المنبر الاعلامي الحر

فعسى اللهُ أن يأتيَ بالفتح أَو أمر من عنده

محمد حسين فايع

بعد فشل الحلم الأمريكي الصهيوني في تنفيذ المرحلة الأخيرة للقضاء نهائيًّا على كُـلّ قوى محور المقاومة في المنطقة والعالم الإسلامي وفي مقدمة المحور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وُصُـولًا للسيطرة المباشرة على الموقع الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي والأمني.

وبعد الهزيمة والخسارة المباشرة والاستراتيجية التي منيت بها أمريكا والغرب ورأس حربتهم كيان العدوّ الإسرائيلي أمام محور الجهاد والمقاومة وفي مقدمته المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ها هي قوى معسكر الكفر والنفاق على المستوى الإقليمي والدولي تفتح مساراً شيطانياً عدوانياً رأس حربته المجاميع التكفيرية والتي أعيد تدويرها وتسليحها أمريكيًّا وإسرائيليًّا وسعوديًّا وإماراتيًّا وقطريًّا وتركيًّا من جديد، فيما تم استنفار وسائلهم الإعلامية التي رسموا لها موجهات ومحدّدات إعلامية للعمل على عدد من المسارات ومنها:

أولًا: شيطنة سوريا شعباً ونظاماً وجيشاً وتقديم الجماعات التكفيرية على أنها معارضة سورية شرعية، وهذا ما بدأت تعمل عليه قنوات مثل الجزيرة القطرية والحدث والعربية السعوديّة وسكاي نيوز الإماراتية.

ثانيًا: العمل على شيطنة نظام وجيش وقيادة الجمهورية الإسلامية والعمل في نفس الوقت على إعادة تحريك ما يسمى بالمعارضة الإيرانية وتقديم ذلك الخليط من الجماعات التكفيرية ومجاهدي خلق المجندة على يد الموساد والمخابرات الأمريكية والغربية على أنها معارضة إيرانية شرعية تواجه ظلماً وحرماناً على يد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد بدأت تعمل على ذلك وسائل الإعلام الأمريكية والغربية كقناة الحرة وغيرها من قنوات التبعية والنفاق والتصهين الأعرابي.

ثالثًا: العمل على مسار الشيطنة للمقاومة الإسلامية اللبنانية والفلسطينية ومحاولة تجييش الجبهة الداخلية اللبنانية والفلسطينية برأس حربة هي قوى الارتباط بالأمريكي والإسرائيلي في لبنان وفلسطين.

كلّ ما سبق كانت مسارات مشروعة متكاملة وشاملة كان قد تم استخدامها مراراً، وكانت النتيجة أن مني صناعه وخدامه ومنفذوه بالفشل والهزيمة والخسران، ثم أمام الرأي العام الإقليمي والعالمي تعرى وفضح كُـلّ ذلك المشروع بكل مساراته وبكل قواه وإمْكَاناته وبكل من ورائه من قوى الكفر والنفاق ليصنع في النتيجة وعيًا إقليميًّا ودوليًّا جمعيًّا متعاظمًا، إلى أن أصبح محور الجهاد والمقاومة فاعلًا منتصرًا على طول وعرض المنطقة والعالم الإسلامي وليصبح مساراً ومحوراً تحرّريًّا عالميًّا.

اليوم ها هو معسكر قوى الكفر والاستكبار الأمريكي الصهيوني بخدامه وأدواته التي تمثل قوى معسكر النفاق والارتداد والخيانة والتطبيع يعود إلى نفس المشروع والمخطّط الذي سبق وأن جربوه مرات وفشل وخسر؛ الأمر الذي يبشر بأن معسكر قوى الكفر والنفاق الأمريكي الصهيوني الأعرابي التطبيعي هم أنفسهم من ينفذون المرحلة الأخيرة لنهاية مشروعهم ولوجودهم في المنطقة والعالم الإسلامي وعلى المستوى العالمي، وتلك سنة الله الثابتة وذلك وعد الله الذي لن يتخلف عن الواقع، وصدق الله العلي العظيم القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ إيمَـانهِمْ، إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ، حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأصبحوا خَاسِرِينَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أولياء، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com