اليأس يغزو قلوب المرتزقة في الجزﺀ الاخير من مشوار الارتزاق
سليمان عويدين الغولي
في بداية العدوان انضم الكثير من المرتزقة الى صفوف جيوش العدوان في مارب للقتال معهم ضد ابناﺀ بلادهم طمعا في الاموال المدنسه التي تصرفها السعوديه للمرتزقة وكانت الفكره التي قدمت للمرتزقة انهم سيخوضون معركة سريعه وسينتصرون خلال اسابيع او بالكثير شهر واحد..
لكن وخلال اكثر من 300 يوم من العدوان لاحظ المرتزقة المحليين ان لا انتصار لهم في الميدان وان عددهم يتناقص كل يوم بفعل الهجمات الفاشلة التي يقدمون عليها في مارب فيقتل الجيش واللجان المئات منهم مع كل محاولة للهجوم ولم يحصلوا على شيئ من الوعود التي قدمها لهم زعامات العماله والخيانه من الاخوان وغيرهم الا اذا اعتبرنا افتتاح المقابر الطويله لقتلاهم في مارب احد هذه الوعود..
شخصيا عرفت الكثير من الذين ذهبوا للارتزاق مع العدوان في مارب بحكم العمق القبلي الذي انطلق منه “قبايل عمران” كان الاخواني المرتزق يغرر بابناﺀ عمه وابناﺀ قبيلته بالمال ويستقطبهم للتوجه الى مارب وكان يتحصل على مكافاة ماليه على كل فرد يقدمه لقيادات المرتزقة في مارب. …كان الامر اشبه بتجارة البشر ولكن بطريقة حديثة حيث يعتقد المغرر به انه سيذهب للتجنيد وجباية الاموال واغتنام السلاح ويحارب من يعتبرهم روافض..!
لكن مع مرور الوقت بارت تجارة الاخوان في البشر وسكن اليأس في قلوب المرتزقة وبدأ المرتزقة يهربون مع ما استطاعوا ان يحملوه من الذخيرة والسلاح الشخصي الذي كان يعطى لهم في مارب لقتال ابناﺀ بلادهم…
وبعد مرور اكثر من 10 اشهر من العدوان لاحظت ان الكثير من المغرر بهم من الذين ذهبوا للارتزاق مع تحالف العدوان في مارب عادوا في الفترة الاخيرة الى قراهم عندنا في عمران ويقدمون وساطات المشائخ في قراهم لعدم التعرض لهم. ..والبعض منهم من الذين كانوا مجندين في الجيش يطالبون ايضا بعودتهم الى الخدمة او استعادة مرتباتهم التي قطعت بعد ان ذهبوا الى مارب للقتال مع المرتزقة هناك..
الكثير ايضا من الذين ذهبوا الى مارب للارتزاق قتلوا هناك ولم يعودوا الى قراهم الا في صناديق الموت ومعظم اسر المرتزقة لم يهتموا بنقل جثثهم الى قراهم ودفنوا هناك في مارب في مقابر طويلة بامتداد العين على صحراﺀ مارب…
ولم يعد هناك في مارب من المرتزقة الا قلة قليلة من المرتزقة العقائديين من خريجين جامعة الايمان الاخوان
وهكذا يصل مشوار الارتزاق المحلي الى الجزﺀ الاخير من قصة ارتزاقه فيما يستمر توافد المقاتلين اليمنيين الاحرار الى الجبهات ويزداد نفيرهم وحجمهم الى ان ينتصر اليمن في معركة النفس الطويل..