العدوان الصهيوني على الضفة.. أرقام وتقارير صادمة لحوادث واعتداءات مرعبة
العدوان الصهيوني على الضفة.. أرقام وتقارير صادمة لحوادث واعتداءات مرعبة
يمني برس- تقرير- يحيى الشامي
أصدر مركز “بتسليم” الحقوقي تقريراً يكشف عن تكرار حالات التنكيل الشديد ضد الفلسطينيين من قبل جنود العدو الإسرائيلي وسط مدينة الخليل الجنوبية في الضفة الغربية المحتلة.
واستند التقرير إلى أكثر من 20 شهادة من عيّنات عشوائية من فلسطينيي مدينة الخليل لوحدها فقط. التقرير الموسوم بـ “بلا رسن: تنكيل الجنود بالسكان الفلسطينيين وسط مدينة الخليل” يوثق الاعتداءات التي تعرضوا لها بين مايو وأغسطس 2024.
ووفقًا للشهادات، يتم توقيف الفلسطينيين بشكل عشوائي أثناء قيامهم بأنشطتهم اليومية العادية، ثم يتعرضون للضرب في الشوارع أو في نقاط عسكرية حتى الإغماء، وفي حالات كثيرة يصابون بجراح متوسطة تستدعي نقلهم للمستشفى لتلقّي العلاج والمجارحة.
وتؤكد المديرة العامة للمركز أن هذه الممارسات لم تعد حالاتٍ فرديةً، بل أصبحت ظاهرة منتظمة تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة لنزع الإنسانية عن الفلسطينيين. وتشمل الشهادات وصفًا للعنف والإذلال والتنكيل الذي مارسه “جنود” العدو ضد رجال ونساء وأطفال، بما في ذلك الضرب والجلد وإطفاء السجائر على الأجسام والضرب على الأعضاء التناسلية والحقن بمواد غير معروفة وتقييد الأطراف وعصب العيون لساعات طويلة والتهديد والإهانة.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة وسّع جيش العدو الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بالتزامن مع تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وسُجّل – حتى اليوم – استشهاد ما يقرب من 801 وإصابة 6450 فلسطينياً وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
بلسان الضحايا.. شهادات مروعة من مدينة الخليل:
1- قرابة الساعة 7:00 كنت في طريقي إلى عملي في وزارة التربية والتعليم. في لحظة وصولي إلى الشارع الفاصل بين منطقة الراس ومنطقة وادي الحصين صوّب جندي – كان يقف على بعد نحو 50 متراً – سلاحه إليّ وهو يصرخ: “توقف”. امتثلت لأمره وطلبت منه – باللغة الإنجليزية -أن يهدأ، لكنه واصل الصراخ والتصرف بعصبية. أوضحت له أنني في طريقي إلى العمل وأنني لا أشكل أي خطر. اقترب مني ودفعني ثم أمرني بتسليمه بطاقة هويتي وهاتفي الشخصي. لكن – قبل أن أعطيه هاتفي – أمسك بي من رقبتي من الخلف وأوقعني بالقوة أرضاً، تألمت كثيراً في الظهر وصرخت؛ قلت له إنني أعاني من أوجاع في الظهر، وأنني خضعت لعملية جراحية لإصلاح انزلاق غضروفي. لكنه واصل الصراخ وبدأ يشتمني. وحين صرخت من الأوجاع جلس الجندي عليّ، اتكأ بركبتيه على صدري وضغط بقوة شديدة حتى شعرت بأنني لا أستطيع التنفس من شدة الوجع.
2- كنت أمضي الوقت مع أصدقاء لي في ساحة منزل زياد، كنا سبعة شبان، نتسامر ونشرب القهوة ونمضي الوقت معاً. ومنذ فرض حظر التجول لم نتمكن من الخروج من الحي أو القيام بأي نشاط آخر. عند الساعة 23:00 دخل علينا جندي ووقف ينظر إلينا ويصوب سلاحه نحونا. بعد ذلك أمرني وصديقي (محمد أبو ارميلة (20 عاماً) أن ننهض ونتقدم نحوه. نهضنا فوراً وأمسكنا بأيدي بعضنا البعض، وعندما اقتربنا منه أمرَنا أن نمشي أمامه. اقتادنا إلى نقطة المراقبة العسكرية قرب حاجز جابر، وكان طوال الطريق يمشي خلفنا ويصوِّب سلاحه نحونا.
3- أخرج الجنود من جيبي بطاقة هويتي وبطاقة الصحفي خاصتي، وأمروني بأن أفتح هاتفي. تصفحوا هاتفي، وجدوا فيه مواد تتعلق بالحرب على غزة، بعد ذلك عصب الجنود عيني واقتادوني – سيراً على الأقدام – مسافة نحو 250 متراً. كانوا ينشدون – بالعبرية – أغاني ثأرٍ وانتقام من حركة حماس تمجد “إسرائيل” وتدعو لقتل النساء والأطفال، وقد أجبرونا أن نردد وراءهم ونشتم الفلسطينيين. أنا أفهم العبرية جيداً؛ لأنني أقيم في الخليل. أخذوا يركلونني وهم يقولون لي: “هذه اسمها إسرائيل”. في تلك المرحلة دخل إلى الغرفة مزيد من الجنود وأخذوا يسمعون عبر مكبر الصوت أغاني تمجد “إسرائيل” وهم يرقصون حولنا بحركات وحشية.
تقارير رسمية عن جرائم الصهاينة في الضفة:
وكان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، قد قدم مطلع نوفمبر المنصرم تقريراً عن اعتداءات جيش العدو الصهيوني والمحتلين الصهاينة خلال أكتوبر / تشرين أول المنصرم. وورد في التقرير أن “جيش” العدو الإسرائيلي والمحتلين الصهاينة نفذوا 1490 اعتداء ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
وأوضح شعبان في تقرير الهيئة الشهري “انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري”، أن “جيش” العدو نفذ 1130 اعتداء، فيما نفذ المحتلون الصهاينة 360 اعتداء، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس بـ 307 اعتداءات، والخليل بـ 280 اعتداء ومحافظة القدس بـ 179 اعتداء.
وأشار إلى أن الاعتداءات تراوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضي واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
استهداف موسم الزيتون الفلسطيني
وبين شعبان أن اعتداءات المحتلين الصهاينة على عاملي الزيتون بلغت 360 اعتداءً، تركزت في محافظة نابلس بواقع 108 اعتداءات، ومحافظة الخليل بـ 81 اعتداء، ورام الله بـ 48 اعتداء و سلفيت بـ 40 اعتداء وبيت لحم بـ 37 اعتداء وطولكرم بـ 19 اعتداء للمستعمرين .
وأضاف شعبان أن المحتلين نفذوا 245 عمليات تخريب ومنع وصول وسرقة لممتلكات فلسطينيين ضد قاطفي الزيتون، منها سرقة محاصيل الزيتون في 26 حالة، وسرقة معدات القطاف في 22 حالة، إضافة لسرقة 15 خيمة وكرفان تعود للمواطنين و3 حالات سرقة لمركبات، وتسببت اعتداءات المحتلين أيضاً باقتلاع 1401 شجرة منها 1339 شجرة زيتون في محافظات الخليل بـ 740 شجرة، ونابلس بـ 193 شجرة، ورام الله بـ 178 شجرة، وبيت لحم بـ 160 شجرة. وسلفيت بـ 100 شجرة، وقلقيلية بـ 30 شجرة.
سرقة أراضي الفلسطينيين
وأشار شعبان إلى أن المحتلين حاولوا إقامة 7 بؤر استعمارية جديدة منذ مطلع أكتوبر الماضي غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي، وتوزعت هذه البؤر بإقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي محافظة الخليل بثلاثة بؤر، وبؤرة على أراضي رام الله وأخرى في القدس، وأخرى في سلفيت وطولكرم والأخيرة في رام الله.
وقال شعبان، إن سلطات العدو الإسرائيلي استولت في أكتوبر المنصرم على 84 دونماً من أراضي المواطنين الفلسطينيين في محافظات القدس وجنين وسلفيت من خلال 3 أوامر عسكرية تم رصدها، تهدف إلى فرض وقائع جديدة بحجة الأغراض الأمنية والعسكرية
وأشار شعبان إلى أن سلطات العدو الإسرائيلي نفذت خلال أكتوبر الماضي 34 عملية هدم طالت 45 منشأة، بينها 12 منزلاً مأهولاً، و6 غير مأهولة، و19 منشآت زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات الخليل بهدم 16 منشأة ثم محافظتي القدس وبيت لحم بهدم 4 منشآت في كل منهما. وبيّن شعبان، أن سلطات العدو قامت بتوزيع 38 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية تركزت في محافظة جنين بـ 17 إخطارا ثم محافظة أريحا بـ8 إخطارات والقدس بـ 7 إخطارات والخليل بـ 5 إخطارات.