خطابٌ للتاريخ وللأجيال
خطابٌ للتاريخ وللأجيال
يمني برس ـ بقلم ـ محمد حسين فايع
معذرةً عند ربكم وللتاريخ وللأجيال؛ وثقوا أنهُ في الـ10 من جمادى الثانية ١٤٤٦ه، الـ12 من ديسمبر 2024م، بعد أن أسقطَ التآمرُ الأمريكيّ الصهيونيّ وأدواتهم في المنطقةِ؛ سوريا بأيدي الجماعات التكفيرية؛ ونتيجةً لما ترتب عليه من استباحةٍ صهيونية أمريكية لسوريا، عبر مسار تدمير قدراتها العسكرية والتسليحية الاستراتيجية، ومسار التوغل الإسرائيليّ غير المسبوق في الأراضيّ السورية بشراكةٍ أمريكيةٍ وبتآمر وخيانة من قبل أنظمة وقوى وجماعات عربية وإسلامية.
كان للسيد القائد خطابٌ وُصِفَ بالتاريخيّ من قِبَلِ كُـلِّ المراقبين والمتابعين في المنطقة والعالم الإسلاميّ، وفيه تحدث السيد القائد عن مسارِينِ أَسَاسيَّينِ:-
الأول: كشف من خلاله بالتفصيل الدقيق ما يريدُ الأمريكيّ والصهيونيّ أنّ يثبِّتَهُ في المنطقةِ من معادلاتٍ، لتغيير وجه ما يسميه “الشرق الأوسط”، انطلاقاً من النموذج المراد صناعته في سوريا، ثم ليشمل مختلف بلدان المنطقة، عبر الاستخدام والتجيير وتسخير كل مقدرات الأنظمة والقوى والجماعات في المنطقة؛ لخدمة المشروع الأمريكيّ الصهيونيّ الفتنويّ وتدمير كل بلدان المنطقة بلا استثناء.
الثاني: أقام السيدُ القائد الحجّـةَ على الأُمَّــةِ مستنهضاً كل أبنائها عَبر خطابٍ قُرآنيّ مقرونٍ بشواهدِ ووقائعِ الأحداث، وباستحضار الدروس والعبّر من مسار أحداث كُـلّ مراحل الصراع والمواجهة التاريخية مع اليهود الصهاينة خَاصَّة؛ باعتبَارهم الأشد عداوةً لكل الأُمَّــة -شعوباً وأنظمةً وقوى وجماعات- بلا استثناء، بتأكيدات كُـلّ كتب الله، و بشهادةِ أشملها وأعمقها وأبينها القرآن الكريم، ثم على ألسنةِ أنبياءِ الله، وُصُـولًا إلى رسول الله ونبيه الخاتم محمد “صلوات الله عليه وآله”، كما شهدت بذلك كُـلُّ أحداث الصراع التاريخي مع الكفر والاستكبار والإجرام، وكان اليهود ولايزالون ومن يتولاهم الأشد كفرًا وفجوراً إلى قيام الساعة.
خِطّابٌ تاريخيٌّ نهضويٌّ توعويٌّ شامل للسيد القائد، يجب أن تتلقاه مختلف المنابر الإعلامية والتثقيفية بالاستنفار والنشر المتكرّر؛ بهَدفِ إيصال مضامينه التذكيريَّة بحُجَّتِهِ البالغة إلى أوسع شريحةٍ داخل الأُمَّــة؛ سواءٌ أكانوا شعوباً أَو أنظمةً أَو قِوَىً أَو جماعاتٍ، نخباً أكانوا أَو من عامة الناس؛ لإقامة الحجّـة عند الله عملاً بقوله جلَّ شأنه: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّـة مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا، اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَو مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا، قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.