النقل للرحلة الواحدة إلى (مليون $)، وارتفاع سعر نقل الحاوية إلى (400 $)، ورسوم إضافية بمقدار (700 $) للحاوية الواحدة، وارتفاع تأمين بدل مخاطر بمقدار (800 $) للحاوية الواحدة.
الموقف السياسي والشعبي في اليمن من جبهة الاسناد
يؤكد اليمنيون باستمرار منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، وحتى في مراحل سابقة، انتمائهم إلى محور المقاومة والجهاد ضد العدو الإسرائيلي، وتأييد القضية الفلسطينية، الجامعة لكل أبناء الأمة الإسلامية.
ومن هذا المنطلق، ياتي الموقف السياسي اليمني، المتطابق قلباً وروحاً مع المطالب الشعبية، بدعم وإسناد فلسطين بكلّ الوسائل المتاحة، على اعتبار انه واجب ديني وانساني.
وتعكس التظاهرات المليونية التي تخرج كل أسبوع في صنعاء والمحافظات اليمنية، مدى تمسك الشعب اليمني ومن خلفه القيادة في صنعاء، بدعم واسناد القوات المسلحة بمختلف مكوناتها (البرية والبحرية والجوية)، في معركة الجهاد المقدس، ضد العدو الإسرائيلي.
وفي إشارة لمدى التأييد الرسمي للتظاهرات الشعبية في اليمن، على عكس دول المنطقة، أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن “الشعب اليمني العزيز يخرج في كل أسبوع على مدى هذه الأشهر، خروجا مليونيا لا مثيل له، ولا سابقة لذلك في أي شعب وأضاف أن “الشعب اليمني نال شرف العزة والخلاص من المواقف المذلة والمهينة، ولذلك هو مستمر في انطلاقته الجهادية”.
الموقع والتاثير على السياسة الدولية
يتميز اليمن بموقع جغرافي يجعله محط انظار العديد من الدول، وخاصة الدول الغربية، فموقعه في جنوب غرب آسيا بين سلطنة عمان والمملكة السعودية، واشرافه على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي عن طريق خليج عدن، وتمتد الجبهة البحرية لليمن على مسافة قدرها (2500 كم).
موقع اليمن، أكسبه مجموعة من الخصائص والصفات ذات الأهمية الجيوبوليتيكية لها، وهذا ما ميزه بنقاط قوة، تجعل منه لاعباً إقليمياً وحتى دولياً، نظراً لتأثيراته على حركة التجارة الدولية. ومن الخصائص الجغرافية أيضاً (امتلاك عدد من السواحل والموانئ، تنوع التضاريس والمناخ، عمق استراتيجي لدول الخليج طول الشريط الساحلي، طبيعة الحدود البرية، الجغرافيا الوعرة.. ).
وانقلب المشهد الملاحي الدولي على ضوء معركة الاسناد التي أعلنت عنها القيادة اليمنية، ضد السفن الاسرائيلية والمرتبطة بالعدو الاسرائيلي، دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
حاولت الولايات المتحدة الاميركية إعطاء حالة من التحجيم للعمليات اليمنية كجبهة إسناد، هادفة بذلك الضغط على المجتمع الدولي لاصدار القرار الذي يحمل الرقم (2722)، لكي يُعطي لها شـرعية عسكرة المنطقة والسيطرة على واحدٍ من أهم الممرات المائية في العالم، ليعكس هذا رغبةً أمريكيةً وبريطانية للتواجد في باب المندب، ورغبتهما في إضعاف النفوذ الصيني وتهديد تواجده، وعدم السماح بعبور تجارته عبر هذا المضيق، وبالتالي عدم السماح أيضاً لروسيا، ومحاصـرة نفوذها السابق في هذه المنطقة.
وفي ظل المتغيرات الدولية، خصوصاً الحرب في أوكرانيا، والتهديدات والصراع المحموم بين أمريكا والصين، ومع التهديدات والمخاطر الأمريكية على دول البريكس ودول الشرق وعلى إيران ودول رافضة للهيمنة الأمريكية الغربية، يظهر اليمن كلاعب مؤثر استراتيجيا، وله دور كبير في كسر الغطرسة والهيمنة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وأعالي البحار.
الثقافة الحاكمة لعقلية الشعب اليمني
كما كل الدول والشعوب على كوكب الأرض، يمتلك الشعب اليمن ثقافة محبوكة من خيوط التقاليد والدين والعادات القبلية العربية الأصيلة، ما يساعده على تشكيل الاعراف والقيم الاجتماعية، وهوية الامة ذاتها.
وتطغى على الثقافة اليمنية فكرة تعزيز الانتماءات العائلية والقبلية التي تعتبر اساسية بالنسبة للمجتمع هناك، ويتم ذلك من خلال العمل على تعزيز التفاعلات بين مختلف فئاته، ورفع مستوى الشعور القوي بالمسؤولية.
يضم التراب اليمني مئات المواقع الأثرية، التي تحوي على الكثير من موروثات التاريخ القديم، فهو تراث غير اعتيادي يملك من مقومات الثراء المعرفي، ما جعلها من بين أولى أوليات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم الـ”يونيسكو”، من حيث الحشد للتمويل والخبرات الدائمين، لحمايته كمصدر إلهام واستلهام لمختلف الفنون.
ومع كل الظروف التي مر بها اليمن استطاع ان يحافط على العديد من السمات والخصائص الثقافية التى عكست الأهمية التاريخية العريقة لشعب اليمن، ومن هذه الخصائص “فنون العمارة، الغناء وهو على انواع متعددة حسب كل منطقة (عل سبيل المثال الغناء الصنعاني، الحضرمي، العدني.. )، اضافة الى ارتفاع مستوى الأدب حيث مر بأربعة مراحل اساسية (مرحلة الايقاظ الجماهيري والتأثر وهي المرحلة التي سبقت حرب عام 1948م بعدة سنوات، ثم تلتها مرحلة الايقاظ الجماهيري والتأثر، انتقالا الى المرحلة الثالثة عام 1955 -1963 التي وصفت بأنها “مرحلة الثورة وتأكيد الذات”، وصولا الى المرحلة الرابعة التي استمرت الى ما هو عليه اليوم عام 1963 وما بعد، وهذه المرحلة من الناحية الموضوعية يمكن أن نطلق عليها مرحلة التحرر والبناء، ومن الناحية الفنية مرحلة الانفتاح. وفي هذه المرحلة تداخلت كل الأصوات في الساحة الأدبية اليمنية (كلاسيكية – رومانسية – واقعية )، وغير ذلك من أنواع الفن.
إلى كل هذا ساعدت هذه المميزات على استمرار خصائص اليمن، وفي الوقت ذاته، استيعابه للمتغيرات العالمية الحديثة، حيث أنها قد ارتبطت بالبيئة وبنمط وسلوكيات المجتمع المعيشية، وبمعتقداته وثقافته، كما توحدت مع الظروف الجغرافية والفيزيائية والمناخية الموضوعية المتوفرة.
أبرز محطات الحروب التاريخية في اليمن
شهد اليمن عددا من الحروب سواء الداخلية أو ضد عناصر خارجية، لم تتوقف طيلة أكثر من نصف قرن، وفيما يأتي رصد للتسلسل التاريخي لهذه الحروب:
حرب 1963-1967: نشبت تلك الحرب في جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني، عقب اندلاع الثورة في أكتوبر/تشرين الأول 1963، واستمرت في عدد من المحافظات بين الثوار والسلطات البريطانية، وانتهت بالاتفاق على الاستقلال ورحيل الاحتلال البريطاني في نوفمبر/تشرين الثاني 1967.
حرب الشمال والجنوب عام 1972: أدت خلافات بين الحكومتين إلى نشوب مواجهات بين جيشي الشمال والجنوب في بعض المواقع الحدودية، لكن الوساطة العربية تدخلت قبل أن يحرز أي طرف انتصارا على الأرض.
حرب الشمال والجنوب عام 1979: أدت خلافات سياسية بين حكومتي شطري اليمن إلى نشوب مواجهات مسلحة تمكن الجنوب من تحقيق تقدم فيها، واستطاع بإسناد مقاومة شعبية شمالية في المناطق الحدودية من التغلغل في المحافظات الشمالية، لكن الجهود العربية أوقفت الحرب، وأجبرت الطرفين على العودة إلى المفاوضات، وعادت القوات الجنوبية وحلفاؤها إلى الحدود السابقة.
حرب الوحدة والانفصال عام 1994: وقعت تلك الحرب إثر خلافات متواصلة بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ونائبه علي سالم البيض الذي كان يتهم صالح بالاستيلاء على كل مقاليد السلطة والثروة وإقصاء شركائه في الوحدة وهم الجنوبيون، وانتصر فيها صالح وحلفاؤه وبينهم قيادات جنوبية بارزة كان في طليعتها الفار عبد ربه منصور هادي، بينما خسر البيض الحرب وغادر اليمن مع عدد من حلفائه إلى الخارج.
عاصفة الحزم 2015: في العام 2015، شنت السعودية عدوانها على الأراضي اليمنية، ووعدت بحسم المعركة خلال أشهر. غير أنها انتهت بعد 7 سنوات وبشكل تدريجي، عقب اتفاق تم برعاية الأمم المتحدة في نيسان / ابريل من العام 2022، وبعد أن وجدت المملكة نفسها غارقة في المستنقع اليمني، مع تكبدها خسائر عسكرية واقتصادية هائلة قُدِّرت بمليارات الدولارات، إلا أنها تعمل على التكتم عليها.
وفي وقت لا يزال اليمن يعاني من تبعات العدوان السعودي عليه، عبر الحصار وغيرها من الإجراءات المالية، دخلت القوات المسلحة اليمنية في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، انطلاقاً من الواجب الديني والاخلاقي لمساندة الشعب الفلسطيني ونصرة المظلومين في غزة، وتعرضت للعديد من الضربات من الدول الغربية وللاعتداء من قبل الكيان الاسرائيلي.
المصدر: المنار