بعد تشديد الخناق البحري .. العدو الصهيوني يواجه شبح “الحصار الجوي”
يمني برس – متابعات
مع تصاعد العمليات التي يتعرض لها الكيان الصهيوني براً وبحراً وجواً، على خلفية استمرار اجرامه بحق غزة ولبنان، يواجه العدو “الإسرائيلي” أزمة حصار مزدوج بحراً وجواً.
فبعد أن أطبق اليمن الحصار البحري على كيان العدو، فقد أدت العمليات المتصاعدة لحزب الله والمقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية إلى تنفير كبريات شركات الطيران العالمية عن مطارات العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، ما سبب أزمات إضافية للعدو.
وفي ظل هذه الأوضاع، مددت كبريات الشركات الأمريكية الأوروبية فترة تعليق رحلاتها إلى مطارات “إسرائيل” في فلسطين المحتلة بسبب عمليات حزب الله المتصاعدة، وكذلك عمليات اليمن والعراق التي طالت في معظمها مطارات العدو الصهيوني، فضلاً عن تزايد أعداد الشركات التي انضمت إلى سلسلة الشركات المعلقة لرحلاتها إلى الأراضي المحتلة، وهو ما سبب أزمات ومتاعب جديدة للعدو انعكست بشكل كبير على معظم القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها السياحة والاستثمار.
وتعرضت شركات الإنتاج التكنولوجي لانتكاسات كبيرة بسبب الحصار البحري وأزمة النقل الجوي، ما دفع معظمها للإغلاق.
في المقابل زادت نسبة عزوف السياح عن الأراضي المحتلة إلى أكثر من 83% بعد أن كانت سابقاً بسبة 75%.
وما يزيد المخاوف أكثر، ويخنق العدو بشكل أكبر، هو قيام كبرى شركات الطيران الأمريكية بتعليق رحلاتها حتى نهاية العام القادم 2025، وهو ما سيزيد وتيرة عزوف شركات الطيران، كما أن تعليق الرحلات لهذه المدة الكبيرة يؤكد أن الجميع بات يدرك أن اعتداءات العدو الصهيوني ستأخذ مساراً طويلاً في ظل الصمت الدولي، غير أنه في المقابل سوف ترتفع كلفة الإجرام على العدو وتلتهم ما تبقى من موارده الحيوية، خصوصاً مع التصاعد الملحوظ لعمليات المقاومة داخل فلسطين وفي كل جبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق.
و مددت شركة “أميركان إيرلاينز” قرارها إلغاء رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى سبتمبر 2025، وأزالت إمكانية حجز الرحلات إلى “إسرائيل” خلال هذه الفترة من موقعها على الإنترنت، وهو مؤشر يوحي بأنه لا أفق لوقف العدوان الصهيوني، كما أنه كذلك مؤشر لتصاعد المخاوف بعد أن أصبحت المدن الفلسطينية المحتلة غير آمنة، ويتم استهدافها باستمرار في أي وقت.
وفي السياق أبدت وسائل إعلام صهيونية قلقها الكبير من تأثير تعليق رحلات الشركة الأمريكية على جر المزيد من الشركات لتعليق رحلاتها كل هذه المدة، حيث أوضحت صحيفة غلوبس الاقتصادية الصهيونية أن المخاوف من قرار “أميركان إيرلاينز” هو انخراط شركات كبرى في تأجيلات مماثلة تفاقم أزمة النقل الجوي من وإلى فلسطين المحتلة.
وأوضحت أن أبرز الشركات الأمريكية والأوروبية الكبرى مثل دلتا إيرلاينز وفيرجن أتلانتيك وبريتيش إيرويز وإيزي جيت، من المحتمل أن تزيد فترة تعليق رحلاتها إلى ما بعد أبريل القادم، حيث لا تلوح مؤشرات لعودة تلك الشركات حسبما أكدت الصحيفة الصهيونية.
ونوهت الصحيفة الصهيونية إلى أن توالي إعلانات شركات الطيران العالمية بتعليق رحلاتها من وإلى فلسطين المحتلة خلق أزمة كبيرة في النقل الجوي وأدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر عبر شركات الطيران التي ما تزال تتعامل مع مطارات العدو.
وفي سياق متصل تتصاعد مخاوف شركات الطيران الأوروبية من العمليات اليمنية الصاروخية، حيث علّقت شركة الخطوط الجوية الفرنسية “حتى إشعار آخر” رحلاتها فوق منطقة البحر الأحمر، وذلك “في إجراء احترازي” بعد أن أبلغ طاقمها عن وجود “جسم مضيء” فوق السودان، يعتقد أنها أسلحة قادمة من اليمن، وهو الأمر الذي يشير إلى حجم التأثير الشامل الذي تضعه القوات المسلحة اليمنية جواً بعد الإعاقة البحرية لملاحة العدو الصهيوني.
وقالت الشركة في بيان نشرته وكالة الصحافة الفرنسية “تؤكد الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) أنها قررت، في إجراء احترازي، أن تُعلّق التحليق فوق منطقة البحر الأحمر حتى إشعار آخر”.
وأضاف البيان أن هذا القرار اتُّخذ عقب “رصد جسم مضيء على ارتفاع عال” في السودان.
وذكرت شركة الخطوط الجوية الفرنسية أن خط سير بعض رحلاتها قد تغيّر وأن بعض الطائرات قد عادت أدراجها نحو المطارات التي أقلعت منها، مشيرةً ضمنياً إلى مخاوفها من أن صواريخ القوات المسلحة اليمنية وطائراتها المسيرة ستتحول إلى كابوس للملاحة الجوية من وإلى الكيان الصهيوني بعد أن عطلت الملاحة البحرية.
يشار إلى أن العشرات من الشركات الأوروبية والآسيوية والأمريكية قد علقت رحلاتها من وإلى فلطسين المحتلة، وذلك جراء الاستهدافات المتكررة والمتوسعة للأراضي المحتلة، سيما صواريخ حزب الله التي تصل يومياً بالمئات إلى مختلف المدن الصهيونية بما فيها ضربات طالت مطارات العدو، في حين يشار إلى أن اليمن استهدف في ثلاث مناسبات مطارات العدو الصهيوني ما أدى إلى تعليق العمل فيها لعدة ساعات، وبهذه المعطيات تضاعفت مخاوف شركات الطيران العالمية وأجبرت على تعليق رحلاتها من وإلى كيان العدو الصهيوني.
وقد أدت أزمة النقل الجوي داخل الكيان إلى إفرازات منهكة للعدو، حيث تعطلت معظم القطاعات، وارتفعت وتيرة عزوف المستثمرين، وكانت الشركات العاملة في التكنولوجيا على رأس المتضررين من هذه الأزمة، وعلاوة على ذلك ما تزال أزمة البحر التي سببتها القوات المسلحة اليمنية للعدو الصهيوني تأكل أهم أوعيته الإيرادية، وهنا يواجه العدو الصهيوني خطر الحصار المزدوج جواً وبحراً، ومعه تتضاعف الخسائر وقد تفرز نتائج مميتة لاقتصاد العدو الذي يعاني الأمرّين.