السيد القائد: الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني تحتاج للتحرر من الخوف، وتضحيات الشهداء هي السبيل للعزة والكرامة
يمني برس |
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الخطر الذي يهدد الشعب الفلسطيني ليس مقتصراً عليه فقط، بل هو خطر يستهدف الأمة بشكل عام، حيث أن أعداء الأمة حاقدون وطامعون فيما تملكه هذه الأمة من مقدرات وخيرات.
وأوضح السيد القائد في كلمة له اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية، أن الأعداء يسعون لإبادة هذه الأمة، وأن ما يفعلونه في فلسطين اليوم يمكن أن يتكرر في أي بلد آخر، كما سبق للأمريكي أن فعل في العراق وأفغانستان، وهذا كله في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة والسيطرة عليها.
وأضاف السيد القائد أن الأمة عندما تتحرك تجاه المشروع الصهيوني بالروح الجهادية، وبوعي وبصيرة قرآنية، فإنها تصل إلى مستوى المَنَعَة والقوة والعزة، وتدرك أهمية كل عناصر القوة التي تحتاجها. وأشار إلى أن الروح الجهادية التي تتحرك بها الأمة تنهض بها لمواجهة التحديات دون خوف أو اكتراث بما يمتلكه العدو من جبروت وطغيان. وأكد السيد القائد على حاجة الأمة للتحرر من عقدة الخوف من أمريكا وإسرائيل، لافتاً إلى أن هذا الخوف لا يمثل حماية للأمة، بل يدفعها للاستسلام بدلًا من اتخاذ الحذر والتحرك المضاد.
وشدد السيد القائد على أن الخوف يجعل الكثير من أبناء الأمة، سواء رسمياً أو شعبياً، يتجهون نحو الاستسلام والخضوع والطاعة العمياء للأجندة الأمريكية والإسرائيلية، بينما أعداء الأمة يحملون من الحقد والعقد النفسية ما يجعلهم لا يقبلون لأحد من أبناء الأمة أن يكون في وضعية محترمة، حتى وإن لم يكن توجهه عدائياً تجاههم. ولفت إلى أن الأعداء لم يتركوا الشعب السوداني لحاله، رغم أن أدواتهم هي التي تسيطر على الوضع هناك، بل اتجهوا لاستنزافه بمشاكل وصراعات وحروب لزيادة الضغوط عليه.
كما أوضح السيد القائد أن الأعداء لا يتوقفون عند استنزاف الأمة في صراعاتها الداخلية فقط، بل يصفّون حساباتهم مع منافسين آخرين، ومن بينهم الصين وغيرها من القوى التي قد تواجههم مستقبلاً. وأشاد السيد القائد بموقف الشعب اليمني الذي اتجه لنصرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بكل شجاعة، معتمداً على ثقته بالله ووعوده، ومنطلقاً من إيمان عميق وبصيرة قرآنية، رغم حجم التحديات التي تواجهه.
وفي حديثه عن الشهداء، أكد السيد القائد أنهم يمثلون مدرسة عظيمة ومتميزة، وأن استذكارهم يشحذ الهمم ويعزز الروح المعنوية الجهادية ويحيي الضمائر. وأضاف أن الشهداء هم من كافة أطياف المجتمع، من علمائه، ومزارعيه، وتجار، وفلاحين، ومدرسين، وطلاب، ومن الشباب والكبار، ومن مختلف أبناء المجتمع، مشيراً إلى أنهم يحظون بمنزلة رفيعة عند الله وكذلك بالتكريم العظيم والفوز بالحياة السعيدة. وأكد السيد القائد أن ما يحظى به الشهداء من التكريم العظيم يأتي لقاء تضحياتهم في خدمة ونصرة القضية المقدسة والعادلة، وسعيهم لترسيخ المبادئ الإلهية لحماية عباد الله.
وتابع السيد القائد بالقول إن تضحيات الشهداء جاءت في إطار المواجهة بين قيم الحق والعدل، وبين الشيطان وأوليائه، الذين يمثلون الظلام والشر والإجرام. وحث السيد القائد الجهات المعنية ذات العلاقة على الاهتمام المتزايد تجاه أسر الشهداء، وتحمل مسؤولياتها في هذا الإطار، كما دعا المجتمع لأن يكون مدركاً على الدوام لمسؤوليته تجاه أسر الشهداء، وأن يقتدي الجميع بالشهداء في العطاء والإحسان.