كم قتل “العدوان” من اليمنيين خلال 72 ساعة من “أسف” عسيري؟
يمني برس – وكالة خبر – هادي الشامي
أكثر من 90 مدنياً كانوا ضحايا 3 عمليات قصف للطيران، في صعدة وعمران ونهم، شرق صنعاء، خلال ساعات.
لثلاثة أيام توالياً، منذ أعلن الناطق باسم “التحالف السعودي” أحمد عسيري، أسفه لاستهداف مدنيين في اليمن، واصلت الطائرات مجازرها بحق المدنيين، مخلفة نحو 120 ضحية، بينهم نساء وأطفال، في غارات استهدفت سيارات ومنازل مواطنين في حجة وصعدة وعمران ونهم، شرق صنعاء، التي تشهد محاولات عنيفة للتقدم من قبل موالين للرياض، تحت غطاء جوي هو الأعنف.
في صعدة، استشهد وأصيب 40 مدنياً، الأربعاء 3 فبراير/ شباط 2016، بغارات استهدفت منازل مواطنين في وادي آل أبو جبارة التابعة لمديرية كتاف. وقال مصدر محلي لوكالة “خبر”، إن القصف الجوي استهدف منازل ثلاث أسر، هم: (صالح سعود، أسرة من آل الضرف، وثالثة من آل مهران).
ولم يتم معرفة مزيد من التفاصيل؛ نظراً لتعذر التواصل وانقطاع خدمات الاتصالات في تلك المناطق التي تتعرض لقصف متواصل من قبل العدوان السعودي. ويوم الاثنين، 1 فبراير استشهدت أم وطفلتها، وأصيب 6 آخرون، جراء قصف استهدف تجمعاً لجلب الماء عند أحد الآبار، في عزلة الذراع بمنطقة مران بمديرية حيدان.
واستشهد مواطن وأصيب آخران، الثلاثاء 2 فبراير، في غارات سعودية استخدمت فيها أسلحة محرمة، في محافظة حجة. وأوضح مصدر بإدارة أمن المحافظة لوكالة “خبر”، أن طيران التحالف الذي تقوده السعودية، شن 4 غارات استهدفت قرية السر بمنطقة الشعاب التابعة لمديرية حرض، ما أدّى ـ بحسب المعلومات الأولية ـ إلى وفاة شخص وإصابة 2 آخرين بجروح بالغة.
وفي نهم، الواقعة شرق العاصمة اليمنية، والتابعة إدارياً لمحافظة صنعاء، استشهد 13 مدنياً بينهم أسرة مكونة من 8 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، في عمليتي استهداف لسيارتين، خلال أقل من 24 ساعة.
وفي مذبحة جديدة للطيران المعادي، استشهد واصيب 45 شخصاً في قصف طال مقر إدارة مصنع اسمنت عمران، مساء الأربعاء 3 فبراير. ووفق مصادر متطابقة لوكالة “خبر”، فإن 15 شخصاً استشهدوا وأصيب نحو 30 آخرين، في القصف الذي طال إدارة المصنع.
وذكر مصدر في العمليات بعمران، أن من بين الضحايا مواطنين كانوا يمرون بالقرب من المصنع، تطايرت شظايا وأحجار تسبب في إلحاق إصابات بينهم.
وتحدثت مصادر إعلامية عن ضحايا سقطوا جراء غارات على مناطق متفرقة في الحديدة، الثلاثاء.
وأشارت، مصادر محلية لوكالة “خبر”، الأربعاء 3 فبراير، أن غارة استهدفت نقطة على مدخل مدينة الشرق التابعة لذمار، في وادي حباب، فيما استهدفت غارة أخرى، نقطة أمنية في وادي رماع، على الطريق الرابط مع عتمة، وسط معلومات بوقوع 5 مصابين.
وفي وقت سابق من مساء الاثنين 1 فبراير، استشهد شخصان وأصيب آخران في القصف الذي استهدف إدارة أمن جبل الشرق.
وكان المتحدث باسم تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية – السعودي أحمد عسيري، أقر في تصريحات له مساء الأحد 31 يناير، كانون بسقوط مدنيين، كما أقر بواحدة من حالات أربع استهدفت بالقصف خلالها مستشفيات ومرافق صحية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، ضمن مئات المشافي والمراكز الصحية التي تعرضت للتدمير.
وزعم عسيري في تصريحات، أن سقوط ضحايا من المدنيين “أمر غير مقصود”، مبدياً “أسف دول التحالف” لسقوط مدنيين في اليمن، وأن التحالف “يحقق” في الأمر وسيشكل “لجنة تقييم” (..) وسيعمل على “تحسين” آليات الاستهداف.
وفي تصريح لوكالة “خبر”، اعتبر المحاميٍ والقانوني اليمني محمد علاو، إعلان عسيري، “بتشكيل فريق لتقييم الأحداث والتحقيق في عمليات قصف طالت المدنيين”، مجرد محاولة سعودية استباقية لتوصيات لجنة العقوبات الأممية والتي تتضمن إنشاء لجنة تحقيق دولية شاملة في كل جرائم الحرب علی اليمن.
على الصعيد ذاته، ووفقاً لما نقلته صحيفة “الغارديان” البريطانية فإن منظمتي “هيومن رايتس ووتش” والعفو الدولية أكدتا أن تشكيل التحالف السعودي لجنة تحقيق في الاتهامات الموجهة إليه غير كاف. ورفضت المنظمتان التعهدات السعودية بالتحقيق في سقوط الضحايا المدنيين، مجددتين تمسكهما بإجراء تحقيق مستقل في جرائم حرب محتملة وتحديد هوية الجناة بهدف ضمان تقديم المسؤولين للعدالة.
يشار إلى أن تصريحات عسيري، أعقبت صدور تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الخاصة باليمن، الصادر بأكثر من 50 صفحة، والذي وثق، بحسب ما أحصاه الخبراء، 119 غارة شنها التحالف واستهدفت 146 هدفاً، وهي متعلقة بانتهاكات القانون الإنساني الدولي.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد الضحايا في اليمن منذ مارس/ آذار الماضي، ومعظمهم من المدنيين، وعدد كبير منهم هم من النساء والأطفال، بلغ 6000 شخص. وتعطي نتائج تحقيقات وتقارير يمنية رقماً أعلى من هذا بكثير.
وفي إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية، الدكتور تميم الشامي لوكالة “خبر”، فإن أعداد الضحايا يتجاوز 23 ألفاً و900 منهم أكثر من 7 آلاف شهيد بأسمائهم، فضلاً عن ما يزيد عن 16 ألف جريح. وشدد، أن ذلك العدد هو للضحايا، بحسب الأرقام والأسماء التي وردت في الوثائق، مؤكداً أن الأرقام الفعلية قد تتجاوز 24 ألفاً.
وبهذا الخصوص، قال لوكالة “خبر” الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان، إسماعيل الجبري: “إن الأعداد الكبيرة من ضحايا العدوان السعودي التي ذكرتها وزارة الصحة هي أعداد استطاعت أن توثقها المؤسسات الحكومية؛ إلا أنها لا تعكس الرقم الحقيقي للعمليات العسكرية منذ الـ26 من مارس / آذار”.
وأكد أن ما تقوم به قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية يعد انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي تتعلق بالحقوق والحريات، وأيضاً القانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين أثناء الحروب أو النزاعات المسلحة.
وأشار إلى أن هناك استهدافاً ممنهجاً للمدنيين والبنى التحتية، وهذه كلها تعد جرائم حرب.. كما أن العدوان استهدف المنشآت الصحية والكوادر الطبية، وهي جزء من جرائم الحرب الكبرى؛ كونهم يقومون – الكوادر الصحية – بعمل إنساني بحت، والرعاية الصحية تقدم لكافة المواطنين بدون استثناء.
وكان برلمان الاتحاد الأوروبي أصدر، في الأيام الماضية، قراراً غير مسبوق و”تاريخياً”، إزاء الحرب على اليمن، مندداً بالغارات، ودعا إلى وقفها فوراً، واتهم التحالف بالفشل في إعادة الاستقرار إلى اليمن، واستهداف المدنيين والبنى المدنية التحية، وإفشال مشروع قرار بتشكيل لجنة تحقيق محايدة في الانتهاكات، ما مهد لانتشار الجماعات الإرهابية المتطرفة، وخصوصاً في عدن.
وتبنى البرلمان الأوروبي، تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي الإنساني في اليمن. ونص القرار، أن يقدم لمجلس الأمن الدولي ولجنة الأمم المتحدة وحكومات وبرلمانات الدول الأعضاء.